من هو الممثل العربي الذي يمتع ويفيد إن تحدث في مقابلة تلفزيونية؟ لا أدري إن كنا سنجد جواباً معقولاً. لنكن أكثر تواضعاً؛ من هو الممثل العربي الذي بإمكانه أن يجذب الناس لحديث مدته عشر دقائق؟ استفاق هذا السؤال لدى متابعة مقابلة الممثل السوري فايز قزق في حلقة من برنامج «بيت القصيد» على قناة «الميادين».
يصعب أن يصدق المشاهد هذا الحديث الخليط والجاهل لفنان يعتبره بعض طلبة المسرح في دمشق نموذجاً مسرحياً يحتذى، فلا يقدم قزق سوى كلام أقرب إلى هذيان وادّعاء من ممثل يبدو أنه كان يحلم أن يكون فيلسوفاً قبل التفكير بالانتماء لسلك الجيش، قبل حسم خياره المسرحي.
غير أن من يعرف قزق جيداً لن يتوقع منه غير ذلك، وإن توقع منه أن يكون صادقاً في رواية وقائع لا تنكر. الفنان حاول التذاكي، حين سأله زاهي وهبي حول شائعات بأنه غادر البلاد وهاجر إلى السويد. الممثل ضحك من الأمر وألقى باللائمة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي أساء الناس استخدامها، وهو يقصد أنها استخدمت في تلفيق حكاية هجرته أو على وجه الدقة لجوئه إلى السويد. لكن ماذا يقول قزق في شهادات زملاء صفّه في دورة اللغة السويدية، تلك التي لا تمنح إلا للاجئين، وكانت حينها مخصصة للسوريين الذين حصلوا بالفعل على الإقامة! هل يحتاج الأمر أن نعدّ له فيلماً تسجيلياً حول ذلك؟
لكن الفنان لا يكتفي بالإنكار، إنما يزيد بالقول «عليّ أن أبقى في شوارع دمشق مع الناس البسطاء». يصعب أن يقول المرء شيئاً، وليس بوسعنا التعليق على أولئك (نتحدث هنا عن ممثلين سوريين آخرين) الذين أمّنوا عائلاتهم في الخارج وحصلوا على جوازات سفر وإقامات أجنبية لوقت الضرورة، وعادوا من أجل مسلسل تلفزيوني هنا أو هناك، أي أنهم يريدون أن يكسبوا كل شيء دفعة واحدة، نجومية المسلسلات التي يؤمنها البقاء إلى النظام، باعتباره ما زال يمثل الجهة الإنتاجية التلفزيونية السورية الأهم، والاستفادة من الأمان الذي حازه اللاجئون السوريون بفضل تعاطف غربي.
أخي الممثل، الفلسفة شيء، والهذيان شيء آخر، وهما يتطابقان فقط بالنسبة لمتفرج لم يتمكن من الحصول على الشهادة الإعدادية. أما حكاية الصمود مع بسطاء البلد فدعك من هذا الكلام، البسطاء يعرفون جيداً أنهم وحدهم العالقون على الحواجز، وأنك، وحدك، العابر.
انشغالات البرلمان السوري
كلما أراد السوريون استراحة من مشاهد الموت عادوا إلى فيديوهات من «مجلس الشعب»، البرلمان، في بلدهم من أجل قليل من الضحك. هكذا راحوا يستعيدون شريطاً على «يوتيوب»، يعود للعام الماضي، مدته خمس دقائق يستغرقها النواب كاملة في الاستماع إلى «اجتراحات» لغوية حول إن كانت الكلمة الصحيحة في سياق مشروع يعدونه «الفلاحون» أم «الفلاحين»، أم «أنه يجوز الوجهان»؟!
برلمان التصفيق، وتدبيج القصائد العصماء في مديح الرئيس، غصّ عند كلمة «الفلاحين»، علِق، ولم يستطع الخروج، رغم أن أحد النواب قطع النقاش محاولاً التصويب مدافعاً عن حقوق الحرفيين، إلا أنهم سرعان ما أسكتوه، وعادوا إلى نقاشهم اللغوي الأثير. فلا شيء أسمى عند نواب الأمة من سلامة اللغة.
