أستاذ بارز في جامعة تل أبيب: الياس خوري ماركيز العرب

حجم الخط
11

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ ـ من وديع عواودة: يعتبر باحث إسرائيلي بارز أن الأديب الياس خوري يستحق جائزة نوبل بامتياز ووصفه بـ ‘ماركيز العرب’ مبديا إعجابه بروايته ‘ الوجوه البيضاء’ التي صدرت ترجمتها للعبرية قبل أسبوع.
ويقول أستاذ علم الاجتماع بروفسور يهودا شنهاف المعادي للصهيونية إن الياس خوري رجل مدهش، حكيم، صاحب نكتة وسياسي صلب يؤمن بمقاطعة إسرائيل دون أن تشمل أفرادا وصحفيين.
ويتابع شنهاف الذي يدعو نفسه بـ ‘ اليهودي ـ العربي’ أعرف نتاجه عن ظهر قلب ولكنني صادفته للمرة الأولى قبل أيام في الولايات المتحدة وسررت جدا بذلك’.
وكانت جامعة نيويورك قد نظمت احتفالية خاصة بمشاركة الياس خوري الذي يحاضر فيها بالأدب العربي الحديث، ويهودا شنهاف وآخرين بمناسبة صدور روايته ‘ الوجوه البضاء ‘ بالعبرية’الأسبوع المنصرم.
يؤمن شينهاف بتسوية الدولة الواحدة وعودة اللاجئين لفلسطينيين لديارهم واعتبر في كتابه البارز ‘ مصيدة الخط الأخضر ‘ قبل أربع سنوات أن تسوية الدولتين فخ للفلسطينيين وصفقة مربحة لإسرائيل فقط.
ويدلل على مدى قوة الأدب الجيد بالإشارة لاختيار ‘ باب الشمس’ اسما للقرية الفلسطينية التي بناها الشباب قبل عامين شرقي القدس احتجاجا على تسمين الاستيطان والتهويد.
وفي الأمسية قدم شنهاف محاضرة حول ‘ لغة العنف ‘ في نتاجات الياس خوري الأدبية. ويشير شنهاف وهو يهودي من أصل عراقي (محافظة شهربان) أن الأدباء الليبراليين يخفون عادة العنف من نتاجاتهم لكن الياس خوري يدفعه نحو وجهك في رواياته وكتاباته دون خجل ووجل بما في ذلك جرائم القتل والاغتصاب.
ويلفت شينهاف إلى أن الياس خوري يتميز بكتابة غنية مخبرية كالعلم، جريئة جاذبيتها كالمغناطيس، ينجح فيها بمعالجة مسائل’سياسية بأسلوب أدبي. ويضيف بنبرة الانفعال ‘ قرأت الوجوه البيضاء قبل ترجمتها عشر مرات وقد اكتشفت فيها أمرا جديدا في كل مرة’.
وردا على سؤال حول احتمال قراءتها وهي رواية مشحونة سياسيا أيضا يقول إن معظم القطاعات في إسرائيل تتهرب من قراءة النتاجات العربية وكشف أنه توجه لأربع دور نشر لإصدار ‘ الوجوه البيضاء’ بالعبرية فتهربت تباعا من الفكرة وتابع’ واحدة من دور النشر تذرعت بالقول : هناك عنف كثير في الرواية’ فقلت متوددا : هذا هو واقعنا وهذا العنف من صنع في إسرائيل أيضا. وفي نهاية المطاف أصدرناها عن طريق دار النشر ‘ كيبوتس مؤحاد’.
ويتأمل شنهاف أن يقرأ الإسرائيليون ‘ الوجه البيضاء’ التي صدرت حتى الآن أربع مراجعات عبرية حولها، بعدد أكبر من قراء ‘ باب الشمس’
ويقول شنهاف إن ‘ باب الشمس’ المترجمة للعبرية قبل نحو عشر سنوات ما زالت تلقى التجاهل والتحريض في إسرائيل.
ويستذكر ما كتبه المؤرخ توم سيغف بمراجعته كتاب عن ‘ باب الشمس’ في حينه وقال إنها تتضمن وقائع أكثر قسوة من مؤلفات بروفسور بيني موريس أبرز المؤرخين الجدد في إسرائيل والذي فضح جرائم الصهيونية في نكبة عام 48 بقوة. وتابع ‘ وقتها قال سيغف إن ‘ باب الشمس ‘ مليئة بالخيال و’ قصصا عربية ‘ في محاولة للاستخفاف بها وقد قرأت بعض ما كتبه سيغف في أمسية نيويورك فضحك المشاركون جراء ما سمعوه’.
في المقابل يعتبر مثقفو اليسار في إسرائيل أن ‘ باب الشمس’ أهم رواية عن النكبة وأكثرها إثارة وخصوبة.
ويقول شنهاف إن ‘ باب الشمس’ قد عرفّت إسرائيل على الياس خوري بعد ترجمتها من قبل دار النشر ‘الأندلس’ بواسطة المترجمة المهنية البارزة ياعيل ليرر.
يشار الى أن الياس خوري كتب حتى الآن 12 رواية ويعتبر أحد أبرز المثقفين العرب ويواظب على كتابة مقالات رأي في السياسة والمجتمع والثقافة.
ويوضح شنهاف أن الياس خوري ابتهج بصدور روايته ‘ الوجوه البيضاء’ بالعبرية ويقول إنه سئل خلال الندوة لماذا تكتب أدبا فقال: من أجل نفسي وكي استوضح هويتي الشخصية.
كما سيصدر قريبا بالعبرية كتاب ‘ رحلة غاندي الصغير’ المستوحاة من وقائع الاجتياح الإسرائيلي للبنان في 1982.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سوري فلسطيني ألمانيا:

    الياس خوري يستحق وسام لم يوجد بعد ، حتى ارفع الأوسمة لا وزن لها مقابل وزن الياس الأدبي او الإنساني .

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية