يبدو من الصعب في هذه المرحلة توقع مآلات الأحداث الجارية في الشارع الفلسطيني المنتفض، من حيث تواصل العمل المقاوم العفوي و أخذه حالة من النضج و الاستدامة و التطور الطبيعي (انتفاضة)، أو اقتصاره على مجرد فورة مؤقتة قد تخبو و تتقلص جراء إجراءات تخفيفية تكتيكية قد يأخذها الاحتلال في محاولة امتصاص الغضب الفلسطيني، و الذي إن خبا في هذه المرحلة إلا أنه سيعتبر تمهيداً لمرحلة أخرى ليست بعيدة تتوضح فيها وتكتمل صورة الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال و غطرسته و عنصريته و سياساته المتراكمة، المراكمة للسخط و الاحتقان و الانفجار الشعبي في نهاية المطاف.
بين هذا و ذاك تترنح اتفاقية أوسلو التي أنتجت سلطتان فلسطينيتان منقوصتا السيادة، و متنازعتان مفصولتان جغرافياً و سياسياً في الضفة و القطاع، لا تريد أي منهما الدخول في صراع مفتوح مجهول العواقب مع الاحتلال، و للمحافظة على مكتسبات سلطوية ضيقة رماها لهما الاحتلال، و تكونت عبرها و خصوصاً في رام الله بالتحديد بارونات سلطة بنت امبراطورية من المال و المكتسبات الاقتصادية الخاصة بها، فباتت لا تريد انتفاضة أو أي نوع من المقاومة حتى السلمية منها، لتهدد تلك المكتسبات، و هي في نفس الوقت عاجزة عن إنهاء احتلال يجثم على صدر الفلسطينيين منذ عقود و يتسبب بهذا الانفجار المترتب على الشعور بالنقمة، و الانتقام من كل أشكاله البشعة المتمثلة في جنود الاحتلال على الحواجز و المعابر، و الاستيطان المتغول في الضفة الغربية. و إن كانت النوايا المبيتة للاحتلال في فرض واقع جديد على الحرم القدسي عبر محاولة تمرير التقسيم الزماني/المكاني داخله، هي من أشعلت فتيل هذا الغضب المتراكم تجاهه. حيث عاد مسؤولو الاحتلال في تراجع واضح و أنكروا وجود المخطط، عندما أدركوا مدى الخطورة المحيقة إن أقدموا على هكذا خطوة، بعدما اعتقدوا مواتاة الظروف العربية الإقليمية، و التراجع الدولي عن القضية الفلسطينية. درسوا ردود فعل الجميع و غاب عنهم ردة فعل الفلسطينيين أنفسهم، عندما اعتقدوا رضوخهم لظروف القهر الواقع.
جيل المقاومة الفلسطيني الحالي ولد معظمه بعد اتفاقية أوسلو، و تتراوح أعماره بين السادسة عشرة و أوائل العشرينيات، هو جيل فتي لا ينتمي ربما لأطر الفصائل الفلسطينية التقليدية من فتح و حماس و غيرهما، و إن كان المجتمع الفلسطيني بطبعه و غالبه مجتمعا مسيسا، يبدو لافتاً أن هذا الشباب هو من يحرك الثورة و يديرها و ليس تلك الفصائل التي تبدو للمرة الأولى عاجزة و تقف خلفهم، بينما هم يأخذون زمام المبادرة بعد أن شبوا على مشاهدة قهر الاحتلال و انعدام الحلول السياسية التي وعدت بها اتفاقية السلام.
لذلك هم يخوضون غمار مقاومة جماهيرية شرسة ضد الاحتلال و المستوطنين، و بحاجة لأن يبلوروا استراتيجيتهم نحو تواصل التصعيد و ديمومة المقاومة، عبر تطويرها و زيادة تأثيرها في القدس و باقي مدن الضفه و الداخل الفلسطيني في الخط الأخضر، و قطاع غزة. و يقع على كاهلهم مسؤوليات جمّة في اشتباكهم مع احتلال عسكري مدجج بالسلاح و التكنولوجيا و أدوات القمع و القتل، في صراع غير متكافئ من حيث حسبة موازين القوة و السلاح، بينما ترجح كفتهم تماماً في قيمة العزيمة و الإرادة الصلبة على المواجهة و التضحية و الاستشهاد التي يسطرونها في عمليات المقاومة و المواجهة الشعبيه المفتوحة ضد جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه في كافة مدن الوطن المحتل.
