رحلات الطيران الإماراتية إلى جزيرة سقطرى تثير جدلاً إعلامياً واسعاً في اليمن

حجم الخط
3

صنعاء ـ «القدس العربي»: أثار إعلان تسيير شركة رويال جت للطيران الإماراتية رحلات أسبوعية بين أبوظبي و جزيرة سقطرى اليمنية الواقعة في المحيط الهندي جدلاً إعلامياً يمنياً واسعاً مازال يتصاعد في ظل عدم صدور أي تصريح من الحكومة اليمنية بهذا الشأن.
لقد رأى البعض في هذا انتهاكاً للسيادة الوطنية، معتبرين أن فتحها للاستثمار بهذا الشكل، وهي محمية طبيعية عالمية لنباتات وطيور وحيوانات نادرة اعتمدتها منظمة «اليونسكو» ضمن قائمة مواقع التراث الطبيعي العالمي؛ سيتسبب بكثير من العبث بمكوناتها وثروتها الطبيعية النادرة. وفي المقابل اعتبره البعض مشروعاً تنموياً سيسهم في تطوير الجزيرة وإنهاء عزلتها عن العالم بعد توقف رحلات الطيران الوطنية إليها منذ بدء الحرب في آذار/ مارس 2015م. وبين الرأيين كان هناك رأى ثالث تحدث عما اعتبره حق أبناء الجزيرة في (تقرير مصيرهم). تحت عنوان «سوقطرة.. تتعرض للتغريب» كتب الإعلامي والكاتب اليمني الدكتور عبدالوهاب الروحاني مقالاً عما يرى أن الجزيرة تتعرض له، مستعرضاً بعض الأحداث التي شهدتها الجزيرة، والتي وضعها الكاتب ضمن ما اعتبره» مشروع ابتلاع جزيرة سقطرى، والتي تضمن حملة تجنيس واستضافات في فنادق ابوظبي ودبي و رصد مكافآت واعتمادات شهرية بدأت بسماسرة وباعة من الوزن الثقيل « وأضاف إن «المشروع دخل مرحلة خدش السيادة الوطنية للجزيرة.. ليصل القبح منتهاه عندما لم نسمع تصريحاً واحداً لمسؤول يمني يفسر ما يجري على أرض الجزيرة اليمنية التي تحتفظ بأسرار تاريخية كونية وطبيعية نادرة».

حساسية «الشرعية»

فيما رأى الصحافي اليمني سامي غالب رئيس تحرير صحيفة النداء الأهلية المتوقفة عن الصدور، إن «تطوير مطار سقطري وتسيير رحلات طيران مباشرة إليه دون اضطرار إلي المرور عبر مطار صنعاء أو مطار عدن أو مطار المكلا، هو مصلحة أكيدة للجزيرة وسكانها ولليمن عموماً. وكانا مطلبين ملحين للمسؤولين ووكالات السياحة في الجزيرة التي صارت محافظة قبل 3 سنوات».
وأضاف: تستحق سقطري تأهيلها بأليات حمائية إضافية تجنبها الملوثات السياسية بما يتناغم وكونها واحدة من اروع المحميات الطبيعية في الكوكب الأزرق. هناك لغط في ما يخص نشاط دولة الإمارات في هذه الجوهرة اليمنية النفيسة وانعدام حساسية لدي سلطة «الشرعية» في اليمن برئاسة.
وتابع موضحاً: «هناك لغط بشأن دوافع الاهتمام الاماراتي المتنامي في الجزيرة، في زمن الحرب وانهيار مؤسسات الدولة… لغط سينتهي بالقليل من الحساسية لدى المسؤولين في البلدين تجاه هواجس وشكوك فئات كبيرة من اليمنيين حيال حضور متنام لدولة شقيقة هي طرف رئيسي في الحرب الدائرة في اليمن منذ مطلع 2015».

