لندن ـ «القدس العربي»: تعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة كل المناطق التي خسرها منذ عام 2011 ومواصلة الحرب حتى النهاية، جاء هذا في تصريحات للأسد بعد التقدم الذي أحرزته قواته وقوات الدفاع الشعبي والكتيبة الدولية الشيعية التي يقودها الجنرال قاسم سليماني- الحرس الثوري الإيراني، حزب الله اللبناني، كتيبة «الفاطميون» الأفغانية، منظمة بدر وميليشيات أخرى تقاتل في حلب الشمالي.
ولم تأت تصريحات الأسد من فراغ فالإنجازات الأخيرة لجيشه لم تكن لتحدث لولا الطيران الروسي وتدخل موسكو لإنقاذ نظامه المتداعي. واللافت في الأمر أن الأسد تحدث في دمشق فيما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ميونيخ يتفاوض مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول شروط وقف إطلاق النار، بعد اسبوع أم اسبوعين أم عندما تنتهي روسيا من سحق المعارضة السورية!
وكل هذا يستدعي التساؤل حول من يحكم سوريا اليوم الأسد أم فلاديمير بوتين، ومن يتفاوض نيابة عن الحكومة وليد المعلم، وزير الخارجية أم لافروف؟
وهو سؤال بدا واضحاً من تحقيق صحيفة «أوبزيرفر» البريطانية الذي أكد فيه كاتبه أليك لون ومارتن شولوف وإيما غراهام ـ هاريسون أن بوتين الذي يواجه مشاكل اقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط أثبت في أسبوع غير عادي سنتذكره أن اهدافه العسكرية والدبلوماسية قد تحققت «ففي الوقت الحالي يبدو الشخص الذي يمسك بكل أوراق الحرب الأهلية السورية، فقد سمح الطيران الروسي لقوات الحكومة السورية بكسر جمود المعركة في حلب وقطع خطوط الإمدادات للمدينة التي كانت معقل المقاتلين لسنوات».
ويرى الصحافيون الثلاثة أن الدبلوماسيين اجتمعوا للتباحث في الأزمة خشية تعرض مئات الألوف من سكان المدينة المدمرة للحصار وتدفق الألوف منهم نحو أوروبا.
وفي اجتماع ميونيخ حققت روسيا ما تريده. فقد انتزعت من الآخرين تنازلات بشكل بدا الاتفاق وكأنه مصادقة على الدور الذي تلعبه روسيا في سوريا بدلاً من رفضه.
فلن تتوقف الأعمال العدائية إلا بعد اسبوع ولن توقف روسيا عمليات القصف ضد «الإرهابيين»، وفي تعريف روسيا فهي تصنف معظم جماعات المعارضة كإرهابية وليس «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة» والجماعات الجهادية الأخرى.
وسيسمح لها بمواصلة الهجمات كما في السابق. ومن هنا رفضت جماعات المعارضة قبول وقف إطلاق النار إن لم يؤد عملياً لوقف عمليات القصف الجوي.
ونقل التقرير عن قيادي بارز في جماعة إسلامية معارضة قوله «لا تفاوض طالما استمر الروس في قصف شعبنا». وأضاف «بالتأكيد سيواصل الروس بالهجوم علينا والزعم بأنهم يستهدفون «النصرة». وقالوا إن حملتهم العسكرية في سوريا هي من أجل قتال تنظيم «الدولة» إلا أن 85٪ – 90٪ من الهجمات تمت ضد الجماعات الثورية المعتدلة ومنها نسبة عالية استهدفت المدنيين».
وعليه فعندما قال لافروف للدبلوماسيين إن وقف إطلاق النار لن ينجح فقد كان يعبر عن نبوءة في طريقها للتحقق. وهو ما دفع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند للتعليق على تصريحات المسؤول الروسي بالقول «طالما لم يتوقف الروس خلال الأيام المقبلة أو لم يخفضوا بشكل ملحوظ من عمليات القصف فلن تنضم الجماعات المعتدلة للعملية».
