كوافير يغني في مجلس النواب اللبناني… وقراءة الطالع على الفضائيات و«العب يلا»! ولماذا فقد «فويس» هيبته؟

حجم الخط
1

لا تحتاج إلى معرفة كبيرة وبحث معمق لتدرك أن هناك فريق إعداد محترفا من الصحافيين يقف خلف أي برنامج حواري جيد، وهذا ما يؤكده برنامج «للنشر» مع ريما كركي على قناة «الجديد» اللبنانية.
طبعا، حضور السيدة ريما وسرعة بديهتها في الحوار وأعصابها المتماسكة أمام المواقف الصعبة التي تحدث أمامها في الاستوديو، لها دورها، لكن كل هذا لا قيمة له دون فريق الإعداد الجيد والمتمرس بالخبرة الصحافية، الذي يقف خلفها ليعد لها كل أسبوع هذا الكم من الفقرات المتنوعة التي تحتاج إلى فريق صحيفة أسبوعية متكامل لتحضيره.
في حلقتها الأخيرة، استضافت كركي زوجة معنفة من قبل زوجها وهو شيخ دين بشهادات شرعية، ورئيس بلدية سابق في لبنان، و»سماحته» على ذمة زوجته وأولاده لا يتوقف عن ضربهم وتعنيفهم وتهديدهم ومحاولة تشريدهم بعد أن تركهم وتزوج أخرى.
الحوار كان صحافيا محترفا، والتقارير الميدانية مشغولة باحتراف يثير الإعجاب، وطريقة ريما كركي وأسلوبها في ضبط الحوار يجعلنا نتساءل: لماذا لا تستفيد برامج الحوار العربية المشابهة من هكذا الخبرات؟
في فقرة تالية، كان الضيف الكوافير جو رعد، المثير للجدل بحركاته وتقليعاته، وآخرها نيته الترشح للانتخابات النيابية في لبنان.
لم تسفه ريما كركي من الرجل في الحوار، الذي سفه هو نفسه كعادته فيه، وبجدية تليق بشخصه تحدث جو رعد عن نيته الغناء في المجلس ليطرب النواب ويريح أعصابهم.
برنامج «للنشر»، يستحق النشر عنه، وهو أسلوب في الصحافة التلفزيونية بلا شك.
لكن انتخابات لبنان الحبلى بالمفاجآت منذ الآن، حملت أيضا قصة رفض ترشيح الفاضلة ميريام كلينيك، والتي كان قرارها بالترشح أصلا مفاجأة لي، وقد تم رفض ترشيحها و حرمان لبنان من دورها التشريعي والرقابي بسبب حكم سابق عليها بأنها «قوصت» بسلاح ناري وهو ما اعتبرته السلطات مانعا للترشيح.
كلينيك، الله يستر عليها، لم تيأس، ومصرة على خوض الانتخابات دون ان تكشف كيف ستطعن بالقرار.
واكاد أتخيل مجلس نواب لبنان، برئاسة نبيه بري «طبعا»، وفي قاعة المجلس وأمام دولة الرئيس بري بكشرته المعروفة و عصبيته المشهورة، يجلس جو رعد على جانب ميريام كلينيك، وقد يختلفان في أحد الجلسات ويحتد النقاش بينهما على حد تقطيع قلم الحمرة..
ولا أرانا الله مكروها في الانتخابات.

الأبراج على برامج الصباح

لا شيء يثبت كذب التنجيم وقراءة الطالع أكثر من فقرات الأبراج على برامج الصباح في الفضائيات العربية.
للتجربة، قمنا بمتابعة الفقرة على محطات عربية في اليوم نفسه، لنكتشف أن مولود برج العقرب مثلا في هذا اليوم المشهود: ممنوع من الخروج لأن مصيبة في انتظاره. أو هو يوم السعد وحسن الطالع لبرج العقرب، أو لا ترتبط بمواعيد عمل لأن زحل تزحلق على المشتري فانكسر حوضه، أو انجز الأعمال هذا اليوم فالزهرة التقى مع القمر و«العب يلا»!
هي فقرة ترفيه، ادرك ذلك بلا شك، لكن الترفيه يتجاوز حده حين تصبح الفقرة مفتوحة للاتصالات على الهواء، ثم تتفرغ لها محطات متخصصة، بدجالين متخصصين، مستعدين لتشريح حالتك الصحية والعاطفية والمهنية من تاريخ ميلادك واسم أمك.
تلك تجارة وبيزنس، و«رزق الهبل على المجانين»!

تدني مستوى برنامج «فويس» كثيرا

بلا شك، خسر برنامج «فويس» كثيرا من حضوره بغياب لجنة تحكيمه الأصلية التي كان من بين من كان بها الفنان العراقي الكبير كاظم الساهر، خصوصا أن الساهر كان يعطي توازنا للهيبة في البرنامج، فيعيد للجنة رزانتها كلما انزلق أعضاؤها في المزاح الثقيل.
المعادل غير الموضوعي والنقيض كان باستقطاب المغنية أحلام، ليصبح جو البرنامج عموما ثقيل الظل، شعبيا قهاويا، ومع المزاح الفالت، تصبح لجنة تحكيم «فويس» بلا هيبة، تقريبا مثل أغلب الحكومات العربية!

استبدال المدبلج التركي بالمكسيكي

مدهشة تلك «الولدنة» السياسية التي أقحمت شبكة «أم بي سي» نفسها بها، بقرارها إيقاف ومنع عرض المسلسلات التركية على شاشتها، فقط كانعكاس لموقف سياسي لا علاقة له بالفن بين السعودية وتركيا.
شخصيا، لا أتابع الدراما التركية المدبلجة، والمسلسل الوحيد الذي تابعته بشغف لأن خلفيته كانت تعرض شيئا من تاريخ تركيا السياسي في السبعينيات، هو مسلسل «على مر الزمان»، لكن هذا لا ينفي حق المشاهدين المعجبين بهذا النوع من المسلسلات.
لا أفهم كيف لقناة تحترم مشاهدها أن تفرض عليه قرار منع لأسباب سياسية لا تعني المشاهد لا من قريب ولا من بعيد.
ولا أفهم، ما هي القيمة المضافة باستبدال المدبلج التركي بالمدبلج المكسيكي أو البرازيلي.
الدراما التركية قريبة إجتماعيا من الأجواء الشرقية العربية، وتلامس شيئا من وجدان المشاهد العربي في بعض الأعمال، على كل المبالغات فيها.
إن قراءة قصص الساخر الكبير الراحل عزيز نيسين مثلا، قريبة من قلب القارىء العربي لتشابه الأجواء، حتى أن معظم «مرايا» الفنان ياسر العظمة كانت من وحي تلك القصص، وعليه فالدراما التركية قريبة من المشاهد العربي. الآن، سيخوض هذا المشاهد مصاعب جمة في فهم اليخاندرو، ولماذا قتله كريستيانو، ومن هي ماريا التي عذبت ألفونسو.

من الخاسر تركيا أم «أم بي سي»؟

لكن، الملفت على خلفية الخبر ما قرأناه من تداعيات عليه، هو حجم صناعة الدراما في الاقتصاد التركي، واحترام الأتراك لتلك الصناعة كرافد اقتصادي مهم، إلى حد أن رئيس غرفة تجارة إسطنبول بنفسه هو من يتحدث عنها بالأرقام، فيقول مثلا في معرض تلفزيوني رقمي في فرنسا أن تركيا تصدر الدراما لحوالي 120 دولة في العالم! تخيلوا يا رعاكم الله، تصدر الدراما، لأنها صناعة مشغول عليها بعناية، وتحقق لتركيا واردا إجماليا قيمته 300 مليون دولار، وتسعى تركيا حسب رئيس غرفة تجارة إسطنبول إلى أن تبلغ إيرادات تصدير الدراما مليار دولار بعد خمس أعوام.
مجمل حصة العالم العربي التي يدفعها لا تصل الى الخمسين مليون دولار، فلكم أن تتخيلوا حصة «أم بي سي»، وقوة تلك الحصة الضئيلة في هز عرش تلك الصناعة.

إعلامي أردني يقيم في بروكسل

كوافير يغني في مجلس النواب اللبناني… وقراءة الطالع على الفضائيات و«العب يلا»! ولماذا فقد «فويس» هيبته؟

مالك العثامنة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول mohammad:

    بعد لتحيه
    بغض النظر عن وضاعة وحقارة التكلفه الماديه المترتبه عن الالغاء السياسي للدراما التركيه على الاقتصادالتركي في الهم بي سي فأنا ارى ان العقاب لتركيا لم يتجاوز هذا الحد و هذا يأكد على ضعف التأثير لأصحاب هذا القرار على تركيا بل و على سياسات المنطقه و هي موازيه للجعجعه و الصراخ بدون اي فائده.

اشترك في قائمتنا البريدية