الموصل ـ «القدس العربي» ـ ووكالات: رغم إعلان القوات النظاميّة العراقيّة استعادة الجانب الغربي لمدينة الموصل من قبضة مقاتلي «تنظيم الدولة الإسلاميّة»، لكن دويّ الانفجارات وأصوات الاشتباكات المسلحة العنيفة ماتزال تُسمع في أزقة وشوارع الموصل القديمة.
وأكد مصدر أمني خاص لـ«القدس العربي»، أن «نشاط مسلّحي تنظيم الدولة عاد مجددا إلى الأزقة القديمة، وبات التنظيم يكثف من هجماته الانتحارية مستهدفا القوات العراقيّة دفاعا عن آخر جيوبه، مستغلا انسحاب القطعات العسكريّة، ومتخذا من السراديب والأحياء الضيقة منطلقا لشن تلك العمليات». وبين أن عناصر تنظيم «الدولة»، لايزالون يواصلون القتال حتى آخر رمق.
وقال المصدر، وهو ضابط برتبة ملازم أول في الشرطة الاتحادية، رفض الافصاح عن اسمه: إن «القوات العراقيّة تخوض حرب شوارع ضارية ضد مقاتلي تنظيم الدولة المحصنين في منازل المدينة القديمة في الموصل».
وبين أن «غالبية عناصر «الدولة» يرتدون أحزمة ناسفة ومدربين بشكل جيد على حرب العصابات والمناورة، وإن القوات العراقية لاتزال تواصل المعارك لملاحقة جيوب التنظيم».
وأشار المصدر، إلى «المقاومة الشرسة التي مازال يبديها مقاتلو التنظيم، وذلك بسبب وجود جيوب نشطة له أربكت قواتنا العسكريّة، وأفشلت النصر العسكري الذي تحقق قبل أسابيع، ودفعت القيادات الميدانية بطلب حكومة بغداد بإرسال مزيد من التعزيزات القتالية لحسم المعركة لإنهاء تواجد التنظيم.
وأشار إلى أن «المواجهات مع عناصر التنظيم تزداد صعوبة، ولم تتوقف، وأن زهاء 150 مقاتلا انتحاريّا بينهم نساء لا يزالون محاصرين في سراديب المدينة القديمة ولا خيار أمامهم سوى الانتحار، وقد كانوا تسللوا مؤخرا عبر نهر دجلة، وهم يشنون بين الحين والآخر هجمات منظمة وسريعة تستهدف الشرطة الاتحادية والجيش العراقي».
وأوضح أن «القضاء على هذه الجيوب بات مسألة وقت، وأن القوات العراقيّة تفرض عليهم طوقا محكما من جميع الجهات وتقطع عنهم الامدادات العسكريّة وتخّيرهم عبر مكبرات الصوت بين القتل أو الاستسلام».
وقتل ثلاثة جنود من قوات الرد السريع أمس بهجوم انتحاري لتنظيم «الدولة» الذي شُن على القطعات العسكرية في المنطقة القديمة في الجانب الغربي لمدينة الموصل.
وقال الملازم خميس الجبوري، من الشرطة الاتحادية إن «انتحاريا يرتدي حزاماً ناسفاً هاجم القوات من جهاز الرد السريع (تابعة للداخلية) التي كانت تجري عمليات تطهير في منطقة القليعات (غرب الموصل)، مفجرا نفسه ليوقع ثلاثة جنود قتلى ويصيب اثنين آخرين بجراح مختلفة».
وأضاف «جرى نقل جثث الجنود القتلى إلى مقر الطبابة العسكرية في معسكر الغزلاني ونقل المصابان إلى المشفى لتلقي العلاج اللازم».
وفي حادث آخر، تمكنت القوات الأمنية العراقية من قتل انتحاريين اثنين في حي محرر منذ أشهر في الجانب الغربي للموصل.
وأوضح المقدم فتحي الدليمي آمر الفوج الثاني طوارئ شرطة محلية، ان «انتحاريين اثنين يرتديان أحزمة ناسفة تسللا فجر أمس إلى منطقة اليرموك جنوبي مدينة الموصل، أحدهما حاول الوصول إلى المركز الأمني والثاني للسوق الشعبية».
ولفت إلى أن «يقظة القوات المرابطة في الخطوط الأمنية تمكنت من التصدي لهما وقتلهما في الحال دون وقوع أي خسائر مادية وبشرية تذكر».
وتابع الدليمي، أن «خبراء من وحدة ابطال مفعول المتفجرات وصلوا إلى مكان الحادث وقاموا بإبطال مفعول الحزامين الناسفين، فيما قامت قوة خاصة بنقل جثتي الإرهابيين الاثنين إلى دائرة الطب العدلي».
والأسبوع الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي، رسميًا، تحرير كامل الموصل من «الدولة»، بعد معركة استغرقت قرابة 9 أشهر، وأدت إلى الكثير من الخسائر البشرية والمادية، ونزوح أكثر من 920 ألف شخص.
ولم يتبق في محافظة نينوى سوى قضاء تلعفر بيد «الدولة» حيث تستعد قوات عراقية لشن عملية عسكرية لاستعادتها.