صراع بين «الوفد» و«مستقبل وطن» على لقب حزب السيسي

حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: يواصل نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محاولة فرض سيطرته على الحياة السياسية في البلاد، من خلال محاولة تشكيل ذراع سياسية، على غرار «الحزب الوطني» الذي لعب دور الظهير الجماهيري للرئيس الأسبق حسني مبارك طوال فترة حكمه، وحتى الإطاحة به، في ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني.
وكان السيسي، دعا عدة مرات، آخرها خلال المؤتمر الوطني الخامس للشباب قبل أيام، إلى اندماج الأحزاب، والوصول إلى حزبين أو ثلاثة أقوياء.
ويبدو أن الخلافات بين الأحزاب السياسية الموالية للنظام، إضافة إلى دور الأجهزة الأمنية المختلفة في هذا الملف تعيق تشكيل ما يعرف بالحزب الحاكم، فبعد أن فشلت دعوات الاندماج في حزب واحد، وفي ظل المعوقات القانونية التي تواجه تشكيل «ائتلاف دعم مصر» الذي يمثل الغالبية في البرلمان حزبا جديدا يمثل الظهير الشعبي للسيسي، تعيش الأحزاب الموالية حالة من اللغط، وتشهد انتقال قيادات من حزب لآخر.
حزبا «الوفد»، أحد أقدم الأحزاب المصرية، و»مستقبل وطن»، الذي أسس قبل الانتخابات البرلمانية عام 2015، يرفضان دعوات الاندماج في الحزب الذي يسعى لتشكيله اتئلاف «دعم مصر»، كما يسعى كل منهما إلى تقديم نفسه باعتباره البوتقة التي يمكن أن يتجمع فيها مؤيدو السيسي.
و«مستقبل وطن»، هو حزب تأسس بعد أحداث الـ 30 يونيو/ حزيران 2013، واعتبره مراقبون وقتها أنه سيمثل حزب السيسي، خاصة بعد ظهور رئيسه السابق محمد بدران بجوار السيسي في افتتاح التفريعة الجديدة لقناة السويس على يخت المحروسة الملكي، قبل أن يشهد الحزب انقلابا يطيح ببدران.
الصراع بين «الوفد» و»مستقبل وطن»، شهد تطورات عديدة، تمثل آخرها في قرر المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب «الوفد»، بتعيين العميد محمد سمير، المتحدث العسكري السابق، مساعداً لرئيس الحزب لشؤون الشباب.
اختيار ملف الشباب يأتي في إطار خطة الدولة للسيطرة على هذا القطاع الذي يمثل صداعا في رأس النظام، ومحاولة السيطرة عليه وتدجينه، خاصة أن الشباب هم من قادوا ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وهم القطاع الرئيسي المناهض لحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
سمير قال إن «سبب انضمامه لحزب الوفد وتعيينه مساعدًا لشؤون الشباب، يعود الى رغبته في الانضمام لكيان سياسي، يستطيع من خلاله تحقيق ما يحلم به، خاصة أن حزب الوفد لديه تجارب عميقة وتاريخية».

«حياة حزبية ضعيفة»

وأضاف، في تصريحات صحافية، أن «رئيس حزب الوفد المستشار بهاء أبو شقة، يمتلك فكرا متطورا وآمالا عظيمة»، موضحا أن «الحياة الحزبية في مصر ضعيفة للغاية، ولا يوجد شخص يرضى عنها، والدولة لاحظت ذلك والرئيس أعطى رؤيته لإصلاح ذلك، ويريد أن تكون الحياة الحزبية في مصر ذات تجربة ثرية وتفرز وجوهًا سياسية تخوض في الفترة المقبلة».
وأوضح أن «الأحزاب مطالَبة بتحقيق رؤية الرئيس في الفترة المقبلة على أرض الواقع»، مشيرًا إلى أنه لن يتحقق ذلك إلا بعد تقديم المواطنين الصالح العام على الخاص، وأن يكونوا قدوة للشباب، خاصة أن غالبية الأحزاب على الساحة بلا تأثير، فيما عدا أحزاب بسيطة بينها حزب الوفد».
واعتبر أن «رؤية الرئيس للحياة الحزبية في مصر حركت المياه الراكدة في الأحزاب التي عليها أن تقتنص هذه الفرصة، لأنها لن تتكرر، فالرئيس يريد أحزابا سياسية قوية والدولة ستقف في ظهرهم».
وبين أن «من الأشياء التي نحتاج أن نعمل عليها الآن هي الشباب، بالإضافة إلى أن ملفيّ التعليم والثقافة بعافية من فترة طويلة وأثرهما بالغ على الشباب، ولا بد أن نأخذ بأيدي الشباب بأسلوب جاد ليكتسب سمات جديدة يطور بها فكره لتحقيق ما يحلم به».

