هل يستطيع محور السعودية ـ مصر إبعاد العراق عن إيران؟

حجم الخط
19

لفتت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والتي طالب فيها «الميليشيات الإيرانية» بمغادرة العراق الأنظار وأثارت ردود فعل عديدة كان أهمها بالطبع رد فعل إيران نفسها التي انتقد وزير خارجيتها محمد جواد ظريف دور أمريكا في محاولة عقد «تحالف بين العراق والسعودية» للتصدي لنفوذ طهران فيها.
ويدخل في إطار هذا «التحالف» المذكور إنشاء السعودية والعراق مجلسا تنسيقيا بين البلدين (حضر الوزير الأمريكي حفل تدشينه في الرياض)، ومن علاماته أيضاً زيارات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى السعودية ومصر والأردن، حيث قام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بحضور العبادي الأحد الماضي، بالقيام بما تتطلبه الموجبات البلاغية للاتجاه نحو «التحالف» المأمول من أحاديث عن «وحدة العراق» وتهنئته بالإنجازات الأخيرة، وهو يفترض أن تتجاوز الانتصارات على تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلى سيطرة القوات العراقية و«الحشد الشعبي» على مدينة كركوك وانتزاعها من الأكراد.
تقارب محور السعودية ـ مصر ـ الإمارات مع العراق، الذي تصاعد خلال الأشهر الأخيرة، كان من تجسداته أيضاً استضافة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الرياض وأبو ظبي وأمس في الأردن، وهو المعروف بانتقاداته الحادة للنخبة السياسية العراقية، ونزاعه المرير مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، أحد أهم رجال طهران في بغداد، وهو ما أعطى تجسيداً لفكرة وجود تيّار عربيّ شيعيّ منزعج من السيطرة المحكمة لإيران على شؤون العراق ومستعد للاستثمار في اتجاه مماحكة إيران وتسويق سياسة محور السعودية ـ مصر ـ الإمارات داخل العراق.
ان سياسة دعم استقلال العراق عن إيران هي مصلحة بالتأكيد للعراق نفسه قبل أن تكون مصلحة للمحيط العربي، غير أن سياسة محور السعودية لا تقوم على أسس مكينة وهو ما يجعلها مؤهلة للانهيار بسرعة.
يعود ذلك إلى أن دعم انتصار بغداد على «الدولة الإسلامية» لن يحلّ المشكلة الأساسية التي ساهمت في ظهور هذا التنظيم، وهي النكبة الكبرى التي تعرض لها العرب السنة منذ الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003 ومروراً بكوارث حل الدولة والجيش العراقيين وقوانين «الاجتثاث» وأشكال الانتقام والقمع والبطش، كما أن الانتصار على الأكراد سيجعلهم هم أيضاً مركزاً كبيراً للمظلومية القومية.
تقوم نظرية «دعم وحدة العراق» إذن على تهشيم عمودين من أعمدة هذه الوحدة وهم العرب السنة والأكراد، وبالتالي فإن «الهجمة» الدبلوماسية لمحور السعودية تتركز على جذب الشيعة العرب بعيدا عن إيران وهي فكرة تستحق الاشتغال عليها لو أن محور السعودية ـ مصر قائم على مبدأ القومية العربية (كما كان الحال أيام جمال عبد الناصر)، أو أنه يقدم عناصر جذب سياسية كبرى، كأن يقدم أنموذجا سياسيا يجمع بين الليبرالية الاقتصادية ونشر الديمقراطية ومبادئ المدنية والعدالة الاجتماعية والسياسية، ولكن هذا المحور، للأسف، يقدم أشكالاً مرعبة تجمع بين القمع السياسي والاجتماعي والفساد الاقتصادي، كما أنه يقدم أشكالاً من التبعية السياسية الركيكة للولايات المتحدة الأمريكية في وقت تعاني فيه صورة واشنطن العالمية تحت إدارة دونالد ترامب نقدا عالميا شديدا.
«استراتيجية» المحور السعودي ـ المصري نحو العراق إذن قائمة على أسس هشة وأوهام مكينة، ومنافستها لإيران في مجالات قوتها الطائفية والسياسية والعسكرية التي تمارسها على الشيعة العرب في العراق هي منافسة غير قابلة للنجاح.

هل يستطيع محور السعودية ـ مصر إبعاد العراق عن إيران؟

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    ” هل يستطيع محور السعودية ـ مصر إبعاد العراق عن إيران؟ ” إهـ
    الإجابة لا وألف لا
    فلولا إيران لتفرق الشيعة بالعراق ! إنتخابات سنة 2010 دليل !
    أما الأهم فهو بالميليشيات الموالية للولي الفقيه بإيران والتي تتحدى الدولة العراقية نفسها !!
    لقد رفضت الحكومة العراقية تصريحات وزير خارجية أمريكا تيلرسون عن الميليشيات وطلب قادة الميليشيات إعتذاراً منه
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سامي الصوفي - واشنطن:

    العنوان الأصح؛ هل تستطيع السعودية ابعاد السيسي عن مصر؟

  3. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم. رأي القدس اليوم عنوانه(هل يستطيع محور السعودية ـ مصر إبعاد العراق عن إيران؟)
    ( سياسة محور السعودية مصر لا تقوم على أسس مكينة وهو ما يجعلها مؤهلة للانهيار بسرعة.) ولذلك فان وهم ابعاد العراق عن ايران وكل رموز الحكم الذي اسس له بريمر في العراق هم من غلاة اذناب ملالي ايران الطائفيين القتلة، الذين اشتركوا مع امريكا في تذبيح وتهجير الاكثرية السنية العراقية بعد ان استجلبتهم الدبابات الامريكية من ايران للقيام بالمهمة القذرة في تقتيل العراقيين السنة على الهوية الطائفية. وآخر تجليات الميليشيات الشيعية هو حشد السيستاني الشعبي وشعاره وهدفه هو امتداد لمن سبقوه من ميليشيات ايران. وهذه الميليشيات الدموبة هي تاج رأس العبادي وفخره الذي يتباهى به امام العرب والعالم.
    العدو الوهمي(داعش) الذي اصطنعته امريكا واذنابها وبالتعاون مع ايران وانتصروا عليه (لن يحلّ المشكلة الأساسية التي ساهمت في ظهور هذا التنظيم، وهي النكبة الكبرى التي تعرض لها العرب السنة منذ الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003 ومروراً بكوارث حل الدولة والجيش العراقيين وقوانين «الاجتثاث» وأشكال الانتقام والقمع والبطش) و(«استراتيجية» المحور السعودي ـ المصري نحو العراق إذن قائمة على أسس هشة وأوهام مكينة، ومنافستها لإيران في مجالات قوتها الطائفية والسياسية والعسكرية التي تمارسها على الشيعة العرب في العراق هي منافسة غير قابلة للنجاح.)
    ولا امل من تكرار ان التحالف الايراني الامريكي الاسرائيلي لتقتيل وتهجير وقمع وتهميش السنة -حاضنة الصحوة الاسلامية-هو ما تعمل امريكا واسرائيل وايران على ترسيخه. واكثر من ذلك فان هذا الثالوث القذر اعلاه يعمل بدأب على ضم حكام السعودية ومصر وغيرهما من الحكام السنة الى هذا التحالف حتى تكتمل دائرة التآمر على الصحوة الإسلامية وربيعها العربي واجهاض امل الامة في الحرية والوحدة واستقلال القرار؛وشعار حكام العرب السنة هو(الكرسي اولا واخيرا ولو يغرق الشعب في الطوفان)

  4. يقول محمد محمد سالم (موريتانيا ):

    أنتم تتحدثون عن قبائل الجزيرة العربية ووالى الدولة البيزنطية على مصر (الكيان الصهيوني )! لن يستطيع حراس القوافل (النفط )فى الجزيرة العربية وعميل اجنبي أن ينتصرا على الإمبراطورية الفارسية فى العراق فالمناذرة (حكام العراق الجدد )صنيعة فارسية ! إن العرب بعد الإسلام لن يرجعو إلى الوثنية ، لكنهم إذا ابتعدوا عن الدين عادوا إلى الفوضى ، فاحيو عصر ما قبل النبوة!

  5. يقول سوري:

    السعودية كانت سببا اساسيا في ضرب العراق بتحالفها مع البوشين الاب والابن في تدمير العراق وكذلك الامارات ونظام المقبور حافظ اسد ونظام المخلوع مبارك واليوم بشار الكيماوي، وامريكا قدمت العراق للصفوين على طبق من فضة. كان الجنود الامريكان قد تركوا الحدود العراقي الايرانية مفتوحة تماما وقد كان يدخل يوميا المئات من الحرس الثوري باسم حجاج للعتباب المقدسة وكان الجندي يقول لهم : well come home وهذه على مسمعي ومرأى عيني, الآن فقط انتبه الجميع الى الخطر الايراني الصفوي الطائفي وشيعة العرب منقسمون وكذلك الاكراد بين مؤيد ومعارض ولكن بعدان فات الفاس في الراس وهذا المحور الجديد الذي ييبحث عن وحدة العراق هو المحور ذاته الذي تآمر على تدميره بحجة اسقاظ نظام صدام حسين، فليس المحمدين الابنين لزايد وسلمان ولا أبو الرز السيسي قادرون اليوم ولو بدعم من أبي أيفانكا قادرين على لجم الهجمة الصفوية

  6. يقول Dinars:

    أولا وضع العراق الطائفي والإتني هو نتاج لما قامت به السعودية من تسهيل لغزو العراق من قبل أمريكا.
    ثانيا العراق أصبح امتدادا لإيران مما سهل لإيران فيما بعد السيطرة على سوريا.
    ثالثا ليس العراق من تتفاوض معه السعودية لضمه لما يسمى حلف.
    رابعا من خلال العراق جاءت الفرصة لإيران لمعرفة كل شقيقة وكل رقيقة على السعودية دون عناء ودون تكاليف حرب على العائلة المالكة.
    خامسا السعودية عملت وفق المثل يا أسد كُلني لأن العراق هو باختصار إيران.
    وعليه فإن السعودية هي أداة أمريكا لتقويض أو بالأحرى لإفتكاك العراق من إيران وهو ما لن يحصل أبدا إلا إذا سقطت العراق ولو سقطت فإنها قد
    أسست لها دفاعا متقدما في العراق على مدإ طائفي من الصعب زعزعته.

  7. يقول متتبع مغارب:

    لماذا لا تربي العرب الذئب ؟
    بامكانك ان تاخد جرو ذئب وتربيه ، وعندما يكبر لن يقترب من اي فرد من العائلة ولن يشكل ادنى تهديد لا على قطيعك او اسرتك ، لكنه بالمقابل لن يدافع عنك ولا عن قطيعك اذا ما هاجمته ذئاب اخرى ، وذاك هو السر .
    افضل ما ستتلقاه دول الاعتدال من العراق هو حياده في الصراع مع ايران ، فالبوابة الشرقية المدافعة عن العالم العربي انهارت بانهيار صدام واليوم يبحث العرب عن حائط لا يطمعون منه ان يدافع عنهم ، وكل ما يطلب منه هو الا يتحول لممر للعدو الفارسي.
    لكن السؤال المحوري هو : هل حمل تيليرسون ما يكفي من الاسمنت لتشييد الحائط ، ام ان الامر ككل مرة ، اسمنت مغشوش ، وتسليم لتصميم الحائط لايران من تحت الطاولة ..!!!!

  8. يقول زياد - الاردن:

    ايران دوله تحترم شعبها وتعمل من اجلة فلا يستطيع هولاء الرعاع الذين لايهمهم الا بقائهم على كراسيهم ويحكمون بالدبابة ويعملون ضد شعوبهم وشعوب البلدان العربية التي حاولت المطالبة بالعيش بحرية ,اضف الى ذلك انهم يريدون ان يحرفوا نظر شعوبهم عن العدو الحقيقي لنا جميعا الا وهو العدو الاسرئيلي اولا ثم هم انفسهم ثانيا , فسحقا لهم جميعا .

  9. يقول حسنين عمر:

    في عالمنا العربي .نعيش في مراحل زمنية .هي الفعل وردة الفعل .الفعل ارتكبه الرءيس العراقي السابق صدام حسين بأن همش الدور الشيعي ومنع اي تقارب لأهل الجنوب خاصة مع أيران. ردة الفعل أن النظام الحالي في بغداد .المسيطر عليه حزب الدعوة .يقوم (بتعويض) ما خسره في زمان حزب البعث .فيرى الضمانة أن يهدم كل شيء ارتبط بشعار( القاءد الضرورة ) .تماما كما يحدث في الانقلابات العسكرية .البديل يخرب كل ما عمله الأصيل بغنى عن معرفة أيهما الأفضل

  10. يقول د محمد شهاب أحمد / بريطانيا:

    هناك نيران تحت الرماد ، و الحكيم من يطفئها .
    يجب إعادة الوئام و السلام الى المنطقة ، و من خلال إشراك جميع الأطراف . ما حكَّ جلدك مثل ظفرك

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية