جيش الإسلام في سوريا بزعامة علوش يسيطر على مقرات «جيش الأمة» وأنباء متضاربة عن مقتل قائده أحمد طه

حجم الخط
1

غوطة دمشق ـ «القدس العربي» قالت مصادر إعلامية ان قائد جيش الأمة في غوطة دمشق «أحمد طه» لقي حتفه على يد «جيــــش الإســلام» أكبر الفصائل العسكرية للمـــــعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، ولكن جيش الأمة نفى في بيان له مقتل قائده طه وقال انه اعتقل.
وقال إسلام علوش الناطق العسكري باسم جيش الإسلام إن سبب إطلاقهم لما سماه حملة «تطهير البلاد من رجس الفساد» ضد جيش الأمة، هو فساد عناصر وقادة جيش الأمة، الذي يتمثل بالقتل والسرقة والاغتيالات و بيع المخدرات في دوما وبلدات ريف دمشق بحسب قول علوش.
وتم فرض حظر تجول على أهالي مدينة دوما خاصة، وفي بلدات ريف دمشق الشرقي، واعتقل «جيش الإسلام» عددا كبيرا من قادة جيش الأمة وقتل عددا آخر، فيما تتضارب الأنباء حول مصير «أبو علي خبية» نائب القائد العام لـ «جيش الأمة» وقائد كتيبة «درع دوما» ما بين قتيل أو فار، بينما أكد مصدر خاص استسلام «لواء أسود الغوطة» كاملاً.
وتم الإعلان عن اعتقال أبرز قادة جيش الأمة ومنهم أبو هاشم وأبو خالد الأجوة و أبو الفوز العوا، فيما تكتم «علوش» عن باقي الأسماء بينما يتم التحقيق معهم في القضاء الموحد أصولاً. بدوره، أكد «جيش الأمة» في الغوطة الشرقية على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي اعتقال قائده «أحمد طه» الملقب أبو صبحي من قبل القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة، كما أعلن الموقع الرسمي لجيش الأمة اعتقال نجل قائده، وأسفرت العمليات العسكرية حسب ما نشره موقع جيش الأمة عن اعتقال مدير المكتب الإعلامي له من قبل القيادة الموحدة، مؤكدين على سلامة «أبو علي خبية» قائد أحد التشكيلات العسكرية المنضوية تحت راية «أحمد طه».
وقد بدأ التوتر بين جيش الأمة وجيش الإسلام قبل نحو 7 أيام عندما وجه الأخير اتهاماً لجيش الأمة بـ «العمالة» لصالح النظام السوري، ومساندته من داخل الغوطـة الشرقية المحاصرة ضد كتائب المعارضة. أتى ذلك على خلفية المعارك العنيفة التي دارت بين الجانبين، إبان استيلاء جيش الأمة على أحد المراكز التعليمية في مدينة دوما، التي كان يخزن بداخلها كميات كبيرة من «المخدرات والحشيش».
وتم العثور بعد انتهاء المعارك بين الجانبين على مولدات كهربائية وبطاريات تم تسليمها إلى القضاء الموحد بداخلها كميات من الحشيش، ويقدر عدد هذه البطاريات قرابة الـ50 بطارية.
وقال «المعتصم» من أهالي الغوطة الشرقية إن العثور على كميات كبيرة من الحشيش كان سبباً في التدخل العنيف من قبل عناصر من جيش الأمة، و «أبو علي خبية» قائد أحد التشكيلات العسكرية العاملة تحت راية جيش الأمة بالأسلحة الثقيلة، والمضادات الجوية لمنع جيش الإسلام من بسط سيطرته على المركز الثقافي.
الخلاف بين الجانبين هو خلاف قديم منذ أن رفض لواء شهداء دوما بزعامة «طه» الانضواء تحت راية القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية، والذي ضم أكبر التشكيلات العسكرية فيها، حيت ثم تعيين «علوش» قائداعاما له، و «أبو محمد الفاتح» قائد الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام نائباً له.
