القاهرة – «القدس العربي»: حددت محكمة جنح أول أكتوبر، جلسة 24 يونيو/ حزيران المقبل، لنظر أولى جلسات محاكمة الشيخ سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف المصري السابق بتهمة ازدراء الأديان، بعد تصريحات اعتبر فيها أن «المسحيين كفرة».
وكان المستشار نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، تقدم ببلاغ ضد عبد الجليل يتهمه فيها بازدراء الأديان، بعد أن أثارت تصريحات الأخير خلال برنامجه التلفزيوني في إحدى القنوات الفضائية، موجة من الجدل والانتقادات حيث تعرض الداعية للدين المسيحي، بأقوال اعتبرها كثيرون ومتابعون، تأتي فى إطار ازدراء الأديان، حيث قال إن «العقيدة المسيحية عقيدة فاسدة وأن المسيحيين كفرة ومصيرهم جهنم».
و قال المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة المصري عبر صفحته الشخصية على الـ «فيسبوك»، إنه من المفترض التقدم ببلاغ للنائب العام ضد الداعية لازدرائه الإسلام.
فيما أكد النائب محمد أبو حامد لـ«القدس العربي»، إنه سيتقدم ببيان عاجل لرئيس مجلس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ووزيرة الاستثمار سحر نصر، بسبب استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة، والإساءة من خلال هذه الأفكار لمواطنين مصريين وازدراء الدين المسيحي، وهو ما يخالف مبادئ المواطنة بالدستور.
وأصدرت قناة «المحور» بيانا صحافيا جاء فيه: «تتقدم شبكة قنوات المحور الفضائية بخالص اعتذارها عما جاء على لسان أحد مقدمي برامجها الدينية من تراشق مع عقيدة الإخوة المسيحين، فيما تراه إدارة المحور غير مُعبر عن رسالتها بأي حال من الأحوال، وهي التي تتبنى منذ انطلاقها عام 2002 الرأي والرأي الآخر دون مساس أو تجريح».
وأضاف البيان: «وبناء عليه قررت إدارة القناة، إنهاء التعاقد مع الشيخ سالم عبد الجليل».
من جهته، أكد محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في تصريحات إعلامية، إن عبد الجليل ليست له علاقة بالأوقاف، وإنه لن يسمح له بصعود المنبر حتى يبدي اعتذارا واضحا وتصحيحا لما قال.
كذلك، أوضحت وزارة الأوقاف في بيان صحافي أن عبد الجليل مستقيل ولا علاقة له بالأوقاف، وأنها قررت منعه من صعود المنبر ما لم يصحح ما أثارته تصريحاته من قلق وتوتر، ويتعهد صراحة بعدم التعرض لعقائد الآخرين، حيث إن الحديث عن مثل هذه القضايا لا يخدم ترسيخ أسس المواطنة والتعايش السلمي والسلام المجتمعي.
وأيضاً، استنكر الأزهر ، كلام عبد الجليل، مؤكدا حرصه على الإخاء «مع شركاء الوطن من الإخوة المسيحيين».
وقال مجمع البحوث الإسلامية، إحدى هيئات الأزهر، في بيان إنه ناقش ما ورد في البرنامج ويشدد على أنه «تعبير عن رأي شخصي… وهو لا يعبر عن الأزهر الذي لا يملك تكفير الناس ولا عن أي هيئة من هيئاته.»
وأضاف أن الأزهر «يحرص كل الحرص على البر والمودة والأخوة مع شركاء الوطن من الإخوة المسيحيين».
و أصدر عبد الجليل، بيانا، اعتذر فيه عن ما اسماه جرح المشاعر، قائلاً: «أعتدر عن ما صدر مني في إحدى حلقات برنامجي اليومي المذاع على قناة المحور الفضائية كان في سياق تفسيرنا لسورة آل عمران (ضمن تفسير للقرآن بدأ منذ أكثر من سنة) وتحديدا لقول الله تعالى في سورة آل عمران :«وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخاسرين».
وأضاف: «حيث إنّ البعض اعتبر فيه جرحا لمشاعر الإخوة المسيحيين فأنا عن جرح المشاعر أعتذر».
وتابع:»أكرّر تأكيدي أن الحكم الشرعي بفساد عقيدة غير المسلمين ( في تصورنا ) كما أن عقيدتنا فاسدة في ( تصورهم ).. لا يعني استحلال الدم أو العرض أو المال».
وزاد: «كلمة كفر الواردة في القرآن الكريم تعني المغايرة والتغطية وليس مقصودا بها من قريب أو من بعيد المعنى المتداوَل في مصر حديثا من كون كافر وصفا مهينا لاحتقار الشخص السيء الخلق و الفاجر في الظلم، فهذا المعنى لهذه الكلمة ليس في اللغة العربية و لم يكن حتى على زمن نزول الوحي».
الرجل لم يخطئ فالمسلم بالنسبة المسيحى كافر و المسيحى بالنسبة للمسلم كافر و ليس معنى هذا أنه توجد عداوة بل الوطن يجمع الجميع المشكلة أن أصحاب المصلحة و أهل العلمانية صوتهم أعلى كنت أنتظر من الأزهر توضيح الأمر بصورة صحيحة