لن يراهن هؤلاء الشباب على قيادات سياسية فلسطينيه منتهية الصلاحية و باتت تقف خلفهم متراجعة و منكفئة، و لا على أنظمة عربية متخمة بالصراعات الداخلية و الفساد، و لم تعد تعبأ بقضيتهم الوطنية، أو أنظمة قمعية استخدمت القضية الفلسطينية كورقة تتاجر بها مقابل بقائها كقوى دكتاتوريه تقتل شعوبها. سيراهنون فقط على إصرارهم في مواصلة الاشتباك حتى تحقيق أهدافهم الوطنية بإنهاء الاحتلال، و إن لم يكن هدفهم سهلاً، فهو حالة طبيعية في خضم واقع استعماري يفتح صفحة جديدة في تاريخ المقاومة ضد الاحتلال و غطرسته، يضاف لتاريخ تراكمي لحركة تحرر وطني فلسطينية امتدت عبر ستة عقود، بدأها القسام في جبال يعبد في ثلاثينيات القرن الماضي، و أخذت أشكالاً مختلفة من المواجهة و النضال المتوارث عبر الأجيال الفلسطينية المتعاقبة، و التي يفرض فيها الجيل الفتي المنتفض حالياً وقائع جديدة على الجميع.
أهمها يمس رؤية الاحتلال الاستراتيجية بانقشاع وهم وحدة القدس التي خرج منها معظم منفذي العمليات الفدائية، كعاصمة لإسرائيل يعمل الاحتلال على تهويدها و محي هويتها العربية/الإسلامية. كما فشل إجراءات حكومة نتنياهو المتخبطة أمام مواجهة الصدمة، عبر وسائلها الأمنية/القمعية. في إعدام الشباب و التحريض على قتل المواطنين العرب في شوارع القدس و المدن داخل الخط الأخضر بحجة الدفاع عن النفس، و أحكام السجن القاسية على راشقي الحجارة، و هدم منازل الفدائيين و محاصرة أحيائهم العربية، فكل هذه السياسات لن تقدم علاجاً دائماً للعنف و لن تحقق أمناً لمجتمع احتلالي يعاني أفراده صدمة نفسية و رعب من عمليات الطعن و الدهس التي يشاهدوها موثقة عبر كاميرات الأمن، طالما لم ينته الاحتلال، المسبب الرئيسي للنتائج الداميه الحاصلة لهم، فالحل الناجع يتأتى في إنهاء المسببات و ليس معالجة النتائج.
و للسلطة الفلسطينية و فصائل العمل الوطني بأن تخرج من طور العقم السياسي و توفر (إن أرادت أو قدرت) الحاضنة الداعمة و الحامية لجيل الثورة الجديد.
في النهاية يفرض هذا الجيل على الجميع رفع القبعة و الانحناء أمامه كجيل مقاوم يقدم روحه رخيصة و تسفك دماؤه من أجل التحرر و الخلاص من أقذر احتلال عنصري عرفه التاريخ على الإطلاق. في صراع طويل و مرير، مليء بعذابات الألم و الأسر و الموت.
سامر ياسر
يا مسلمون ألا تهبوا نصــــرة ………. أوَ تسمعي يا أمة المليـــــار
وقرأت فتوى الله (إلا تنفـــروا) ………. فلتبشروا بالخزي ثم العـــــار
ووعيت قول محمد (فلتنفــــروا ………. يوم النفير) كما رواه بخـــاري
أ وَ بعد هذا هل يطيب العيش فــي ………. هذي اللذائذ أو يقرُّ قــــراري
كلا فإني مسلم بعقيدتـــــي ………. شهمٌ أهب لصيحة استنصـــار
قالوا : تمهّل ، قلت : إن عداتنــا ………. لم يمهلوا إخواننا لنهــــــار
قالوا :استشرت،قلت:أي مشورة ؟! ………. من بعد ربي والنبي المختــــار
قالوا : إذاً متعجّلٌ ، قلت : الـذي ………. سن التعجّل صفوة الأخيــــار
– قصيدة من النت –
ولا حول ولا قوة الا بالله
انا اعتقد انه المشكله ليس فقط في الاحتلال الاسرائيلي . انما المشكله الأساسيه التي تواجه الشعب الفلسطيني هي تلك القياده التي يترأسه ابو مازن والذي لا هم عنده سوى التوسع التجاري والاقتصادي و. هذه القياده هي من يجب ان يثور عليه الشعب الفلسطيني اولا وهنا الحال لا يختلف كثيرا عن الحال في غزه حيث انه حركه حماس تقوم بنفس الدور الذي يقوم به رجال ابو مازن في الضفه الغربيه . والسؤال كيف لاهولاء ان يسمحوا بأنتفاضه ضد الاحتلال الاسرائيلي وضد مصالحهما الماليه