غزة – «القدس العربي» لمعرفة تفاصيل أكثر عن حركة الصابرين نصرا لفلسطين «حصن»، في ظل الاتهامات التي وجهتها جماعات سلفية وكذلك السلطة الفلسطينية، لهذا التنظيم الجديد الناشط في قطاع غزة، الذي اختار شعارا له مشابها بالشكل لشعار تنظيم «حزب الله» اللبناني، بالولاء لإيران والانتماء للمذهب الشيعي، التقت «القدس العربي» أحد أكبر قادتها هشام سالم.
ورد على جميع هذه الإتهامات لا سيما ما جاء على لسان الناطق باسم أجهزة الأمن في الضفة الغربية اللواء عدنان الضميري، حين استخدم اسم الحركة التي اتهمها بمساندة الحوثيين في اليمن، في هجومه على حركة حماس، باتهام الأخيرة باحتضان هذا التنظيم. ولاقت هذه الاتهامات صدا كبيرا في ظل مجتمع فلسطيني يعتبر كل سكانه المسلمين من أتباع «المذهب السني»، التي اعتبرها تمثل «حالة اصطفاف» لجانب المجموعات السلفية، ووصفها بالغريبة عن السياق الوطني الفلسطيني.
ورفض سالم، الهجوم على حركته بوصفها «حركة شيعية»، وقال إنها حركة فلسطينية مقاومة، وأكد على متانة علاقة حركته بالتنظيمات الفلسطينية الأخرى، نافيا تلقي أي دعم مالي أو عسكري من إيران وحزب الله، وعبر عن أمله في الوصول إلى علاقة مع إيران، كونها الدولة الوحيدة في العالم التي تدعم المقاومة الفلسطينية، وفي ما يلي نص المقابلة.
■ نود التعرف منكم على حركة الصابرين كيف بدأت فكرتها وكيف تأسست؟
□ كان تأسيس حركة الصابرين كما تأسيس أي فصيل فلسطيني آخر. بدأت عملية تأسيس الحركة انطلاقاً من الشعور بالواجب والمسؤولية تجاه وطننا المحتل ومقدساتنا المغتصبة وشعبنا المظلوم، فقد تولدت نتيجة ذلك عند بعض المجاهدين والمقاومين فكرة تأسيس فصيل فلسطيني إسلامي مقاوم، هدفه الأساسي والمركزي تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، ويتخذ من المقاومة خياراً استراتيجياً ثابتاً لتحقيق هذا الهدف، ويرفض رفضاً مطلقاً أي اعتراف بأي شرعية للكيان الصهيوني المجرم على أي شبر من أرض فلسطين، ويعتبر الوحدة الوطنية والإسلامية ركيزة أساسية لزوال هذا الكيان، واستعادة كل الحقوق المسلوبة والمغتصبة.
■ هناك من يقول إن الحركة انشقت عن حركة الجهاد الإسلامي، وإن عناصرها كانوا يعملون في الجهاد قبل ذلك ، بما فيهم هشام سالم نفسه؟
□ حركة الصابرين ليست انشقاقاً عن أحد، وهي حركة فلسطينية وطنية خاض قياداتها وكوادرها غمار التجربة النضالية سابقاً، انطلقت لتكون إضافة نوعية في العمل الجهادي والمقاوم ضد العدو الصهيوني، ولتشارك باقي الفصائل الفلسطينية العمل المقاوم من أجل تحرير فلسطين، وجميع أعضاء وكوادر الحركة هم من المجاهدين الذين أفنوا كل عمرهم في الجهاد والمقاومة والعطاء المتواصل من أجل قضيتهم ووطنهم، الشعب الفلسطيني غالبيته مؤطر وفرضية أن ينتمي للحركة شخصيات وعناصر انتموا لتنظيمات أخرى فرضية قائمة ولا ننكرها، ونرى أن من الطبيعي أن ينتمي الشخص للفكرة التي يعتقد بصوابية طرحها، ولكننا في ذات الوقت نؤمن بالتكامل مع الجميع واستلهام التجارب السابقة لنضيف شيئاً نوعياً على الصعيد الفكري والسياسي والعسكري خاصة في ظل أزمة الخيارات الفلسطينية والمشاريع المطروحة التي تقبل بحلول مرحلية للصراع وهدنة طويلة الأمد، لذلك فإننا نرى أن تشكيل حركة الصابرين جاء استجابة لواقع العمل المقاوم وحساسية المرحلة التي تعيشها القضية الفلسطينية على كافة الصعد.
■ إذن كيف هي علاقة الحركة بحماس والفصائل الأخرى؟
□ علاقة الحركة بحماس والفصائل الأخرى علاقة قوية ومتينة، مبنية على أساس التعاون والعمل المشترك من أجل خدمة قضيتنا وتعزيز صمود شعبنا، ونحن على الدوام نجري مشاورات واتصالات في مختلف القضايا الوطنية مع الكثير من الفصائل، ونؤمن بأن قوتنا الأساسية تكمن في وحدتنا، وأن هناك واجبا شرعيا ووطنيا على الجميع بأن يتوحدوا خلف خندق المقاومة ويعملوا مجتمعين من أجل خدمة هدف واحد وهو تحرير فلسطين وإزالة هذا الكيان عن كل ذرة تراب من أرض فلسطين.
■ سابقا هاجمتكم جماعات سلفية واتهمتكم بتبني المذهب الشيعي، والعمل على نشره في غزة، كيف تردون؟
□ نعتقد بأن من الإنصاف ألا يطلق علينا أحد جملة من الأحكام المسبقة، نحن تنظيم مقاوم لنا تاريخنا في العمل المقاوم، انطلقنا من ثقافة هذا المجتمع وعلى أسس إسلامية أبرزها الوسطية واحترام الآخر وقبول التعددية، أما الاتهامات التي يقذفنا بها البعض فهو أمر نقدر إمكانية حدوثه بوصفنا حركة ناشئة، لكن حضورنا ونشاطنا وتفاعلنا مع قضايا الوطن وتكاملنا مع الكل الفلسطيني كفيل بإزالة هذه التوجسات والمخاوف، ولا نكن لأحد العداوة ولا نفترض وجودها فأدبياتنا الحركية تحث على الوحدة وثقافة احترام المخالف.
إن إثارة القضية المذهبية من قبل بعض الجماعات التكفيرية لا يخدم إلا العدو الصهيوني، وهو الذي يدعم هذا الأمر، وذلك لأن هذا العدو يسعى إلى إثارة الصراع المذهبي في المنطقة من أجل تفتيتها وتجزئتها وإضعافها، لذلك فهو يحاول من خلال هذه الجماعات التكفيرية التي يحركها في الخفاء ويحدد لها سياساتها ويمدها بالمال والسلاح أن يثير القضية المذهبية في كل مكان.
إننا نعتقد بأن الوحدة بين كل مذاهب الأمة وطوائفها وتياراتها الفكرية والسياسية إنما تصب في مصلحة الأمة الإسلامية جمعاء، وأن إثارة الصراع المذهبي وإذكاء ناره هما مصلحة صهيونية أمريكية غربية هدفهما الأساسي ضمان بقاء إسرائيل على أرض فلسطين المباركة وبقاء الهيمنة الأمريكية والغربية على كل منطقتنا.
■ ماذا عن علاقتكم بإيران وحزب الله اللبناني، ولم الشبه الكبير في شعار حركة الصابرين بشعار حزب الله؟
□ نظرياً هي ذات العلاقة التي تربط كل فصائل المقاومة الفلسطينية بإيران بصفتها داعماً أساسياً في معركة تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، ولكن واقعياً لا توجد علاقات مباشرة بيننا وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو الإخوة في حزب الله، نعم هناك بعض العلاقات لبعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية التابعة للحركة مع بعض المؤسسات الخيرية الإيرانية، ونحن نتواصل مع هذه المؤسسات الإيرانية في إطار تقديم الدعم للشعب الفلسطيني من أجل تعزيز صموده وثباته أمام العدوان الصهيوني المتواصل على أبناء شعبنا، ونأمل في الفترة القادمة أن تكون هناك علاقات بيننا وبين الجمهورية الإسلامية على اعتبار أنها الدولة الوحيدة في العالم التي تدعم المقاومة الفلسطينية في مواجهتها للكيان الصهيوني الغاصب وبما يخدم قضيتنا الفلسطينية.
أما مسألة تشابه شعارنا بشعار حزب الله فنحن قد أوضحنا هذا الأمر كثيراً قبل ذلك، ونعتقد بأن هذا الموضوع قد أخذ أكثر من حجمه، فشعارات جميع الفصائل المقاومة متشابهة وقريبة من بعضها البعض وهذا إن دل فإنما يدل على شيء واحد، وهو تبني الجميع لخيار المقاومة المسلحة من أجل تحرير فلسطين.
