فلسفة الرقص!

قبل أن يبدأ الإنسان الأول باختراع الكلام…لا بد أنه رقص!

■ الرقص هو اللغة البكر أو الخطوات الغريزية الأولى التي ترافق الموسيقى، فمثلاً لا يستطيع طفل صغير أن يقاوم لحناً شجياً، سيرقص أو يجري وربما سيقفز ضاحكاً فوق السلالم الموسيقية… روح الطفل الطازجة وأقدامه المتحررة من العيب والحرام هما سر الرقص وجوهره. فلا شيء يمنح الإنسان احساساً بالحرية كالرقص، الأيدي التي تتحول في لحظات إلى أجنحة، والأجساد التي تقترب من السماء تاركة الأرض ترن تحت الأقدام الراقصة، والكرة الأرضية التي تستدير على شكل حلبة رقص واسعة. هذا هو عالم الرقص الواسع فكيف نقبض عليه في مجتمعاتنا ونخفيه في الملاهي الليلية؟
هل هي ثقافتنا المعادية للجسد، أم هي طبيعة الرقص الشرقي المتهم بالإثارة؟
للإجابة على هذه الأسئلة لابد من الذهاب بعيداً في جذور الرقص الشرقي ونشأته، لنستطيع أن نفهم الشغف الكبير به وبالمقابل كثرة القيود المفروضة عليه.

نبذة عن الرقص الشرقي

نقوش المعابد القديمة تشير إلى أن أصل الرقص الشرقي فرعوني، حيث كانت الراقصة ترفع سرتها إلى الأعلى كي يبارك الإله خصبها الأنثوي، فالسرة رمز الأمومة ونقطة بدء الحياة، وفي الرقص هي مركز الثقل والتوازن، بها وحولها تتشابك كل الخطوط وتتجمع كل ذبذبات الروح، وبسبب ارتباط الرقص الشرقي بالخصوبة يستعان اليوم بالكثير من حركاته في دورات تحضير الأمهات للولادة في الدول المتقدمة.
مع ظهور الديانات السماوية لم يعد الرقص طقساً من طقوس العبادة، فخرج من المعابد وتأثر بالكثير من رقصات الشعوب الأخرى، كالرقص الهندي القادم من راجستان ورقص قبائل البربر في شمال أفريقيا، وترك أثره أيضاً في كثير من الرقصات العالمية كرقص الفلامنكو الأندلسي، خاصة في حركة الذراعين. ومع الوقت تغيرت أمكنة الرقص أيضاً فمن الحيز العام «المعبد» إلى الحيز الخاص في بلاط السلاطين ومنازل العامة…
وفي أواخر القرن التاسع عشر بدأ الرقص بالظهور في الحيز العام «الشارع»، فيما كان يعرف باسم «الغوازي»، ومن ثم «العوالم» اللواتي كن يتقن العزف والغناء ويحيين الأفراح.
وكان الفضل في ما بعد للفنانة بديعة مصابني في استعادة الرقص من الشارع إلى خشبة المسرح، حيث أسست مسرحاً استعراضياَ تخرج منه أهم الفنانين والراقصات أمثال تحية كاريوكا وسامية جمال، وعرف الرقص الشرقي في سنوات الأربعينات والخمسينات أوج نجاحه مع السينما المصرية، وفي عام 1958تم تتويج الراقصة نعيمة عاكف كأفضل راقصة في العالم في مهرجان الشباب العالمي في روسيا.
مع بداية السبعينات كان فيلم «خللي بالك من زوزو»، وكان هذا الفيلم انعكاسا لما أحدثته الثورة من انقلاب في بنية المجتمع المصري، فظهرت فيه الراقصة طالبة جامعية تتمرد على الصورة النمطية للراقصة، وقد أدت الدور الراحلة الجميلة سعاد حسني، وفي آخر مشهد من الفيلم تقول «زوزو»:
«ذنبي الوحيد أنني أحمل وصمة أمي الراقصة وأمي تحمل وصمة شارع محمد علي، والشارع المسكين يحمل وصمة زمن مضى وولى، زمن متخلف»…وينتهي الفيلم مع هذه الجملة، وتنتهي معه حقبة الستينات والأحلام الكبرى، وتدخل مصر في مرحلة الانفتاح السياسي والثقافي، ويدخل الرقص مرحلة الانحطاط وأفلام المقاولات التجارية وتعود صورة الراقصة كامرأة ساقطة وبائعة هوى.

الفن الأنثوي الخالص

الرقص الشرقي هو فن انثوي بامتياز، ليس بسبب بدلة الرقص الشرقية، ولا بسبب حسيته العالية، بل لأنه الرقص المصمم على مقاس جسد المرأة وشكل روحها، ومعه تبدو كل امرأة ساحرة وجميلة، فكل تفصيل فيه هو احتفال بالمرأة وبأنوثتها:
الخصر الذي يرسم بالعربية حرف اللام، ويخطط رقم ثمانية باللاتينية مكرراً وأكثر جمالاً في كل مرة.. الأرداف التي تبتعد، تهتز ثم تقترب لتضبط إيقاع الموسيقى مع الجسد… الذراعان ليسا إكسسواراً صامتاً بل هما جناحا فراشة تشتعل نشوة ولا تحترق، كما كتب درويش:
« الفراشة تولد من ذاتها والفراشة ترقص في نار مأساتها»…
والأقدام تعبر طريقاً آخر للحرير، ولو كان للأصابع العشرة ريشة وألوان، لكانت الأرض أجمل لوحة فنية ترسمها قدما راقصة…
الشعر هو الذراع الثالثة للراقصة، ذراع تشبك وتميل، تعلو وتسقط، ثم تنحني في النهاية معلنة انتهاء الرقصة، ولكن لا نهاية للشغف والمتعة. ثم الوجه بكل تقاسيمه… العينان، الشفتان والابتسامة، فلا تكتمل اللوحة الراقصة بلا إيماءات الوجه واشاراته، كالتشكيل في الشعر، به تكتمل القصيدة ويتضح المعنى. الرقص الشرقي هو رقص الأنوثة كاملة وليس «رقص البطن» كما ترجم خطأً إلى اللغات الأجنبية، فكل شيء في المرأة يرقص من رأسها حتى أخمص قدميها. وهو رقص الروح أو «الإحساس» الذي يمنح الرقص مذاقاً خاصاً، فالروح الممتلئة بالجسد والجسد الممتلئ بالروح هما أساس الفن المبدع.
والجسد هو اللسان الآخر للإنسان وكثيراً ما يرقص الجسد ليعبر عما تعجز الكلمات عن النطق به، وكما قال زوربا اليوناني في الرواية التي تحمل اسمه:
«يبدو لي أنني أفهم شيئا ما ولكن لو حاولت أن أقوله لهدمت كل شيء، وذات يوم عندما أكون مستعداً سأرقصه لك».

الرقص كحالة فرح أو فلسفة حياة

الرقص هو الشجاعة في فرك الفانوس وإطلاق الجني الصغير المختبئ في داخلنا.
من يرقص لا يشيخ، فللراقصين جنسيات ووجوه مختلفة ولكن عمرهم واحد ولا يتجاوز العشرين. أن تكبر في الرقص يعني أن يتسع العالم أكثر لجنونك، وكل السنين التي تغادرك تقبض عليها بقوة كلما رقصت أكثر. والرقص تسلق نفسي، فكل القمم الروحية التي يحتاج الإنسان سنوات لتسلقها، يستطيع أن يبلغها بخطوة راقصة واحدة.

خاتمة

قبل أن أكتب الخاتمة، سأعترف أنني كنت أريد أن أكتب مقالاً عن واقع المرأة اليوم…
فكرت أن أكتب عن زمن صارت فيه النساء يرجمن ويسبين كجوار أو يغتصبن في سجون الاستبداد العربي، وفكرت أن أكتب عن مفهوم الشرف الذي مازال في عالمنا العربي سجينا بين فخذي المرأة، وخطر لي أن اكتب عن الجمال المسلح والمقاتلات الكرديات اللواتي حظين باهتمام اعلامي غربي لم تحظ به الكثير من المقاتلات السلميات أو المسلحات بمظهر أكثر محافظة وأقل إبهاراً…
ولكن خبرا عابرا في صحيفة استوقفني، وجعلني في النهاية أنحاز لموضوع الرقص، كدعوة ربما للحياة في زمن اليأس والخيبات…
الخبر كان عن منع بث البرنامج الترفيهي «الراقصة»، بدعوى تحريضه على الانحلال، على الرغم من أن البرنامج يقدم لوحات استعراضية راقية لراقصات من كل أنحاء العالم، فأي انحلال يكون عندما يقدم الرقص كفن استعراضي راقٍ، وأي اسفاف في أن تقدم الراقصة على خشبة المسرح بعيداً عن ثقافة الملاهي والمطاعم، حيث تعرض الراقصة كوجبة أو كطبق للالتهام كغيره من أطباق الطعام.
ألم يحن الوقت بعد ليؤخذ هذا الرقص بجدية واحترام كفن وهوية ثقافية؟
أليس هو سحر الشرق وقوته الناعمة مقابل قوة الإرهاب والقتل الهمجية التي صار يوصم بها شرقنا اليوم؟ ولماذا يكون الرقص والحب حراماً والقتل والموت مباحاً؟
وسأعترف أخيراً أن العامل الحاسم في انحيازي للكتابة عن الرقص، كان معلمة رقص خمسينية رأيتها ترقص وكأنها ابنة العشرين. في كل التفافة وكل حركة كان عمرها يتدحرج كحبات الخرز بين قدميها… وكانت جملتها الأخيرة تعويذة لي:
«لو لم أكن ارقص لكنت مت من حدة الألم. ليس صحيحاً أن المذبوح يرقص من الألم، بل نحن نهزم الألم في كل مرة نراقصه بها».
حقاً لا يموت الإنسان عندما يتوقف عن التنفس بل يموت عندما يفقد غريزة الطفل الأولى في الحوار مع العالم عبر مراقصته.
* كاتبة من سوريا

