الرياض ـ «القدس العربي»: وصل العداء المستفحل عند أبوظبي للإخوان المسلمين إلى درجة ان دولة الإمارات، التي تشارك السعودية عسكريا في الحرب في اليمن، تترك مدينة تعز اليمنية تحت الحصار، تتلقى قذائف وصواريخ الموت من قوات علي صالح والحوثيين ويموت أهاليها، دون ان تتدخل القوات الإماراتية لحسم المعركة عسكريا، كما حصل حين كان لها دور كبير في تحرير مدينة عدن قبل أكثر من شهرين.
والسبب في عدم التدخل العسكري الإماراتي القوي في معركة تعز كما يقول يمني من أبناء هذه المدينة المنكوبة، ان الذين يقودون المقاومة الشعبية هناك هم قادة ومقاتلو حزب الاصلاح اليمني المعروف انه حزب حركة الإخوان المسلمين في اليمن، مثل الشيخ حمود سعيد المخلافي قائد هذه المقاومة في تعز، وبالطبع فان أبوظبي لا تريد ان يسجل أي انتصار لحزب الاصلاح اليمني الذي يقود المقاومة الشعبية هناك، حتى لا يحصل الحزب على أي مكاسب سياسية تجعله شريكا في حكم اليمن بعد الانتصار على الحوثيين وقوات علي صالح.
ومن هنا يمكن فهم قيام الإمارات بسحب قواتها التي قاتلت في محافظة مأرب اليمنية والتي كان من المفروض ان تتقدم نحو تعز للمشاركة في رفع الحصار عنها، المسؤولون الإماراتيون قالوا ان العملية هي استبدال لقوات بقوات.
ولكن حتى الآن لم تعد الإمارات أي من قواتها إلى منطقة تعز بل أيضا إلى مناطق الاشتباك الأخرى في محافظات مأرب والضالع.
مصادر دبلوماسية في الخليج تحدثت عن ان الإمارات تود ان ترسل مجموعات من المقاتلين الكولومبيين المرتزقة التابعين لشركة «بلاك ووتر» الأمريكية للمشاركة بدلا عن قواتها في المعارك الدائرة في مأرب ولحج والضالع، ولكن السعودية أبدت معارضة شديدة لذلك.
وكانت أنباء قد سربت في الولايات المتحدة قبل اسبوعين عن ان التحالف العربي يفاوض من أجل الاستعانة بـ 600 من الجيش الكولمبي للمشاركة في القتال في اليمن.
ويذكر ان أبوظبي ترتبط بعقود طويلة الأمد مع شركة «بلاك ووتر» الأمريكية العسكرية التي تجند مرتزقة معظمهم من أمريكا الجنوبية لجأوا للولايات المتحدة.
وهذه العقود تتضمن تأمين حماية المنشآت النفطية الإماراتية لاسيما البحرية منها وتدريب الجيش الإماراتي.
وفي الوقت نفسه يلاحظ المراقبون ان دولة الإمارات تعمل على تعزيز نفوذها في مدينة عدن خاصة بعد ان استلمت إدارة المحافظة أمنيا. وقال تقرير خليجي خاص نشر الاسبوع الماضي ان الإمارات أصبحت تملك معظم الدور العسكري واللوجستي في عدن أهم المدن اليمنية تأثيرًا على الأحداث الآن، خاصة أنها بالفعل سعت وقامت بالدور الأكبر في تحرير المدينة، حيث وصل عدد جنودها المشاركين في تحرير المدينة لنحو أربعة آلاف جندي، من خمسة آلاف جندي عربي شارك في التحرير.
كما يتعاظم الدور الإماراتي بشكل كبير في الحرب الدائرة، حيث تتحمل المسؤولية الكاملة في عملية التنسيق بين قيادات المقاومة الشعبية على الأرض والفصائل المختلفة، وكذلك تتمتع الإمارات بعلاقات قوية مع قيادات الحراك الجنوبي، وهي التي تعمل على تأمين السلاح اللازم له.
وتسيطر الإمارات أيضًا على ميناء البريقة اليمني الذي يعتبر المورد الرئيسي لجميع الإمدادات اللوجستية، بما يشمل السلاح والمواد الإغاثية وغيرها من العمليات، وهذا الأمر لا يُعلم حتى الآن إذا ما كان بالتنسيق مع السعودية أم أنه دور إماراتي منفرد، وقد أعلنت الإمارات في السابق المشاركة بنحو 30 طائرة مقاتلة في التحالف العربي.
ويقول يمني عاد من عدن إلى الرياض الأسبوع الماضي ان دولة الإمارات تعمل في عدن من أجل انفصال الجنوب اليمني عن الشمال، وهذا ما يريده الحراك الجنوبي، ويلاحظ في هذا الصدد ان أبوظبي أصبحت تستضيف منذ أسابيع عددا من قادة الحراك الجنوبي الداعين للانفصال.
في حين ان السعودية تعمل على استمرار الوحدة اليمنية وإعادة السلطة الشرعية إلى يمن موحد. ويلاحظ ان السعودية أخذت تكرر هذه الأيام التأكيد على ان أي حل سياسي لليمن يجب ان يستند إلى قرارات مجلس الأمن لاسيما القرار 2216 وقرارات ومخرجات الحوار الوطني اليمني والتي تؤكد على وحدة اليمن ضمن أقاليم خمسة تعطى نوع من الحكم الذاتي.
وكانت «القدس العربي» نقلت تصريحات لمصدر يمني أشار فيها لدور الإمارات في تعطيل تقدم التحالف ومساندته لتحرير تعز.
وقال المصدر وفقًا للتقرير الذي نشر في اب/أغسطس الماضي، إن «سبب توقف مدرعات وآليات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عند مثلث العند في لحج، والتراجع عن تعزيز تعز عسكريًا، وتحريرها كما كان مقررًا له، جاء بعد اعتراض إماراتي مدعوم من بريطانيا وأمريكا» مؤكداً أن الأمريكيين والبريطانيين بإيعاز إماراتي منعوا الجيش الوطني الذي ساهم في تحرير عدن من التقدم إلى تعز، تحت مبرر أن الأولوية يجب أن تكون لمكافحة الإرهاب والأمن الداخلي، وأن على تعز أن تنتظر.
ويرى مصدر دبلوماسي عربي في الرياض تحدث لـ«القدس العربي» الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة لا تريد ان تحقق السعودية انتصارا عسكريا كاملا في الحرب الدائرة في اليمن الآن، وهي تريد ان يبقى الحوثيون طرفا سياسيا رئيسيا في مستقبل اليمن السياسي.
وفي الوقت نفسه يستغرب دبلوماسي عربي سعي دولة الإمارات إلى تحقيق نفوذ قوي في اليمن لاسيما في جنوبه.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تترك السعودية (التي هي تقود التحالف العربي في الحرب في اليمن) لدولة الإمارات الدور الرئيسي في الحرب في اليمن؟
هل لان مصر تخلت و»خذلت «آمال السعوديين بالمشاركة في الحرب وكذلك الأردن؟ وعدم قدرة الباكستان على اتخاذ قرار سياسي يلزم العسكر بالمشاركة في حرب اليمن ؟
أصل حكام أبو ظبي وحكام دبي من قبيلة بني ياس احدى قبائل قضاعة
وأساس قبيلة قضاعة الحميرية من أقصى جنوب شرق اليمن
ولهذا فهم من مشجعي انفصال جنوب اليمن !
والمعروف كرههم للاخوان المسلمين خوفا من زوال عروشهم بسبب فكر الاخوان المقبول عند الكثير من شعب الامارات لذلك بذلوا الغالي والنفيس لأجل قتال هذا الفكر الجماعي المستنير بكافة السبل والأساليب حتى لو كانت قذرة
ولا حول ولا قوة الا بالله
الدخول في الحرب له اسباب استراتيجية وسياسية وامنية واقتصادية تحتم على اي طرف قبل الولوج فيها ان يتم تدارس هذا القرار الخطير سواء من حيث النية المباتة لاتخاذ قرار من عدمه. المؤرخ البروسي العظيم ” كلازويتز ” في كتابه الشيق ” فن الحرب ” ابتدع قانونا جديدا عملت به الدول من بعده ” الحروب ماهي الا استمرار للسياسة بأدوات اخرى “. هذا منطق الحرب عزيزي الكروي وليس زعمك قبائل قضاعة وجنوب شرق اليمن الخ! لو كان ماتدعيه واقعا صحيحا, فكلنا يعلم النكبات التي حلت باليمن بشماله وجنوبه منذ الحريق الذي استعر من قبل مصر الناصرية في شمال اليمن بدءا من عام 1963م مرورا بقول البكباشي عبدالناصر لبريطانيا العظمى ” حان للعجوز الشمطاء ان ترحل عن ارض جنوب اليمن ” الى الثورة المسلحة في جنوب اليمن الى التصارع الدموي بين الفصائل اليمنية الجنوبية ذات المنشأ المتعارض الى قيام انظمة جمهورية بدائية في كلا من صنعاء وعدن وهلم جرى من حروب داخلية مستدامة سواء بين شطري اليمن او المناطقية القبلية ! لو كان ماتدعيه صحيح لماذا لم تتدخل الامارات بين الفرقاء المتصارعين بدلا من تدخل مصر والسعودية ومن تحت الستار بريطانيا العظمى والولايات المتحدة الامريكية؟! الامارات بلد فيه اكثر من 200 جنسية تعيش في ارضة متناغمة بكل فسيفسائها الديني والقومي والمذهبي والطائفي والاثني والضامن لها هو وجود دور فاعل قوي للقانون وتطبيقه الصارم الجازم ضد كل من تسول له نفسه العبث برخائه وامنه واستقراره. اما الاخوان نعم كانوا لهم حظوة لما كانت المصالح تقضي ذلك فانقضت هذه الحظوة بانقضاء هذه المصالح! الامر لا علاقة له بالدين وهذا لعمري الخطأ الفادح الذي يقع فيه اغلبية المتابعين للشأن السياسي العربي . الاخوان تنظيم سياسي صرف انما تدثر بأديولوجية الدين ليسهل اختراقه لعقول وقلوب البسطاء والدراويش لا اكثر حتى يكونوا حطبا له فيما بعد! ليسوا مقبولين في الامارات بالبتة واذا كان هناك من متأثرين بهم اقل من القلة المغرر بهم ولكن بفضل من الله اولا وحكمة وحنكة قيادة الامارات المبجلة ومجهوداتها الاستباقية تم وأد مخططهم وجنت على نفسها براقش…