في كل دول العالم ومحطاتها التلفزيونية، يتم تصنيف تلك الأخطاء التي يقع فيها المذيعون والمذيعات ضمن طرائف العثرات، التي يتم رصدها وتوثيقها وعرضها لخلق حالة من الابتسامة، من دون الانتقاص من شخص المذيع أو الحط من قدره، إلا في الأردن، حيث تصبح عثرة طريفة لا أكثر ولا أقل مجالا للسخرية الكبيرة والانتقاص، بل واغتيال الشخصية بشكل يؤثر على المذيع ويؤذيه معنويا، وهذا طبعا مرده إلى كمية فائض من القهر لا يعرف الأردنيون طريقة لتصريفه فيتحول عند البعض من جنرالات الفيسبوك إلى مركبات نقص يستأسد فيها فاضي الأشغال بإطلاق الفتاوي فينال من هفوة مذيع الأخبار الأردني «صلاح العجلوني» وقد قرأ رابطا إلكترونيا بدون تركيز من اليمين إلى اليسار، ولا يدرك فاضي الأشغال الأردني المتبطح بكل خموله امام الفيسبوك أن حياته هو شخصيا سلسلة هفوات حد الخطأ.
كل ما حدث أن مذيعا على الهواء، في داخله، كما علمت من مصادر موثوقة، ما يكفي من أوجاع شخصية مارس القراءة العمياء (وهي حالة تحدث كثيرا عند كل مذيعي العالم)، فالتقطها جنرالات الخمول على الفيسبوك ليتصيدوه بالسخرية الثقيلة الممجوجة.
القصة لم تقف إلى هذاالحد، لكن تتوالى التداعيات إلى حد أن الرجل يتم نقله إلى إذاعة محلية في الشمال الأردني، ليخسر التلفزيون الرسمي أحد أهم وجوه نشرات الأخبار ذات الإطلالة الرزينة والرائقة ومن قلة تنطق الفصحى بلسان عربي غير ذي عوج.
والقصة بدأت حينما أطلق إعلاميون أردنيون ومتضامنون مع مقدم البرامج في التلفزيون الأردني صلاح العجلوني هاشتاغ #مع_المذيع_صلاح_العجلوني، بعد أن أصبح الرجل حديث السـاعة في بـلاده،
وذلـك عقـب تـداول فـيـديو لــه عـلى نطـاق واسـع وهـو يقـرأ الموقـع الإلكتروني لنتائج الثانوية العامة، التابع لوزارة التربية والتعليم معكوساً www.tawjihi.jo.
فبدأ بـJo، ثم توجيهي، قبل أن يختم بـWWW!
عثرة، يمكن اعتبارها طرفة في سجل الطرائف، رغم ما تخفيه من أوجاع حملها «العجلوني» في داخله على الهواء ليلة تعثره بالقراءة، كلفت دافع الضرائب الأردني «المسخم» خسارة وجه عتيق وعريق تلفزيونيا، مقابل الإبقاء على وجوه تلفزيونية هي بحد ذاتها هفوات لا تغتفر.
خطأ أو عثرة العجلوني «التي أراها طريفة معتذرا لوجعه الشخصي»، لا تقارن بأي شكل أمام خطايا مذيع برامج رياضية على القناة الرياضية الأردنية، مشهور بفوضى التراكيب اللفظية التي يرتكبها حد الازعاج، لكن يبدو أن الواسطة لها دور قوي في تثبيت البعض وإزاحة الجيد منهم.
الفبركة الصحافية لتمرير قصص كاذبة
وكما كان منتظرا، فقد أصدرت النيابة المصرية أمراً بحبس «الإعلامية» – حسب نص الخبر- ريهام سعيد، على ذمة التحقيقات في اتهامها بالتحريض على اختطاف أطفال من خلال البرنامج التلفزيوني الذي تقدمه.
وهذه ليست المرة الأولى، التي تعمد فيها تلك السيدة الطارئة على الإعلام التلفزيوني وفريقها من الهواة إلى استخدام الفبركة الصحافية لتمرير قصص كاذبة فقط لنيل الشهرة والرواج الجماهيري، والجريمة لا تقف عند «اختطاف الأطفال» بل تتعداها إلى التحايل على المشاهدين، وهي جريمة أكبر معنويا.
