«القدس العربي»: يمكن اعتبار نموذج داعش في الفلوجة الأكثر تشددا وتفردا بالسلطة مقارنة مع ما اطلعنا عليه «النسخة المصلاوية المحدثة لداعش» التي حرصت (حتى الآن) على استمالة السكان وكسب تعاطفهم وتجنب الإصطدام مع قوى المجتمع، بل وسمح لمعظم عناصر الشرطة المحلية والجيش في الإنسحاب دون قتلهم، بل وسمح للكثير منهم بالبقاء في بلداتهم ومنهم «صحوات» بعد حضورهم لجلسات «التوبة» كما حصل في طوز وسليمان بك في كركوك، لكن في الوقت نفسه لم تتخل داعش عن سياسة «الراية الواحدة» فلم تسمح حتى الآن لاي فصيل مسلح بالإضطلاع بدور كبير في الموصل ومعظم المناطق الأخرى، وهذا ما أعلنته صراحة في وثيقة المدينة.
فقد ظهر «أنصار الإسلام» في تكريت وصلاح الدين انهم متحالفين مع الدولة الاسلامية، حتى رايتهم السوداء تكاد لا تميزها عن راية الدولة الإسلامية، أما الحضور الخجول لبعض الفصائل الأخرى مثل «الجيش الاسلامي» و»كتائب ثورة العشرين» و»المجاهدين» و»النقشبندية» و»المجلس العسكري» في مناطق شمال بغداد كالطارمية والمشاهدة وفي الأنبار والكرمة وصولا للرمادي فبقي محكوما بتوافقات مرحلية، قد تنتهي الى صدام سني سني كما حصل في صدام 2007 الذي قوض دور سنة العراق لصالح الشيعة والأكراد، وهو أمر تبدو كل الفصائل السنية حريصة على تجنبه، وقد نجحت الى الآن في تجنب المواجهة مع داعش حرصا على وحدتها أمام قوات المالكي.
لكن الفلوجة تبدو نموذجا لمآلات صراع لا ينتهي مع تنظيم الدولة، ويشبه البعض داعش الفلوجة بداعش الرقة من حيث إصراره على فرض سلطته على جميع الفصائل وعلى رأسها الإسلامية بل السلفية الجهادية ولو بالتدرج وصولا لفرضه بالقوة!
في بداية المواجهة مع قوات المالكي كان لجميع الفصائل حضور مؤثر داخل الفلوجة، وقسمت الجبهات الى اربع وزعت بين «كتائب ثورة العشرين» المقربة من الشيخ حارث الضاري و»جيش المجاهدين» السلفي و»الجيش الاسلامي» و»النقشبندية» بقيادة البعثي الصوفي عزت الدوري و»المجلس العسكري» لضباط الجيش السابق وهو من أبرز التشكيلات، ومجموعة الشيخ عبد الله الجنابي وهو صوفي ترأس مجلس شورى المجاهدين السابق في الفلوجة عام 2004 وعاد من حلب السورية للفلوجة مع بداية الحراك قبل أكثر من عام.
لكن شيئا فشيئا تعاظم نفوذ داعش ثم طغى على الجميع، بدأ بإسلوبه المعتاد في التودد والتقرب حتى التمكن، فالتحق بداعش في الفلوجة مئات الشباب المتحمسين الأشداء والبسطاء في الوقت نفسه، ومن ثم بدأ يدعو الفصائل بشكل ودي لمبايعة البغدادي، الى ان امتلك القوة الكافية لابعاد كافة منافسيه بالترغيب تارة والترهيب تارة اخرى، فنجح في ابعاد «كتائب العشرين» و»النقشبندية» و»الجيش الاسلامي» وبعدها اصطدم مع «جيش المجاهدين» أقرب الفصائل له فكريا من حيث المنهج السلفي الجهادي، فاعتقل اربعة مقاتلين منهم وصادر أسلحتهم ثم خير البقية بين تسليم الأسلحة او البيعة او الجلوس في البيت.
وهكذا وبعد ان أقصى داعش هذه الفصائل التي كان قد اصطدم معها نفسها عام 2007، بقي أمامه في الفلوجة فصيلان اثنان، «المجلس العسكري» ومجموعة الشيخ عبد الله الجنابي.
