105 مليون مشاهدة.. فيديو “أنا علوي” يسيطر على الانتخابات التركية وسط تكهنات متضاربة  

إسماعيل جمال 
حجم الخط
5

إسطنبول- “القدس العربي”:

رغم مرور 6 أيام على نشر كمال كليتشدار أوغلو، مرشح تحالف المعارضة للانتخابات الرئاسية التركية، فيديو “أنا علوي” الذي أكد فيه انتماءه إلى الطائفة العلوية، لا يزال الملف يسيطر على السباق الانتخابي بعدما حطّم الفيديو رقماً قياسياً في عدد المشاهدات بوصوله إلى أكثر من 105 مليون مشاهدة، وهو الرقم الذي يتجاوز عدد سكان تركيا البالغ 85 مليوناً.

وبينما اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منافسه الأقوى كليتشدار أوغلو بـ”إثارة النعرات الطائفية” من خلال الحديث عن انتمائه الطائفي، تتضارب التكهنات حول ما إن كان قرار الأخير بإثارة القضية سيعود عليه بمكاسب أو مخاسر في الانتخابات الرئاسية المصيرية التي ستجري في الرابع عشر من مايو/أيار المقبل.

ولم يكن سراً انتماء كليتشدار أوغلو إلى الطائفة العلوية طوال العقود الماضية، إلا أنها المرة الأولى التي يقرر فيها السياسي التركي الحديث عن الموضوع علناً في دولة علمانية، لا يميز فيها القانون بين السياسيين على خلفية دينية أو طائفية. إلّا أن التركيبة السكانية دينياً وطائفياً وقومياً، تلعب دوراً حاسماً في حظوظ المرشحين للانتخابات.

 

وطوال السنوات الماضية، استُبعد اسم كليتشدار أوغلو من كافة النقاشات المتعلقة باختيار مرشح للانتخابات الرئاسية، بسبب التقديرات بتواضع حظوظه في المنافسة، نظراً لانتمائه للطائفة العلوية التي تمثل أقلية في تركيا، ولا يمكنها تأمين أغلبية كافية لمنافسة مرشح ينتمي إلى الطائفة السنية التي تمثل أغلبية في البلاد، التي يمثل فيها المسلمون بدورهم أغلبية مطلقة تقترب نسبتها من 98 بالمئة.

ولد كليتشدار أوغلو عام 1948 لعائلة علوية في ولاية تونجلي، وهي الولاية التي تقطنها أغلبية علوية كردية، وتعتبر أكثر ولاية تعارض سياسات أردوغان وحزب العدالة والتنمية. وفي حال فوز كليتشدار أوغلو، سيصبح أول رئيس في تاريخ تركيا ينتمي إلى الطائفة العلوية.

وقبل نحو أسبوع، نشر كليتشدار أوغلو عبر صفحته على تويتر فيديو بعنوان “علوي” تحدث فيه عن انتمائه للطائفة العلوية، وهو ما اعتُبر بمثابة كسر غير مسبوق لإحدى المحرمات الرئيسية في تركيا، قائلاً: “أعتقد أن الوقت حان لأناقش معكم موضوعاً خاصاً وحساساً جداً… أنا علوي أنا مسلم مخلص”.

وقال في الفيديو، إن “الإنسان يولد بهويته الدينية والطائفية ولا يختارها، ولكن الأهم أننا نختار أن نكون إنسانا صالحا وأمينا”، مشدداً على أنه لا “آكل الحرام ولا أمد يدي على بيت المال”، وخاطب الشباب بالقول: “هل ستقول لنظام التفرقة القائم على أن علوي لا يمكن أن يصبح رئيساً بأن ذلك ممكن لو كان أمينا وخلوقا وصالحا”، في رسالة تضمنت دعوة للناخبين للاختيار بناء على الأداء وليس على الهوية الدينية أو الطائفية.

هذا الفيديو الذي انتشر على نطاق غير مسبوق، أثار الكثير من ردود الفعل المؤيدة والمعارضة له. ففي حين اعتبره أنصاره ومؤيدوه من أحزاب تحالف المعارضة بأنه “خطوة جريئة وتاريخية”، انتقده أنصار الحزب الحاكم، معتبرين أنه “محاولة للتظلم ومحاولة لكسب أصوات العلوين والأكراد”، في حين اعتبره أردوغان “محاولة لإثارة النعرات الطائفية”.

وركزت ردود حزب العدالة والتنمية الحاكم على فيديو كليتشدار أوغلو حول التساؤل عن السبب الذي دفعه للحديث عن هذا الموضوع، على الرغم من أن أحداً من السياسيين أو خصومه في الانتخابات لم يثر الموضوع بأي طريقة من الطرق، معتبرين أنها كانت محاولة لإقحام التوجهات الدينية والطائفية في الانتخابات.

وفي أحدث تعقيب له، قال أردوغان الأحد: “ليس لدينا أي دين اسمه سني أو شيعي أو علوي، يوجد اسم واحد لديننا فقط، وهو الإسلام، وهناك اسم واحد لهويتنا الدينية فقط وهو (مسلم)”، وأضاف: “لم يسأل أحد كليتشدار أوغلو عن دينه أو مذهبه أو طريقته ولم يتعرض لأي انتقاد أو اعتراض بناء على دينه أو مذهبه”، مجدداً التساؤل عن سبب طرح كليتشدار أوغلو لهذه القضية بالقول: “لماذا عندما وصل عمره إلى 74 عاماً شعر بالحاجة إلى طرح مذهبه للنقاش العام؟”.

وبداية شهر رمضان الماضي، فجرت صورة لكليتشدار أوغلو وهو يدوس بحذائه على سجادة صلاة، جدلاً واسعاً في تركيا. ورغم اعتذاره رسمياً عن الحادثة التي قال إنها غير مقصودة، إلا أنها أعادت فتح الباب واسعاً أمام الجدل والتكهنات حول مدى قدرته على اجتذاب أصوات شريحة من المحافظين الأتراك، وبالتالي هزيمة أردوغان في الانتخابات المقبلة.

ورغم عدم حديث أردوغان سابقاً عن الهوية الدينية أو الطائفية لمنافسيه أو معارضيه، إلا أنه استغل هذه الحادثة لتوجيه انتقادات حادة لكليتشدار أوغلو قائلاً: “الذين لا يعرفون اتجاه الصلاة يمشون بأحذيتهم على سجادة الصلاة. سيظهر لهم الاتجاه الصحيح يوم 14 أيار/مايو”.

وفي ظل تفاوت وتضارب التكهنات، يُتوقع أن تؤدي خطوة كليتشدار أوغلو إلى حشد مزيد من أصوات العلويين والأكراد وحتى العلمانيين لدعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في المقابل يُتوقع أن تؤدي إلى تقليل فرصه بالحصول على أصوات شريحة من المحافظين الإسلاميين والقوميين المتحالفين معهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تكالب الجمع:

    أمريكا والغرب يريدون التخلص من أردوغان وهذا ليس سر لأنهم يقفون بالمرصاد لأية تنميه أو تطور في الدول الاسلاميه حيث يخيفهم ذلك.

  2. يقول ابو عمر:

    الحمد لله لقد نطقة الحق، أنا ليس ضد ألأقليات ، تركيا نسبة ٩٠ بالمئة هم من أهل السني ، لقد رأوا في أعينهم ما فعل العلوي في سوريا، كما أعتقد هم لا يريدون تركيا مدمره مثل سوريا. أما بالنسبة للغلاء فهو غلاء عالمي.

  3. يقول أسامةًكلّيَّة سوريا/ألمانيا:

    يبدو أن أمريكا لاتريد أردوغان بسبب سياسته تجاه بوتين والحرب على أوكرانيا. وأعتقد أن هناك خبراء أمريكيين في الإنتخابات يقدمون النصيحة لكليتشدار أغلو!، هل هذا يضر بمصالح تركيا ومنطقة الشرق الأوسط، برأيي هذا لأمر غير واضح ولست متفائلًا، لكن المصالح هي التي ستحسم الأمور في النهاية بغض النظر عن من سيصبح رئيس تركيا القادم.

  4. يقول محمد الشموخ:

    لهذا السبب عرفت لماذا الغرب وامريكا يريدون كليشدار الفوز بالانتخابات من اجل ان يكون لحليف لايران

  5. يقول أبو البراء:

    كمال كليتشدار أوغلو لا علوي ولا سفلي ، إنه عالماني طائفي تذكر في الوقت الميت أنه طائفي كورقة استجداء إنتخابية ، يبني عليه الغرب الصليبي الآمال لهدم ما بناه الرئيس رجب طيب أردوغان طيلة هذه الأعوام وينزل بتركيا لأسفل سافلين بعدما بوأت لنفسها مكانا بين عمالقة العالم.

اشترك في قائمتنا البريدية