أكتُب عنه، ذلكَ الذي يحملُ وجه أبي وصوتَه.
يقول: هاتِ يدكِ وأهرب.
يقول: خذي يدي، وأضع يديّ على أُذن قلبي.
لا امرأة تُلدغ من قلبها عشرين مرّة،
تمدُّ راحتيها للمطر. لوجه أمّي أفكّ خشبهما: أخاديد أصابعي،
وليست من عجينٍ، أو إسمنت.
ها أنا، ولم أعُد أنا.
أنجبيني في هذا الجانبِ من الحياة،
ليس محسوبًا ما مرّ.
لن تعرفي كيف كانتِ الجهاتُ، وأني متُّ هناك.
هنا، هيكلٌ عظمي لوردة، ابنتُكِ التي في الرابعة عشرة.
كانت يداي أوهن من أن تضغطا السّكين، «لم أفعل شيئًا»، أردت أن أقول،
لكن ذلك غير مهم بقدر أن أقول:
لا، كأنهّا خارجة من بئر.
قتلتني هذه الكلمة، ولم أقُلها.
قتلتُ بذرتي، ولم أقلها.
ووَرَّثتُ الموت لمن أنجبتُ مثلما ورِثتُه، لم أُجزِّئه.
الجهاتُ التي تبادلتني، لم تُلقِ السّلام أولًا، كان ذلك مضيعة للوقت.
ها قد غادرتُ وحدي، أبحث: جهةٌ لي، جهةٌ لها، جهاتٌ لكلينا. هل من جهةٍ تدور؟
يُفترضُ أن يكون هذا النَّص عني، لكن بسّام هُنا:
كتب عن السّجائر، النّساء، النّبيذ، وأشياء تخصُّ الرجال.
لا رجالَ أكتب عنهم:
الرجالُ ذهبوا إلى الجهاتِ. السّجائرُ رائحتُها تذكّرني برجالٍ جاؤوا من جهاتٍ.
النبيذُ رائحةُ رجُلٍ عَرقُه نبيذٌ. الأمراضُ تشبه رجالا لم يأتوا. رجالٌ عالقون في أبواب جهاتٍ. السّياراتُ، في مقاعدها كان رجالٌ، يذكّرونني برجالٍ قَطّعوا أطرافي، وأطعموها لكلاب الجهاتِ. الجهاتُ رجالٌ ظننتهم وِجهات، وخطوط نهاياتٍ لم تأتِ.
رجالٌ يذكِّرونني بسليم بركات، رجالٌ يذكرونني بظلّ عبر إلى الشعر حاملًا اسم: وديع سعادة. رجالٌ يكتبون بروح طفل، أحدهم اسمه: عبد الله زريقة. رجالٌ ليسوا من هنا. أخذ بعضُهم بعضَ يدي، وذهبوا، إلى جهاتٍ.
٭ شاعرة مغربية
6shr
عائشة بلحاج