مدينة السويداء في حالة غليان: مشايخ الكرامة الدروز يستأنفون ثورتهم في جبل العرب

حجم الخط
1

باريس ـ «القدس العر بي» من راشد عيسى: أصدرت «مشيخة عقل الطائفة الدرزية» في مدينة السويداء ـ جنوب سوريا ـ قراراً حرمت بموجبه شيخاً درزياً وأتباعه من ممارسة الطقوس الدينية ومن المشاركة في المجالس الدينية وسواها، وذلك في ضوء مواقف الشيخ ومجموعة من مؤيديه المناهضة للنظام السوري.
ومما جاء في بيان «مشيخة العقل»في جبل العرب «نظراً لتكرار الحوادث المخلة بالدين وآداب الدين، البعيدة كل البعد عن الأعراف الدينية، فإن مشيخة العقل تقرر ما يلي: توجيه البعد الديني إلى وحيد البلعوس وأتباعه. نطالب التقيد بمضمون هذا البعد من كافة أئمة المجالس ورجال الدين».
واعتبر كثيرون أن قرار «المشيخة» بحق الشيخ البلعوس ورفاقه جاء في ضوء مواقفهم وتحركاتهم في وجه فروع أمن النظام السوري والحواجز المنتشرة في أرجاء المدينة التي يتهمونها بالإساءة إلى كرامة أهل المدينة.
ورفضت مجموعة حملت اسم «جماعة عمار بن ياسر» قرار «مشيخة العقل» وقالت في بيان يدافع عن مجموعة الشيخ البلعوس إنهم «سعوا منذ بداية الأزمة للدفاع عن كرامة الجبل وحمايته مما يتهدده من مخاطر، وعملوا على حماية الأرض والعرض، وقدموا دماءهم رخيصة في سبيل ذلك، بينما كان الآخرون نائمين همهم إثارة الفتن والخلافات».
وأنذرت المجموعة بشار الأسد، وقالت بأن عليه «أن يعيد حساباته في التعامل مع المحافظة، وأن يسحب «زعرانه» منها، وإلا فإن قصره في متناول أيديهم». واعتبر البيان أن «قرار «المشيخة» جائر صادر من جهة لا تمثل سوى أسيادها من الجهات الأمنية». وأكد البيان «بعد ما حصل من هؤلاء المشايخ نعلن أنهم لا يمثلوننا ونحن منهم براء».
وفي وقت اعتبر البعض أن تحركات تلك المجموعة، التي باتت تعرف ب «مشايخ الكرامة»، قد تؤدي إلى فتنة كبيرة بين الدروز حين تضع عائلات المدينة بعضها في مواجهة البعض الآخر، ما قد يؤدي إلى ثارات لن تنقضي بسهولة بسبب خصوصية مجتمع الدروز، اعتبر البعض أنها تشكل غطاء لعدد كبير من مؤيدي الثورة السورية «يتحركون في حقل ألغام في بيئة مغلقة، بين مؤسسة دينية واجتماعية والنظام». على حد تعبير الكاتب السوري حافظ قرقوط لـ«القدس العربي». قرقوط قال أيضاً إن «عدد هؤلاء من مشايخ الكرامة غير قليل، وهم متواجدون في السويداء وجرمانا وصحنايا والأشرفية وجبل الشيخ، وقد باتوا رقماً صعباً على الأرض».
يذكر أن الشيخ البلعوس كان سطع نجمه بعد هجوم مسلحين إسلاميين قرية درزية منذ عدة أشهر في وقت تخاذل الجيش والأمن عن حماية الأهالي، كما قال الناشط كميل نصر. كذلك فإنه يندر أن يمر يوم على مدينة السويداء من دون أن تشهد هجوماً ساخطاً على واحد من حواجز النظام، أو محاصرة لأحد فروع الأمن بغية إطلاق سراح سجين بالقوة، أو مجرد الإضراب والتظاهر احتجاجاً حتى على التلاعب بالسلع والأسعار.
ويوضح نصر أن تصرفات النظام يبدو أن لها دورها في تأجيج المشاعر، مثلما حدث حينما هاجمت مجموعة من «الفرقة الرابعة» شاباً في بلدة جرمانا في دمشق فقط لأنه طالب بأن يدفعوا ثمن الطعام الذي اشتروه. الأمر الذي يتكرر يومياً في غير مكان.
اليوم لا يخلو محيط ومنزل الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس من المتضامنين الذين قرروا مواجهة «مشيخة العقل» مثلما يواجهون النظام. غير أن عبارة يجري تكرارها اليوم في إنحاء المدينة، حين يقال إن أحداً ما سيقتل دعساً بحادث سير، في إشارة إلى أن السلطات ستخترع سبباً تغطي به اغتيال البلعوس، كما حدث من قبل لأحد مشايخ العقل عندما رفض التبرؤ من أحد شهداء الدروز المنتمين للجيش الحر.
الزعيم اللبناني وليد جنبلاط قال في تغريدة على تويتر معلقاً على قرار «مشيخة العقل» : «يا حيف على الرجال يا حيف. ثلاثة مشايخ عقل: الجربوع، الحناوي، والهجري بتوجيه من المخابرات الجوية يصدرون بيان إبعاد للشيخ وحيد البلعوس».
وأضاف «أنتم يا حضرات المشايخ أبعدتم أنفسكم عن النخوة والكرامة وتراث العمامة البيضاء التي أيام الثورة العربية السورية أسكتت مدافع المستعمر الفرنسي».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول prof.mohamad Damascus:

    اكبر تحيه للشيخ المقدام الشهم وحيد البلعوس والعار لاعدائه واعداء الكرامه والنخوه السوريه

اشترك في قائمتنا البريدية