■ وهل تتلقون دعماً عسكرياً من إيران أو حزب الله؟
□ هذا المحور المقاوم يتبنى القضية الفلسطينية على الصعد كافة مادياً وعسكرياً وغير ذلك، ويجهر بذلك وكل فصائل العمل الوطني تؤكد هذا التوجه، أما نحن حتى اللحظة لم نتلق أي دعم عسكري من إيران وحزب الله.
■ موقفكم من التحالفات العربية في هذا الوقت، وفي ظل التحالف القائم بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن، من أجل إعادة السلطة الشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي؟
□ إن أي تحالف عربي أو إسلامي لا يضع قضية تحرير فلسطين على رأس أولوياته مصيره الفشل والتفكك والانهيار، وذلك على اعتبار أن فلسطين هي القضية المركزية لكل العرب والمسلمين، ففلسطين ترزح تحت الاحتلال منذ أكثر من ستة عقود ونصف عقد، وشعبها يعيش الشتات والتهجير والحرمان، ويعاني من عدوان متواصل وحصار مستمر بسبب هذا الاحتلال، فأي قضية أهم وأولى من قضية فلسطين، إننا نعتبر أن هذه التحالفات العربية التي تشكل اليوم لضرب بعض الدول العربية والإسلامية لا تخدم إلا العدو الصهيوني، وقوى الاستكبار العالمي، ومن المؤسف أن تصبح لغة الاقتتال والحروب وسيلة التعاطي مع الملفات والإشكاليات العربية الداخلية، وفي هذا السلوك تغافل كبير عن تاريخ عربي طويل من الصراعات لم يقدم للأمة وشعوبها سوى مزيد من الاحتقان والدمار والويلات. إن سلوك التحالف العربي الذي تشكل ضد اليمن ليس إلا فخا أوقعت به الولايات المتحدة هذه القوى العربية لاستنزافها وحماية المصالح الغربية بالوكالة، وزيادة حالة الغليان في المنطقة، والإمعان في تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ، لتدمير مقدرات الأمة العربية والإسلامية، ونعتبر أن هذه الحرب ليست ضد الحوثيين، وإنما ضد الشعب اليمني كله، وضد الأراضي اليمنية كلها شمالاً وجنوباً، ونحن في حركة الصابرين قد حددنا موقفنا من هذه الحرب منذ اللحظة الأولى، إذ اعتبرناها حرباً ظالمة وغير شرعية، وأنها لا تخدم إلا أعداء الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسهم الكيان الصهيوني، وأن أي خلافات يمنية داخلية تحل في الداخل اليمني فقط، وواجب العرب والمسلمين جميعا أن يساندوا الحل بالطرق السلمية والمشروعة.
■ هل تتقاربون مع أي تحالف إقليمي في المنطقة، في ظل وجود تحالف عربي بقيادة السعودية، وآخر يضم إيران وسوريا؟
□ إن من يحدد تحالفاتنا مع أي طرف من الأطراف الموجودة داخل منطقتنا أو في العالم هي فلسطين، وليس أي شيء آخر سوى فلسطين. فأي تحالف يعتبر فلسطين جزءا أساسياً منه وعلى رأس أولوياته نحن نعتبر أنفسنا جزءا أساسياً من هذا التحالف. وأي تحالف يعتبر الكيان الصهيوني كياناً شرعياً ويقيم معه علاقات سلام فنحن لن نكون على الإطلاق ضمن هذا التحالف. وهذا لا يعني أننا سنعادي أي طرف أو دولة.
أشرف الهور
إن أي تحالف عربي أو إسلامي لا يضع قضية تحرير فلسطين على رأس أولوياته مصيره الفشل والتفكك والانهيار، – انتهى الاقتباس –
وهل تحالف الشر وضع قضية تحرير فلسطين على رأس أولوياته ؟
وطبعا أقصد تحالف الولي الفقيه مع المالكي والأسد ونصرالله والحوثي
وطبعا سيكون مصير هذا التحالف الفشل والتفكك والانهيار
ولا حول ولا قوة الا بالله
ايران تتخذ من القضية الفلسطينية تجارة كما تتخذ من موضوع المزارات اعذارا للهيمنة والتوسع .ايران تسيطر على كامل الجبهة السورية اللبنانية مع اسرائيل وفي سيناء.ومن يقراء الصحف الاسرائيلية يعرف الارتياح والاطمئنان الاسرائيلين لهذا التواجد بعد مناوشات اكتساب الشرعية والشعبية , والغطاء لطرد القوى الوطنية والقومية عن خطوط المواجهة مع اسرائيل التي قامت بها الحركات التابعة لايران كحزب الله وحماس .