لكن، تحفظنا هنا على صيغة الأخبار التي يتم تداولها مما يرسخ الخطأ كصواب، والكذبة كحقيقة، فالأخبار كلها تداولت استخدام لقب «إعلامية» ليسبق تلك السيدة الطارئة على الإعلام، وهي ظاهرة لا تقف عندها ولا في مصر فقط، بل صارت كلمة «إعلامي» عبارة مطاطية يمكن شدها وتلبيسها لأي كان.
هناك خلط كبير.. في مفهوم «الإعلامي» منتشر في العالم العربي عموما.. وقد تضخم هذا الخلط حتى أصبح ظاهرة بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.. وعصر الفضائيات التلفزيونية.
جامع المعلومات… هو هاو مثله مثل جامع الطوابع. ومجرد أنك تجمع معلومات من هنا وهناك وبأكبر كمية ممكنة لا يعني أنك إعلامي… ستبقى جامع معلومات لا أكثر.
وكذلك مردد الكلام أو مرددته وهو يتلقاه عبر سماعة أذن في الاستوديو، ولا موهبة لها أو له إلا القدرة على الابتسامة العريضة البلهاء أمام الكاميرات، فهذا ليس إعلاميا ولا إعلامية.
الإعلامي، حالة كبيرة جدا، وليس كل صحافي إعلاميا، لكن كل إعلامي بالضرورة يتقن فنا من فنون الصحافة.
باختصار: حين تمتلك أدوات معرفية ومنهجية لكيفية معالجة المعلومة أيا كانت.. فأنت تعمل في الإعلام.
ومجرد نثر المعلومات على الطاولة أو على بوست أو في صالون نميمة وغيبة أو استوديو مترف الديكور لا يعني أنك عالجتها، ولا يعني أيضا أدوات معرفية.
ريهام سعيد، مثلها مثل أي نسخة شبيهة لها في كل مكان في العالم العربي، سواء على التلفزيون أو على وسائل التواصل الاجتماعي ليست إعلامية، ولا هم «أو هن» كذلك، هم مجرد طارئين على مهنة الإعلام، في زمن فيه الكثير من عناصر طارئة.
صناعة النجوم من الزبد
ومن خطايا الفضاء التلفزيوني كذلك، رفع قيمة من لا قيمة له، وتسويقه وصناعة النجوم من الزبد، وترك ما ينفع الناس من نجوم حقيقيين، حسب قاعدة «الجمهور عاوز كده».
قناة «الحدث اليوم» المصرية، وفي برنامج اسمه «الوسط الفني» استضافت قبل فترة، الراقصة صافيناز. لاحظ أن الخطيئة بدأت باسم البرنامج، الذي وضع تلك الأجنبية ضمن الوسط الفني في مصر، وهو وسط نفترض أنه تاريخيا يشمل فاتن حمامة أو تحية كاريوكا.
تتحدث صافيناز «لا فض فوها» عن أزمتها مع نظيرتها الراقصة «جوهرة» التي اتهمت صافيناز بالتسبب لها بأزمات فترد صافيناز أنها «بنت متربية»!!
تخيلوا أن هذا هو مستوى الوسط الفني الذي وصلنا إليه!
كانت الحوارات التلفزيونية في عهد ما قبل الفضائيات محترمة، حتى لو كانت مع راقصات، فالحوار يديره مذيع مقتدر وطاقم إعداد يحترم المشاهد، ونظل دوما نتذكر تهذيب الراحل طارق حبيب مثلا، او دبلوماسية السوري الدمث المثقف مروان صواف، وهو يسحرنا بصياغاته للأسئلة.
لكن، لكل زمان، دولة وفنانين.
إعلامي أردني يقيم في بروكسل
مالك العثامنة
Quite interesting article for Mr Atamneh. I like the new title which he gave to the Facebook addicts ,i.e The Facebook Generals . I suggest the Facebook company should take Mr Atamneh’s advice and grade the facebook addicts and users to : Facebook Marshals,Facebook Generals,faceboog leutanants,facebook Colonels,Facebook Shaweesh,facebook Ombashi,Facebook Areeef,and the last is Facebook Nafar according to the time and participation of the members..