آية الأتاسي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علوان الصالحي السويد:

    ةو نحن بدورنا نضم صوتنا لصوت الكاتب .

  2. يقول محيي العربي المغرب:

    معلومات غنية جداً عن تاريخ هز البطون و الأرداف

  3. يقول Firas-- USA:

    I like the conclusion. However, it is a thoughtful piece of writing overall. Thank you and please keep writing about the misery of Eastern women.

  4. يقول سلمى:

    الصراحة أني لم أحب يوما الرقص الشرقي و يصعب علي التفكير فيه كفن و لا يمكن انكار الايحاءات الجنسية في كل حركة و المشاعر التي لابد أن يحركها في الرجل سواء كان ذلك في ملهى ليلي أو على شبكة مسرح و المرأة في مركز ذلك كله, و هو يختلف عن الرقص الايقاعي او عن الدبكة و غيرها و ببساطة لنسأل أنفسنا عن الاختلاف في ردود أفعالنا اذا ما انضمت بناتنا لفرقة رقص فولكلوري و بينها فيما اذا اختارت ان تتحزم و ترقص ببدلة الرقص التي تعانق جسدها على شبكة مسرح. برأيي ان الرقص الشرقي أمام الناس يقترب من رقص نواد التعري كثيرا و

  5. يقول ahmad ismaeil. Holland:

    ولو كان للأصابع العشرة ريشة وألوان، لكانت الأرض أجمل لوحة فنية ترسمها قدما راقصة هذا هو الابداع الحقيقي في الكتابة…..وما عن الرقص الصوفي؟والتي تسمى رقصة الدراويش الازلية

  6. يقول غادة الشاويش:

    احببت تعليق الاخت سلمى الرقص فن في التحكم في تناغم الجسد لكن ليس شرطا ان يستخدم الايحاء الجنسي الذي كما لا تبصره عين رياضي او فنان ستبصره عين منحرف ، اما المقاتلات الجميلات فهن ليس فقط الكرديات هن كل فلسطينية وسورية تحزمن بالالم وتحلين بالامل وصنعن رقصة موت ليست في شاشة مسرح ولا مقطعا من سهرة موسيقا على شاشة ما انهن اللواتي تحزمن بالموت من اجل الحياة والقين اخر نظرات الوداع على دنيانا وقلن وداعا لاسر جمالهن واشتعلن نارا لا اثارة عندما ضربن المحتل واطلت ارواحهن كفراشات راقصة حول النار التي احترقن بها ليحا الوطن ولحنه السرمدي ولترقص الارض زلزالا تحت ارجل المحتلين الرقص المقاوم الذي عبرت عنه ميس شلش المنشدة الفلسطينية حينما غردت فقالت :
    انا صوت الانتفاضة وما يعلى عصوتي صوت
    انا وصية شهيد عتراب الوطن عشق الموت
    انا اللي صوتي رفض كل ظلم وسكوت
    انا اخت اللي تزينت وتحزمت بالموت
    واخيرا فلتتحول كل زوجة الى راقصة رائعة لزوجها لا لكل رجال الشارع الذين لا يفرقون بين حس الاناث الجمالي وبين شهواتهم ، اما عني فلن ارقص الا دبكة ولن اعزف الا بالبندقية ولن احتفل او ارقص والحزن يخيم علينا والقبور الفارغة تنتظر ساكنين جدد سارقص فقط حين يضحك اليتيم وحين يتزوج ابن حيي السوري المهجر الذي لا يجد ما ياكله ساشبك يدي بيدي امه ساحيد جسدي واطلق لروحي العنان سارقص لحنا كالمدفع وسارقص فرعا حين يتلوى العدو من الالم سامحوني
    وزارة المستضعفين تقول لكل مناضلة ثائرة : خذي جمالك من لظى البارود في الساح العتية