في برلمانات أخرى نشهد معارك طاحنة بين النواب إلى حد أن بعضهم يأكل آذان البعض الآخر، وربما أنوفهم، وقد يحدث أن يدوس البعض في بطن البعض الآخر، إلا في برلمان النظام السوري، تحسبه من فرط هناءته، ومن فرط انشغالاته اللغوية أنه برلمان أوروبي لا برلمان بلد تعبر فوق قبته كل صواريخ العالم.
باسم فيروز!
في كل مرة تدافع فيها ريما الرحباني عن فيروز (والدتها) تزيد الطين بلة. وهذه المرة أيضاً، ومع أن السيدة فيروز لم تكن بحاجة لناطق رسمي باسمها ليرد على مقال صحافي تعرض لحياتها الخاصة، خصوصاً أن معجبيها دشنوا صفحات تضامنية على الـ»فيسبوك»، وأعلنوا خارج «فيسبوك» حملات تطالب بمقاضاة الكاتب وجهة النشر، إلا أن ريما أصرت، كما نقلت عنها صحف، على نشر بيان على صفحتها يتحدث عن الرحابنة، فيروز وعاصي، كعنوان للنبل والحق والكرم، ويمتلئ بشتائم لا تليق بمتحدث باسم فيروز. ريما وصفت كتابة صاحب المقال بإرهاب «داعش»، وقالت «إذا فكركن أدوات وإرهاب داعش بس بالبواريد والمتفجرّات غلطانين كتير، داعش كمان بيلبسوا بدلات وعندن مراكز ومكاتب ومنابر وظيفتها تحطيم وتهشيم الحضارات وكل وج مشرق».
وتتابع «كل عمرا الكلاب عم تنبح والقافلة عَمْ تَسيرْ، وسارت هالقافلة بثبات لدرجة إنها صارت فوق مطرح اللي بيوقف الزمان! لذا مهما كتروا وتنوّعوا الكلاب اللي عم يِنبَحوا ما عاد نباحن يطالْ».
وأعلنت الرحباني أسفها «على دولة مؤسسّاتا غرقانة بالزبالة والفساد ورجالها ضالين.. هاي إذا بعد فيها رجال». وطمأنت «الأصدقاء الفيروزيين» بالقول «ما تزعلوا، الكلاب بتخلّف جراوي كتير، ورح يضل في نباح كتير، بس محبّتكن وإيمانكن بالوطن الفيروزي أقوى من كل شي».
نعم سيدة ريما، نحن، الفيروزيين، مطمئنون تماماً وأقوياء بصوت فيروز، لكننا نتمناه وطناً فيروزياً من دون ترهيب وشتم. هذا الصوت لا يليق بالنبل والكرم الفيروزي، ولا نحسبها ترضاه.
كاتب من أسرة «القدس العربي»
راشد عيسى
خفة دم لا مثيل لها ولا مثال!! زي الجمال بالضبط!!
أقلام جادة و ممتعة نتمنى لو تكون كثيرة حتى تفرض توازنا في الساحة على الأقل.
ثم أضم صوتي لأقول بنفس الكلمات : “نعم سيدة ريما، نحن، الفيروزيين، مطمئنون تماماً وأقوياء بصوت فيروز، لكننا نتمناه وطناً فيروزياً من دون ترهيب وشتم. هذا الصوت لا يليق بالنبل والكرم الفيروزي، ولا نحسبها ترضاه”.
فعلا لا يليق ب ريما عاصي الرحباني ابنة فيروز ان يكون ردها ردحا لا يرقى لمستوى عائلة الرحباني العريقة مع ان حسن صبرا رئيس تحرير مجلة الشراع التي نشرت المقال كما صرح مع قناة الجديد الفضائية انة استقى المعلومات الشخصية عن الفنانة الكبيرة فيروز من ولدها زياد الرحباني
رغم لك لا يحق لحسن صبرا او اي صحافي اخر ان يخوض في حياة الفنان الشخصية فالفنانة فيروز لها جماهير في انحاء الوطن العربي غنت للبنان ولسوريا ولفلسطين ولمكة في السعودية فهي فنانة لكل العرب
ليس هذا لسان حال ملائكة الحب والحلم فيروز سفيرتنا الى النجوم .
البرلمان السوري لا مثيل له في كل أنحاء العالم إنه يتميز بخصوصية وميزة لا مثيل لها
فعلا إذا أردت أن تضحك من كل قلبك ما عليك سوى رؤية جلسات البرلمان السوري العتيد
عندها سيزول همك