الأنبار ـ «القدس العربي»: بعد أكثر من نصف عام على تحريرها من قبل القوات الأمنية والحشدين الشعبي والعشائري، تشهد مدن غرب الأنبار تحسنا تدريجيا في مستوى بعض الخدمات الأساسية بنسب لا تزال دون مستوى حاجات السكان.
مواطن من قضاء راوة، رفض الكشف عن اسمه، أكد «استقرار الأوضاع الأمنية بشكل كامل في القضاء مع تحسن تدريجي في تقديم الخدمات».
لكنه اشتكى من «عدم اتخاذ الجهات المسؤولة ما يكفي من الإجراءات لتفكيك البيوت المفخخة»، قائلاً: «أننا كمواطنين نتحمل تكاليف تفتيش بيوتنا ما بين 300 إلى 500 دولار للكشف عن المتفجرات».
وأضاف: «على الحكومة أن تتكفل مثل هذه التكاليف التي تثقل كاهلنا كمواطنين».
وفي قضاء القائم على الحدود العراقية السورية، أشار أحد الناشطين في العمل الإغائي، إلى أن «الأوضاع الأمنية مستقرة نسبيا» مع «عمليات متفرقة بين فترة وأخرى جراء قيام تنظيم الدولة بقصف مدفعي عشوائي على المدينة من مناطق سيطرته داخل سوريا بالقرب من مدينة البو كمال عبر الحدود مع العراق».
لكن مجمل الخدمات، وفقا للناشط، شهدت «تحسنا تدريجيا في الآونة الأخيرة باستثناء الكهرباء».
وتعاني دائرة الخدمات البلدية من «نقص في عدد الآليات، وشح في الوقود المقدم من قبل الحكومة، مما يجعل هذه الخدمات دون المستوى المطلوب».
ويقوم «عدد من المنظمات المحلية والدولية بإعادة تاهيل مستشفى القائم العام وردهات الولادة والمختبرات والتصوير الشعاعي لتكون الخدمات في الجانب الصحي هي الأفضل منى بين قطاعات أخرى على الرغم من التحسن التدريجي في المجالات كافة»، طبقاً للناشط.
نائب رئيس المجلس المحلي لقضاء راوة، حقي رجب الراوي شدد لـ« القدس العربي»، على «تحقيق «تقدم في الخدمات لأبناء قضاء راوة خلال الأسابيع والأشهر الماضية تتناسب مع الإمكانيات المتاحة».
وأعتبر أن «الحكومة المحلية في القضاء حققت بعض الإنجازات في ‘صلاح بعض الشوارع والـرصفة والجزرات الوسطية التي تضررت جراء العمليات العسكرية اثناء عملية تحرير القضاء في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي».
كما تم إعادة تأهيل بناية محكمة قضاء راوة «لاستئناف عملها من مبناها الأصلي المخصص لها، إلى جانب تاهيل عدد من المباني الحكومية المتضررة، وتخصيص موقعا بديلا لدائرة بلدية القضاء»، حسب المصدر، الذي أشار إلى أن «مستشفى راوة القديم، وهو المستشفى الرئيسي في القضاء، سبق أن تعرض للتفجير بعد تحرير القضاء بفعل عبوات ناسفة زرعها تنظيم الدولة في أجزاء منه الحقت أضرارا بالغة به».
وبين أن «الجهات المسؤولة تعمل على إعادة ترميم الأجزاء المتضررة من المستشفى لإعادته إلى الخدمة»، لافتاً إلى أن «العمل الان في مراحله الأخيرة ومتوقع أن يجري استقبال المرضى خلال الأيام القليلة القادمة».
أما على صعيد نشاطات المنظمات الدولية في القضاء تحدث رئيس المجلس المحلي عن «قيام إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة بإعادة تأهيل مشاريع ضخ الماء وشبكات الانابيب إلى جانب تشغيل 120 عاملا من أبناء القضاء للقيام بحملات تنظيف لشوارع واحياء وساحات المدينة لمدة ثلاثة أشهر».