ومهما يكن من أمر فما كشف عنه اجتماع ميونيخ هو نهاية عملية بدأت قبل أشهر وتشير لعودة روسيا كلاعب كبير في الشرق الأوسط في الوقت الذي تبدو فيه الولايات مهزومة «كظل لقوة عظمى طالما تسيدت الأحداث في المنطقة».
وعادت الحرب الباردة كما وضح رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف يوم السبت بفارق وهو أن روسيا في صعود مستمر أما الولايات المتحدة فتتراجع.
وحذر النقاد من اليوم الأول للاتفاق من أن موسكو تفوقت على واشنطن وأنها تقوم باستخدام المفاوضات كغطاء لتعزيز الإنجازات على الأرض مستخدمة الأساليب نفسها في أوكرانيا.
لا ثقة في أمريكا
ويعلق الصحافيون الثلاثة أن الولايات المتحدة لم تخسر فقط الرأسمال السياسي إلا أن وقف إطلاق النار أفقدها ثقة المعارضة المعتدلة التي تشعر أن الأمريكيين تخلوا عن مقاتليها. وبحسب قيادي في «الجيش السوري الحر» في مدينة حلب «أصبحت الجماعات التي تحاول أمريكا دعمها هدفاً لعدو يقوم بالقصف بدون رحمة أو رادع، وعلى ما يبدو لا مشكلة لأمريكا مع هذا» وأضاف أن الأمريكيين «لم يستأهلوا أبدا ثقتنا». وبالمقارنة ضاعفت موسكو من دعمها لنظام بشار الأسد، ففي الوقت الذي كان فيه لافروف يتقدم بمقترحاته حول وقف إطلاق النار كانت حاملة صواريخ كروز تغادر قاعدة سيفاستبول البحرية في القرم من أجل الانصمام للأسطول الروسي المرابط في البحر المتوسط، في تعزيز علني للحضور العسكري هناك.
وتقول الصحيفة إن اللاجئين الذين فروا في الأيام الأخيرة من حكم تنظيم «الدولة» قالوا إن الفشل في معالجة مشكلة الأسد يعني تعريض هدف الغرب الرئيسي لهزيمة التنظيم الجهادي للخطر. وفي حالة هزمت المعارضة السورية فسيدعي تنظيم «الدولة» تمثيله لمظالم السنة في سوريا كما فعل في العراق.
وقال أحد اللاجئين «لن تجد واحداً في هذا المخيم يدعم تنظيم «الدولة»، خاصة من وصل منهم هذا الشهر» و«ومع ذلك فمعظهم يعترف أن التنظيم حاول حمايتنا، السوريون السنة الذين تخلى عنهم العالم. ومن الخطورة بمكان السماح لهم بتسنم هذا الدور وأعتقد أن العالم يغمض عيونه عن هذا الفجور».
ورغم ما فعله التنظيم من مجازر وارتكبه من ظلم إلا أن الكثيرين يفضلون حكم الرقة على دمشق. ونقل عن خليل الفراتي الذي غادر بيته في الرقة قبل ثلاثة أسابيع «مهما فعلوا ومهما كانوا سيئين إلا انهم ليسوا أسوأ من النظام، فحكومته هي العدو الأول»، وأضاف «نعم، داعش لا يرحم وارتكب أعمالاً مريعة لكن النظام فعل ما هو أسوأ».
ما هي أهدافه؟
وفي سياق أهداف بوتين في سوريا، يرى محللون أنه من الصعب تقييم أو التعرف على ما تريد موسكو تحقيقه هناك وعلى المدى البعيد. فأبعد من الحفاظ على مصالح وتأثير وموقع روسيا لم يقدم الكرملين الكثير، ومن المعروف أن بوتين شخصية تتمتع بذكاء تكتيكي لكنه ليس استراتيجياً لديه رؤية عظيمة.
ومن هنا يقول ألكيسي ماكاركين، نائب مدير المركز للأبحاث السياسية والتكنولوجية «مهمة الروس هي الحفاظ على نظام الأسد، وليس بالضرورة بقاء بشار الأسد على رأسه ولكن ليبقى نظاماً مقبولاً يحمي المصالح الروسية».
