عواصم ـ وكالات: أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن قصف قوات التحالف الدولي على تنظيم داعش، ضد مواقع التنظيم ومواقع أخرى لتنظيمات أخرى، خلف مقتل 103 مدنيين منذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، تاريخ بدء عمليات التحالف في سوريا، فيما قال المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الثلاثاء ان نحو 95 سجينا فروا من سجن تابع لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا لكن غالبيتهم اعتقلوا مجددا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الحرب السورية ومقره بريطانيا ان عملية الهروب من السجن حدثت في بلدة الباب على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الجنوب من الحدود التركية.
ويسيطر التنظيم المتشدد الذي انشق على القاعدة على مساحات في شمال سوريا وله سجون ومحاكم تابعة له ومنشآت اخرى في مناطق من سوريا والعراق أعلن فيها ما يسمى بالخلافة الإسلامية.
وذكر المرصد انه من بين الفارين من السجن مدنيون سوريون ونحو 30 مقاتلا كرديا وأعضاء فصائل إسلامية معارضة للدولة الإسلامية.
ويحاول مقاتلون أكراد تدعمهم غارات جوية تقودها الولايات المتحدة التصدي للدولة الإسلامية في شمال سوريا.
ونقل المرصد عن مصادر على الارض قولها ان الدولة الإسلامية اعلنت حالة التأهب في البلدة واستخدمت مكبرات الصوت لتطلب من السكان الامساك بالهاربين. وأمكن حتى الآن الإمساك بثلثي الفارين.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد ان مقاتلي الدولة الإسلامية أقاموا نقاط تفتيش جديدة ويفتشون المنازل.
ولا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على بلدة الباب الواقعة إلى شمال شرقي مدينة حلب.
واستطرد ان الحادث يكشف عن بعض الضعف حين يتمكن هذا العدد من السجناء من الهرب.
وشهدت بلدة الباب اقتتالا داخل الدولة الإسلامية في مطلع الاسبوع حين فر عدد من اعضاء التنظيم من سجن آخر في البلدة واتجهوا صوب الحدود التركية.
وقال المرصد ان هذه المجموعة التي ضمت مقاتلين غالبيتهم من أوروبا تصدى لها أعضاء في الدولة الإسلامية في اشتباكات أوقعت تسعة قتلى على الأقل.
وفي تقرير صدر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، أوضحت الشبكة أنه «منذ بدء العمليات قتل 103 أشخاص، من بينهم 11 طفلا، و11 امرأة، بينهن أمريكية»، وذلك بحسب توثيقها بالاسم والصورة والمكان والزمان.
وأضاف تقرير الشبكة، التي تصف نفسها منظمة حقوقية مستقلة، أن قوات التحالف الدولي، تستمر « منذ 23 أيلول/ سبتمر 2014، بشن هجمات جوية مستمرة ضد تنظيم داعش، على مواقع ومراكز ومشاريع البنية التحتية التي من الممكن أن يستفيد منها التنظيم، وتلك الهجمات لم تخلف ضحايا من المقاتلين فحسب، بل طالت عددا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال».
من ناحية أخرى، أوضح التقرير أنهم سجلوا في تقرير سابق «مقتل ما لا يقل عن 40 مدنيا، حتى 14 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وبعد ذلك التاريخ تواصلت عمليات القصف، ليقتل حتى تاريخ صدور التقرير ما لا يقل عن 63 مدنيا، بينهم 3 أطفال و5 نساء، ليصبح المجموع الكلي للضحايا المدنيين 103 قتلى».
وكان التنظيم، بحسب الشبكة، قد «أعلن في 6 شباط/ فبراير الماضي، عن مقتل الرهينة الامريكية كايلا جين مولر، البالغة من العمر 26 عاما، نتيجة قصف الطيران الأردني التابع لقوات التحالف، لأحد مواقع التنظيم العسكرية في ريف الرقة الشرقي، وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مقتل مولر بعد 4 أيام من إعلان التنظيم مقتلها».
من جانبه ذكر فضل عبد الغني، رئيس الشبكة السورية لحقـــــوق الإنسان في التقرير إنه «من المؤسف أن القيادة المركزية لقوات التحالف تُنكر وقوع ضحايا مدنيين، على الرغم من جميع التقارير السابقة المزودة بتحقيقات تحتوي شهادات وصور وفيديوهات وأسماء الضحايا، وإن الشبكة على استعداد لإثبات ذلك من ذوي الضحايا أنفسهم، لذا يجب أن تكون هناك تحقيقات ومتابعة جدية، من أجل المحاسبة والمساءلة، وأيضا تعويض المتضررين».
وأضاف «لا تستطيع الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تسجيل أو توثيق الضحايا الذين قتلوا ضمن صفوف تنظيم «الدولة»، ولا يستطيع أحد أن يدعي ذلك، إلا ضمن البروبوغندا الإعلامية للتنظيم، ذلك لأن داعش لا ينشر أبدا أسماء، أو صور، أو فيديوهات، أو أي معلومات عنهم، ولا توجد مصادر معلومات أو مراسلين ضمن صفوف تنظيم «الدولة» تنقل الأخبار والصور، وأعداد الضحايا».
يذكر أن تنظيم «الدولة» تمكن، في حزيران/ يونيو الماضي، من السيطرة على مساحات واسعة بسوريا والعراق، معلنا ما أسماه «دولة الخلافة الإسلامية» على هذه المناطق ومبايعا «البغدادي» خليفة للمسلمين، فيما تخوض قوات حكومية عراقية وسورية أخرى كردية معارك ضارية مع التنظيم، مدعومة بغطاء جوي من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، لاستعادة هذه المناطق.
وتشن طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، غارات على مواقع تنظيم «الدولة»، كما تستهدف مقرات لجبهة النصرة وتنظيمات أخرى في شمال وشرق سوريا، حيث تنتشر تلك التنظيمات.
وقد اقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.
ومنذ منتصف آذار/ مارس (2011)؛ تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاما من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.