الناصرة ـ «القدس العربي»: ساد الإضراب العام أمس الأراضي المحتلة عام 1948 احتجاجا على حظر إسرائيل للحركة الإسلامية الجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح، فيما تؤكد المؤسسات الأهلية بالداخل أن الحظر يعني كسر إسرائيل لقواعد اللعبة. وشمل الإضراب العام الذي دعت له لجنة المتابعة العليا الهيئة التمثيلية العليا لفلسطينيي الداخل، المرافق الاقتصادية والتجارية والتعليمية. وأصدرت مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني العربي داخل أراضي 48 بياناً تستنكر فيه قرار الحكومة الإسرائيلية بحظر الحركة الإسلامية وجمعياتها المدنية واعتبرته مجحفا، مؤكدة وقوفها لجانب الحركة الإسلامية.
كما اعتبرت المَس في الحركة الإسلامية وفي الجمعيات الأهليّة، مسّاً بكُل المجتمع العربي، ونزعاً للشرعيّة عن العمل السياسي والأهلي العربي الفلسطيني في إسرائيل.» وتؤكد وعيها لمحاولات الحكومة الإسرائيليّة تغيير المشهد السياسي في السنوات الأخيرة، وأنها تعي عدم نجاح المجتمع العربي صَد انتهاكات وقرارات وقوانين عنصريّة كثيرة. وتضيف «إلا أن الحديث هذه المرّة عن رفع خطير لسقف التعدّي على المجتمع العربي، إذ تقوم الحكومة الإسرائيلية بنزع الشرعيّة عن أحد التيارات السياسية في الداخل الفلسطيني، بسبب عمله الشرّعي في بناء المؤسسات الذاتيّة ودفاعه عن المقدسات الدينيّة.
ولوحظ من البيان أن عددا مهما من الجمعيات الأهلية العربية لم ينضم لهذا الموقف دون تقديم تبرير. وكانت منتديات التواصل الاجتماعي الفلسطينية بالداخل قد شهدت جدلا بين من يدعو للتضامن الحقيقي مع الحركة الإسلامية رغم الخلافات والاختلافات العقائدية والسياسية معها وبين من أبدى تحفظا من ذلك وبقي عالقا بالرؤية الحزبية لما جرى ويجري ويترتب عليه.
وقررت لجنة «الحريات والشهداء والأسرى والجرحى» المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا القيام بحملة بعنوان «حملة مناهضة حظر الحركة الإسلامية تشمل حزمة نشاطات منها نصب خيمة اعتصام باسم «خيمة مناهضة حظر الحركة الإسلامية « في مدينة أم الفحم وتنظيم مسيرة شعبية في المدينة. كما تدعو إلى الخروج بأكبر عدد من المسيرات بعد صلاة الجمعة اليوم من كل المساجد في النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية عكا وحيفا ويافا واللد والرملة. كذلك ستسعى لجنة الحريات والشهداء والأسرى والجرحى إلى تدويل هذه الحملة على أعلى المستويات المتاحة عالمياً .
وأخيرا تؤكد اللجنة أنها لن تترك أيّة قيادة سياسية أو قوة سياسية في الداخل وحيدة وفريسة سهلة لأية إجراءات إسرائيلية عنصرية ومرفوضة.
خطوة متطرفة
واعتبرت جمعية حقوق المواطن الإسرائيلية قرار الحظر خطوة متطرّفة جداً تمت بموجب أنظمة الدفاع (ساعة الطوارئ) المتشددة والعدوانية، ولم تستند على مسار قضائي عادل. وأشارت إلى أنه قرار إداري لم يتخلله محاكمة او حتّى جلسة استماع لممثلي الحركة. كما لم يستند على أية شبهات بتنفيذ الحركة او تخطيطها لتنفيذ أعمال قد تندرج في إطار «الإرهاب». «وتابعت «هذه الحيثيّات المقلقة لقرار الإعلان ترجّح كفّة كونه قراراً غير قانونيّ قد تكون له تبعات خطيرة وطويلة الأمد على الحق في التنظّم والحق في حريّة التعبير والاحتجاج، وعلى الأقليّة الفلسطينيّة في إسرائيل.»
وقال البيان إن الحركة الإسلاميّة حركة سياسية فاعلة منذ سنوات طويلة، لها قاعدة شعبيّة واسعة في المجتمع الفلسطيني، وهي مركّب اساس من مركبّات لجنة المتابعة العليا. وأكد على أن الإعلان عن الحركة الإسلاميّة كتنظيم غير قانوني، بكل ما تشمل من أجسام ومؤسسات – سياسيّة، دينيّة، اجتماعيّة وأكاديميّة على حدّ سواء، يوسّع بشكل كبير وغير مبرّر دائرة ما يعرّف بالأعمال الجنائيّة وقد يؤدّي في نهاية المطاف إلى التعامل مع اشخاص ومؤسسات كثيرة لها علاقة مباشرة وغير ومباشرة مع الحركة الإسلاميّة كأطر وأفراد خارجين عن القانون.
وهذا ما أكدته «سيكوي (العربية اليهودية) الجمعية لدعم المساواة المدنية واعتبرته حلقة أخرى في مسلسل ملاحقة الجماهير العربية وقياداتها وأحزابها، وهذا ما يؤدي إلى تأجيج التوتر بين الدولة والمواطنين العرب ويضرب ثقة المواطنين العرب بالعمل السياسي القانوني والسلمي، كأداة ناجعة في نضالهم الشرعي. كما اعتبرت محاولة الحكومة قمع الحركة الاسلامية من خلال هذه الخطوة المرفوضة قد يسهم بتحويل الصراع القائم إلى صراع ديني، مشيرة إلى أن هذه خطوة بمنتهى الخطورة وعليها أن تقلق كل من يهمه مستقبل العلاقات بين المواطنين العرب واليهود في البلاد.»
ووصفت بـ «الكذب الفظ» ادعاء وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان بأن البرنامج الفكري للحركة الإسلامية الشمالية يشبه برنامج تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي. وأضافت «سيكوي» إن هذا الادعاء «يعتمد مقارنة لا علاقة لها بالواقع ويشكل تحريضا مرفوضا وخطرا جدا ضد حركة سياسية تنتمي اليها نسبة لا يستهان بها من الموطنين العرب.»
من جهته كرر رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح قوله أمس بأن جهة عربية – رفض الإفصاح عن اسمها في الوقت الراهن- اتصلت بمسؤول كبير في القنصلية الأمريكية بالقدس، وأكدت له أن حظر نشاط الحركة سيساهم في كسر شوكتها، ويدعم التطبيق العملي للتفاهمات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن المسجد الأقصى المبارك.
وديع عواودة