رفيق الزرقاوي القديم: داعش أكثر راديكالية من قاعدة الزرقاوي
أحد كبار قادة القاعدة في العراق والذي كنا التقيناه خلال معركة الفلوجة الاولى عام 2004، تفاصيل صدام داعش مع المجلس العسكري، وهذا القيادي الذي كان من أقرب مساعدي الزرقاوي يقول ان عددا من أبرز قيادات داعش الآن كانوا عام 2004 من «رجال الزرقاري» وهم البيلاوي الذي قتل والذي ينتمي لمحافظة الأنبار، ونائب البغدادي ابو علاء قرداش المعروف بالأنباري الذي ينتمي لتركمان تلعفر وهم معروفون بتشددهم وهو الآن القائد الابرز لداعش في سوريا، ووالي صلاح الدين ونائب والي الأنبار، ويعتبر القيادي ان الفرق بين أسلوب داعش الآن في الفلوجة وفي السابق أيام الزرقاوي هو ان القاعدة لم ترغم أحدا على مبايعتها في الفلوجة وكانت قياداتها هناك أقرب الى الناس وكانوا من الشخصيات المعروفة لأهالي المدينة وأتسمت سياستها بكسب ود وجهاء المدينة من المشايخ والعشائريين، وهو ما لم تتبعه داعش الآن، ويضيف «داعش في الفلوجة إنحرف عن نهج الزرقاوي، هو الأكثر تشددا في العراق، يشبه الى حد بعيد داعش الرقة، لكنه في الموصل وباقي المناطق العراقية أفضل وأكثر تعقلا».
ولكن هناك من يعتقد ان داعش تعلم من تجربة الصدام قبل سنوات في العراق ان لا يفسح المجال مرة أخرى لوقوع صدام أصلا! بالتحجيم من كل الفصائل المنافسة منذ البداية، وبالتودد والترغيب وبالمبايعة بداية وان لم يكن فبالقوة.
المجلس العسكري .. إقصاء كبار الضباط والإستيلاء على أسلحتهم
يروي رفيق الزرقاوي القيادي في القاعدة تفاصيل مواجهة داعش مع آخر فصيلين بارزين في الفلوجة بعد ان تخلص من البقية، فقد وضع داعش خطة تواصلت لأشهر للسيطرة على المجلس العسكري وجماعة الشيخ عبد الله الجنابي، وكانت القوة الأمنية الخاصة بداعش التي تدعى «مفارز الأمن» هي رأس الحربة لمواجهة خصومه.
يتألف المجلس العسكري من ضباط في الجيش السابق يقودون مجاميع مقاتلة،
ومعارك زوبع شهدت اولى المواجهات الحادة بين داعش والمجلس العسكري، ومع العميد ابو الوليد تحديدا، فبعد معارك زوبع قامت مفارز الأمن التابعة للدولة الاسلامية باعتقال أحد كبار ضباط المجلس العسكري العميد الركن ابو الوليد ومكث في معتقل الدولة أياما عديدة وخرج.
التنافس الإعلامي بين داعش والمجلس العسكري
ويتابع القيادي في القاعدة رواية اعتقال العميد ابو الوليد «ذهبنا لكي نسلم عليه بعد خروجه من سجن داعش فسألناه ماذا حصل؟ فقال ان عناصر الدولة الاسلامية اعتقلته في أحد البيوت وعاملته بطريقة جيدة وكانوا يحضرون له أفضل انواع الطعام، الى ان اخبروه بانهم غاضبون من تبني المجلس العسكري لعملية زوبع كانت للدولة او بمشاركة من المجلس العسكري، وطلبوا منه اذاعة بيان ينفي تبني المجلس العسكري لتلك العملية، وهذا ما فعله».
وبعدها خرج العميد ابو الوليد من الفلوجة، وقامت الدولة الاسلامية بالتغلغل أكثر في منطقة نفوذ ضباط المجلس العسكري وهي الحي العسكري، وهي خط مواجهة مع القوات الحكومية ونصبت مفارز الأمن التابعة لداعش كاميرات مراقبة، قالوا في البداية انها لمراقبة المنطقة خوفا من إختراقات لكنها في الحقيقة كانت لمراقبة تحركات مجموعات المجلس العسكري، وهكذا خرجت مجموعات تابعة للمجلس العسكري من الحي العسكري وذهبت الى حي الجغيفي الثانية، لتتمكن داعش من السيطرة على جبهة الحي العسكري وحصر نفوذ المجلس العسكري في الجغيفي وهو خط مواجهة شمالي مع القوات الحكومية.
المبايعة ..وإلا سحب السلاح والجلوس في البيت!
تواصلت المضايقات لضباط المجلس العسكري بعد إبعاد العميد ابو الوليد، وبدأت الدولة بارسال رسائل الترغيب والترهيب، يرسلون للضابط الفلاني مثلا أنك مطلوب للدولة وإذا سألت عن التهم ستواجه تهما أخرى بانك منخرط في الجيش الحالي وما ان تبرأ من هذه التهم ستجد أخرى في انتظارك.
المغزى من هذا كله هو إيصال رسالة للمقابل انك تحت المجهر وستبقى قلقا وتبدأ بالبحث عن من يوصلك لرجال الدولة الاسلامية، الى ان تصلك رسالة منهم «أما ان تبايع وستكون لك إمتيازات خاصة» أو تترك المدينة وتكون في أمان فلذلك ترك الكثير من الضباط العمل وانسحبوا.
خرجت هذه القصص الى الناس في المدينة وبدأوا بالتململ من فعل الدولة، واصبح يقال «لقد عادت ريما لعادتها القديمة».
وصل الكلام الى رجال الدولة عبر مخبرين لهم، طبعا هؤلاء هم مصادر للمفارز الأمنية، فعاد رجال الدولة لخطة الترغيب، ودعوا أهالي ووجهاء وشيوخ الفلوجة على وليمة كبرى في جامع المهاجرين، فأعلن تنظيم الدولة مصالحة جديدة، وأخبروهم انهم مستعدون لسماع الشكاوى وإصلاح الأخطاء والتراجع عنها فأطلقوا سراح بعض المعتقلين ووعدوا بإخراج من تبقى وهم كثر، وقالوا أنهم ليست لديهم مشاكل مع المجلس العسكري ما داموا يقاتلون دفاعا عن المدينة.
ولكن لم تمض أيام قليلة حتى عادت مفارز الأمن من الدولة تحضر وتتواجد في قاطع المجلس العسكري بدعوى التعاون العسكري المشترك لكن الهدف الحقيقي هو التعرف على إمكانات المجلس المادية والعسكرية.
لا سلاح يعلو فوق سلاح داعش
ويتابع القيادي في القاعدة روايته لأحداث الصراع بين داعش والمجلس العسكري في الحادثة الاخيرة وهي الصدام مع اللواء الركن ابو عبد الله قائد المجلس العسكري او بالأصح ما تبقى من المجلس العسكري فيقول «أخبرني اللواء ابو عبد الله ان المجلس العسكري كان يشغل أحد البيوت كمقر للقيادة والبيت الملاصق الآخر هو مشجب ومخزن للسلاح وذات مرة حضرت أحد مفارز الدولة طالبة الأذن بالصعود فوق البيت الذي نستعمله كمخزن سلاح من أجل ان يرصدوا حركة الجيش وتكرر هذا الطلب. يقول في أحد الأيام حضرت المفرزة نفسها فطلبوا مني ان اخلي مقر القيادة من الحرس والمقاتلين لأنهم سيقومون بقصف أحد ثكنات الجيش القريبة، وما ان عدنا للمقر حتى فوجئ الجميع باختفاء السلاح الموجود في المخازن. يقول: فسارعت واستطعت اللحاق بأمير المفرزة فأخبرته بالموضوع فاعتذر مني وقال ستصلك كل الأسلحة غداً، ومن يومها بدأت مفاوضات معي من أجل اقناعي بمبايعة الدولة «.
طلبوا المؤازرة من اللواء الركن ثم اعتقلوه
بعدها أتفق اللواء ابو عبد الله على تنفيذ عملية عسكرية مع القائد العسكري لداعش في القاطع الشرقي للفلوجة، ولكن خلال توجهه لتنفيذ ضربات بالهاون قامت مفرزة أمنية تابعة للدولة بمنعه واستجوابه، فطلب من المفرزة ان ترافقه مجموعة من ضباط المجلس العسكري، ويتابع اللواء حديثه» تم اقتيادي ومن معي الى بيت وجلسنا هناك ثلاثة أيام لم نعرف ماهي التهمة، ثم حضرت قيادات من الدولة وحدثونا عن وجوب بيعتنا للجماعة، فرفضنا، وفي اليوم الرابع أبلغوني سلام الوالي وتم إخلاء سبيلي ومن معي لكن تمت مصادرة جميع الأسلحة الخاصة بنا، وعندما طالبتهم بها جاءتني الإجابة التالية: هل تعتقد ان أسلحتكم في أيد غير أمينة؟».
جلس اللواء ابو عبد الله قائد المجلس العسكري في بيته لفترة، وبعد ذلك خرج مع أهله من المدينة، وبخروج العميد الركن ابو الوليد واللواء الركن ابو عبد الله من الفلوجة تمكنت داعش من الحد من نفوذ المجلس العسكري، وبدأت في التخطيط للحد من نفوذ آخر المجموعات القوية المنافسة لها داخل المدينة وهي مجموعة الشيخ عبد الله الجنابي.
مجموعة الشيخ عبد الله الجنابي .. من قبلة البغدادي على رأسه حتى التزامه البيت
بعد مضى نحو عام على الإعتصامات في المناطق السنية وبعد حادثة مقتل ٨ من أبناء الفلوجة على أيدي الجيش تم طرد قوات المالكي من المدينة فبقيت الشرطة فقط، وقد تحجم دورهم تماماً حتى انهم لم يستطيعوا القبض على المطلوبين،
ومن هنا أصبحت الفلوجة ملاذا آمنا لكل مطلوب لحكومة بغداد وأبرز من دخل المدينة الشيخ عبد الله الجنابي رئيس مجلس شورى مجاهدي الفلوجة سابقا خلال معارك 2004، وقد ذهب الى سوريا وظل في حلب حتى اندلعت الثورة السورية ليضطر للإختباء ومن ثم عاد للفلوجة بعد الحراك، دخل الشيخ الجنابي وساند أهل المدينة خلال الإعتصامات السلمية، ومن ثم شارك في المعارك ضد قوات المالكي ليعود الى المشهد بقوه فأصبح يزار من قبل الجميع ومحط أنظار أهل المدينة والسياسيين، ومن بين الوفود التي زارت الشيخ الجنابي وفود من الدولة الاسلامية، وبعد الإطراء عليه قام كبير الوفد وقبله من رأسه وقال له: ياشيخ هذه القبلة من الشيخ ابو بكر البغدادي، وانه Hبلغهم ان انظروا للعراق بعين والشيخ الجنابي بعين أخرى، وقالوا له «انت مخول ومفوض عن الجميع».
مقتل الشيخ احمد خزعل ..
تواصلت اللقاءات مع الشيخ الجنابي ويكمل القيادي من القاعدة رواية الأحداث مع الجنابي «عند لقائي به أخبرني انه تم تخويله من قبل الجميع لإدارة المدينة واجتمع أهل الفلوجة في جامع الحضرة وتم تشكيل مجلس لإدارة الفلوجة وتعيين مدير شرطة ولكن بعد خروج الشيخ الجنابي من الإجتماع تم تطويق المجتمعين واعتقال الشيخ احمد خزعل الذي استلم مهام الشيخ خالد حمود بعد مقتله».
ويتابع محدثنا «ذهبنا الى الشيخ الجنابي فوجدناه في قمة الهستيريا من شدة العصبية، بعد ثلاثة أيام تم الإفراج عن المجتمعين، ولكن بعدها مباشرة تم قتل الشيخ احمد خزعل في ظروف غامضة .
بعدها عقد اجتماع اخر دعي له كل شيوخ ووجهاء الفلوجة وكان للبعثيين دور أساسي فيه وبعد نهاية الإجتماع تم الإتفاق على قائم مقام للفلوجة ومدير للشرطة ومجلس إدارة للمدينة، وما ان انتهى الإجتماع حتى هاجمت مفارز الأمن التابعة لداعش المقر واعتقلت الجميع، وبعد يومين تم الإفراج عنهم وهرب الجميع الى خارج المدينة.
هنا عرف ان ماقيل من قبل شيوخ ورجال الدولة الاسلامية من تودد هو كلام ربما ذهب أدراج الرياح، لقد قالوا في بداية الأمر «إنما نحن هنا لنصرتكم ورفع الظلم عنكم وسوف نؤمن لكم المدينة ونخرج لان هدفنا ليس السيطرة على المدينة».
خرجت معظم القيادات من المدينة لكن فصلا آخر من المواجهة مع داعش كان ينتظر الشيخ الجنابي.
داعش تمنع الشيخ الجنابي من دخول الفلوجة لساعتين !