  7. يقول S.S.Abdullah:

    أنا من أنصار الحكمة ولست من أنصار الفلسفة، والسبب هو أنَّ العلم وتجربة الواقع العملي تقول أنَّ الشَّك لأجل الشَّك مرض، فعندما تشك في زوجتك على سبيل المثال، لن تستطيع الاستمتاع في النوم معها كما هو الحال قبل الشَّك، هذا إن لم تنفصل عنها، ثم لمن يقول أنَّ الفلسفة هي حب الحكمة، هذا لا يعني أن هناك علاقة ما بين الفلسفة وما بين الحكمة أصلا، فأنت عندما تعشق بنت أمريكية، فهذا لن يجعلك أصبحت صاحب جنسية أمريكية، هذا هراء واستهبال حقيقي على الأقل من وجهة نظري.

    العولمة منتج من منتجات الحكمة، ولذلك اللغة لها أهمية قصوى في عصر العولمة، فلكي تستطيع إنجاز أي صفقة تجارية، تحتاج إلى لغة تفاهم ترفع أي سوء فهم لإتمام أي صفقة، ولذلك أنا من أنصار الحكمة ولست من أنصار الفلسفة، لأنَّ الفلسفة مبنية على اساس، أنَّ هناك شيء يمثل خلاصة العقل، ولكي يُبدع، عليه أن يكون فوق النقد، وتزيد المأساة عندما لا يعترف، بضرورة الالتزام بمعنى المعاني، الواردة في القاموس، وتصبح النكبة الكبرى، عندما يكون مفهوم الإبداع، هو في كيفية تحطيم هيكل اللغة نفسها؟!

    حيث أنا لاحظت أنَّ المثقف “الفلسفي” لا يُجيد النَّقد بشكل عام، وخصوصا من يدعي، أو يتعامل وفق اسلوب الحياد منهم، لأنَّ النّقد، يحتاج في اجادته، إلى الخروج، من ضيق ثقافة الـ أنا، إلى سعة ثقافة الـ نحن، فالنّقد يحتاج إلى رؤية متكاملة، تعترف بالـ آخر أولا، وتُحيط بالسياق، وأجواء الزمان والمكان، التي تم تكوين النص فيها، ناهيك عن ضرورة وجود خبرة باللغة، أو باللغات، التي تم استخدامها في النص، وإلاّ سيتحول النّقد، إلى وسيلة، لاستعراض قدرات النّاقد، في الفذلكة اللغويّة، ليس إلاّ، إن لم يكن، وسيلة لهدم القيم والأخلاق، من خلال اللغة الضبابيّة، التي يستخدمها، للتغطية على جهله، فيما ينقده على الأقل.

    وأضيف أظن أنَّ اختلاف نظرة الرجل والمرأة، إلى العلاقة بينهما، ما بين الـ أنا والـ نحن، عندما يحصل أي خلاف، هو من يفسد الطبخة حاليا، ويعمل على ارباك العملية السياسية، المربوكة أصلا، بسبب قلّة خبرة من يتقدم الصفوف، في الدول الجمهورية، واستغلال ذلك من قبل أجهزة المخابرات، في دولنا (الجمهورية منها والملكية قبل الغريب) خوفا ورعبا من انتقال وباء الحرية إليها، التي كان سببها (من وجهة نظري على الأقل) حذاء منتظر الزيدي، الذي رماه على ممثلي الديمقراطية، في المؤتمر الأخير لجورج بوش الإبن ونوري المالكي في بغداد، فمن يرغب بحلول، يجب أن يكف أيدي مخابراته أولا، قبل الطلب من غيره، ممن يشارك في الحرب على الإرهاب، التي عمود نشاطها الفقري هو المؤامرات المخابراتية.

