لندن – «القدس العربي»: تجاوز الفنان الكويتي، عبدالحسين عبدالرضا، الفن نفسه. فهو أكسب الدراما والمسرح طابعاً مختلفاً عما تم تكريسه في الخليج العربي. وتمكن من إيجاد حالة استثنائية، في التعامل مع الجمهور العربي، الذي تعرف من خلال أعماله على نتاج دول الخليج، مسرحياً وتلفزيونياً.
وما بدا مستغرباً، الحملة الافتراضية التي تلت رحيل الفنان الكويتي، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث خرجت أصوات «شاذة» تكفره. وهو ما دفع بجمهوره الواسع إلى «رفض تحويل أيقونة المسرح الكويتي إلى استخدام سياسي متخلف»، على ما كتب أحدهم. فالحملة التي روضتها تغريدات من هنا وهناك، استقبلها الجمهور العربي، بإنكار، فهي «تنطلي على باطل»، وفق إحدى المغردات على «تويتر».
وتثير هذه الحملة، ما يتم استحداثه عادة من ردود فعل، في العالم العربي على حيوات فنانين أثاروا الجدل في حياتهم، واستطاعوا إيجاد «تيارين» مختلفين، يتناقضان حول سيرتهم. لكن في حالة عبدالرضا، كان الإجماع سيد الموقف. فهو بالنسبة لفناني الخليج، أحد مؤسسي مرحلة «انتقالية» للعمل الكوميدي والمسرحي، لا بل واحداً من أبرز «مخترعي» النكتة السياسية في المسرح الخليجي، ومناضلاً استخدم مسرحه لإعلاء الصوت المكتوم والمنسي. وبالنسبة للجمهور العربي، صلة وصلهم مع الانتاج الذي استطاع منافسة الانتاج المصري والسوري في بعض المحطات. وكان لعبدالرضا يد في صناعة هذا المشهد، من خلال أعماله التي تجاوزت هموم الخليج، لتعبّر في كثيرها عن مجتمع عربي يعاني وينتهك ويفتقد البسمة والضحك في زمن التوحش والدم.
تقول الناقدة والصحافية الكويتية مشاعل بشير لـ «القدس العربي» انه ليس من المبالغة وصف عبدالحسين بـ «ظاهرة» أو أنه «أحد أعمدة البناء المؤسسة للهوية الكويتية بشكل عام والثقافية بشكل خاص»، موضحة أنه «ساهم في صنع النكتة السياسية في الكويت والخليج أيضاً. هو فنان ذو رؤية سابقة لعصره، نجح في صناعة أعمال فنية أقل ما يقال عنها خالدة وصالحة لكل زمان ومكان».
وتوضح انه «على الرغم من الزخم والإرث الذي قدمه في المسرح والتلفزيون والإذاعة لأكثر من خمسة عقود، حافظ على حضوره الشاب الخفيف في أعماله الأخيرة أو مشاركاته كضيف شرف لكأننا نشاهده لأول مرة وننبهر بهذا العطاء»، مشيرة إلى «ان عبدالحسين يعد واحداً من الفنانين العرب النادرين الذين استطاعوا ان يوصلوا لغتهم للشباب، ونجحوا في التواصل معهم. على سبيل المثال، مسرحية «باي باي لندن» التي شارك في تأليفها عام 1981، ما زالت تجذب كافة شرائح المجتمع ويتلهف لمشاهدتها الشباب قبل الكبار، الذين كانوا قبل 30 عاماً شباباً ربما حظوا بفرصة حضور المسرحية آنذاك».
وترى بشير، ان «عبدالرضا لم يبخل أيضاً بإيجاد فرص للوجوه الشابة وتبني العديد من المواهب في التمثيل والإخراج، كاسراً حواجز اللغة واختلاف الثقافات. ونقل الخليج، صوتاً وصورة، إلى البلدان العربية كافة، فهو أحد مرايا المنطقة، التي ستظل تعكس جمالية ثقافتها وحاضرة دائما، رغم رحيله».
وعبدالرضا، فضلاً عن موهبته التمثيلية، استطاع أن يؤسس لمرحلة «مفصلية» في الانتاج الدرامي، إلى جانب العديد من الممثلين والمنتجين الذين جايلوه. لا بل سبقهم مراراً، في تحويل «المسرح» إلى حالة تفاعلية تنتقد وتؤثر في مجتمعها المحلي، وتصنع منه مرآة ساخرة تعبّر بالمضمر والعلن عن أحواله واضطراباته وأيضاً بهجته الساكنة.
انتقل عبدالرضا من موظف في الدوائر الرسمية (مجال الطباعة)، إلى العمل الفني في ستينيات القرن الماضي، حين شارك في أول عمل مسرحي بالعربية الفصحى تحت عنوان «صقر قريش» عام 1961. وأسهم في تأسيس فرقة «المسرح العربي» عام 1961، وفرقة «المسرح الوطني» عام 1976، كما أسّس «مسرح الفنون» كفرقة خاصة عام 1979. قدم أكثر من 33 مسرحية، أشهرها «بني صامت»، و»على هامان يا فرعون»، و«سيف العرب»، وكان قد كتب بعضها بنفسه. في 1989، دخل مجال الإنتاج وأسس شركة «مركز الفنون»، وأدّى دوراً بارزاً في نشر فن الكوميديا من خلال تأسيسه لـ «فنون»، أوّل قناة تلفزيونية في العالم العربي مخصصة حصراً لعرض الأعمال الكوميدية.
He played all leaders like Sadam, king Husai, Arafat ….etc but he never did the ayatollahs in Iran or Lebanon . Can someone tell me why