رام الله ـ غزة ـ «القدس العربي» ـ من فادي أبو سعدى وأشرف الهور: قال دبلوماسيون إن من المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين على مشروع قرار يدعو لسحب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة من المرجح أن تواجه استخدام واشنطن حق الفيتو لنقض المشروع.
ولم يرد ذكر الولايات المتحدة أو ترامب بالتحديد في مشروع القرار الذي يقع في صفحة واحدة، وهو مشروع قدمته مصر. ويقول دبلوماسيون إن مشروع القرار يحظى بتأييد واسع بين أعضاء المجلس الخمسة عشر، وسيزيد التصويت عليه من عزلة ترامب في هذه القضية وإن كان من المستبعد تبني مشروع القرار.
ويحتاج المشروع لإقراره موافقة تسعة أعضاء مع عدم استخدام أي من الدول الأعضاء الدائمين، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، حق النقض (الفيتو).
واتفق وزراء الخارجية العرب علي السعي إلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بخصوص هذه القضية. ويعبر مشروع قرار الأمم المتحدة عن «بالغ الأسف من القرارات التي اتخذت في الآونة الأخيرة بخصوص وضع القدس».
ويؤكد مشروع القرار «أن أي قرارات وتدابير تهدف إلى تغيير هوية أو وضع مدينة القدس أو التكوين السكاني للمدينة المقدسة ليس لها أثر قانوني ولاغية وباطلة ولابد من إلغائها التزاما بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
ويدعو مشروع القرار «كل الدول إلى الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية في مدينة القدس المقدسة تطبيقا لقرار مجلس الأمن 478 لسنة 1980».
إلى ذلك، ردّ محمود العالول نائب رئيس حركة فتح، على تهديدات من يسمى «منسق أعمال حكومة» الاحتلال الإسرائيلية يوآف مردخاي، مستخفا بها ومؤكدا أنه «لا يخشى تهديدات محتل يقتل الأطفال ويرتكب جرائم يومية». وقال العالول في حديثه لإذاعة «راية» المحلية، إن حركته «باقية على ثوابتها الوطنية ولن تتعاطى مع تهديدات الاحتلال الذي ينتهك حقوق الجميع يوميا». وأضاف: «واجبنا تجاه شعبنا سنقوم به لن نتعاطى مع التهديدات وليصرحوا بما يشاؤون».
وكان مردخاي قد وجه في بيان على صفحته على «فيسبوك» تهديدا صريحا للعالول على ضوء تصريحاته الأخيرة التي قال فيها: «إن اتفاق أوسلو انتهى بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارته إليها، وكل أشكال المقاومة مشروعة». وكتب يقول: «السيد العالول تذكر أن الكلمات لها انعكاسات وأن عليك مسؤولية… ممنوع التفوه بتصريحات تندم عليها لاحقا. أنصحك بتوضيح أقوالك».
وفي إطار تحركاته لمواجهة قرار ترامب، علمت «القدس العربي» من مصادر سياسية فلسطينية مطلعة، أن هناك اهتماما حقيقيا من الرئيس محمود عباس وحركة «فتح»، بمشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، المقرر عقده في النصف الأول من الشهر المقبل، لتبني استراتيجية جديدة في مواجهة قرارات ترامب الأخيرة. غير أن الحركتين لم تبلورا بعد موقفا نهائيا من هذه المشاركة، التي ستكون بداية لدخولهم الحقيقي في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
وحسب المصادر فإنه من أجل إنجاح هذه الخطوة، بعث برسالة مباشرة إلى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، حملها عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لفتح، في زيارته الأخيرة إلى غزة، وجاءت بعد يوم واحد من اتخاذ ترامب قراراته الجديدة تجاه القدس. ويريد الرئيس عباس عقد اجتماع قريب للمجلس المركزي، من أجل إصدار جملة قرارات للرد على ترامب، تشكل في مجملها خطة التحرك السياسية المقبلة.