و»يعتقد الروس أنهم ليسوا قوة عظمى بدون حليف في الشرق الأوسط وتأثير». وتضيف الصحيفة أن موسكو لا تزال تعيش ذكريات الحملة التي شنها الناتو على يوغوسلافيا القديمة والتي قادت للإطاحة بالرئيس الصربي سلوبدان ميلوفيتش وأنهت تأتير روسيا في منطقة البلقان. ويقول ماكاركين «لا نريد المساعدة في تفكيك الأسد ويطلب منا بعد ذلك الخروج كما حدث في صربيا».
وترى الصحيفة أن إحياء قوة الأسد من جديد بعد أشهر من النكسات التي تعرض لها تظهر قوة موسكو كدولة راعية واستعدادها لإنفاق أموال على أصدقائها والقدرة على خلق مشاكل للأعداء.
ومن ناحية عملية أمنت روسيا قاعدتها العسكرية في طرطوس التي ظلت تعمل منها طوال الفترة السوفييتية والقاعدة الجديدة حميم قرب اللاذقية، وهي القاعدة الجوية التي تسمح للروس باستعراض قوتهم في الشرق الأوسط. وتحولت روسيا إلى عدو للمسلمين السنة فيما أصبح الأسد الحليف الذي لا يمكن استبداله.
وبحسب ماشا ليبمان، المحللة السياسية «يقوم بتغيير القطع على الرقعة ويبحث عن النقاط الضعيفة». وتضيف «أعتقد أن الهدف أكبر، من أجل دفع العالم إلى الاعتراف بروسيا اللاعب القوي على المسرح الدولي وإمكانياتها على التغيير».
وتشير الصحيفة إلى أن دعم الكرملين للأسد يناسب رؤيته التي تعارض تغيير الأنظمة حول العالم. فقد اعتبر بوتين الثورات التي حدثت في دول ما بعد الإتحاد السوفييتي السابق بأنها محاولات غربية لتوسيع التأثير وناقش أن الربيع قاد لفوضى دموية.
وفي هذا السياق اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا بمحاولة إنشاء دويلة في منطقة اللاذقية وهي معقل عائلة الأسد العلوية.
ولكن روسيا التي تواجه حركات انفصالية أكدت أنها لا تريد تمزيق البلد. وقد تلجأ بعد تعزيز قوة الأسد لتسوية «الحرب المجمدة» مثل السيناريو الأوكراني والتي ستكون مكلفة على روسيا رعايتها عن بعد.
ومع ذلك ترى ليبمان أن روسيا تتعامل مع سوريا كمنطقة تأثير ومواجهة مع الغرب ويجب الحفاظ عليها بأي ثمن. وفي النهاية فلن يظل العمل العسكري الروسي بدون تحد.
فقد أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر عن خطط سعودية وإمارايتة للمشاركة في عمليات برية ضد تنظيم «الدولة». وقد تساعد هذه القوات المعارضة السورية التي لو استطاعت مداهمة الرقة عاصمة «الخلافة» فستوجه بنادقها لنظام الأسد.
مليء بالخروق
وفي تعليقها على الاتفاق في ميونيخ تساءلت «أوبزيرفر» عن ماهيته وقالت «عندما لا يكون الاتفاق اتفاقاً» فهو كما وصفته محاولة مليئة بالخروق مثل بناية في حلب تحمل آثار طلقات الرصاص.
فهو ليس اتفاق وقف إطلاق نار بالمعنى الحقيقي نظراً لعدم تطبيقه على كل الأطراف، وهو مؤقت أو كما قال كيري «توقف». كما أن نجاحه يعتمد على الأطراف التي لم تكن حاضرة في ميونيخ، خاصة نظام الأسد.
وبالمستوى نفسه سيعمل تنظيم «الدولة» الذي لم يستثن من وقف إطلاق النار على تخريبه. وتعتقد الصحيفة أن الخرق الأكبر في اتفاق ميونيخ هو الفشل في وقف القصف الجوي الروسي الذي لا يميز.
ففي شمال حلب يقوم الطيران بضرب الجماعات التركمانية وتلك المدعومة من الغرب. ولا تعول الصحيفة كثيراً على التزام موسكو بوقف إطلاق النار خاصة أن سياسة روسيا لا تحترم القوانين الدولية وحقوق الإنسان.
وتتهم بوتين بأنه يريد تطبيق سياسة استعمارية جديدة في سوريا. فما يحرص عليه هو الحفاظ على نظام الأسد، الوكيل التاريخي لروسيا في المنطقة مهما كلف من خسائر بشرية ومعاناة، أما هدفه الأوسع فهو إضعاف التأثير الأمريكي في المنطقة وإن تمكن تقسيم وإضعاف الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وتشير إلى أن بوتين يطبق في سوريا، خاصة في حلب ما طبقه في أوكرانيا: قاتل وفاوض. وفي ظل استمرار القصف الروسي فلا أحد يتوقع التزام المعارضة بالإتفاق ووضع أسلحتها والتوجه إلى جنيف نهاية الشهر الحالي.
ورغم ما في الإتفاق من ملامح ضعف إلا أن الصحيفة تدعو للحفاظ عليه ومنعه من الإنهيار. فالحرب في سوريا كما اكتشف القادة الغربيون وإن متأخرين بدأت كانتفاضة محلية ضد ديكتاتورية وظلم الأسد ثم تطورت لتصبح أكبر أزمة تواجه العالم اليوم، سواء على الصعيد الإنساني والسياسي وامتحاناً لقدرة المجتمع الدولي «والشكر محفوظ للأسد، فهناك شك في استمرار تماسك الإتحاد الأوروبي وهو يكافح بدون نجاح للسيطرة على الهجرات الجماعية» و«شكراً للأسد، فتركيا، الدولة الحليف للغرب تعاني من ضغوط من الجوانب كافة وتقف على حافة الإنفجار» و»شكراً للأسد، ففي السعودية ودول الخليج هناك حديث للتدخل العسكري من اجل دعم الإخوة السنة وهو ما سيؤدي وبشكل خطير لرد من إيران الشيعية».
وفي واشنطن تعاني مصداقية الولايات المتحدة كقائدة للعالم فيما يحاول باراك أوباما البحث عن مخرج سهل من الرئاسة في كانون الثاني/يناير وهو ما سمح لدونالد ترامب، السياسي من الدرجة الثالثة ومرشح محتمل للرئاسة التباهي أمام تصفيق هستيري معجب بجهله وتحيزه.
ولهذه الأسباب تدعو الصحيفة بريطانيا ذات الخبرة الطويلة في الشرق الأوسط إلى التدخل وتقوية موقف الأمم المتحدة وإيصال المساعدات الإنسانية للمدن المحاصرة واستئناف محادثات جنيف «ولا ينفع قيام فيليب هاموند ومايكل فالون (وزير الدفاع) بالشكوى من إزدواجية الروس، فهذا ليس جديداً، وحان الوقت لاستخدام كل وسيلة متوفرة على كرملين بوتين والتأكد من أنه ودميته الأسد منح السلام فرصة».
الرابحون والخاسرون
وكعادته يحبذ باتريك كوكبيرن في «إندبندنت أون صنداي» أن يرسم قائمته المعروفة من الرابحين والخاسرين.
فالرابح الأكبر روسيا وينقل عن مسؤول عراقي ذهب في بداية حرب سوريا لمقابلة قيادة الناتو وتساءل «ما الفرق بين ما يحدث في سوريا وليبيا؟».
ورد الجنرال في حلف الناتو «عاد الروس». ويرى أن عودة الروس كان واضحاً في اتفاق 12 شباط/فبراير بمدينة ميونيخ.
ورغم ما فيه من ثقوب والشكوك التي قوبل بها ولكن يجب النظر إليه ضمن التطورات الميدانية وما يمكن للمعارضة عمله لوقف القصف الروسي. ففي الوقت الذي يتحدث فيه الأسد عن عزمه على تحقيق النصر إلا أن واشنطن وحلفاءها في المنطقة لن تقبل بهزيمة مطلقة. ويشير كوكبيرن إلى أن مشاركة الروس والإيرانيين الكبيرة في سوريا ليست مفاجئة. فبدا واضحاً منذ عام 2012 أنهم لم يكونوا ليسمحوا بسقوط الأسد وأنهم سيردون على أي تصعيد سعودي- تركي.
وحدث هذا عام 2015 عندما سيطر جيش الفتح على إدلب ومناطق آخرى في الشمال. وهو ما حفز روسيا في أيلول/سبتمبر على التدخل وحرف الميزان لصالح الأسد. ولن تتم إعادة الإنجازات الجديدة للوراء إلا بتدخل تركي مباشر.
والوقت متأخر بالنسبة لأنقرة التي تناقش مع السعودية القيام بتدخل بري، فالحكومة السورية وبتحالف تكتيكي مع الأكراد تقترب من السيطرة على الشمال.
ويلاحظ الكاتب أن ما يثير الدهشة هو الصمت الأمريكي والغربي على العملية العسكرية في حلب. ويشير إلى فشل الغرب في سياسة احتواء الأزمة السورية، وهي الفرضية التي انهارت مع تدفق أزمة اللاجئين وهجمات باريس التي قتل فيها 130 شخصاً.
ومن هنا فاتفاق ميونيخ يعتبر خبراً سيئاً لتنظيم «الدولة» وكذا الجماعات الجهادية مثل «النصرة» و«أحرار الشام» و«جيش الإسلام» التي ستظل تحت تهديد القصف الأمريكي والروسي. ويرى كوكبيرن أن الروس والنظام السوري وخلافاً لما قاله هاموند، وزير الخارجية البريطاني يضربون أو يحاولون ضرب تنظيم «الدولة» ولكن بدون نجاح. ويعتقد كوكبيرن أن الحرب لم تنته بعد إلا أن من الواضح الآن من هم الرابحون والخاسرون.
ففي البداية لن يحدث تغيير راديكالي للنظام في دمشق. وفشلت المعارضة في سوريا وفي العراق يدافع تنظيم «الدولة» عن نفسه، رغم أن الكاتب يخلط بين الطرفين ويصفها بـ «المعارضة العربية السنية».
وبالنسبة للأكراد ففي العراق وسوريا فهم أقوى من ذي قبل. ولكنهم يخشون من التهميش حالة هزيمة تنظيم «الدولة».
وفي السياق نفسه فشلت الدول الإقليمية- تركيا والسعودية وقطر في الإطاحة بنظام الأسد ونجحت بالمقابل إيران والتحالف الشيعي الذي تقوده. وتعرضت أيضاً سياسة أوباما المتردد لهزيمة.
ويذكر الكاتب هنا أنه عندما دخل الروس الحرب قبل أشهر تنبأ الكثيرون بخسارتهم وندمهم على قرارهم وبدلاً من ذلك أصبحوا اليوم من يقرر مسار الحرب في سوريا وربما منحتهم هذه الفرصة كي يقوموا بتدمير الناتو كما يرى ديفيد بلير في «صنداي تلغراف».
تدمير الناتو
ويعتقد ان الأحداث الأخيرة في حلب مثيرة للقلق لأنها تمثل تهديداً مباشراً للأمن الأوروبي وتحمل مخاطر مواجهة بين الناتو وروسيا. ويشير هنا ليس إلى تهديدات بوتين بغزو دول بحر البلطيق ولكنه يذكرنا بأن تركيا هي دولة عضو في حلف الناتو.
فقد هدد أردوغان بإرسال قواته إلى سوريا لحماية المعارضة وإقامة منطقة آمنة، ولو حدث فهناك إمكانية لمواجهة بين تركيا وروسيا.
وفي حالة تعرض تركيا لعدوان من الروس داخل الأراضي السورية فقد يطلب وبناء على البند الخامس من ميثاق الناتو حماية قواته باعتبارها عضواً فيه، فماذا سيكون رد التحالف العسكري هذا؟
إبراهيم درويش