مملحة الشيخ سعد الحريري السويسرية وعدم معرفة سعر ربطة الخبز في لبنان و«البليط» الأردني الذي ببتز المسؤولين جنسيا

 

نعم، هنالك حرب بين القنوات اللبنانية، وهي حرب اتهامات طاحنة لكنها في الوقت نفسه حرب محفزة لتلك القنوات لكي تتنافس على إنتاج الأفضل، في توظيف جيد لفضاء الحرية اللبناني، والذي تشوبه كما تشوب أي فضاء غيوم الشبهات، لكن يبقى السقف اللبناني هو الأعلى في الفضاء العربي منخفض السقف.
تلك الحرب، هي انعكاس لحروب السياسيين في لبنان، وتلك حروب لا تنتهي وقد باتت تشكل هوية المشهد السياسي اللبناني.
ما ننتبه إليه دوما، أننا صرنا مغرمين ببرامج متعددة في الفضائيات اللبنانية رغم كل هذا التنافس «السياسي» الحاد بينها.
وآخر الإبداعات، كان إنتاج قناة «أم تي في» برنامجا نوعيا متميزا وممتعا اسمه «دق الجرس».
أولى حلقاته مساء الأحد الماضي كانت مع نجم المشهد السياسي، رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والذي ظهر بكامل ألقه ونضوجه السياسي أمام مواجهة حامية مع الأطفال الذين طرحوا عليه أسئلة وهو معهم في غرفة صفية، وكان واضحا الإعداد الجيد والمدروس للبرنامج، سواء من خلال هويات الأطفال الذين شكلوا خريطة لبنان الديمغرافية موحدة ببراءة، او من خلال الأسئلة التي طرحها الأطفال بتناوب توحي بالعفوية في حلقة معدة بعناية شديدة جدا.
في الحلقة، أقر سعد الحريري أنه كان غرا بالسياسة في مرحلة رئاسته الحكومية الأولى، وأنه منذ ذاك، تعلم الكثير حتى وصل إلى مرحلة النضج، وقد تعلم السياسة بالطريقة الأصعب عبر الإخفاقات، وأن الناخبين في المرحلة الأولى انتخبوا والده الزعيم اللبناني الراحل رفيق الحريري من خلاله، لكنه في الانتخابات الأخيرة حاز هو بنفسه وشخصه على ثقة الناخبين الذين انتخبوه.
اعتراف جميل، حينما تتأمل تلك المرحلة التعليمية الصعبة التي خاضها الشيخ سعد بين رئاستيه، الإخفاقات التي تعلم منها رئيس وزراء لبنان كانت كلفتها كبيرة، وكبيرة جدا على اللبنانيين، ربما هذا ما كان يجب أن يتعلمه زعيم تيار المستقبل أكثر من أي شيء.
طبعا هناك تفاصيل من باب لزوميات ما لا يلزم، عرفناها، مثل أن مملحة مائدة الشيخ سعد المنزلية هي من صناعة سويسرية، وهي تتوافق مع عجزه عن معرفة سعر ربطة الخبز في لبنان مثلا!
لكن، يبقى البرنامج فكرة ذكية تلفزيونيا، لا تحدث إلا في لبنان، وقد تخيلت أن يتم استنساخ البرنامج في الأردن، لنرى في حلقته الأولى نهايته إذا أخطأ طفل «منتقى بعناية امنية شديدة» في سؤال امام رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، فأي سقف سيتم خرقه حسب معايير فضاء الحريات الأردني.
نتخيل الحلقة الأولى «والأخيرة طبعا» كالتالي: سيسأل الطفل وقد تحمس ليخرج عن النص : (يا دولة الرئيس، وين الاقتصاد؟ وين الأموال المسروقة؟ وين محاكمة الفاسدين؟ وين مستقبلنا؟) ثم يبلع ريقه ويسأل سؤاله الأخير (وين الشباب ماخذيني؟!).

«البليط» الأردني وتصوير المسؤولين

يشغل الأردنيين هذه الأيام شخص يدعى «البليط» متهم باقامة حفلات ماجنة في منزله لمسؤولين في الدولة وتصويرهم في أوضاع مخلة بالآداب بغية ابتزازهم.
وقد نقل التلفزيون كلمة النائب خالد الفناطسة تحت قبة البرلمان تحدث فيها عن هذا الشخص الذي كان يعمل «بليطا» و«سائق تكسي» سابقا ويدعي أنه رجل أعمال حاليا يقوم بإعداد حفلات ماجنة ومشبوهة في منزله ويدعو إليها مسؤولين وأعضاء في مجلس الأمة وكذلك مستثمرين، ثم يقوم بتسجيل فيديوهات من خلال كاميرات مثبتة داخل المنزل لهم ليبتزهم بعدها حال لم يدفعوا له الأموال الطائلة».
ولتتم الفضيحة ذكر النائب أن هناك أصدقاء لـ «البليط» من أصحاب النفوذ والسلطة في الدولة يحاولون التدخل لصالحه ويساعدونه في الاستقواء على المستثمرين ومنهم أعضاء من مجلس الأمة.
لو صحت رواية هذا البليط وأنه سجل فيديوهات مخلة لشخصيات المشهد السياسي، خصوصا النواب والوزراء.
وتنشغل شبكات التواصل الاجتماعي في الأردن، بشكل استثنائي بهذه القضية، في محاولة لمعرفة اسم ذلك الشخص، الذي قال النائب إنه سيسلم الأدلة والوثائق التي لديه للسلطات المختصة، والجميع في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق ومعرفة تلك الخفايا.
الأمر سيىء وجيد في الآن معا.. سيىء لأنه لا يمكن أن يحصل لو كانت هناك شفافية ورقابة موجودة وجيد لأنه يكشف عمق الانحطاط في مستوى بعض النخب السياسية الأردنية.
وقد يحتاج المشهد الراهن إلى هزة بهذه القوة ومن مستوى «بليط» ليتشظى ويتكسر.. لعل تلك تكون فرصة لاعادة تركيبه بعد تفكيكه؟
الواقع بات مترديا إلى هذا الحد… وقد تكون فرصة لبرسترويكا أردنية تعيد البناء بعد تفكيكه.
أو فليبلط الأردنيون البحر!

الخبراء الاقتصاديون ومتلازمة الضجر

فقرات النشرات الاقتصادية هي أكثر باعث للنعاس والضجر، وغالبا ما نستغلها في خضم متابعة الأخبار كفترة استراحة إما لغفوة «تعسيلة» قصيرة او لصنع كاسة شاي.
لكن، والحق يقال، رغم التوتر الشديد الذي تضعنا فيه النشرات الاقتصادية إلا انني قد أستثني ضيف الفضائيات الخبير الاقتصادي مازن إرشيد، والذي يحل ضيفا إقتصاديا خفيف الظل على برامج الصباح، حيث يشرح هذه الوجبة بأسلوب مبسط لا تقعر لغوي فيه بدلا من طلاسم المفاهيم الاقتصادية الصعبة.
الخبراء الاقتصاديون غالبا ما يبعثون على الضجر، وتلك الرسوم البيانية عندي تشبه تلك الميدالية السحرية التي يستخدمها المنوم المغناطيسي فتخدر الحواس والعقل، وهناك متابعون كلما شعروا بالحاجة إلى غفوة أسرعوا على نشرات الاقتصاد الطولية التي تقدمها الحسنوات على قناة «العربية».
ليس بالضرورة أن نقدم وجبات صعبة، المهم أن نجد من يقدمها بسهولة ويسر.
مشوار الألف ميل للتلفزيون الأردني في خطة تطويره قد بدأ فعلا بخطوة واحدة نتمنى أن لا تكون يتيمة فتقف محلك سر، وكفى إدارته شر القتال، وهو قتال مفروض للأفضل.
مؤخرا صرنا نتابع برنامج الصباح المبكر «يوم جديد» ولن ننتقد الأداء لبعض المبتدئين، مع مراعاة أن يبدأوا بالتقارير الميدانية بدلا من قذفهم إلى الاستوديو على الهواء، وهو ما يحتاج خبرة ومعرفة أولا، لكن سنتحدث عن فن التصوير الذي نجده قاصرا في الاستديو نفسه، فليس من المعقول أن يتحدث خبير وشيف متمرس عن أنواع السكاكين ويفردها على الطاولة أمامه، ليتحدث عن سكين ما، بينما المصور مشغول بصورته المركزة على شيء آخر غير الذي يتحدث عنه المتحدث.
أكثر من غلطة يمكن التقاطها بدون عناء في تقنيات التصوير التي تضيع المعنى أحيانا في عالم باتت فيه الصورة تغني عن ألف كلمة، فما بالكم بصورة ترافق الكلمات وتشرحها.

إعلامي أردني يقيم في بروكسيل

مملحة الشيخ سعد الحريري السويسرية وعدم معرفة سعر ربطة الخبز في لبنان و«البليط» الأردني الذي ببتز المسؤولين جنسيا

مالك العثامنة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    ” وقد تخيلت أن يتم استنساخ البرنامج في الأردن، لنرى في حلقته الأولى نهايته إذا أخطأ طفل «منتقى بعناية امنية شديدة» في سؤال امام رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، فأي سقف سيتم خرقه حسب معايير فضاء الحريات الأردني.
    نتخيل الحلقة الأولى «والأخيرة طبعا» كالتالي: سيسأل الطفل وقد تحمس ليخرج عن النص : (يا دولة الرئيس، وين الاقتصاد؟ وين الأموال المسروقة؟ وين محاكمة الفاسدين؟ وين مستقبلنا؟) ثم يبلع ريقه ويسأل سؤاله الأخير (وين الشباب ماخذيني؟!).” إهـ
    شر البلية ما يُضحك !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول حسام محمد:

    انها اعادة لثمانينات القرن الماضي حيث سميت احدى الحكومات الاردنية بحكومة رهيجة، يا ترى هل ستعرف حكومة الملقي في المستقبل بحكومة البليط؟

  3. يقول حسين الفاعوري/الاردن:

    يا سيدي العزيز قد يكون هناك دهين وطريش وطوبرجي وحلاق وحداد وموسرجي
    حسبي الله ونعم الوكيل اتمنى من كل قلبي قيام الساعه

اشترك في قائمتنا البريدية