مثير للجدل

واعتاد سمير إثارة الجدل في الشارع المصري منذ أن غادر منصبه كمتحدث عسكري للجيش المصري، في يوليو/ تموز 2014، حيث سبق ووصف العام الماضي منتقدي زواجه الثالث بـ«الرعاع» في مقال قصير في جريدة «المصري اليوم». وأُسند للمتحدث العسكري السابق، رئاسة إحدى القنوات الفضائية الخاصة، في يناير/كانون الثاني الماضي، عقب أيام من مغادرته منصبه العسكري الذي تولاه في يوليو/تموز 2014 خلفا للعقيد أحمد محمد علي، وهي الفضائية المملوكة لرجل الأعمال سعيد حساسين، الذي يتهمه البعض بممارسة أعمال غير مشروعة وممارسة الطب بغير مؤهل عبر تقديم وصفات من الأعشاب لعلاج الأمراض.
وتزامن إعلان أبو شقة، تعيين المتحدث العسكري السابق، نائباً لرئيس الحزب لشؤون ملف الشباب، مع تقدم نائب رئيس حزب الوفد، حسام الخولي، باستقالته ، فيما ترددت معلومات أن الخولي سينضم لحزب «مستقبل وطن» ليتولى منصب الأمين العام به.
الخولي أعلن أن الاستقالة سيتقدم بها للسكرتير العام للحزب هاني سري الدين خلال ساعات قليلة. وقال في تصريح صحافي «الوفد يمثل لي البيت الذي تربيت داخله وتعلمت السياسة فيه، وأتمنى كل التوفيق لرئيس الحزب المستشار بهاء أبو شقة في قيادته لبيت الأمة». وأكد أن «الوفد يضم شخصيات سياسية قوية ومحترمة»، متابعا: «الجميع عليهم العمل من أجل أن ينظر الوفد للحاضر والمستقبل، وليس الماضي فقط». والخولي يشغل منصب نائب رئيس حزب الوفد، ونافس في انتخابات رئاسة الحزب التي أجريت في 30 مارس/آذار الماضي، لكنه خسر السباق أمام المستشار بهاء أبو شقة. ويُظهر تعيين المتحدث العسكري السابق واستقالة الخولي، الصراع الدائر بين حزبي الوفد ومستقبل وطن، على تقديم كل منهما نفسه، باعتباره القادر على تمثيل السيسي في الحياة السياسية. وفتح تعنت الأحزاب الموالية للسيسي في الاندماج الباب لائتلاف «دعم مصر» الذي يمثل الغالبية في البرلمان المصري، للدعوة لتشكيل حزب سياسي. ويواجه «دعم مصر» عقبات تتعلق بقانون البرلمان الذي يمنع تغيير صفة النائب التي رشح على أساسها لخوض الانتخابات البرلمانية، ما يعني أن انضمام النواب للحزب الجديد سيهددهم بإسقاط عضويتهم في البرلمان، ولا تقتصر العقبات التي تواجه الائتلاف على قانون البرلمان، فهناك عقبة دستورية تتعلق بصفة النائب، حسب مصادر قانونية.

«أمراً منحرفاً»

المصادر اعتبرت أن «تعديل مواد الدستور والقانون للتوافق مع رغبة من ائتلاف معين يمثل الأغلبية البرلمانية يعد أمرًا منحرفًا في استخدام السلطة التشريعية، لأن هذا التعديل إذا تم أثناء الدورة البرلمانية الحالية سيكون غير مجرد وسيعطي ميزة لفئة معينة تحت قبة مجلس النواب». وأضافت أن «هذه التعديلات المطروحة تتعارض مع المادة 110 من الدستور»، مشيرة إلى أن «المادة 6 من قانون مجلس النواب مستلهمة من روح الدستور ومؤكدة لنصوص مواده».
وتنص المادة 110 من الدستور: «لا يجوز إسقاط عضوية أحد الأعضاء إلا إذا فقد الثقة والاعتبار، أو فقد أحد شروط العضوية التي انتخب على أساسها، أو أخل بواجباتها، ويجب أن يصدر قرار إسقاط العضوية من مجلس النواب بأغلبية ثلثي أعضائه».
ويدعم رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال، تشكيل الائتلاف لحزب، حيث سبق وكلف اللجنة التشريعية في المجلس، التي يترأسها المستشار بهاء أبو شقة، باتخاذ ما يلزم نحو تعديل قانون مجلس النواب.

صراع بين «الوفد» و«مستقبل وطن» على لقب حزب السيسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dinars:

    يتصارعان من أجل أيهما أكثر ذُلا للسيسي. حزب إيه؟

اشترك في قائمتنا البريدية