    من الواضح، ما لم يدركه مثقف دولة الفلسفة، أنَّ انتفاضات أدوات العولمة، لا تعترف، بضرورة وجود، نخب حاكمة، أو خلاصة للعقل، يجب أن يكون لها هيبة، حتى يمكن، تمرير مفهوم العصمة، أو الأسطورة، بتأويل فاسد، من قبل مثقف النُّخب، بحجة لا ضير في ذلك، فالشّك سيشكك، والذي هو اساس أي فكر فلسفي، فيتحول الشك إلى يقين، من خلال نخبة الفرعون.
    ولذلك، ما دخل أهل اليقين، بالاستبداد أو الظلم أو الاستعباد؟
    من وجهة نظري من يسأل سؤال هل البيضة أول أم الدجاجة أول، شخص لا يؤمن بالله كخالق هذا الكون هذا من جهة،
    ومن جهة أخرى، لا يؤمن بالدين الإسلامي، وفق ما ورد في القرآن والسنة النبوية.
    ولذلك من وجهة نظري، قبل الفض بين أي شيء، إن كان بأسلوب علمي، أو ثقافي، في البداية، يجب تحديد من هو الذي خلط؟ ومن هو الذي عنده اشكالية؟
    ثم بأي لغة نتكلم هنا؟ فالكلام العام وبدون تحديد بأمثلة واقعية، وليس وقوعيّة، لا يمكن تشخيص أي شيء، بشكل صحيح.

    حيث هل معنى المعاني، ما بين لغة ولغة، أو أهل منطقة ومنطقة، من نفس أهل اللغة واحد؟
    أم هناك اختلاف ما بين كل لغة ولغة، وما بين كل منطقة ومنطقة؟ فمعنى الحرية باللغة العربية شيء، ومعنى الحرية باللغة الفرنسية شيء آخر، ومعنى الحرية في الغابة شيء ثالث، ويجب أن يكون فرق أكيد، ما بين الحرية، وما بين الفوضى، في العربية والفرنسية والغابة.
    فأيّا كان هو حر أن يكون فوضوي، ولا يلتزم بمعنى المعاني، عندما يكون لوحده، أو في الحمام، مع الـ أنا،
    ولكن لا يجوز أن لا يلتزم بمعنى المعاني، لكل لغة من اللغات، التي يتكلم بها، مع أهل كل لغة على حدة، حتى لو كان في الغابة، مع الـ نحن.
    وفي أي لغة، هناك أصول لغوية، يجب احترامها، حتى تستطيع التفكير، والتعبير، والتواصل مع بقية أهل هذه اللغة، حتى لا يتم اساءة فهمك، فتحدث مشاكل.

    فمثلا الدين، الذي يتكلم عنه فيلسوف الثورة الفرنسية فولتير شيء، وسلوك النخب الحاكمة، من أهل ذاك الدين شيء ثان، واعتدائهم كنخب حاكمة، تصدر صكوك للجنة والنار، حسب مزاجيتها وانتقائيتها شيء ثالث.

    اللُّغة العربية، والتي هي لغة القرآن، لغة الاستقراء والاستنباط، تختلف عن اللغات الأخرى، في الفهم، وهي تتجاوز حدود سايكس وبيكو، التي عمل على تثبيتها في قلوبنا، دعاة القومية، من أمثال الشريف حسين وجمال عبدالناصر وحافظ الأسد ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح وزين العابدين بن علي زورا وظلما وعدوانا.

    ما رأيكم دام فضلكم؟

  8. يقول Visitor:

    أخت سلمى أوجه لكي تحية أخرى وأؤيدك تماما في كل كلمة قلتها .
    أن كلامك سيدتي يوهن عزيمة الأمة ويشكك بأنك تتعاطفين مع ضحايا النظام المجرم الذي جعلنا نرقص ذبحا ببراميله المتفجرة و سلاحه الكيماوي. أنت سيدة آية تعيشين في المريخ, نحن في شيء وأنت بشيء أخر. لم يعد يهمنا نحن السوريون الا الرقص.
    لقد رقصنا كثيرا في السابق لدرجة أننا نسينا فلسطين وأعتلى سدة الحكم في بلادنا رجل لم يكن في يوم من الأيام أهل للسلطة فطرد خيرة الناس واستعبد أهلها وأنت تعلمين القصة بالتفصيل, وما زلنا نرقص. وصل اليهود الى بلادنا ونحن نرقص, طردوا أهلنا في فلسطين وما زلنا نرقص, أنتهكوا حرمات غرف نومنا وما زلنا نرقص. الظاهر نحن لاتجيد الا الرقص طربا أو ألما.

  9. يقول ميم:

    حينما ياتي الحديث عن الرقص اجد نفسي متناقضة نوعا ما فالبنسبة لي كامرأة مسلمة اجد ان الرقص ايا كان نوعه اهانة للجسد وفي حياتي لم اجد نفسي مندفعة للرقص واجادته ومن ناحية اخرى فانا احب مشاهدة بعض انواع الرقص مثل الهندي واعتبر حركاته جميلة.

اشترك في قائمتنا البريدية