عشرات القتلى والجرحى في قصف قوات الأسد بمئات الصواريخ للغوطة المحاصرة

حجم الخط
0

دمشق ـ حلب ـ «القدس العربي» من هبة محمد وعبد الرزاق النبهان: تزامناً مع حربين نفسية وعسكرية يشنهما النظام على الغوطة الشرقية حاضنة المعارضة السورية، أمطرت قواته المدينة المحاصرة بـ 240 صاروخاً، وقتلت وجرحت العشرات من الأهالي المنهكين من الحصار المستمر منذ سنوات، في وقت قالت مصادر كردية إن اتفاقاً جرى لدخول قوات النظام السوري إلى عفرين، حيث يخوض الجيش التركي عملية «غصن الزيتون» في المدينة ضد قوات الوحدات الكردية. وشنت قوات النظام السوري، أمس، قصفاً عنيفاً ومكثفاً بعشرات الصواريخ على غوطة دمشق الشرقية، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويستبق النظام حملته العسكرية «الضخمة» المرحب بها روسياً بحرب من طراز آخر، حيث بدأت فوهات مدافعه الإعلامية بالترويج لها، والتي تتمحور حول توجه العقيد سهيل الحسن، الملقب بالنمر، لحشد عسكري ضخم من نخبة الميليشيات الى الغوطة الشرقية لقيادة المعارك فيها، إلا أن المتابعين للشأن السوري رأوا أن الهالة الإعلامية التي يضخمها الإعلام الرسمي والموالي للنظام السوري حول «قوات النمر» تنسف معها أي جدوى عسكرية لنخبة فرق الأسد العسكرية «الحرس الجمهوري، والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد».
من جانبها أعلنت موسكو عبر القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية دعمها للعملية العسكرية المقبلة للنظام، وارتكاب المجازر وقطع أوصال الحياة، حيث ذكرت حميميم أن «موسكو ستدعم تحركات القوات الحكومية البرية في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية للقضاء على تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في حال لم تفلح الوسائل السلمية في تحقيق ذلك» .
المحلل السياسي صلاح قيراطة المقرب من النظام السوري قال إن هناك «أنباء مؤكدة تتحدث عن مفاوضات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في غوطة دمشق الشرقية بوساطة روسية للمصالحة، وذلك مع وصول حشود للجيش السوري إلى المنطقة».
من جهته وصف محمد علوش رئيس وفد الثورة العسكري، ورئيس الهيئة السياسية في جيش الإسلام، عضو الهيئة العليا للمفاوضات وكبير المفاوضين في وفدها سابقًا عبر معرفاته الرسمية، آلة الإعلام لدى النظام المجرم بأنها «تعمل على ضخ حرب نفسية ضد أبطال الغوطة المحاصرة».
وفي شمالي سوريا ذكرت مصادر كردية أن النظام السوري ووحدات الحماية الكردية توصلا إلى اتفاق يقضي بدخول قوات النظام إلى مدينة عفرين ابتداء من اليوم. وأكد القيادي في حزب الوحدة الديمقراطي، وهو أحد الأحزاب المنضوية ضمن الإدارة الذاتية التي شكلتها الوحدات الكردية شيخو بلو، أن قوات النظام السوري ستدخل إلى مدينة عفرين اليوم، وذلك بعد التوصل لاتفاق بين النظام السوري والوحدات الكردية في المدينة. وقال بلو في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية «إن الهدف من دخول قوات النظام إلى المدينة هو حمايتها والدفاع عنها».
من جهته أشار الباحث في مركز جسور للدراسات، عبد الوهاب عاصي، إلى أن دخول ميليشيات النظام السوري إلى عفرين شمال غربي حلب، غالباً لن يتم الاقتراب من الحدود التركية لمسافة تصل إلى 10 كم، حيث ستتخذ تركيا اتفاقية أضنة وسيلة لسيطرتها على هذه المساحة.
وأضاف في حديث لـ«القدس العربي» أن تركيا تريد خلق حزام آمن وممر يصل غرب حلب بشمالها، حيث لن تكون لديها مشكلة كبيرة مع دخول ميليشيا النظام السوري إلى عفرين، في حال تضمن ذلك إخراج مقاتلي PYD منها إلى شرق الفرات. ولفت إلى أن تركيا لن تقبل إلا بتحقيق هذا الهدف، وبالتالي هذا الأمر يجعل النظام غطاءً أو خطاً دفاعياً عن وحدات حماية الشعب في عفرين، مثلما فعلت في منبج.
وكان المستشار الإعلامي في وحدات الحماية الكردية في مدينة عفرين، شمالي محافظة حلب، ريزان حدو، قد أعلن في وقت سابق أن المحادثات بين الإدارة الذاتية والنظام السوري مستمرة. وقال حدو «إن المباحثات بين الإدارة الذاتية والنظام بشأن عفرين مستمرة، وسنعلن عن نتائجها حال التوصل إلى اتفاق». يذكر أن الجيش التركي وبمشاركة فصائل المعارضة السورية المسلحة كان قد بدأ في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق، وذلك بهدف السيطرة على منطقة عفرين التي تسيطر عليها وحدات الحماية الكردية. (تفاصيل ص 4)

عشرات القتلى والجرحى في قصف قوات الأسد بمئات الصواريخ للغوطة المحاصرة
اتفاق لدخول قوات النظام السوري إلى عفرين لدعم الوحدات الكردية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية