اتهام شيخ الأزهر بالاتفاق مع السعودية لإشعال الخلافات الطائفية… ولا صوت يعلو على صوت مباراة الأهلي والزمالك

حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي» رغم تعدد الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف الصادرة أمس الثلاثاء 21 يوليو/تموز فإن اهتمامات الأغلبية توجهت نحو اثنين منها، الأولى مباراة الأهلي والزمالك والثانية القبول في الجامعات للناجحين في الثانوية العامة، ويليهما متابعة أحاديث ومقالات تحليل مسلسلات رمضان، رغم انتهائها، وكذلك الأفلام السينمائية المعروضة ومنها أفلام العيد. رغم أن الموضوعات الرئيسية في الصحف كانت عن وصول ثلاث طائرات رافال يقودها طيارون مصريون من فرنسا إلى القاهرة، ضمن الصفقة المتضمنة أربعا وعشرين طائرة، والاستعدادات لافتتاح قناة السويس الجديدة وفتح باب الترشح لانتخابات مجلس النواب في شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وإلقاء قوات الأمن القبض على عدد من أفراد الخلايا النوعية للإخوان. وإلى شيء من أشياء عديدة لدينا….

اتفاق إيران

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على الاتفاق الذي وقعته مجموعة الخمس زائد واحد، أي أعضاء مجلس الأمن الدائمين أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا، مع إيران على برنامجها النووي ومنعها من تطويره من الأغراض السلمية إلى صناعة قنبلة نووية، وإخضاعها لنظام مراقبة صارم، حتى لا تتجاوز نسبة تخصيب اليورانيوم الثلاثة في المئة، ما لا يسمح لها بتصنيع قنبلة نووية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، والإفراج عن أموالها المحتجزة والمقدرة بأكثر من مئة مليار دولار، مع استمرار حظر توريد السلاح إليها. وانقسم المعلقون إلى ثلاثة أقسام رئيسية، الأول وهو الأكثر، يعتبر الاتفاق دليلا آخر على أن أمريكا والغرب باعا العرب خاصة الخليجيين لإيران، وتخليا عنهم مقابل مصالحهما. والثاني وهو قليل يؤكد أن الاتفاق هزيمة لإيران. والثالث يطالب مصر بالتقارب مع إيران. والغريب في الأمر أن أصحاب نظرية المؤامرة الأمريكية على العرب يتناسون أن العقوبات المفروضة على إيران كانت بقرار من مجلس الأمن، أي بموافقة حليفين لإيران هما روسيا والصين، والتزمت الأولى بوقف تطوير مركز بوشهر النووي، وكذلك صفقة الصواريخ المضادة للصواريخ «أس ثلاثمئة». والثانية الصين التي التزمت بتقليل استيرادها من البترول الإيراني، وهو ما فعلته الهند، ولذلك كان رفع العقوبات يلزمه موافقة من مجلس الأمن، وهو ما تم. ومسارعة الدول الغربية، خاصة ألمانيا وفرنسا بإرسال وزرائها لإيران لعقد صفقات تجارية قبل غيرها، عمل طبيعي لأن ألمانيا كانت أكبر شريك تجاري أوروبي لإيران، وكذلك سعي فرنسا وستتبعها بريطانيا وأمريكا والصين وروسيا طبعا، ولا يمكن أن يكون العالم كله قد دخل في صفقة مع إيران ضد دول الخليج العربي، لأن مصالحه معها أكبر وأهم من مصالحه مع إيران، بل أن ما يمكن أن تبيعه روسيا من أسلحة للدول العربية أكثر عشرات المرات مما ستبيعه لإيران. لكن الحقيقة أنه رغم نفوذ أمريكا والغرب الطاغي في العالم العربي، خاصة الخليج، لم ينجحا طوال التاريخ في نزع الشكوك نحوهما من صدور العرب ولا نزعها من ناحية إيران، سواء أكان ذلك أيام الشاه عندما كان حارسا للمصالح الأمريكية والغربية في المنطقة، وصديق إسرائيل القوي، لان رغبته في الهيمنة والسيطرة الفارسية، باعتباره امتدادا للإمبراطور قورش، كانت ظاهرة وتعاليه وغطرسته على العرب لا يخفيها وكراهيته لأي دعوة للقومية العربية والوحدة لا تساويها إلا كراهية إسرائيل لها، وحتى بعد أن أطاحت به ثورة خميني في مارس/آذار عام 1979 زادت المخاوف من إيران، بعد رفع شعار تصدير الثورة الإسلامية، ومحاولة شق صفوف أبناء هذه الدول بين سنة وشيعة، لاستمالة الشيعة العرب وإبعادهم عن الإيمان بالوطن الصغير، الذي هو دولهم والوطن الكبير العربي، وذلك لحساب الانتماء للمذهب وهي السياسة نفسها التي يتبعها دعاة عودة الخلافة الإسلامية السنية.

العالم لا يحترم سوى الأقوياء

ونبدأ من يوم الخميس وقول زميلنا وصديقنا في «الأهرام» مكرم محمد أحمد في عموده اليومي «نقطة نور»: «هل يؤدي هذا التطور الضخم إلى تعزيز معسكر الاعتدال داخل إيران، كما تتوقع إدارة أوباما، ترويجا للاتفاق داخل الكونغرس، ويسود الرشد سياسات طهران وتحاول إعادة تنظيم علاقاتها مع العالم الخارجي، بما يعزز مصالحها ويسقط عنها جدران العزلة، وتتوقف عن دعم جماعات الإرهاب، وتلفظ مخططاتها لتصدير الثورة خارج حدودها، وتمتنع عن استخدام الجاليات الشيعية في الدول العربية، خاصة منطقة الخليج كي تكون عنصر عدم استقرار لمجتمعاتها، وتزيل تلال الجليد وجبال الشكوك التي تحيط بأهدافها ونياتها وتفسد علاقاتها مع العالم العربي، وتستجيب لمطالب شعبها خاصة المرأة والشباب، اللذين يعانيان التضييق الشديد على الحريات، ويتربصان شرا بحكم آيات الله، ينتظران اللحظة المناسبة لإعلان تمردهما، كما فعلا في الثورة الخضراء قبل عامين! في جميع الأحوال يصبح المطلوب من الدول العربية أن تزداد تضامنا وتكاتفا دفاعا عن حقوقها وأمنها القومي ضد طموحات فارس، لأن العالم لا يحترم سوى الأقوياء، الذي يقدرون على حماية مصالحهم، أما الذين ينتظرون عون الآخرين ويبحثون عن الذين يحاربون لهم معاركهم وهم قعود، فهم في النهاية قبض الريح لا وزن ولا حساب لهم».

إبراهيم عيسى: حلقة جديدة
أكثر جنونا وطائفية في الفترة المقبلة

أما زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير «المقال» فإنه واصل في اليوم نفسه هجومه ضد السعودية وساخرا من شيخ الأزهر بقوله: «لا أعرف هل سيرسل شيخ الأزهر رسالة إلى ملك السعودية يسأله رأيه «لا أقول قراره» يعمل أيه مع إيران؟ عقب توقيعها اتفاقها التاريخي مع الغرب، في ما يخص برنامجها النووي؟ النجاح الإيراني في توقيع هذا الاتفاق سيشعل الغضب السعودي عارما، وهو ما يقتضي من مصر أن تعقل وتوقف هذا السعار المذهبي. لن تترك الوهابية مترا في الوطن العربي من دون أن تبث سموم طائفيتها فيه، كي تنتقم من الفوز الإيراني بالمفاعل النووي «لماذا لا تنفجر أعصاب السعودية غضبا لامتلاك إسرائيل الترسانة النووية، بينما تشعر بأن نووي إيران يؤذي مشاعرها جدا؟». إيران هي الأخرى سوف تسترد أموالها المجمدة وستعود إيران إلى ثرائها البترولي الهائل، وتتوسع في استثماراتها واقتصادها، وهو ما يمنحها قدرة على النفاذ والتمويل والاختراق أكثر. إذن نحن مع حلقة جديدة أكثر سوادا وجنونا وهابيا خمينيا سعوديا إيرانيا في الفترة المقبلة، رغم أن مصر لا يمكن القول أبدا بأنها في حزام الفتنة المذهبية، حيث عدد الشيعة لا يتجاوز بضع آلاف أو مئات حتى إن السلفيين ومن ورائهم شيخ الأزهر المتحمس فجأة على طريقة يوسف القرضاوي للخوض في معترك الفتنة المذهبية، حيث الهجوم على المذهب الشيعي، بدلا من البحث عن المشتركات وعن الجوامع بين المذهب وعن وحدة العقيدة والكتاب، فإنهم يخوضون في خزعبلات الوهابية وخرافات السلفيين، التي لا هم لها إلا تكفير المذهب الشيعي وإشعال النار في العالم العربي في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وحتى الجزائر وفي مصر. طبعا القوى الوهابية في مصر متغلغلة تماما في مؤسسات الدولة كلها، وفي مؤسسة الأزهر المخترق فضلا عن شيخه الذي نراه يكاد يتخلى عن صوفيته، بل ربما عن شعريته أيضا».

أشرف أبو الهول: الاتفاق
لا يمثل انتصارا كبيرا لإيران

ومن «المقال» يوم الخميس إلى «أهرام» الاثنين وزميلنا أشرف أبو الهول وقوله شامتا في إيران: «رغم أن آلة الدعاية الإيرانية في المنطقة تروج بأن الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الكبرى يمثل انتصارا كبيرا للثورة الإيرانية، ويركزون في دعايتهم على أن الاتفاق سيؤدي إلى الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة في الغرب، التي تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، إلا أن أي قراءة متأنية للاتفاق يكشف بوضوح أنه يمثل هزيمة ساحقة لنظام الملالي الإيراني، لأنه أجبرهم في النهاية على وأد حلمهم بامتلاك أسلحة نووية تتيح لهم فرض هيمنتهم على المنطقة .وإذا كان بعض دراويش قم في عالمنا العربي يزعمون أن الاتفاق محدد المدة ويمكن بعد عشر سنوات استئناف البرنامج النووي العسكري الإيراني، إلا أن كلامهم مردود عليه بأنه لا يوجد في البنود ما يتيح لطهران القيام بمثل هذا العمل في أي وقت من الأوقات، كما أنه من المؤكد أنه لا أحد في الجمهورية الإيرانية سيخاطر في نهاية مدة الاتفاق الحالي بمحاولة استئناف البرنامج النووي بالطريقة التي تسمح بإنتاج أسلحة نووية خوفا من عودة العقوبات والحصار والإذلال، الذي تعرض له الإيرانيون على مدى السنوات العشر الماضية، خاصة منذ تولي المتطرف محمود أحمدي نجاد رئاسة البلاد» .

إيران تفاوضت مع الغرب
من موقع الندية لا التبعية

أما زميله محمد إبراهيم الدسوقي فكان له رأي آخر عبر عنه بالقول في العدد نفسه من «الأهرام»: «في طياته يحمل الاتفاق النووي التاريخي، الذي أبرمته إيران قبل أيام مع الغرب، رسالة مهمة للقاهرة وغيرها من الدول العربية، نستهلها من نقطة الندية، فطهران حينما كانت تتفاوض مع أمريكا والغرب لم تكن شاعرة، في أي وقت من الأوقات، بأنها الطرف الأضعف في المعادلة، فهي تجلس على الطاولة رأسا برأس مع شاغلي مقاعد الطرف الآخر، وتتصرف وتتحدث من منطلق كونها قوة كبرى يتحتم معاملتها باحترام وليس باستعلاء وتكبر. في حين نرى أن المفاوض العربي يترقب وينتظر بشغف ما ستجود به أمريكا من اقتراحات وأفكار لإخراج عملية السلام المأزومة من كبوتها، التي طالت واستفحلت، فالمبادرات لا بد أن تأتي من العم سام والأوروبيين معظم الوقت، ما يجعلك تحس بأن المفاوض العربي غير واثق من نفسه وبأنه ليس ندا للأمريكيين وللإسرائيليين، وأحيانا تشعر بأن العرب استعذبوا البقاء في دائرة القنوط واليأس من إيجاد حل للقضية الفلسطينية الموصوفة بأنها قضية العرب الأولى والمحورية، ويكتفون بالابتهال والدعاء أن يأتيهم الفرج من السماء، فضلا عن أنهم لا يجيدون استغلال الأوراق التفاوضية، ما يجعلهم عرضة للتلاعب بهم وخداعهم، فهم غير مجتمعين على كلمة واحدة ولا يعرفون لغة العمل الجماعي».

