الأخطبوط بول… مات بكرامته!

حجم الخط
0

كأس عالم مجنون، كأس عالم غير قابل للتوقعات، من بدايته أطاح ببطل العالم وأحد المرشحين للقب بإذلال، ظهر لاعبو اسبانيا كقطع أثاث من دون عجلات، وفي كل ساعة وكل يوم تصدمنا مفاجأة جديدة من مفاجآت المونديال.
الجمل شعيل، بدأ بشكل جيد واعتقد البعض أنه قادم بقوة، لكن كأس العالم ضربه وحوله إلى وجبة طعام شهية، جمل مشتبه بتوقعاته، لأن ما صدر في البداية كان بعد المباريات، وعندما خرجت توقعاته قبل المباريات ظهر عاجزاً أمام هذا الجنون.
الأخطبوط بول – رحمه الله – رحل بالوقت المناسب، رحل بكرامته قبل كأس العالم، فهو لو توقع قبل انطلاق المباراة فوز كوستاريكا، لقلنا أصاب بول الشيخوخة و»الرجل» فقد عقله، وعرضناه للسخرية، وبات الأخطبوط بول العبقري الذي لم يخطئ إلا في مباراة اسبانيا والمانيا خلال نهائي يورو 2008 أضحوكة لنا.
بول مات بكرامته، لأنه لو كان فعلاً يحلل كرة قدم ووضع توقعاته، لقال الأوروغواي ستهزم كوستاريكا، ولما توقع أن تعرقل كوريا نظيرها الروسي، ولما كان ممكناً عنده تعادل البرازيل في ملعبها مع المكسيك، ولا سقوط اسبانيا مرتين.
كل التوقعات سقطت، ومكاتب المراهنات على الأغلب ربحت مبالغ خيالية لأن المراهنين بغالبيتهم يميلون للمخاطرة الأقل، وما حدث كان جنوناً حقيقياً.
إرهاق الموسم الأوروبي الطويل، وكثرة المباريات وعدم وجود فترات راحة للاعبين، إضافة للأجواء في أمريكا الجنوبية، وتفكير عديد المتواجدين بمستقبلهم خلال كأس العالم، واستعجال عدد من اللاعبين العودة إلى الملاعب من إصاباتهم، وسيطرة الإعلام وضغوطه على أفكار بعض المدربين، كلها أمور ساهمت بتغيير شكل المونديال، وخلق مفاجآت كثيرة فيه، وجعلت الأخطبوط بول يبتسم في قبره لأنه حافظ على أسطورته.
بمناسبة الحفاظ على الأسطورة، فإن زين الدين زيدان أذكى من تشافي، فقد رحل الأول بعد افضل مونديال قدمه، في حين رحل الثاني عن مقاعد الاحتياط، وجعل الكثيرين يشككون بما قدمه من فترة ذهبية رغم أن الجميع بما فيهم الأخطبوط بول في قبره، كانوا يدركون عدم قدرته على تقديم مونديال جيد.

محمد عواد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية