غزة – «القدس العربي»: دقت وزارة الصحة في قطاع غزة ناقوس الخطر، وحذرت من الآثار التي ستصيب مرضى «السرطان» في القطاع، جراء نفاد 80% من الأدوية التي يحتاجها المرضى.
وقال الطبيب محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الرنتيسي في قطاع غزة، المتخصص في علاج الأورام، إن خدمات المشفى الخاصة بالعلاج الكيماوي توقفت، بسبب نفاد العقار اللازم لذلك.
وأشار في مؤتمر صحافي عقده في المشفى إلى نفاد 80 % من أدوية السرطان في غزة، وخاصة عقار «نوبوجين» الذي بدونه لا يمكن تنفيذ أي من البروتوكولات العلاجية.
وأوضح مدير المشفى أن مرضى السرطان في قطاع غزة أصبحوا أمام «وضع كارثي ومأساوي»، في ظل منعهم من التوجه للعلاج إلى مستشفيات القدس، والداخل والضفة الغربية.
وأشار إلى أنه جرى إبلاغ وزارة الصحة بالضفة الغربية، بالأزمة الحالية لعلاج مرضى السرطان في غزة، محذرا أنه في حال عدم توفر العلاج، من انتشار المرض بشكل كبير في أجساد المرضى، ما يؤدي إلى الوفاة. وكان الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، قال في تصريح صحافي إن ذلك الأمر أيضا «يضع حياة المرضى على المحك».
ووضعت وزارة الصحة لافتة على الكراسي المخصصة لتلقي مرضى «السرطان» جرعاتهم الكيميائيية، كتب عليها «نعتذر عن تقديم خدمات علاج مرضى الأورام بسبب نفاد الأدوية».
وفي قطاع غزة المحاصر هناك 6100 مريض بأورام من كبار السن، و460 مريضا من الأطفال يتلقون الرعاية الصحية في مستشفى الرنتيسي في غزة، إلى جانب 1700 مريض بأورام من كبار السن، يتلقون العلاج في مستشفى غزة الاوروبي في خان يونس.
وترجع أزمات غزة إلى الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 12 عاما على السكان، والذي حول حياتهم إلى جحيم.
وكان مدير دائرة الصيدلة في وزارة الصحة الدكتور كفاح طومان، حذر في وقت سابق من النقص الحاد الذي طال عدداً من أصناف الأدوية الأساسية الخاصة بالخدمات التي تقدمها مراكز الرعاية الصحية الأولية.
وأكد في تصريح صحافي أن نسبة العجز تفاقمت وبلغت أعلى مستوياتها حيث بلغ العجز ما يزيد على 60 % ما بين أصناف صفرية وأصناف دون المعدلات المطلوبة لتقديم الخدمات الأساسية، مشيراً إلى أن النقص طال العلاجات المصنفة «A» وهو ما يهدد البرامج الصحية المعمول بها في الرعاية الأولية وخصوصاً رعاية الأم والطفل.
وأكد كذلك أن علاجات الأطفال تأثرت بشكل ملحوظ بهذا العجز، حيث تفتقد الوزارة للمغذيات الخاصة بالأطفال حسب البروتوكولات العالمية التي تتبعها الوزارة، وأشار إلى وجود نقص في أدوية أمراض الضغط والسكر وسيولة الدم، وقال إن هذا النقص «يسبب خللاً في البروتوكول العلاجي للمريض».
وكثيرا ما أعلنت وزارة الصحة عن نفاد الكثير من العلاجات والمستلزمات الطبية من مخازنها، وهو ما يهدد حياة المرضى في المشافي وفي مراكز الرعاية الصحية. وقبل أشهر تدخلت دولة قطر لسد احتياجات الصحة في غزة، من خلال منحة تبرع بها الأمير تميم بن حمد، وشملت تقديم أدوية ووقود لتشغيل مولدات الطاقة في المشافي.