حلب – «القدس العربي»: شنت طائرات حربية روسية وأخرى للتحالف الدولي بقيادة واشنطن غارات استهدفت قريتين تقعان ضون سيطرة تنظيم «الدولة» قرب مدينة دير الزور شرقي سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الأولى تقودها قوات النظام السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية بدعم من التحالف الدولي ضد الجهاديين في الريف الشرقي.
وأكد الصحافي في شبكة فرات بوست صهيب جابر لـ «القدس العربي»: أن 12 مدنياً من عائلة واحدة بينهم خمسة أطفال قتلوا في قصف للتحالف الدولي على قرية الشهابات في ريف دير الزور الشرقي» حيث تدور في محيطها «معارك عنيفة» بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة.
ولفت إلى أن قرى الريف الغربي في دير الزور (شامية) تتعرض منذ صباح أمس الثلاثاء لهجمات جوية مكثفة، مشيراً إلى أن عدد الغارات تجاوز الـ40 غارة، وتركز القصف على قرى عياش والخريطة والحوايج.
وأشار جابر إلى أن المدنيين من أبناء الريف الغربي لدير الزور يعيشون منذ أسابيع أحوالاً معيشية سيئة، بعد نزوحهم من بلداتهم وقراهم بسبب القصف اليومي الذي يطال قراهم.
وفي قرية زغير شامية في الريف الغربي لدير الزور، أكد المرصد السوري وجابر مقتل «16 مدنياً بينهم خمسة أطفال في غارات روسية» استهدفت خيماً على الضفة الغربية لنهر الفرات وضعها مواطنون فروا من منازلهم خوفاً من المعارك بين الجيش السوري وتنظيم الدولة الإسلامية. وبذلك ترتفع حصيلة القتلى جراء الغارات الروسية بحسب المرصد إلى 69 مدنياً خلال الـ72 ساعة الأخيرة.
وغالباً ما تنفي موسكو التقارير التي تتحدث عن مقتل مدنيين جراء ضرباتها في سوريا التي تقول انها تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات «إرهابية» اخرى، فيما يؤكد التحالف اتخاذه كافة الإجراءات لتفادي مقتل مدنيين في غاراته.
ويخوض الجيش السوري منذ اسبوع معارك في مدينة دير الزور ومحيطها، ويستعد راهناً لشن هجوم لطرد التنظيم من الاحياء الشرقية التي لا يزال يسيطر عليها في مدينة دير الزور، ويسعى إلى ضمان امن المنطقة المحيطة بالمدينة. وكان تمكن الاسبوع الماضي من كسر حصار فرضه التنظيم المتطرف على احياء المدينة الغربية ومطارها العسكري منذ مطلع العام 2015.
وفي هجوم منفصل في محافظة دير الزور، تدور معارك بين قوات سوريا الديمقراطية والجهاديين على بعد «ستة كيلومترات من الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور». وكانت قوات سوريا الديمقراطية اكدت اثر اعلانها بدء حملة «عاصفة الجزيرة» السبت عدم وجود اي تنسيق مع الجيش السوري وحليفته روسيا.
ويشدد التحالف الدولي من جهته على أهمية الحفاظ على خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك الجارية ضد الجهاديين في شرق سوريا.
ويسيطر التنظيـم منذ صـيف العام 2014 عـلى اجـزاء واسـعة من محافظـة دير الزور الغنيـة بالنفـط والحـدودية مع العراق، وعلى اجزاء واسعة من مـدينة ديـر الـزور.
تحالف الصليبيين شرقاً وغرباً بقصف مدنيين لا حول لهم ولا قوة دليل على خوفهم من النزول للقتال على الأرض
ولا حول ولا قوة الا بالله