التفاؤل والتوجس والقلق تتراوح في توقعات المعارضة السورية لعام 2014

حجم الخط
0

إسطنبول – من محمد شيخ يوسف: تفاوتت توقعات المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري من عام 2014، مع اقتراب إتمام الأزمة في البلاد عامها الرابع، تاركة وراءها عاما صعبا على طرفي الصراع، كان الشعب فيه أكبر المتضررين، مع سقوط أكثر من 41 ألف قتيلا سورياً، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
سوزان أحمد، الناطق باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، تقول معلقة على قدوم العام ‘الجديد ‘ قد يكون أمامنا المزيد من التضحيات لنقدمها، ولكن اعتقد أن 2014 سيكون’تاريخ انتصار أعظم ثورة بالتاريخ،’ثورة الشعب’ضد كل قوى الأرض التي تحالفت ضده’.
واستشرفت أحمد، هذا الانتصار’من خلال ‘توحد كافة الفصائل المقاتلة على الأرض، لإنهاء حقبة من الظلم والطغيان’، داعية المجتمع الدولي إلى ‘التحرك لرفع العار الذي ارتبط بإنسانيته، من خذلانه للسوريين، بسبب ما عانوا منه على مدى 3 أعوام، وأن يكونوا على قدر ما يدعون من إنسانية ومسؤولية’.
تابعت القول،’أن على المجتمع الدولي ‘ألا’يعمل’على تقديم حلول هزيلة مهدئة، وإنماعلى حل أصل المشكلة،’فبناء مخيمات ليس البديل’عن’تهديم البيوت، وإصدار قرارات بموت الشعب السوري جوعاً، لا يعفيهم من المسؤولية، وعلى الجميع العمل لوقف هذه المأساة، وإنهاء معاناة شعب بأكمله، من خلال التخلص من السبب الرئيسي لهذه’المعاناة’. على حد تعبيرها.
كما أبدت أحمد غضبها من طريقة التعاطي مع الأزمة في البلاد، من قبل مختلف الأطراف، مخاطبة كافة’الجميع’بالقول ‘يكفي’فبركة، ويكفي كذبا’واستخفافا بعقول الناس، ليس هناك’مغفل أو’جاهل في هذا’القرن’.’مناشدة أطياف المعارضة إلى ‘وضع’الأنا جانباً، والتفكير’بسوريا الوطن، والجيل القادم، لأن سطور التاريخ تكتب ولا ترحم’.
من ناحيته تمنى الناشط الإعلامي في الغوطة الشرقية’خبيب عمار، أن ‘يكون للعالم’والدول العربية’والإسلامية، ضمير في 2014،’وعدم’المتاجرة بدماء السوريين على حساب ‘السياسة’، موضحاً بالقول ‘نحن شعب’نموت جوعاً في ريف دمشق ومعضمية الشام، ونأكل الحشائش، ولحم الحمير، والعالم ‘ساكت’ على حد تعبيره.
وأضاف الناشط’عمار ‘لا’ننتظر الفرج ‘إلا من عند الله’تعالى’، نافياً توقعه سقوط النظام، وذلك’ليس لقوته، وانما لضعف’سلاح المعارضة’، مشيرا إلى أن ‘العالم يريد استمرار نظام بشار الأسد خوفا من القاعدة’، ومتوقعا بأن ‘الحرب مستمرة، لأن هنالك محاصصات لم تنته بعد’، على حد تعبيره.
أما مراسلة شبكة ‘سوريا مباشر’ في مدينة معضمية الشام المحاصرة منذ نحو عام، سما مسعود، فقالت ‘إن’2013 كان’أسوأ’من 2012، و أتمنى أن لا يكون القادم أسوأ’من ذلك’، مضيفة أن ‘أهالي معضمية الشام كغيرهم من أهالي سوريا، يوقنون بأن الحرب لن تنتهي بهدنة، وبأن الأمور لن تؤول إلى الأفضل’.
وأرجعت مسعود سبب ذلك، ‘لأن بشار الأسد إن كشر عن أنيابه’فهو لا يضحك، وإنما يستعد أكثر لإرواء شراهة الدماء لديه’، على حد تعبيرها، متوقعة بحسب’سير مجريات الأمور في 2013 ‘أن تتقدم الثورة للأمام باتجاه تحقيق أهدافها، واتساع رقعة المناطق المحررة’. وأضافت أيضا أنه سيكون هناك ‘تفعيل لدور الثورة أكثر في الحياة المدنية والعسكرية على حدٍ سواء’، متمنية أن ‘تزول آلام الجميع،’وأن تلتئم الجراح النازفة، ورؤية’أطفال سوريا ورجالها في المستقبل مبتسمين راضين،’يسيرون’مكللين بالنصر’.
أما قائد لواء شهداء الإسلام في منطقة القلمون شمال غرب دمشق، أبو فراس، فأكد أن ‘العام القادم’فيه شيء كبير، وسوف يحصل عمل كبير مذهل جدا’نستقبل به’العام الجديد’.
لافتا إلى أن السوريين يقاتلون احتلالا إيرانيا، حيث’اكد أن ‘المعارضة المسلحة تحارب احتلالا’إيرانيا، وليس فقط’النظام’، مشددا بالقول ‘نتوقع بإذن الله أن يكون العام القادم، عام انتصار الثورة، وسقوط بشار الأسد، والبدء بمحاكمات علنية لرموز النظام، وقادة الإجرام، من حزب الله اللبناني،’وإيران’، على حد وصفه.
وبالتوازي مع ما سبق،’فإن’المعارضة السياسية ترى’أن مستقبل الصراع قد يمتد إلى ما بعد’2014.’ومع ترقب المجتمع الدولي لانعقاد مؤتمر جنيف2، في 22 كانون الثاني/يناير المقبل، فإن سير الأحداث جعلت البعض، يستبعد’انعقاد المؤتمر، وعدم’تقديمه لحلول عملية للأزمة، رغم جو التفاؤل العام.
خالد خوجا، ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في تركيا، أكدّ أنه متفائل في 2014، إلا أن ‘جنيف2 ليست هدفا، بل هي مفاوضات لتحقيق أهداف الشعب’، موضحاً ان ‘مناخ جنيف لن يوفر للشعب طموحاته بمحاسبة المسؤولين، ومرتكبي’الجرائم، بل وربما يؤجل جنيف إلى حين تتهيأ الأجواء، ويتوقف القتل والحصار على’المدنيين، وعندها من الممكن الحديث عن انتقال السلطة’.
وأوضح خوجا في اتصال هاتفي مع مراسل الأناضول ‘إن لم تتوفر هذه الاجواء، فلن تقبل المعارضة، ولا الشعب بجنيف2، وهذا سيطيل أمد الثورة إلى ما بعد’العام المقبل، ولكنه سيضعف النظام’، مشددا على أن ‘عزيمة الشعب لم تتراجع رغم كل ممارسات النظام في 2013، وقد تستمر هذه الممارسات’في العام المقبل’أو بعده، حسب مواقف الدول الاقليمية والعالمية من النظام السوري’.
ولفت إلى أن ‘المجتمع الدولي إن لم يغير مواقفه هذه، من خلال’الاتجاه للنظام بدلاً عن’الشعب السوري، فإن’الحرب ستسمر بجهود الأخير، والداعمين من الجمعيات والشخصيات، الأمر الذي’سيزيد’من عزيمة السوريين أكثر’، على حد تعبيره.
وفي السياق نفسه، اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري، وعضو الائتلاف الوطني،’جورج صبرا، أن 2013 كان ‘عاما’صعبا على الثورة السورية، من خلال التطور النوعي في عنف النظام، بدءاً باستخدام السلاح الكيمياوي ضد السوريين، مروراً بالبراميل المتفجرة على نطاق واسع، فضلاً عن’الحصار والتجويع بحق السوريين، مما جعل موت السوريين يدخل حيزا جديدا’.
وتوقع صبرا، في اتصال هاتفي أن ‘يحمل 2014’للثورة السورية والمنطقة، معالم جديدة لنظام عالمي جديد، بمعنى أن يكون هناك دور جديد للأمم المتحدة، بأن لا تكتفي’بكونها’منظمة إغاثية، بل تتجاوز ذلك’لتلعب دوراً أساسياً حقيقياً’لوقف القتل في المنطقة’.
واتهم صبرا ما أسماها”يد النظام الإرهابية، بأنها بدأت تتجاوز’سوريا إلى تركيا ولبنان والعراق’، معرباً عن ‘تفاؤله’بالطاقة التي تتمتع بها’الثورة السورية، والتي تعبر عن نفسها بقوة، ولكن ما يجري في المنطقة من تفجر للعنف الطائفي، الذي ترسله إيران مع’النظام السوري،’وحزب الله اللبناني، وميليشيا أبو الفضل العباس العراقي، بدأ يعم’المنطقة، ويحمل نُذُرَ شؤمٍ، ونحن نضع هذه الحقيقة بتصرف المجتمع الدولي والأمم المتحدة’.وكان قد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، ‘بان كي مون’، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضى، أن مؤتمر”جنيف’2’ الخاص بالأزمة السورية سينعقد في 22”يناير /كانون الثاني الجاري، وذلك بعد سلسلة من التأجيلات؛ نتيجة الخلاف بين’النظام السوري’والمعارضة، حول وضع شروط مسبقة لمشاركة كل منهما، أهمها الخلاف على مصير الأسد في مستقبل’سوريا، وصلاحيات الحكومة السورية الانتقالية المزمع’تشكيلها خلال المؤتمر والتي كانت أهم مقررات’جنيف1، وما يزال هذا الخلاف مستمراً حتى بعد إعلان كلا الطرفين موافقتهما على حضور المؤتمر . (الاناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية