باريس ـ «القدس العربي»: انتقدت ألمانيا ما اسمته «ترك» الدول الأوروبية أثينا تغرق «وحيدة» في الفوضى، بعد أن حاول مئات المهاجرين اقتحام حدود مقدونيا أمس، من معبر ايدوميني اليوناني. وعلى أثر هذا الاقتحام علق أكثر من 6 آلاف شخص بعد إغلاق دول بلقانية الحدود.
ودافعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل عن موقفها الثابت والذي يرفض «تحديد» سقف اعلى لاستقبال اللاجئين في ألمانيا. وبدا واضحاً رفض ميركل الضغوط التي تمارسها أطراف نافذة في حزبها المسيحي الديموقراطي، وفي قيادة الحزب المسيحي الاجتماعي الشقيق بصورة خاصة، لاتباع مثال النمسا والسويد.
وأطلقت الشرطة المقدونية غازاً مسيلاً للدموع على مجموعة من 300 سوري وعراقي، حاولت اقتحام السياج الحدودي بين اليونان ومقدونيا ومنعتهم من دخول اراضيها. وتمكن مهاجرون من خرق الطوق الأمني الذي فرضته الشرطة واقتحموا خط سكك الحديد وحطموا قسماً من سياج الأسلاك الشائكة.
وكانت الحدود اليونانية المقدونية أُغلقت مجدداً بعد السماح فجر أمس بعبور 300 مهاجر فقط إلى مقدونيا، في حين ارتفع عدد العالقين في الجهة اليونانية إلى أكثر من 6 آلاف شخص.
وكانت ميركل أرسلت رسالة واضحة جداً إلى خصومها مفادها أنها هي المسؤولة عن تحديد سياسة حكومتها، وأنها مقتنعة كل الاقتناع بأن حل موضوع اللاجئين لا يكون بالمواقف الأحادية الجانب التي تطيح بأوروبا الموحدة، وإنما بإعادة العمل بـ«اتفاقية شنغن» القاضية بإبقاء حدود أوروبا مفتوحة.
وعلى الرغم من تراجع التأييد الشعبي لها في البلاد وامتناع غالبية الدول الأوروبية عن استقبال لاجئين، واصلت المستشارة الألمانية الدفاع عن رأيها القائل بضرورة ايجاد حل أوروبي للقضية بالاتفاق مع تركيا التي تحتضن مع لبنان والأردن 5 ملايين لاجئ تقريباً.
وأكدت عزمها دعم اليونان التي تشهد إغراقاً في أعداد اللاجئين الواصلين إلى شواطئها في ظل إقفال دول البلقان ودول أوروبا الشرقية حدودها في وجههم.
وقالت ميركل إن «دول الاتحاد الأوروبي لم تقاتل لإبقاء اليونان في منطقة اليورو ثم تتخلى عنها في أزمة المهاجرين»، وتساءلت: «هل تصدقون أن الدول التي حاربت من أجل بقاء اليونان في منطقة اليورو العام الماضي يمكنها أن تسمح بعد عام واحد بأن تغرق في الفوضى؟»
واجتذبت ألمانيا 1.1 مليون مهاجر العام الماضي، مما أدى إلى خلافات حكومتها الائتلافية ومعارضين لها وتنامي تيار اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين.
وقالت ميركل لشبكة «ايه.أر.دي» إنها لا تملك «خطة بديلة ولن تغير من سياستها» رافضة في الوقت ذاته فرض أي قيود على المهاجرين.
وستواجه اختبارا صعبا لشعبيتها في الأسابيع المقبلة عندما يتوجه الناخبون للإدلاء بأصواتهم في ثلاث مقاطعات ألمانية. وتعلق ميركل آمالها على محادثات تُجرى بين زعماء الاتحاد الأوروبي وتركيا في السابع من مارس/ آذار واجتماع قمة بشأن الهجرة يومي 18 و19 مارس/آذار المقبل.
الى ذلك، رفضت وزيرة الداخلية النمسوية يوهانا ميكل ليتنر أمس، انتقادات برلين واثينا حول القيود التي فرضتها بلادها ودول البلقان على مرور المهاجرين، قائلةً أن فيينا «لا تتلقى الدروس من أحد» بالنسبة لأزمة الهجرة. مذكرة أن بلادها كانت بعد السويد، الدولة التي استقبلت أكبر عدد من المهاجرين، نسبة لعدد السكان ضمن دول الاتحاد الأوروبي.
وقالت أن ألمانيا هي التي بدأت اعتباراً من كانون الأول / ديسمبر الماضي بفرز المهاجرين على الحدود النمسوية لكن من دون إعلان ذلك، فوجدت بلادها نفسها حينئذ مضطرة لايواء وتأمين مواد غذائية في شكل طارئ لنحو 18 ألف مهاجر يريدون التوجه إلى ألمانيا ما شكّل «ضغطاً كبيراً».
صهيب أيوب