تقرير المصير

وبين هذين الرأيين كان هناك رأي آخر يرى بأن من حق أبناء سقطرى أن يقرروا مصيرها مثلما من حقهم أن ينقذوا جزيرتهم ويسمحوا لها بالتغريد خارج سرب الموت والدمار الذي تعيشه اليمن، وقال فنان الكاريكاتير عدنان جُمّن في حائطه على موقع « الفيسبوك»: لما لا يدعوها وشأنها؟ لطالما ظل أهلها الفقراء خارج نطاق الاهتمام بالرغم من فرادة تلك الجزيرة على مستوى العالم.. ما الذي حولنا فجأة إلى وطنيين غيورين على الأرض السقطرية التي لا نتذكرها إلا عندما نحنّ للجمبري و شواطئها العذراء؟ دعوا أهل سقطرى يقررون مصير جزيرتهم المنسية بأنفسهم فهم أدرى بشعابها».
وشاطره الرأي الكاتب والروائي اليمني عبد الرب سروري عالم الرياضيات المقيم في باريس قائلاً: «سقطرى منجم نباتات وطيور وحيوانات نادرة، في بيئة طبيعية لا تتكرر. معجزة أنها نجت من خراب غزو العفافيش (تسمية يمنية لجماعة الرئيس السابق صالح) والحوثيين، ومن فساد الدنابيع (تسمية يمنية لجماعة الرئيس هادي) ولا مهنيتهم. معجزة فعلاً، لأن هذا البلد لا يجيد غير الحروب وصناعة الخرائب.مبروك لها ولنا من القلب هذا الخلاص. الطيران الذي يربطها بأبو ظبي ثلاث مرات يوميا في الأسبوع متنفس جميل لها، لأهلها، ولليمن، سيجذب نحوها العالم».

نفي محلي

وفي ظل صمت الحكومة عن التوضيح نشرت منابر إعلامية بمدينة عدن تصريحاً صحافياً لمحافظ سقطرى سالم عبد الله السقطري نفى فيه صحة الأنباء التي تقول إن الحكومة اليمنية تنازلت عن جزيرة سقطرى لصالح دولة الامارات. وقال « إن ما يُشاع عن قيام الحكومة اليمنية بالتنازل عن جزيرة سقطرى لصالح الإمارات عار عن الصحة». وأوضح» كل ما في الأمر أن الاخوة الاماراتيين ينفذون مشاريع اغاثية وخيرية في سقطرى بمستوى التنفيذ نفسه الحاصل في «عدن» وحضرموت وغيرها».
وكان المحافظ في مقابلة تلفزيونية لبرنامج « الحزام والأمل» التي تبثه قناة أبوظبي تحدث عن «ربط الجزيرة بشبكة اتصالات إماراتية»، مشيراً إلى أنه «يمكن للسكان من خلالها الحصول على أرقام وشرائح إماراتية تخص الشبكة مباشرة».
كما كان وكيل المحافظة أعلن قبل أيام بدء تسيير رحلات أسبوعية من مطار سقطرى إلى أبوظبي من خلال شركة رويال جت. وفي كل الأحوال مازال الكثير يرى صمت الحكومة اليمنية عن التوضيح مثيراً للتساؤلات خصوصاً مع استمرار تصاعد واتساع الجدل و ردود الفعل اليمنية تجاه الموضوع.
وتعد سُقطرى (الجزيرة والأرخبيل) أكبر الجزر اليمنية على المحيط الهندي، وتقع على بعد 350 كيلومتراً من شبه الجزيرة العربية، وأُعلنتْ محافظة بقرار رئاسي عام 2013م، ويبلغ عدد سكانها 135 ألف نسمة.
وتسببت الحرب المستعرة في البلاد في إيقاف رحلات شركة الطيران الوطنية اليمنية من وإلى الجزيرة والمدن اليمنية، ما أدى إلى لجوء سكان الجزيرة إلى استخدام المراكب للسفر إلى المكلا عاصمة محافظة حضرموت وسط معاناة قاسية وكلفة عالية.

رحلات الطيران الإماراتية إلى جزيرة سقطرى تثير جدلاً إعلامياً واسعاً في اليمن

أحمد الأغبري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dinars:

    المال يفنى.

  2. يقول محمد الأمين:

    الذي يتابع أخبار الناس في اليمن وبماذا يتداولون..يعرف عندها أن الإمارات الشقيقة على وشك( ابتلاع ) عددا من الجزر اليمنية .

  3. يقول سعد السقطري - الإمارات:

    الى كل متحدث لا يفقه الحديث أين أنتم قبل ان تأتي أيدي الخير في دولة الامارات العربية المتحدة لإنقاذ أهل الجزيرة من براثن الجهل والفقر والمرض
    اَين أنتم من التخلف الصناعي والسياحي والزراعي
    أين أنتم من الاعتداء على حقوق السكان الاساسية في سقطرى ( التجاهل الفضيع لابسط حقوقهم الاساسية )
    أين أنتم من جرف المسطحات المائية وأماكن تواجد السمك
    والكثير والكثير…. الذي يجهلها أو يستغلها كل حاقد على الرخاء والترابط الاسري بين أهل الامارات وأهل سقطرى من قبل الأحداث المؤسفة فكلي رجاء” قل خيرا أو اصمت”

اشترك في قائمتنا البريدية