وقرر قائد «لواء شهداء دوما» حينها عدم الانضمام وتشكيل «جيش الأمة» بقوام 150 عنصرا، ودعوة كل التشكيلات الصغيرة الرافضة للقيادة الموحدة للانضمام له، ومن ثم الإعلان عن تشكيل «جيش الأمة» في شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي، لتكون المواجهات الحاصلة بين التشكيلين في الآونة الأخيرة أحد هذه النزاعات التي تخرج على الواجهة، وسعي «جيش الأمة» إلى العودة للواجهة من جديد من بوابة «جيش الإسلام» صاحب النفوذ الأكبر في مدن الغوطة.
وقال أحد المقاتلين من «جيش الأمة» أ. و»: إن «جيش الإسلام أغلق في الساعة الخامسة صباح اليوم جميع منافذ مدينة دوما وتسلل غدرا إلى مقرات جيش الأمة، بهدف القضاء على الفصيل، لأن قائد جيش الإسلام زهران علوش قال سابقا في أحد تصريحاته لن اسمح بأن يكون هناك رأسان لجسد واحد، وحتى هذه اللحظة يحارب جيش الأمة ليبقى هو الفصيل الحاكم».
وأضاف أن «جيش الإسلام اقتحم جميع مقرات جيش الأمة بدوما، وأغلق منافذ البلد بعملية محكمة لكي لا يأتيهم دعم من الخارج».
فيما بين أحد المدنيين من الغوطة، أنه لم يتمكن من إحضار الخبز صباحا بسبب حظر التجول، كما توزع العناصر في كل حارة من المدينة تتضمن مقرات للكتيبة ومضادات الطيران، كما أن طائرة للنظام حلقت في السماء ولم يطلقوا النار عليها.
كما بين المقاتل «أ. و» أن جيش الإسلام اعتقل جميع الموجودين في مقرات جيش الأمة في سجن التوبة، وسرق «لابتوباتهم» والذخائر وغيرها، أما الكتائب الأخرى فلم تقدر على المقاومة لأن العملية حصلت فجأة وغير متوقعة، موضحا أن الجوامع أعلنت أن جيش الإسلام خصص مكافأة مليون ليرة سورية لكل من يدل على مقر أبو نذير خبية، وانتشرت شائعة عن مقتل أبو صبحي طه لإضعاف جيش الأمة لكي يستلسلم.
لكن المقاتل في جيش الأمة، بين أن أبو صبحي حي يرزق حيث أنه كلم أهله وهو كان خارج دوما عندما بدأت العملية، مشيرا إلى أن عناصر جيش الإسلام منتشرون حتى الآن بما يشبه أفعال جيش النظام.
وبحسب «أ. و» تم اعتقال عدد كبير من قياديي جيش الأمة وسرقة مقراتهم «ليبقى زهران هو القائد والجيش الواحد بالبلد والحجة ان جيش الأمة عملاء للنظام مع العلم ان أبو علي خبية أول من دخل إلى دمشق، وأبو صبحي طه كان القائد الميداني في معركة تحرير دوما والبرج الطبي والغوطة الشرقية».
وبحسب المقاتل، تم اعتقال أمير االشامي المتحدث الإعلامي باسم جيش الأمة لكي لا يستطيع أن يأخذ أي تصريح من مقاتلي جيش الأمة حول ما حدث، كما تم قتل ابو معروف الحجة وهو قيادي آخر «لأنه قاوم وأبى أن يعتقلوه، ونشروا الدبابات والمدرعات في الشوارع، وحاليا يوجد العشرات من جيش الأمة في سجن التوبة من قياديي جيش الأمة، بالتزامن مع قصف النظام على المنطقة».
وبين ناشط من الغوطة الشرقية فضل عدم ذكر اسمه خوفا من الاعتقال، أن هناك أخوين من عائلة واحدة أحدهم يقوم باعتقال عناصر جيش الأمة، والآخر معتقل في سجن التوبة لدى جيش الإسلام.
وأضاف «المدنيون يريدون أن يأكلوا فقط وهم يكرهون الجيشين، كما أن معظمهم خائفون ان يقولوا أنهم يقفون إلى جانب أحدهم خوفا من الاعتقال حتى الناشطون في المدينة، وإذا أي ناشط منا كتب أي خبر ضد جيش الإسلام سيعتقل في سجن التوبة خلال دقائق».

هبة محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Visitor:

    القاتل والمقتول في النار……..صدق رسول الله.

اشترك في قائمتنا البريدية