«جيش الاسلام» ينفذ أحكام الإعدام على عشرات الشباب في الغوطة الشرقية

حجم الخط
5

الغوطة الشرقية ـ «القدس العربي» وسط أنباء تتحدث عن إعدام العشرات من الشبان في الغوطة الشرقية بتهم مختلفة، تسربت أخبار عديدة عن عملية الإعدام هذه متسائلة: من هم الذين تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم؟ وماهي تهمهم؟ ومن هي الجهة التي قضت بإعدامهم؟
فبعد عمليات عديدة قام بها جيش الإسلام استهدف من خلالها عناصر تنظيم الدولة في الغوطة الشرقية، ومن بعدها عناصر جيش الأمة قتل في هذه العمليات العشرات من الجانبين، واعتقل العشرات أيضاً في سجون جيش الإسلام، في حين سُربت أمس صورة للعشرات من الملثمين الذين اقتيدوا إلى منصة الإعدام من قبل عناصر يرتدون الزي البرتقالي في مشهد يقصد منه وضع عناصر تنظيم الدولة في المشهد الذي وضعوا فيه ضحاياهم متبادلين الأدوار هذه المرة. وكان هذا مع كلمات مصاحبة تقول ان هذه الصورة هي جزء من شريط مصور سيبث لإعدام العشرات من عناصر التنظيم من قبل جيش الإسلام، ليتم في ما بعد حذف الصورة من قبل ناشرها. ولم يتسن التأكد من صحة هذه الصورة ومصدرها الذي ادعى نشطاء أنه من المقربين من جيش الإسلام.
وممن تواردت أنباء تنفيذ حكم الإعلام بحقه، وشاهد أهله فيديو لاقتياده إلى الإعدام شخص يسمى «إ.ص.». وقد آثر مصدر مقرب منه يدعى فؤاد عدم ذكر اسم الضحية التي تمت تصفيتها على وسائل الإعلام، مكتفياً بالحديث عن قصتها.
ويقول في حديثه لـ «القدس العربي» ان «إ.ص.» كان من أوائل من انتفض في وجه النظام، ثم انتسب إلى الجيش الحر حاملاً سلاحه في وجه قوات الأسد، وشارك بمعارك جوبر وزملكا، وكانت له أياد بيضاء في المشاركة بالعمل الإنساني من خلال تهريب الجرحى والمحاصرين، أو نقل أمتعتهم وحاجياتهم من مناطق إلى أخرى، وكل ذلك كان يتم تحت وابل من الرصاص والقنص.
ويضيف أن «إ.ص.» تعرض للإصابة أول مرة في كتفه عام 2012 ثم أصيب مرة أخرى بعينه، مما أعاقه من الرؤية بشكل شبه كامل حتى أطلق عليه لقب «أبو حسام عين» في كناية إلى فقدانه عينه، وكان «إ.ص.» يجد في نفسه ميولاً للنصرة انطلاقاً من اعتقاد وجوب الجهاد في الشام، سيما أنه منحدر من بيئة محافظة جداً. في تلك الأثناء لم يكن هناك أي عداوة بين النصرة والجيش الحر، فالكل كان يقاتل لهدف واحد وإن تعددت الرايات.
بعد إصابته آثر المكوث في المنزل وبات يعمل في أرضه الزراعية الكائنة في منطقة النشابية إلا أن وضعه المادي كان مزريا، وكانت الغوطة الشرقية تعاني من حصار خانق حتى بات الناس يأكلون أوراق الشجر. فعرض عليه تنظيم الدولة أن يعمل في مطبخه بإعداد الطعام للمقاتلين، فرضي ليعيل أطفاله وزوجته.
يقول فؤاد: «في تلك الأثناء حوَّل قائد جيش الإسلام معركته من قتال النظام إلى قتال الدولة والنصرة، وكانت أعداد تنظيم الدولة الإسلامية قليلة جداً مقارنة بأعداد جيش الإسلام، وتمركزوا حينها في مناطق النشابية وبيت سوى مما سهل القضاء عليهم لاحقاً، وشن جيش الإسلام حملة في الغوطة الشرقية على كل من ينتسب إلى تنظيم الدولة. فتمكن قسم منهم من الفرار بينما اعتقل قسم كبير منهم، وتم إيداعهم في سجن التوبة في مدينة دوما، وكان من هؤلاء المعتقلين «إ.ص.».
اعتقل الأخير بتهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة، وتمكنت عائلته من زيارته عدة مرات في السجن، لكن بعد واساطات ورشى كما يدعي فؤاد، لكن الغريب كان في وجود آثار تعذيب على جسده وحروق مما يشير إلى تعرضه للتعذيب، وتحدث «إ.ص.» لعائلته أنهم انتزعوا منه اعترافات بأنه ينتمي لتنظيم الدولة.
ويضيف فؤاد أنه في 30 من أبرل / نيسان تم إصدار حكم الإعدام من قبل جيش الإسلام على عشرات الشباب، واقتيدوا وهم ملثمين، مما يخفي هوياتهم عن أهالي الغوطة. وهو الأمر الذي أثار شكوك الكثيرين عن إعدام جيش الإسلام لعناصر تابعين لجيش الأمة، أو ممن تم اعتقالهم من اشتباكات برزة، أو ملاحقين من الغوطة الشرقية بتهمة الانتماء لتنظيم الدولة.
وكان «إ.ص.» أحد من تم إعدامهم، حيث وصل الخبر لعائلته في السابع من مايو / أيار بأنه تم دفنه مع من تم إعدامه في مقبرة جماعية، وتم عرض شريط مصور عليهم يظهر فيه الشاب «إ.ص» مع مجموعة ممن صدر بحقهم الإعدام رمياً بالرصاص. إلا أن شقيق الفقيد طالب بجثته، وبالفعل تم إخراج الجثة بشرط أن يطلعوا عليها بشكل سريع وفي الليل، ومع غياب التصوير والجوالات وتم دفنه في منطقة زبدين.
وأضاف فؤاد أن أهالي الغوطة اليوم باتوا يتذمرون من جهلهم بمصير أبنائهم في سجن التوبة، مشيراً إلى أن اعتقالات عديدة تجري يومياً لأسباب مختلفة كالانتساب لجيش الأمة، أو لتنظيم الدولة، أو تأسيس كتائب جديدة وهو ما حُظر في الغوطة مؤخراً.
وفي ظل النفي والتأكيد على ما جرى، أكد بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي حقيقة الصور، ناسبينها إلى بدر التميــــمي وهو عضو الهيئة الشرعية في جيش الإسلام بحسب الناشطـــين، والذي قام بحذفها بعد نشرها، وتحدى الناشطون جيـــش الإسلام أن يقوم بالكشف عن وجوه المقتادين، مما دفعهم للاعتقاد أن أغلبهم من أهالي الغوطة ودمشق، وإلا فما الغاية من ستر وجوههم؟.
يأتي ذلك في ظل غياب أي تصريح لجيش الإسلام حول حقيقة الصور التي نشرت، والأخبار التي تم تداولها على صفحات التواصـــل الاجتماعي، ورفض أشخاص محسوبين عليه الإفصاح عن حقيقة ما جـــرى، ولم ينشر على الصفحات الخاصة باللواء سواء على الفيسبوك أو تويتر أي خبر عن الموضوع، وسط استغراب كبير لشريحة من الناشطين من موقف اللواء، واقتصر على تعليقات لناشطين من الغوطة الشرقية تراوحت بين اعتبار أن هذه الصور مقطع من تصـــوير فيلم في الغوطة عن تنظيم الدولة.
وآخرون لمحوا إلى أن المحكومين إن أعدموا فهم من المتورطين بدماء الثوار في الغوطة، ومن المتوقع أن يتم قريباً إصدار بيان من الهيئة القضائية في جيش الإسلام لتوضيح ملابسات ما حدث، بالإضافة إلى الحديث عن إصدار مرئي مرتقب يتعلق بهذا الموضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    ننتظر الايضاحات ثم نعلق
    السؤال هو : ألا تكفينا داعش واحدة

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول Amir Hamza:

    هذا هوالجهاد الحقيقي , لقد كان نظام بشار ارحم بهم وما دمتم تتخذون هذا الجهاذ فعليكم ان تحصدوا تبعاته … هكذا ينجح المخطط الصهيوني بحذافيره ..السؤال هل من مراجعة …لا اعتقد فقد سلكتم طريق لا رجعة فيه ومن الافضل لكل امرء ان يترك الساحة لكي لا تلطخ اياديه اكثر …لا احد يسمع لان الكل متورط واصبحت لكل عضو وطيفة لا يجيد غيرها …سلام على الامة التي تركت الرحمة لتقع في الفخ والعصبية.

  3. يقول الطلطلي الكريزي العتيبي العربي:

    حسبنا الله ونعم الوكيل ولاحولة ولاقوة إلا بالله

  4. يقول Adnan:

    النار تأكل بعضها إن لم تجد ماتأكله !

  5. يقول سامر سليمان سورية الغوطة الشرقية:

    اخواني بالله الفكر الداعشي خطير جدا هل الدواعش حررو شبر من الاراضي السورية وهل حاربو النظام لا لم يفعلو بل اغتالو الثوار وزبحوا الاطفال هم يد النظام الغير مباشرة ويد ايران ويد من لايريد عودة الخلافة الاسلامية بارهاب العالم وتقوية كراهية العالم وزرع الفتنة والشك بين المسلمين

اشترك في قائمتنا البريدية