إسرائيل كانت ولا تزال الخطر الأكبر
على أمن كل شعوب المنطقة

ومن «الأهرام» إلى «التحرير» والدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة وقوله في عموده اليومي عن إعادة السفراء بين الدولتين: «رفع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران إلى مستوى السفراء لا يعني أن مصر تقلل من خطورة سياسية إيران التوسعية في المنطقة، أو أنها تتهاون في الدفاع عن أمن الخليج أو تتراجع عن مبادئها لتشكيل قوة عربية مشتركة للدفاع عن الأمن القومي العربي، لكنها خطوة تعني فقط التأكيد على أن مصر حريصة على الإبقاء على كل جسور اتصالاتها مفتوحة مع كل الأطراف الفاعلة في المنطقة العربية، وإنها تفضل سياسة الحوار على سياسة المواجهة. مطلوب من مصـــر الآن أن تعمل على ترتيب البيت العربي من الداخل أولا، ثم الدخول في حوار جماعي مع كل من إيران وتركيا لإجهاض المحاولات الرامية إلى إشعال حروب طائفية في المنطقة، تحت غطاء التصدي لمشروع إيران النووي، ويجب أن لا ننسى أبدا أن إسرائيل كانت ولا تزال هي الخطر الأكبر على أمن كل شعوب المنطقة».

انتهى إلى الأبد شعار الشيطان
الأكبر المتمثل في أمريكا

وفي عدد «التحرير» نفسه قال زميلنا في مجلة «صباح الخير» طارق رضوان: «الهدف الأهم من تلك المعاهدة هو انتهاء حقبة الثورة الخمينية، وما هي إلا أيام معدودة وينتهي علي خامنئي الرجل المريض، الذي يرى أن التجربة انتهت تماما، ولسان حاله يقول مثلما قال الخميني وهو يوقع معاهدة الصلح مع صدام حسين «عليّ أن أتجرع السم أفضل من أن أوقع هذه المعاهدة»، وانتهى إلى الأبد شعار الشيطان الأكبر المتمثل في أمريكا. وفي المقابل حصلت إيران على ما تريد وأهمها إطلاق يدها في المنطقة، بداية من العراق، وهــــو ما يعني أن هناك تشكيلا جديدا سيتم في المنطقة ســتكون مصر جزءا منه نوعا ما، إذا كانت هناك الإرادة والإدارة التي تعي مثل تلك الظروف التاريخية لكن مصر ما زال الطريق طويلا وشاقا أمامها».
تحجيم العلاقات مع إيران
ليس في مصلحة مصر

ومن «التحرير» إلى «اليوم السابع» وزميلنا كريم عبد السلام وقوله: «أين رد الفعل المصري من اتفاق واشنطن طهران، ولماذا هذا الصمت المؤثر سلبا بالتأكيد على المصالح المصرية؟ أهو نوع من التحييد لصالح الموقف السعودي مثلا؟ لكن ما حجم الخسائر المصرية من جراء هذا الحياد المرتبط بموقف سلبي رافض للأيدي الإيرانية الممدودة للتعاون مع مصر؟ لا يمكن لمصر أن تبني موقفا إقليميا قويا بدون تحرك إيجابي في اتجاه إيران، فالمقاطعة وتحجيم العلاقات لا يصب الآن في المصلحة المصرية المباشرة، وإن كان يخدم موقفا سعوديا متشددا، يجري بناؤه على أن تكون مصر جزءا منه، وهو ما يضر بالمصالح المصرية على المستوى القريب. ما يجمعنا بإيران أكثر بكثير مما يفرقنا، التاريخ الطويل الممتد والعلاقات الاقتصادية والسياسية، وهو ما يجب استعادته بوعي وعبر محادثات مباشرة وتفاهمات حول حدود كل طرف وحقوقه وما يريده من الطرف الآخر، بدلا من أن نجد أنفسنا في موقف دفاعي مفروض علينا بفعل الدوران في الفلك السعودي، أو عبر صد الهجمات الإيرانية الدينية والسياسية إذا استمر موقف الحياد والصمت الحالي».

إسرائيل لا تمس ولا تُفرض
عليها شروط إذعان!

ولا زلنا في صحف الاثنين ففي «الوفد» قالت زميلتنا الجميلة والرقيقة سناء السعيد: «رغم أن الاتفاق يحاصر إيران كلية بشكل يجعل حصولها على السلاح النووي أمرا شبه مستحيل، من خلال شروط الإذعان التي فرضها عليها ورغم كل التنازلات التي قدمتها إيران ما زالت إسرائيل غير راضية، وترى أن الاتفاق صادم ويظل المجتمع الدولي على حالة متشبثا بالمعايير المزدوجة في تعامله مع دول المنطقة، فإسرائيل هي الاستثناء عن القاعدة التي لا تمس ولا تساءل ولا تُفرض عليها شروط إذعان، بل على العكس يسعى الجميع إلى إرضائها وغض الطرف عن كونها جرثومة سرطانية في المنطقة، ويكفي امتلاكها لثلاثمئة رأس نووي، وسبق لها أن هددت باستخدامها في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 ومن ثم فهي تشكل خطرا على المنطقة، وليس إيران، الدولة الإسلامية التي لا تملك قنبلة نووية، ولم تعتد على أحد، بالتبعية لا تشكل خطرا على دول المنطقة، ولهذا كان يتعين معالجة قضية الانتشار النووي في المنطقة في إطار جماعي بحيث لا يقتصر الأمر على إيران وإنما يمتد ليشمل إسرائيل».

إسرائيل وأمريكا تحاربان بأرواحنا

وإلى «الأخبار» وزميلنا الإخواني رئيس تحرير جريدة «أخبار اليوم» الأسبق سليمان قناوي الذي أخذنا إلى ناحية أخرى غابت عن الجميع هي: «أخطر تداعيات اتفاق 5 + 1 النووي الإيراني سيكون تعويض إسرائيل بالتغاضي عن ضمها للجولان، كل الأطراف المشتبكة في الصراع السوري مغيبة عن الوعي، ولا ترى أي خطر في ذلك، فالخطر الأكبر في نظرها هو سيطرة هذا الفصيل أو ذاك على الوضع في سوريا، يا سعد الإسرائيليين وهم يحققون انتصارات من دون رصاصة واحدة، ويستثمرون كل شيء وأي شيء، حتى اتفاقا لا علاقة لهم به. الخطر الثاني هو توظيف واشنطن لاتفاق 5 + 1 لتحويل صراع المنطقة من عربي – إسرائيلي إلى سني – شيعي، واستخدام الشيعة وليس إيران وحدها كرجل شرطة المنطقة في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والسعودية، للتخلص من التنظيمات المتطرفة كـ»داعش» و»القاعدة»، من دون أن تخسر أمريكا جنديا واحدا. إسرائيل وأمريكا تحاربان بأرواحنا.

هل سيدفع العرب ثمن
كل الصفقات السياسية في المنطقة؟

وفي العدد ذاته من «الأخبار» قال زميلنا وصديقنا نقيب الصحافيين الأسبق ورئيس المجلس الأعلى للصحافة جلال عارف في عموده اليومي «في الصميم»: «نأمل أن يكون الاتفاق الجديد عاملاً في صعود قوى الاعتدال داخل إيران، وسعيها لعلاقات ودية مع جيرانها العرب. لكن ماذا لو زادت قوة الأجنحة المتشددة، وطغى الاتجاه لمزيد من التدخل المرفوض في شؤون العالم العربي.. وتوسيع النفوذ الذي كان وراء تأجيج الصراعات الطائفية والحروب الأهلية.. من العراق إلى سوريا ولبنان إلى اليمن؟ وماذا لو كان المطلوب أن يدفع العرب – كالعادة – ثمن كل الصفقات السياسية في المنطقة من أمنهم وثرواتهم ومستقبلهم؟ وماذا لو استمرت العقيدة التي تسيطر على قوى عالمية وإقليمية عديدة بأن العالم العربي هو ساحة فراغ لا بد أن تملأها هذه القوى قبل غيرها؟ وماذا لو أن ما نراه استمرار لسياسة فرض الأمر الواقع على العرب، والسير بهم نحو المزيد من التقسيم والحروب الطائفية، واستنزاف قواهم بإرهاب مدعوم – بينما القوى غير العربية في المنطقة (إيران – تركيا وإسرائيل) تمد النفوذ وتحقق المكاسب على حساب العرب؟ ما حدث ويحدث يؤكد الحقيقة التي ما كان لها أن تغيب عن أصحاب القرار العربي، وهي أن الأمن القومي هو مسؤولية العرب أنفسهم».

خيارات العرب أمام الصعود الإيراني

وآخر ما سنقرأه حول موضوع الاتفاق الإيراني ما كتبه فهمي هويدي في «الشروق» عدد يوم الاثنين، ومما جاء فيه: « كيف سيتعامل العالم العربي مع إيران في وضعها المستجد؟ بافتراض أن الأمور ستمضي كما خطط لها، أعني إذا نفذ الاتفاق ولم يتعرض لانتكاسة تستعيد الخصام وتجهض أمل التفاهم والوئام، فإن العالم العربي إزاء التشكيل الجديد في خرائط المنطقة الذي سيترتب على الصعود الإيراني سيكون مطالبا بأن يحدد إزاءه موقفا واضحا. في هذا الصدد تلفت النظر مفارقة شهدتها منطقة الخليج أخيرا، ذلك انه في أعقاب توقيع الاتفاق سارعت دولة الإمارات إلى تهنئة طهران على الإنجاز الذي تحقق، واعقبتها الكويت، إلا أن المملكة العربية السعودية انتقدته بشدة، حتى كتب رئيس تحرير الشرق الأوسط التي تعبر عن وجهة نظر الرياض في قضايا السياسة الخارجية مقالة في اليوم التالى مباشرة (15/7) كان عنوانها «الاتفاق النووي يفتح أبواب الشر». وإذا تذكرنا أن موضوع الجزر الإماراتية الثلاث التي اتهمت إيران باحتلالها ظلت طوال الثلاثين سنة الماضية مصدرا لاشتباك مستمر مع طهران، قادته دولة الإمارات وتضامنت معها بقية دول الخليج. فستجد أن مسارعة أبوظبي لتهنئة طهران بالاتفاق عبرت عن تطور مهم في التفكير السياسي. وفي الوقت ذاته فإنها جاءت دالة على الاختلاف في التقييم والمواقف بين أبوظبي والرياض. الملاحظة الأخرى المهمة في هذا الصدد أن إسرائيل التي أدانت الاتفاق ورفضته وجدت أنها أصبحت تقف مع السعودية في مربع واحد. وقد شاهدت على شاشة التلفزيون أحد الصحافيين الإسرائيليين وهو يلوح بمقالة رئيس تحرير «الشرق الأوسط»، لكي يؤكد على أن ثمة معارضة عربية للاتفاق، وفي الحديث الذي نسبته «الجيروزاليم بوست» (عدد 19/7) إلى رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق «شبتاي شافيت» قال الرجل إن إسرائيل لديها فرصة للاشتراك مع السعودية فى إقامة ائتلاف تشارك فيه دول الاعتدال العربي لأجل إقامة النظام الجديد لمنطقة الشرق الأوسط، ولئن كانت تلك مجرد رؤية أو أمنية إسرائيلية، إلا أنها تدعونا لاستعراض السيناريوهات والخيارات المتاحة أمام الدول العربية في ظل الوضع المستجد.
ومن هذه السيناريوهات التي استعرضها الكاتب نذكر: الإبقاء على الوضع الراهن كما هو، بحيث يستمر العالم العربي في الانكفاء على ذاته والاستغراق في الحرب ضد الإرهاب، مع ترك المجال لكي تحدد كل دولة سياستها الخارجية في ضوء تقديراتها وحساباتها الخاصة. وهو ما يعني استمرار تمدد النفوذ الإيراني في المزيد من الدول العربية على الصعيدين السياسى والمذهبي.. إعمال العقل العربي للسعي إلى التفاهم مع إيران أملا في ضم قوتها المتنامية لتصبح رصيدا مضافا إلى قوة الأمة العربية والإسلامية، لها وليس عليها. ورغم ان عناوين كثيرة وخطوات عدة يفرضها ذلك الخيار، إلا أنني أزعم أن تحقيق ذلك الهدف ليس أمرا مستحيلا، إذا توفر له الحكماء والخبراء الذين لم يندثروا بعد في العالم العربي. وبوسع هؤلاء أن يحددوا نقاط الاتفاق والاختلاف، والعاجل والآجل في ما ينبغي أن ينهض به الطرفان العربي والإيراني. علما بأنني أزعم بأن ما بين العرب والإيرانيين الذين تربط بينهم أواصر العقيدة والجيرة والتاريخ، أفضل بمراحل مما بين الأمريكيين والإيرانيين.
هذا الخيار الأخير أحبذه وأدعو إليه. وأفهم أن عقبات عدة تعترض طريقه من بينها أن تصالح الأنظمة العربية مع إيران قد يستلزم إجراء مصالحة مسبقة بين تلك الأنظمة وشعوبها، وأخشى أن تكون المشكلة أكثر تعقيدا من أي مشكلة أخرى نتحسب لها في الآجل المنظور على الأقل. وتلك مشكلة عصيبة ومعقدة ــ ليتنا نجد لها حلا قبل فوات الأوان».