بعد معركة السد التي اشترك فيها الشيخ الجنابي واتباعه وبعض الثوار والمجلس العسكري حصلت مشادة بين الجنابي وحاجز أمني لداعش، ويقول القيادي في القاعدة في رواية تلك الحادثة «رجع الشيخ الجنابي مع اتباعه الساعه 11 ليلا من السد يريدون دخول المدينة وهم على مشارف الجسر الجديد مدخل الفلوجة الغربي كانت هناك سيطرة للدولة الاسلامية، فمنع من الدخول فنزل الشيخ بنفسه وأراد التحدث الى أفراد الحاجز فشهروا السلاح في وجهه وتم توجيه مدفع رشاش عيار 37 في وجهه، وقالوا له بالحرف لن تدخل الا بأمر الدوله وبقي على الحاجز اكثر من ساعة ونصف وبعدها تم السماح له بالدخول».
وهنا دخلنا في الحادثة الأخطر بين الدولة الإسلامية والشيخ الجنابي والذي هو قيادي معروف في الفلوجة وله باع طويل بل هو أكثر شهرة من البغدادي نفسه.
بدا الشيخ الجنابي غاضبا ، وكل من زاره بعد تلك الحادثة شعر بذلك وكعادة الدولة الاسلامية بالترغيب والترهيب وجس النبض، زار وفد منها بيت الشيخ واعتذر له. ويحدثنا القيادي في القاعدة عن هذا الأسلوب لداعش فيقول «نعرف الأسلوب الذي تتبعه الدولة مع الأطراف غير التابعة، لها أساليب ممزوجة بالمكر والدهاء كنا نسمع عنها في دوائر أمن الدولة عندما يراد جس نبض شخص ومعرفة مدى قوته وردود أفعاله وماهي المساحة التي يقف عليها وهل من الممكن ان يتسبب له بمشاكل ومدى ثقله».
اختبرت حدود غضب الشيخ الجنابي اذا، وبعد ان تبين لهم محدودية قوة مجموعته طالبوه بالبيعة علما انه يحمل الفكر الصوفي، ومن هنا يتبين ان منهج الدولة الاسلامية يختلف تماماً عن منهج القاعدة.
مكث الشيخ الجنابي في الفلوجة لكن على غير عادته جلس أغلب الأحيان في بيته مكسورا ولا يستطيع حل أي مشكلة. وقد اعتقلت مفارز الدولة أشخاصا كثر ولم يستطع الجنابي حل اي مشكلة لان الدولة جردته من كل شيء، وبالرغم من اصدار داعش «لعفو» الا ان ممارساته في مطاردة خصومه واسكاتهم زادت، واعتقل الكثيرين، ويتحدث الناس عن سجون عديدة للدولة الاسلامية وصعوبة تصل للاستحالة في مقابلة الوالي الذي لا يعرفه عوام الناس ( الا من لديه معرفة قديمة بالتنظيم ) وقد اصدر الوالي مؤخرا قرارا بسجن كل من يراجع للسؤال عن سجين لسبعة ايام، وآخر من تم اعتقالهم هما عنصران من البعثيين ومختار حارة.
ظل داعش يتمدد حتى ازاح كل الفصائل البارزة وآخرها كان المجلس العسكري الى ان قطع اخر شعرة مع المجموعات المنافسة له في الفلوجة، اذ تم الهجوم على اتباع الشيخ الجنابي ومصادرة الأسلحة والسيارات وتم الإعتداء بالضرب على بعض من اتباعه، ليصبح الشيخ الجنابي الذي كان أبرز قائد للفلوجة في معارك 2004 جليس البيت في زمن الدولة الإسلامية.
وائل عصام
شيئ غريب يا جماعة . . من هم هؤلاء الناس . . من هم أهل داعش . . معقول أن لا ذمة ولا ضمير لهم
* من الآخرر: تريد أن تسيطر ( داعش ) ع الجميع وتفرض
أجندتها ( المشبوهة ) ع الجميع وكل مخالف لها يحل ( قطع رأسه ) ؟؟؟!!!
شكرا .
من يتابع داعش وبدايتها وتمددها وطريقة حروبها يجد تطابقا عجيبا بينها وبين المغول فالمغول معروفين بسرعة انتشارهم على مساحات واسعة في وقت قصير ومعروفين بالراية الواحدة التي لا تقبل النقاش ومعروفين كذلك بالمجازر المروعة وعدم الرحمة فداعش استلهمت حروب جنكيز خان حرفيا …
اللهم ان كانوا على الحق فثبت اقدامهم وانصرهم على المتخاذلين وعبيد امريكا وإن كانوا على البال فزلزل الارض تحت اقدامهم إنك ولي ذلك والقادر عليه
….
وهل تعتبر اغتصاب النساء وقتل الاطفال حق?,مالكم كيف تحكمون..