ألقَتْ على سمعي التحيّة
وخرَجتْ
منَ المصعد،
وظل شريكي فيه
يُحدّقُ في أذني،
كما يُحدّقُ غريبٌ
في وردة.
عارية
مُستلقية
على ظهرها، في الحديقة ..
تنظر إلى نفسها،
وتتذّكر خروجَ النبوّة
من الصحراء.
أحبّكِ،
ولولا قرطُكِ المُذبذبُ
ما عرفتُ أنّ
عُرْف الديك سلّمُه المُوسيقيّ.
أن أرسم على ظهركِ ساعة،
كي لا تنتبهي للوقت.
أن أكتب فيها كلاماً جميلاً،
لا تساعدك المرايا في قراءته.
الركبة منجمُ الفكرة
ولا إسوارةٌ تحتلّها.
أحبّك وأنت
تغلقين بركبتك النزقة بابَ الخزانة
المُغطّى بمرآة.
إخلعي الطوق عن اسمك
يا حمامة..
حتى هذا المطبّ الناعم
لا أقبل به على الرقبة.
قبلة خفيفة على كتفكِ،
على أثر الإبرة أيام المدرسة.
قلبي ليرة ذهب
جسدكِ رخام. تعالي نرنّ ..
يرفعنا الحبّ
كسمّاعة.
لا تضعي إصبعكِ على السّرة،
هي، في الأصل، عـمياء.
لا تضعي يدَكِ على خدّك،
القمرُ لا تسنده يد
وارفعي عن ساق الغرسة قطعةَ قرميد
أوقعها الحظّ من سقف العتبة
وأنت في الخارج.
الحُبّ درّاجة هوائيّة
ركَـنَها، على جنبٍ، رياضيٌّ بلباس أبيض،
وجرى نحوَ الليل على قدميه.
دخلَ الرياضيّ الليلَ،
مشى ببطءٍ فيه لينقصه،
وأكملَ الجريَ
ليسبقه..
هكذا طلع الفجرُ على الناس.
الشلالاتُ كثيرةٌ في عيون المُشاة،
لأنك عارية في قلب الجبل.
وما سلاسل الجبال من حولي إلا رسم تخطيطي لقلبك،
وما أنا إلا النهرُ يمشي فيه هكذا.
كلّما شربتُ الماء
لمعَ اسمُك على شفتيّ
وكبُرَ
النباتُ في الأغنية،
وجرى
حصانٌ على صخور
لونُها في النهر
كحوافره
وكعُقَد خشب هذا المقعد القريب.
أحبّكِ وأبكي
وأنا ألحقُ بكلّ طائرة لأكتبَ للناس على دخانها: هذا ليس غيماً.
أحبكّ أبداً،
وباستحالة أن يُخطئ البشر رسمَ جزيرة.
أحبّك ملءَ الدائرة،
وقد صار للدائرة أطراف.
::
إلعبي يا شقيّة
واجرِ في نُحول الضوء..
أنتِ تدرين
مَن أضعفَ المرآةَ في العقول،
من كرّسَ السهوَ في اللّفتات،
من سَوّى الماءَ هاويةً
والعُرسَ حَبْلاً
وصلَني فانقطعتُ
لألعبَ في حدود يديّ.
شاعر فلسطيني – النرويج
نصر جميل شعث