ثورة يوليو 1952

وإلى الذكرى الثالثة والستين لثورة 23 يوليو/تموز سنة 1952 وأبرز ما نشر عنها، ففي «جمهورية» الاثنين قال زميلنا السيد نعيم: «في ذكرى الثورة التي قادها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ومجموعة من رفاقه في القوات المسلحة، ونجحت بشكل منقطع النظير وجذبت الجماهير إليها، ولفتت أنظار العالم كله في ذلك الوقت وحاربتها الدول الاستعمارية والرجعية، وحاولت القضاء عليها في مهدها، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع، وواصلت الثورة المصرية مسيرتها الناجحة لتغير وجه الحياة المعاصرة بطريقة أفضل، محققة أهدافها الستة الرئيسية واحدا تلو الآخر. ظلت ثورة 23 يوليو 1952 هي المرجع والأساس الذي بني عليه الحكم في مصر والأجيال المتعاقبة حاولت السير على خطى الزعيم، ولا زالت تحاول حتى الآن ولكن بشكل مختلف يتناسب مع مقتضيات العصر والتوازنات المطلوبة والقوى الجديدة، وعناصر الإحباط والهدم التي غيرت بشكلها وأسلوبها الساعي إلى وقف مسيرة المصريين نحو التقدم والرخاء والاستقرار، تغيرت الأهداف وتنوعت بعد التطور الهائل في مختلف المجالات خلال الـ63 سنة الماضية، التي انقضت على قيام الثورة، ولكن بقيت الثورة كمعنى وأسلوب حياة ونموذج يجتذب به وبرجال تلك الثورة المجيدة».

العسكريون لا يصلحون
للعمل السياسي

أما زميلتنا الجميلة أميرة ملش فكانت مشاعرها متضاربة نحو الثورة وخالد الذكر، وهي عادة المحب القلق ولذلك قالت في مجلة «البوابة» يوم الاثنين أيضا: «كانت له إنجازات كبرى تتمثل في مشروعات قومية مثل السد العالي والمصانع ومجانية التعليم وتمليك الأراضي وتعلية شأن الفلاحين، الذين كانوا حفاة الأقدام قبل عبد الناصر، لا أحد يستطيع إنكار إنجازات الزعيم الخالد، ولأنني لست ناصرية فإنني أتكلم أيضا عن عيوبه وإخفاقاته وهزائمه، وطبعا التي تحسب حتى الآن على ثورة يوليو/تموز أيضا فقد أسست هذه الثورة للحكم العسكري، وفي رأيي المتواضــــع فإن أغلــــب العسكريين لا يصلحون للعمل السياسي فقد قضت ثورة يوليو ومعها جمال عبد الناصر على الدولة المدنية، أسس الزعيم الدولة الديكتاتورية وحكم الفرد، أعرف أن الناصريين سوف يغضبون من كلامي، ومن كارهي ثورة يوليو.
بالتأكيد يوجد من يتفق معي في الرأي أن يوليو وجمال عبد الناصر هما مرحلة كانت فيها إنجازات وإخفاقات.. انتصارات وهزائم، وإن كانت مشاعري تجاه يوليو مرتبكة، كما ذكرت، وإنما في الحقيقة فإن مشاعري تجاه جمال عبد الناصر ليست كذلك، بل واضحة ومحددة، ورغم كل ما ذكرته عن أخطائه فإني لا أستطيع أن أفلت من إعجابي وحبي لهذا الرجل الذي لم أجد حاكما أحب مصر والمصريين مثله، فقد كان رجلا وطنيا شجاعا جسورا زعيما بمعنى الكلمة، كانت له أحلام بأن تصبح مصر في قمة مجدها، سواء في عهده أو بعده، ولهذا اهتم بالتعليم والثقافة والفن والصناعة والسكن والصحة، اهتم بالفقراء والغلابة لأنهم يمثلون الغالبية العظمى من الشعب المصري، وكان يعيش حتى يشعر بهم لم يكن فاسدا هو فقد البوصلة فقط وأخطأ في القرارات فلحقت به وبنا الهزائم».

عبد الناصر الذي قطع
«ذيل الأسد البريطاني»

وإلى «أخبار» يوم الاثنين أيضا وزميلنا وصديقنا رفعت رشاد وقوله: «أقامت الثورة المصانع ونشرت المدارس تحقيقا لمبدأ العلم كالماء والهواء، وأنشأت الوحدات الصحية وحسنت مستوى مياه الشرب والخدمات الأخرى، كل ذلك هو ما يتمناه أي حاكم، رغم أن مصر وقتها كانت تساعد الدول العربية وتوفد البعثات التعليمية للأشقاء وتتحمل الحكومة المصرية تكاليف تلك البعثات مدركة دورها في تنمــــية أبناء أمتها عارفة بأبعاد دورها القومي والعروبي، هذا الدور الذي أهمله السادات متعمدا وجاء مبارك ليحسنه في بعده العربي، ويتجاهله في بعده الأفريقي، فخسرت مصر الكثير. بعد أيام قليلة تحتــفل مصر والشعوب الـــثورية بثورة يوليو المجيدة التي غيرت جغرافية وتاريخ العالم ووضعت مصر في مصاف الدول الثورية، التي ساعدت حركات التحرر وكافحت الاستعمار حتى وصف ناصر زعيم هذه الثورة المباركة بالزعيم الذي قطع ذيل الأسد البريطاني».

«حكومة والنبي لنكيد العزال»

وننهي تقريرنا لهذا اليوم مع زميلنا كاتب «صوت الأمة» الساخر محمد الرفاعي وقوله يوم الأحد الماضي: «كعادتها دائما بعد كل كارثة تقوم حكومة مقاول الأنفار قومة الولية المصابة بالروماتيزم والشلل الرعاش والشحار تصرخ صرخة المعيز ثم تقع من طولها لغاية ما حد ابن حلال يشممها بصلة أو يجيب لها طاسة الخضة، بدل ما تقطع الخلف. قررت حكومة يا أنا يا أنتي أن تضع ختم الإرهاب على قفا الصحافيين في قانون الإرهاب، الذي ظل راقدا في الأدراج لحد ما يفقس كتاكيت، حيث ينص على الحبس مدة لا تقل عن سنتين لمن تعمد «وما تعرفش هيحسموا حكاية التعمد دي أزاي؟ يعني الصحافي يحلف على المصحف ولا الحكومة تفتح المندل»، نشر أخبار غير حقيقية عن أي عمليات إرهابية بما يخالف البيانات الرسمية. طب الصحافي الغلبان يعمل أيه إذا كانت البيانات الرسمية بتطلع لا مؤاخذة بعد خراب مالطة.. ظل الحاج محلب رئيس حكومة والنبي لنكيد العزال يحلف على المصحف وبرأس الحكومة الطاهرة أن قانون الإرهاب لا يمس حرية الصحافة والصحافيين وكأنه رئيس وزراء بنغلاديش وجاء يصيف عندنا وحاسب أوعى العم محلب واكل الجو».

حسنين كروم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد عودة ،، الأردن:

    الخلاصة : مسكينة مصر

اشترك في قائمتنا البريدية