نزوح جماعي من دير الزور وسقوط عشرات الضحايا… و«نفي سيطرة النظام على مخيم الحدلات في البادية»

حجم الخط
0

حلب – أستانة – «القدس العربي»: تشهد مناطق عدة في مدينة دير الزور وريفها شرقي البلاد، حالة نزوح جماعي للسكان بسبب القصف المكثف للطيران الروسي والسوري الذي تسبب في وقوع أكثر من 100 قتيل خلال الـ72 الماضية حسب نشطاء. بينما افتتحت جولة جديدة من المحادثات بين النظام السوري والفصائل السورية المعارضة في أستانة تهدف إلى إحراز تقدم في موضوع إقامة مناطق خفض التوتر في سوريا التي تعمل على إنشائها موسكو لتهدئة الوضع.
وأشارت وزارة الخارجية الكازاخستانية إلى أن محادثات «على مستوى الخبراء» عقدت أمس الأربعاء بين ممثلي الدول الثلاث الراعية للمفاوضات، وهي روسيا وايران وتركيا، لوضع أسس المحادثات المباشرة بين النظام السوري والمعارضين التي ستجري يومي الخميس والجمعة. وتتناول هذه الجولة من المفاوضات، وهي السادسة في العاصمة الكازاخستانية منذ بداية العام، ترسيم حدود مناطق خفض التوتر في إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط) والغوطة الشرقية قرب دمشق.
ونشرت روسيا قوات من شرطتها العسكرية في جنوب البلاد وفي الغوطة الشرقية وفي بعض المناطق القريبة من حمص في إطار إنشاء مناطق خفض التوتر، للتوصل إلى وقف دائم لاطلاق النار في سوريا. وأثير موضوع إنشاء منطقة خفض توتر رابعة في جنوب سوريا خلال المحادثات الأخيرة في أستانة في تموز/يوليو.
وتدعم روسيا وايران الحكومة السورية، بينما تساند تركيا المعارضة، وتتركز محادثات أستانة على المسائل العسكرية والتقنية وتجري على خط مواز مع جولات من المفاوضات السياسية متقطعة في جنيف. ويأمل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إطلاق محادثات سلام «حقيقية ومهمة» في تشرين الأول/أكتوبر بين النظام والمعارضة في جنيف.

معارك دير الزور

في هذا الوقت وبعد فكه الحصار عن مدينة دير الزور يسعى جيش النظام السوري لتطويق تنظيم الدولة من ثلاث جهات تمهيداً لاطلاق الهجوم الاخير لمحاولة طرده من الاحياء الشرقية. وقال مدير شبكة ديري نيوز عامر الهويدي لـ»القدس العربي»: إن معظم أرياف وقرى دير الزور الشرقية أصبحت خاوية من المدنيين الذين أجبروا على النزوح من ضفة نهر الفرات إلى الجهة المقابلة بعد ارتفاع حصيلة الضحايا لأكثر من 100 قتيل.
وأكد الهويدي أن حركة النزوح الجماعي للأهالي جاءت بعد الحملة غير المسبوقة للطائرات الحربية الروسية التي استهدفت قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي منها «حطلة، مراط، مظلوم، خشام، طابية، جديد عكيدات»، بأكثر من 70 غارة بالذخائر العنقودية، حيث لا تزال النيران مشتعلة حتى اللحظة في بعض المناطق. وأشار الهويدي إلى أن عاﺋﻼﺕ ﻋﺪة ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺭ وصلت ﺇﻟﻰ ﻣﺨﻴﻢ ﻋﻴﻦ ﻋﻴﺴﻰ الذي يفتقر للرﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ، حيث تعيش العائلات أوضاعًا إنسانية مزرية بعدما ما اضطروا إلى ﺍفتراش ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻌﺪﻡ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﺨﻴﻢ.

جيش النظام

وتعمل وحدات جيش النظام على «توسيع طوق الامان في محيط المطار العسكري والتقدم في محيط تلال الثردة (جنوبا) وقرية الجفرة» الواقعة على ضفاف الفرات شرق المدينة. ويمهد توسيع العمليات هذا «لطرد داعش من المدينة وريفها بشكل نهائي». وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أوضح ان «قوات النظام في غرب وجنوب المدينة تحاول التقدم من المطار باتجاه قرية الجفرة» وفي حال سيطرت القوات الحكومية على الجفرة، فانها ستتمكن، وفق المرصد، من «تطويق دير الزور من ثلاث جهات». ولا يصبح امام تنظيم الدولة الإسلامية اي منفذ سوى نهر الفرات «الواقع تحت مرمى مدفعية النظام والطيران الحربي الروسي».

«قسد»

في المقابل ذكرت مصادر إعلامية مقربة من قوات سوريا الديمقراطية المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية تقدم مقاتلي قوات قسد مسافة 60 كم من محور أبو فاس و 40 كم من محور أبو خشب بالتزامن مع السيطرة على مواقع عدة من تنظيم الدولة. ودخلت حملة عاصفة الجزيرة التي أطلقها مجلس دير الزور العسكري المنضوي ضمن قوات سوريا الديمقراطية يومها الخامس وسط تواصل الاشتباكات بين التنظيم وقسد.
وحسب المصادر فإن قوات سويا الديمقراطية تقدمت حتى الآن مسافة 60 كم من محور قرية أبو فاس في ريف دير الزور، وسيطروا على مفرق المحلج من تنظيم الدولة شمال شرقي المدينة. وأضافت أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت من محور أبو خشب في شمال دير الزور على جسر أبو خشب، اللواء 113، كتيبة النيران، تلة الجحيف وحجيف.

جنوب سوريا

أما في جنوب سوريا فقد نفت مصادر خاصة، لـ»القدس العربي»، سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية لها على مخيم الحدلات الواقع في منطقة البادية على الحدود السورية الأردنية، وذلك بعيد إخلاء فصائل المعارضة السورية المسلحة للمخيم بشكل كامل بسبب تعرضه لقصف جوي عنيفة من الطيران الحربي الروسي والسوري. وأكدت المصادر على أن قوات النظام لم تتمكن حتى الآن من السيطرة على مخيم الحدلات، حيث لا تزال الاشتباكات بين قوات النظام مدعومة بميليشيات أجنبية وفصائل المعارضة السورية لا تزال مستمرة.
وأشارت المصادر إلى أن قوات النظام تحاول التقدم نحو مخيم الحدلات في منطقة البادية من الجهة الغربية، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي متواصل. وكانت مصادر إعلامية عدة كشفت قبل أيام عن تسريبات، بأن غرفة الموك طالبت فصائل المعارضة في البادية السورية بالتوقف عن قتال النظام والميليشيات الموالية له وتسليم السلاح، حيث عرض عليهم خيارات عدة منها الانتقال إلى شمال ديرالزور وقتال تنظيم الدولة فقط، أو الدخول إلى الأردن. وفي الرقة ذكرت مصادر ميدانية لـ»القدس العربي»، إن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من صد هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية بعربة مفخخة استهدفت مواقع لها بجانب المشفى الوطني وحديقة الرشيد في مدينة الرقة، كانت قوات قسد قد سيطرت عليهما قبل أسابيع.
وأضافت المصادر، ان مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية قتلوا 33 عنصرا من تنظيم الدولة، في حين كشفت وحدات الحماية الكردية هوية سبعة قتلى لعناصرها خلال الاشتباكات التي لا تزال مستمرة بمحيط المشفى الوطني وحديقة الرشيد الواقعين في حي الأمين في مركز مدينة الرقة.
وأكدت المصادر إفشال مقاتلي قسد خلال الاشتباكات هجوماً بعربة مفخخة، حيث تم تفجيرها قبل الوصول إلى وجهتها، كما أفشلوا هجوماً انتحارياً قبل وصوله إلى نقاط المقاتلين. وأشارت المصادر إلى أن قوات سوريا الديمقراطية عثرت خلال عملية تمشيط الأحياء التي سيطرت عليها من تنظيم الدولة على ثلاثة مستودعات فيها كميات من الأسلحة والذخائر بحي المنصور شرقي الرقة. وأضافت أن المستودعات تحتوي على قذائف هاون وصواريخ بالإضافة إلى عدد كبير من ذخائر أسلحة الدوشكا والأسلحة الثقيلة وسط مواصلة مقاتلي قسد التقدم في حي المنصور، حيث تجري اشتباكات في شوارعه الأخيرة في ظل تراجع لعناصر التنظيم نحو أحياء وسط الرقة.

معارك حماة

أما في حماة فقد سيطرت قوات النظام مدعومة بميليشيات أجنبية على قرى عدة من تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حماة الشرقي بعد معارك عنيفة جرت بينهما في المنطقة.
وقال الإعلام الحربي الموالي للنظام إن قوات النظام والميليشيات المساندة سيطرت على قرى درويشية، غنيمان، زغروتية، أم صاج، لويبدة، في ريف حماة الشرقي، حيث تهدف قوات النظام من التقدم للسيطرة على آخر معاقل سيطرة تنظيم الدولة في ريف مدينة حماة، في حين أعلنت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم الدولة عبر موقعها، قتل ستة عناصر من قوات النظام وتدمير دبابتين شمال قرية حماده عمر في ناحية عقيربات شرقي حماة.

نزوح جماعي من دير الزور وسقوط عشرات الضحايا… و«نفي سيطرة النظام على مخيم الحدلات في البادية»
افتتاح «أستانة – 6» حول مناطق خفض التوتر في سوريا
عبد الرزاق النبهان ووكالات

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية