موريتانيا: مؤسسة المعارضة تحتج على اعتقالات معارضين مترشحين

حجم الخط
0

نواكشوط: «القدس العربي»: أدانت مؤسسة المعارضة الديمقراطية في موريتانيا، أمس، ما سمتها «سلسلة اعتقالات طالت إعلاميين ومترشحين للانتخابات القادمة».
وأكدت في بيان وزعته أمس «أن الجميع فوجئ بسلسلة اعتقالات طالت حتى الآن إعلاميين ومترشحين للانتخابات القادمة، وذلك في معمعان التنافس الانتخابي وانشغال جميع أطراف الساحة الوطنية بالتحضير للاستحقاقات المنتظرة المقررة في فاتح سبتمبر القادم».
واستغربت المؤسسة من «اعتقال النظام لهذه الشخصيات بدلًا من أن يعمد توسيع دائرة الحريات العامة ويزيد من مساحة الحياد تجاه جميع الأطراف والفرقاء السياسيين».
وأعلنت المؤسسة «أن الاعتقالات شملت حتى الآن كلاً من الدكتور محمد ولد الشيخ الصحافي وأستاذ الإعلام في جامعة قطر والمترشح على رأس اللائحة الوطنية لحزب الجيل الجديد الذي تعرض للاختطاف، حسب البيان، وظل أهله ومحاموه طيلة أيام لا يعرفون مكانه ولا جهة اعتقاله».
كما شملت الاعتقالات، يضيف البيان، الرئيس بيرام ولد الداه ولد اعبيد رئيس حركة «إيرا» الحقوقية المترشح على رأس اللائحة الوطنية لحزب الصواب، مضافًا للصحافي بابكر انجاي رئيس تحرير موقع «كريدم» الإخبار، ولرئيس وأحد نشطاء حركة «كفانا» الشبابية المعارضة».
وأوضحت المؤسسة «أن كل هذا يؤكد ارتباك النظام وإصراره على تكميم الأفواه ومصادرة الحريات تهيئة لأجواء استثنائية تتيح له التحكم في مصير العملية الانتخابية».
«إننا في مؤسسة المعارضة، يضيف البيان، وإزاء هذا الوضع المقلق على مسار العملية الانتخابية والحريات داخل البلد لنؤكد إدانتنا لهذه الاعتقالات وشجبنا لتطويع واستغلال القضاء لتصفية الحسابات مع الخصوم والمنافسين السياسيين، كما نطالب بالإطلاق الفوري لسراح المعتقلين المعنيين والاعتذار لهم ولناخبيهم وجمهورهم عما لحق بهم من ضرر وتشويه وما تسبب فيه اعتقالهم من إرباك في مرحلة سياسية حساسة ومهمة.»
ودعت المعارضة «كافة الفاعليين السياسيين لرفض واستنكار هذه التصرفات وتوحيد جهودهم للوقوف في وجه كل ما من شأنه الحد من حريات الأفراد والهيئات».
وينضاف هذا الموقف إلى إدانة أعلن عنها مؤخرًا منتدى أحزاب ونقابات المعارضة، وأكد فيها «أن المسار الانتخابي الحالي المحضر للانتخابات النيابية والجهوية والبلدية المرتقبة، بعيد من أن يبعث على الطمأنينة، ولا يبشر بإمكانية تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة تمكن الموريتانيين من التعبير عن إرادتهم بحرية، بعيدًا عن الضغوط والمناورات».
وأضاف: «مع كل ذلك، نشاهد اليوم عمليات اعتقالات وحرمان صارخ من الحقوق تطال مرشحين للانتخابات، من أجل منعهم من تثبيت ترشحهم ومن أجل ترهيب المرشحين والناخبين على حد السواء، وأول هؤلاء هو المرشح برام الداه عبيد، الذي تم توقيفه بحجة شكوى مقدمة ضده، وقد اختارت السلطة اعتقاله اليوم الذي هو آخر أجل لتثبيت الترشحات لدى اللجنة «المستقلة» للانتخابات؛ فلماذا اختيار هذا التوقيت بالذات إن لم يكن متعمدًا لحرمان السيد برام من حقه في الترشح، خاصة وأن هذه الشكوى قد تم تقديمها للنيابة منذ فترة غير قصيرة، وليس هناك أجل قانوني للتعامل معها؟»، حسب تعبير المعارضة.
«أما المرشح الثاني المعتقل، يضيف البيان، فهو السيناتور محمد ولد غدة الذي حرم الحضور لتثبيت ترشحه، وذلك في خرق سافر للمادة 47 من الدستور، والمادة 6 من القانون 029-2012 اللتين تحددان شروط الترشح على اللائحة الانتخابية للنواب؛ ومن المعلوم أن السيناتور محمد ولد غدة لا يزال رهن الحبس التحكمي منذ 10 آب/ أغسطس 2017، ولم يخضع حتى الآن للمحاكمة، وبالتالي فإنه لا يزال يتمتع بكامل حقوقه المدنية، ما يعطيه كامل الحق في الترشح».
وتحدث بيان المعارضة كذلك عما سماه «اختطاف المرشح الدكتور محمد ولد الشيخ منذ أزيد من أسبوع»، مشيرًا إلى «أن الاتصال بالدكتور ولد الشيخ، وحتى اليوم لا يعرف ذووه ولا محاموه ولا أعضاء الحزب الذي يرشحه، التهمة الموجهة له ولا الجريرة التي اعتقل بسببها».
وتابعت المعارضة احتجاجها قائلة: «إن هذه الحالات المقلقة تبرهن على التدخل السافر للسلطة التنفيذية في المسار الانتخابي واستخدامها للقضاء من أجل تصفية حساباتها السياسية، وممارسة الإكراه والضغط على المرشحين وترهيب الناخبين».
وطالبت في بيانها «بإطلاق سراح المعارضين المعتقلين فورًا، وتمكينهم من ممارسة حقهم في الترشح وفي التمتع بحريتهم».
وجددت المعارضة مطالبتها «بتصحيح الانحراف الذي يطبع المسلسل الانتخابي الحالي منذ بدايته حتى يتمكن الموريتانيون من التعبير بحرية عن إرادتهم».

 

موريتانيا: مؤسسة المعارضة تحتج على اعتقالات معارضين مترشحين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية