حلب – «القدس العربي» : اعتبر المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد فايز الأسمر، أن إسقاط النظام السوري لمقاتلة إسرائيلية من طراز إف 16، جاء بإيعاز وبضوء أخضر روسي، في محاولة من الأخيرة لخلق مبررات أكثر أمام إسرائيل لتكثف من ضرباتها على مواقع إيرانية في سوريا.
وأوضح في تصريح لـ «القدس العربي» أن التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا يخدم روسيا بالدرجة الأولى التي تسعى إلى تقليم أظافر إيران في سوريا، لأن تعاظم دور إيران في سوريا يتضارب مع المصالح الروسية بسبب تداخل مناطق نفوذهما في الجغرافيا السورية.
وأضاف الأسمر، كذلك فإن التصعيد العسكري يعطي لروسيا دوراً سياسياً أكبر في المنطقة ويجعل منها صمّام أمان، مشيراً إلى احتجاج السفير الإسرائيلي في روسيا على إسقاط الطائرة، معتبراً أن هذه الطريقة من الاحتجاج تشير إلى غضب إسرائيلي من روسيا.
وتابع العقيد أن روسيا في هذه الحالة جنت المكاسب من وراء إسقاط الطائرة، فهي من جهة ستحجم الوجود الإيراني الذي صار منافساً لها، ومن جهة أخرى ضمنت حاجة إسرئيل لها التي تعارض وجود إيران في سوريا.
وبشأن قراءة النظام لهذا السيناريو الذي قد يؤدي إلى ضعف إيران حليفته الأكبر، قال الأسمر، إن النظام يحاول خلق حالة من التوافق ما بين روسيا وإيران في سوريا، واستدرك متسائلاً «لكن هل تقبل المصالح الإيرانية والروسية في سوريا القسمة على الطرفين».
واستطرد قائلاً «لولا تدخل إيران البري وروسيا الجوي لسقط النظام منذ الأشهر الأولى للثورة، ولذلك فإن تنازل طرف لطرف غير وارد».
وفي تعليقه على القراءة السابقة والدور الروسي المحتمل وراء حادثة إسقاط المقاتلة الإسرائيلية، شاطر الخبير العسكري العقيد أديب عليوي، الأسمر في الرأي الذي يذهب إلى أن إيعازاً روسياً للنظام وراء إسقاط الطائرة.
ولكنه لم يتفق مع الأهداف الروسية التي تحدث عنها الأسمر، حيث رأى في تصريح لـ «القدس العربي»، أن روسيا تعاني من ضغط أمريكي بجعل مستقبل روسيا في سوريا على المحك، بدليل المجازر التي ترتكبها روسيا يوميًا في الغوطة الشرقية وإدلب، والتي تشير إلى تأزم من يقوم بها.
وأضاف عليوي، «كذلك لو لاحظنا ما حصل في دير الزور من ضربات أمريكية للقوات الإيرانية والروسية التي كانت تتحضر للهجوم على مركز قيادة عمليات أمريكي هناك، فإننا ندرك تماماً مدى مأزق روسيا اليوم في سوريا، وهي التي فشلت حتى في دفع مؤتمر سوتشي للأمام».
وبناء على ما سبق اعتبر عليوي أن إيعاز روسيا للنظام بإسقاط طائرة إسرائيلية بصاروخ روسي الصنع من طراز إس 200، هي «محاولة هروب للأمام من روسيا، نتيجة الضغط الأمريكي الذي تتعرض له في سوريا، وكذلك محاولة لخلط الأوراق بشكل غير مسبوق».
وبشأن مستقبل التنسيق الروسي – الإسرائيلي في سوريا، رأى عليوي أن إسرائيل قد تضغط أكثر على روسيا في الفترة المقبلة، لأن إسرائيل تدرك تماماً بأنه لا يمكن للنظام السوري إطلاق صاروخ إس200 من دون الحصول على إذن موسكو.
المهم نامل بكتابة الكثير من هذه التحليلات في المستقبل القريب ، وان غدا لناظره قريب كما قيل.