«مشروع ليلى» تغني وتعزف عن الجنس والدين… «الوتر» في خدمة «الحق الفردي»

حجم الخط
0

عمان – «القدس العربي»: قرر وزير الداخلية الأردني غالب الزعبي بشكل مفاجئ أمس منع إقامة حفل غنائي لفرقة «مشروع ليلى» اللبنانية كان مزمعا احياؤه في العاصمة الأردنية عمان في 27 حزيران/ يونيو الحالي بحجة إحتوائه على فقرات «تستفز المشاعر العامة».
وقال إن «هذا القرار جاء نظرا لما يقام في هذا الحفل من فقرات تستفز المشاعر العامة، بالاضافة إلى ردات الفعل الغاضبة من المواطنين عليه».
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق أو رد فعل عن الفرقة المؤلفة من خمسة اشخاص، إزاء هذا القرار.
«مشروع ليلى» ..عاد من جديد في العاصمة الأردنية عمان وسط استنكار واستهجان للشارع الأردني وجدل شارك فيه الجميع من فنانين ومثقفين ونشطاء وحتى خطباء مساجد.
وهو أبرز الفرق الموسيقية الحديثة في الشرق الأوسط وأكثرها إثارة للجدل على صعيد الوطن العربي كافة بتحديها كل «المحرمات» المجتمعية، التي كان من الممنوع الاقتراب صوبها السياسة..الدين والجنس وتقديمها بطريقة غير تقليدية .
وهي أولى الفرق العربية التي تناولت موضوع المثلية والتعددية الجنسية والجندرية بشكل مباشر.
وزيرة السياحة والاثار الأردنية لينا عناب قالت إن هجوما شرسا يشن على فرقة مشروع ليلى، بينما لا يمكن وصف مثل هذا الفن بأي عبارات مسيئة، لأنه فن محترم وراقٍ وليس رخيصا ولا يخالف العادات والتقاليد.
وأضافت أن مشروع ليلى فرقه عالمية أقامت مثل هذا الحفل على أرض الوطن ما يزيد على 5 عروض من بين العروض العالمية التي تقدمها، ولم تكن تحتوي على ما يثير القلق، مؤكدة أن هذا الحفل يستقطب السياح من مختلف أنحاء المملكة وهو يرفد خزينة الدولة بالعوائد.
وأشارت إلى أن حفل العام الماضي تم الغاؤه بسبب خلافات على مكان إقامة الحفل، مشيرة إلى أن الوزارة قدمت التسهيلات التي تتلقاها الفعاليات كافة، التي تقام في المملكة مهما اختلفت نشاطاتها.
وكان محافظ العاصمة السابق خالد أبو زيد قرر العام الماضي إلغاء الحفل حينها، وقبل احيائه بخمسة أيام لمخالفة محتواه للعادات والقيم الأردنية.
وكان أعضاء الفرقة احتجوا على منعهم من إقامة حفلهم وذلك بسبب «معتقداتهم السياسية والدينية وإقرارهم بالمساواة الجنسية والحريّة الجنسية» حسبما جاء وقتها من تصريح للفرقة إثر منع اقامة حفلهم في عمان العام الماضي.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات وإعلانا للفرقة عن الفعالية التي ستقيمها في السابع والعشرين من حزيران/يونيو الحالي وذلك للاحتفال بإطلاق ألبومهم الجديد «ابن الليل».
وطالبوا بالاستمرار بمنع إقامة حفلات هذه الفرقة لهذا العام أيضا، الأمر الذي استجاب له لاحقا وزير الداخلية غالب الزعبي.
النائب المحامي أندريه مراد حواري العزوني، رئيس لجنة السياحة والآثار النيابية استهجن المعلومات، التي أثيرت حول وزارة السياحة باعتبارها الشريك الرسمي لحفل «مشروع ليلى»، الذي يصنفه الاعلام أنه دعم لتوجهات ‘المثلية الجنسية».
وقال «إن هذا الحفل يتعارض مع تقاليدنا وأخلاقنا ورغبة الشعب، وإذا ثبت أن وزارة السياحة هي الشريك الرسمي للحفل فسوف تتم احالة الموضوع إلى مجلس النواب لمحاسبة الوزيرة وحجب الثقة عنها.
وأضاف العزوني أمام وزارة السياحة مهام وبرامج كثيرة من واجبها رعايتها والاهتمام بها..أما رعاية نشاط «معيب» فهذا يضع الوزارة والحكومة عموما في وجه أسهم النقد الشعبية بتجاوزها على أعرافنا وتقاليدنا وأخلاق ديننا.
وكشفت الصفحة الرسمية لمشروع ليلى عن الأسماء الداعمة للحفل الذي تنوي اقامته في العاصمة عمان نهاية الشهر الحالي.
وزعمت الصفحة أن وزارة السياحة والآثار هي الشريك الرسمي للحفل.
ونشرت صفحة المشروع النص التالي: «نحن بطقوسنا الشيطانية وعبادتنا للشيطان كما يدعون أصحاب العقول المريضة من الشعب ..نعيد نعيد نعيد ونكرر بدنا ليلى بعمان.مشروع ليلى..إحدى أبرز الفرق الموسيقية الحديثة في الشرق الأوسط، وأكثرها إثارة للجدل على صعيد الوطن العربي..تميزت بنمط غنائها للروك البديل والإندي، قبل أن تتحول في ألبومها الأخير إلى نمط إليكتريك بوب».
ولعلّ أكثر ما يميز موسيقى الفرقة هو ما تتضمنه من دور كبير لآلة الكمان، ودمجها بين الموسيقى الصاخبة والهادئة، الشرقية والغربية في الآن عينه، إضافةً إلى صوت حامد سنو الفريد وطريقة أدائه للأغاني، والكلمات الغريبة غير النمطية في التأليف وإيصال الأفكار.
تشكّلت الفرقة عام 2008 أثناء ورشة عمل في الجامعة الأمريكية في بيروت، لبنان..حيث تم إرسال دعوة مفتوحة للموسيقيين في الجامعة للخضوع لتجربة أداء، وذلك لاختيار أربع أعضاء آخرين، إضافة إلى الأعضاء المؤسسين، وهم أمية ملاعب «كيبورد»، أندريه شديد «غيتار» وهايغ بابازيان «كمان»..وبذلك تم تشكيل الفرقة متكونة من سبع أعضاء آنذاك، وتم اختيار حامد سنو مغنياً أساسياً للفرقة، متميزاً بصوته الفريد وأسلوبه المميز في الأداء.. وتغير تكوين الفرقة بعد حين ليتبقى منهم خمسة فقط، وهم فراس أبو فخر «غيتار وكيبورد»، هايغ بابازيان «كمان»، كارل جرحس «درامز»، ابراهيم بدر وحامد سنو.
أجوبة الفرقة في عدد من المقابلات تعددت حول سبب تسميتها… لكن أبرز الأسباب تعود إلى أن الفرقة كان من المفترض أن تكون مشروع «ليلة» واحدة بناء على ورشة العمل، لكن العمل قد استمر وتطور وتعدى الليلة الواحدة، مما دفعهم لإطلاق اسم «مشروع ليلى» تيمناً بتلك «الليلة».. ويعزى استخدام الألف المقصورة بدلاً من التاء المربوطة، إلى إرادة الفرقة تمثيل صوت الشباب اللبناني عبر صوت «ليلى» التي تلامس جميع قضايا المجتمع العربي .
وفي مصادر أخرى يُقال أن اسم الفرقة يعود إلى طبيعة عمل الفرقة الليلية والتي يتخللها عزف ممتد في ساعات الليل.. وأخرى أن الفرقة تأسست لجمع المال لأجل فتاة تدعى ليلى، الأمر الذي يعتبر دعابة متداولة بين أعضاء الفرقة.
وبعد أن تكونت الفرقة بشكل متكامل، ظهرت للمرة الأولى عام 2008 خلال مهرجان الموسيقى من تنظيم بلدية بيروت، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً حول مواضيع الأغاني المطروحة لا سيما التي تتطرق إلى السياسة والدين والجنس.تلاها بعد ذلك فوزهم عام 2009 بجائزة التحكيم والجمهور في مسابقة «الموسيقى الحديثة» من تنظيم راديو بيروت عن أغنية «رقصة ليلى»، وكانت الجائزة هي عقد تسجيل ألبوم للفرقة.
وهكذا سجلت الفرقة أول ألبوم لها، دعي باسم الفرقة ذاته «مشروع ليلى» في ديسمبر/ كانون الأول 2009.ومن أولى وأهم حفلاتها، كانت حفلة مهرجان بيبلوس الدولي في عام 2010 والتي حضرها رئيس الوزراء آنذاك سعد الحريري.
للفرقة 4 ألبومات حتى الآن؛ «مشروع ليلى» (2009) يتضمن 9 أغان، «الحل رومانسي» (2011) يتضمن 6 أغان، «رقصوك» (2013) يتضمن 10 أغان، «ابن الليل» (2015) يتضمن 13 أغنية.

«مشروع ليلى» تغني وتعزف عن الجنس والدين… «الوتر» في خدمة «الحق الفردي»
فرقة موسيقية ألهبت الجدل بين لبنان والأردن وعمان تلغي حفلها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية