واشنطن ـ «القدس العربي»: قال خبراء امريكيون انه من الخرافة الاعتقاد ان ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما قادرة على انهاء ازمة غزة او الايمان ان فشل جهود وزير الخارجية الامريكي جون كيري في عقد اتفاق للسلام قد ادى الى اشعال فتيل الصراع واكدوا ثانية على انه لا يوجد حل عسكري للصراع بين اسرائيل وحماس واتفقت ترجيحاتهم ان الازمة لن تؤدي الى انطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة وهم يعتقدون، ايضا ان حرص نتنياهو على ضرب غزة ليس السبب الوحيد للهجوم الاسرائيلي.
وقال ارون ديفيد ميلر نائب رئيس مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين انه مع دخول الاسرائيلين والفلسطينين في جولة عنيفة اخرى من الصراع الذي يبدوا انه لن ينتهى فان الكثير من الخرافات قد ظهرت عند تناول الازمة مؤكدا ان الاهم من ذلك هو الوصول الى طريقة للخروج من الفوضى التي تعم المنطقة.
ويميل ميلر الى عدم اللقاء اللوم على فشل كيري في التوصل الى اتفاق سلام الى اشتعال الحريق المتعمد حاليا في الشرق الاوسط وقال ان هنالك العديد من الجوانب السلبية المحيطة بفترة التسعة اشهر التى قضاها كيري للتوصل الى اتفاق ولكنه بالتأكيد ليس مسؤولا عن اشتعال الازمة الحالية موضحا ان فشل كيري يعود اساسا الى عدم اتفاق بنيامين نتنياهو ومحمود عباس على ارضية مشتركة بشأن النقاط العالقة مثل القدس وكيفية التعامل مع اللاجئين وحتى لو نجح فان الجماعات المتطرفة ستسعى لعرقلة الصفقة.
واضاف ان السيناتور جون ماكين انتقد ادارة اوباما لانها لم تقفز الى وسط ازمة غزة ولكن الحقيقة هي ان وشنطن، الان، تفتقر الى المقومات الاساسية للوساطة الناجحة لان اخر ما تريده الولايات المتحدة هو تعزيز حماس وبالتالي اضعاف عباس من خلال الانخراط مع منظمة اسلامية وطالما ان المصريين او الاتراك ليسوا على استعداد للضغط على حماس فلا يمكن لرئيس الولايات المتحدة او وزير خارجيته القدرة على ممارسة النفوذ على الاسرائيلين رغم ان الجميع يحاول بيأس وضع حد للازمة، ومضى الى القول ان المحاثات الهاتفية الامريكية رنت بما فيه الكفاية ولكن لم تأت اللحظة التى يمكن ان يلعب فيها اوباما دورا مفيدا حيث لم يعرب اي احد من الجانبين عن الاستعداد لانهاء الازمة حتى الان.
وقال ان ائتلاف نتنياهو يعتقد ان الجيش الاسرائيلي قادر على اعادة احتلال غزة وتدمير حماس ولكن معظم الاسرائيليين والفلسطينيين يعلمون جيدا ان هذا ليس هو الحل لانهم عاشوا من قبل النتائج المأسوية لمواجهة اسرائيل مع حماس حيث تمكنت حماس في المواجهة الاولى من خلال حمل السلاح من اجبار اسرائيل على اعلان من جانب واحد بوقف اطلاق النار وفي الجولة الثانية وبوساطة مصرية نجت حماس من استمرار الهجمات بل ونجحت بعد ذلك ببناء ترسانة من اسلحة بعيدة المدى.
واكد ان اسرائيل غير مستعدة لدفع اي ثمن سياسي او اقتصادي او نفسي سيأتى لاحقا من اعادة احتلال غزة او شن تدخل عسكري هائل لتدمير حماس كمنظمة، وفي الواقع، لا توجد حلول والنتيجة الوحيدة لهذه الازمة هي شراء اسرائيل هدنة جديدة مؤقتة ولكن بعد تدمير صواريخ حماس.
ويعتقد ميلر ان الاضطرابات في الضفة الغربية وقطاع غزة قد تتصاعد بشكل واضح خاصة اذا ارتفعت وفيات المدنيين بشكل كبير كما ان حقيقة الهدوء الذي ساد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي خلال السنوات القليلة الماضية قد يجعل من العنف الحالي يبدو اكثر شدة ولكن هذا لا يعنى بالضرورة اننا نواجه انتفاضة اخرى او انها ستكون مشابهة للانتفاضة الاولى بين عامي 1987 ـ 1991 التى كانت انتفاضة شعبية واسعة او الثانية التى بين 2000 و2004 والتى تمثلت بصدامات عنيفة من حماس وفتح مع الجيش الاسرائيلي.
وقال ان استطلاعات الرأي الاخيرة دلت على ان الفلسطينين لم يركزو على اطلاق انتفاضة ثالثة كما ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس على النقيض من عرفات ليس لديه الاستعداد ولا القدرة على توجيه حرب ضد اسرائيل. وقال انه من الخرافة الاعتقاد، ايضا، ان ضرب قطاع غزة هو رغبة شديدة لنتنياهو فقط لان القيادة العسكرية الاسرائيلية بشكل عام تريد نهجا اكثر توسعية عسكريا.
رائد صالحة