درعا ـ «القدس العربي»: أوقفت غرفة «السلاح ـ الموك» المتواجدة في المملكة الأردنية الهاشمية دعمها المالي المقدر بملايين الدولارات شهريا، والذي كانت تقدمه الغرفة لـ»الجبهة الجنوبية» كبرى التشكيلات العسكرية السورية المعارضة، في محافظة درعا جنوب البلاد، عقب تورط بعض قيادات الجبهة الجنوبية في صفقات بيع أسلحة كانت قد قدمتها «الموك» لهم في وقت سابق لهم بناء على طلبهم لتحرير درعا، المدينة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري.
مصدر عسكري رفض الكشف عن اسمه من داخل «الجبهة الجنوبية» أكد لـ «القدس العربي» خلال اتصال معه، أن غرفة «الموك» التي تشكلها دول «أصدقاء الشعب السوري» وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، أوقفت دعمها المالي بشكل كامل حاليا عن «الجبهة الجنوبية» عقب فشل الجبهة في السيطرة على درعا المدينة، رغم كم الأسلحة والذخائر الهائل المقدم لها طيلة الأشهر السابقة.
المصدر تحدث موضحا، بأن «الموك» كانت ترفض بشكل كامل معركة درعا المدينة، وكانت تحبذ السيطرة على المنطقة الاستراتيجية «خربة غزالة» بهدف قطع الإمداد عن النظام السوري في المحافظة، ولكن عقب تقديم «الجبهة الجنوبية» لخطة سير معركة درعا المدينة، قدمت «الموك» لهم كم ذخيرة وأسلحة هائلا، من ضمنها راجمات لراجمات الصواريخ، وعدد الشاحنات المحملة بالذخائر تجاوز العشرات، إلا أنها لم تغير في سير المعركة قيد أنملة.
بدأت معركة درعا المدينة تحت مسمى «عاصفة الجنوب» في أواخر الشهر السادس من العام الحالي، والتي تطورت إلى ثلاث مراحل متتالية، كان الفشل الذريع هو القاسم المشترك الوحيد بينها، رغم الإمدادات العسكرية والمالية المقدمة، وما زاد الأمر تعقيدا، بحسب «المصدر»، هو تورط قيادات المعركة في صفقة بيع أسلحة إلى تنظيم «الدولة» المتمثل بـ «شهداء اليرموك» في المحافظة عبر تجار السلاح المنتشرين فيها.
وأشار المصدر إلى تنوع الأسلحة المباعة عبر التجار، والتي شملت «مدافع هاون، ورشاشات خفيفة ومتوسطة، وبنادق آلية» إضافة إلى ذخائرها، كما أوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه بشمول «جبهة النصرة» في صفقات البيع، والتي كانت بدورها تشتري الأسلحة والذخائر من «الجبهة الجنوبية» عن طريق التجار أنفسهم.
تورط القيادات العسكرية للمعارضة السورية في صفقات بيع الأسلحة لتنظيم «الدولة» وفشلها في السيطرة على درعا المدينة، رغم مرور أشهر على المعركة، دفعا بغرفة «الموك» إلى اتباع طريق العقاب بحقها، وحرمانها من الدعم المالي المقدم بشكل دوري شهريا لها، والذي تتجاوز قيمته ملايين الدولارات، لما يقارب 52 فصيلا عسكريا من المعارضة، كما يشمل الدعم المالي المقدم من «الموك»، استهلاك الآليات والطعام ومعالجة الجرحى، في حين يحظى العنصر الواحد في «الجبهة الجنوبية» بمرتب شهري قدره 100 دولار أمريكي، وسلة غذائية تقدمها دولة الإمارات.
وأفاد المصدر العسكري بأن غرفة «الموك» طلبت من قائد عمليات معركة درعا المدينة «أبو شريف المحاميد» تقديم استقالته، عقب فشله في السيطرة على درعا المدينة، فيما تسود حالة من التخبط والملل بين تشكيلات «الجبهة الجنوبية» عقب التطورات الأخيرة خوفا من تطورها نحو الأسوأ.
وتحدثت مؤسسة «نبأ» الإعلامية العاملة في محافظة درعا عن سخط شعبي واسع من إبداء فصائل مقاتلة في درعا استعدادها للدخول إلى السويداء، لما تحمله في طياتها من تناسٍ لأهم مهام هذه الفصائل بالسيطرة على مواقع النظام السوري في محافظة درعا وضبط المحافظة وحماية ممتلكات المدنيين من النهب والسلب، بدلا من الاستعداد لدخول السويداء والمشاركة في السيطرة على المواقع العسكرية في المحافظة.
وشهدت المحافظة، قبل أيام، اغتيال نائب رئيس محكمة دار العدل في درعا «بشار الكامل» وأحد أبرز مؤسسيها، على يد مجهولين، وذلك بإطلاق النار مباشرة على سيارته في أحد الطرق الرئيسية في ريف درعا الشرقي.
سلامي محمد
تجار حروب وتجار دماء وتجار ولاءات
أين الشفافية بل أين القضاء وأين الخوف من الله
لهذا رفضت الجبهة الجنوبية الدخول مع جبهة النصرة بغرفة فتح درعا
ولا حول ولا قوة الا بالله