التهمة… «ستاتوس» بـ«الفيسبوك» والعقوبة بحسب عدد «اللايكات»

حجم الخط
0

الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة: «نحن نحمل المشاعر نفسها التي حملها جيش صلاح الدين عندما حرر القدس». هذا» بوست «نشره عدي سنقرط من القدس المحتلة، وكان كافيا لقوات الاحتلال للإسراع لاعتقاله. وهذه واحدة من انعكاسات قرار رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بتصعيد المعركة على ما يسميه بـ»الإرهاب الفلسطيني»، ستبدأ من مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت عن تشكيل وحدة خاصة لمراقبة حسابات الفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر بزعم التصدي لمنفذي العمليات قبل التنفيذ. ويقول سنقرط إن ضابطا إسرائيليا قال له أثناء الاعتقال: «هذه المرة اعتقلناك، أما في المرة المقبلة سنطلق عليك النار».
كما نشرت صفحة أخرى صورة للشاب محمد غيث واتهمته بالتخطيط لتنفيذ عملية أمام الكنيست، فكانت النتيجة أن اعتقلت شرطة الاحتلال غيث وعذبته ونكلت به، قبل الإفراج عنه والتأكد من كذب هذه المزاعم. ولم تسلم شابات القدس من الملاحقة أيضا كما لم يسلمن من القتل والاعتقال سابقا. وخلال الأسبوع الماضي أطلق مستوطن النار على الشابة شروق دويات في البلدة القديمة وتسبب بإصابتها، في حين خرجت الصحافية بيان الجعبة إلى موقع الاعتداء بهدف التصوير، الا أنها تعرضت للاعتداء وتمزيق جلبابها. وتقول الجعبة إنها وجدت في اليوم التالي صورتها منشورة على مجموعة تضم 22 ألف مستوطن، كتب فيها أنها منفذة عملية الطعن التي اتهمت بها شروق، لتنهال التعليقات الداعية لقتلها والانتقام منها.
ويوضح رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب: «وصل عدد الشبان الذين حوكموا على خلفية مشاركات لهم عبر الفيسبوك إلى 15 شابا، أدين بعضهم بالسجن لفترات تتراوح بين 8 أشهر كما حدث مع عدي سنقرط، و17 شهرا كما حدث مع الشاب عدي بيومي، في حين يتواصل اعتقال آخرين على الخلفية ذاتها دون أن يصدر بحقهم أحكاما حتى الآن. ويرجح أبو عصب ارتفاع وتيرة الأحكام في الأيام المقبلة، في حين يغض الاحتلال البصر عن المستوطنين الذين يحرضون على القتل، ولا تتم مساءلتهم أو محاكتهم، في إطار سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها سلطات الاحتلال.
وردا على سؤال «القدس العربي» يقول أبو عصب إن سلطات الاحتلال لو راقبت كل الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لوجدت أن لكل شخص فينا منشورا، يحمل في طياته نوعا من الحميّة التي يعتبرها الاحتلال تحريضا. ويشير إلى أن الاحتلال يستهدف في ملاحقاته الأشخاص الذين يعتقد أنهم يمارسون نشاطات ضده ولو كانت سلمية، لكنه لا يملك أي تهمة أو دليل ضدهم، فيلجأ لاعتقالهم بذريعة التحريض على الفيسبوك.
كما يشير أبو عصب إلى أن سلطات الاحتلال تعتمد في تحديد فترة السجن في هذه الحالات على عدد المنشورات التي تحمل «تحريضا» وفق اعتقادها، وكذلك بناء على حجم التفاعل معها وعدد الإعجابات والتعليقات.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية