مهرجان للربيع في الموصل يرفع شعار إعمار وسلام

نصار النعيمي
حجم الخط
0

الموصل -« القدس العربي» : بعد أن نفضت غبار الظلام وضمدت جراحها، رفعت الموصل شعارها لإقامة مهرجان الربيع في دورته 35، بحضور رئيسي الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد ومجلس النواب محمد الحلبوسي، وبرعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي أناب عنه وزير الدفاع ثابت العباسي، وعدد كبير من النواب والوزراء والجاليات العربية الأجنبية.
وأقيم المهرجان أمس، بعد قطيعة لأكثر من عقدين من الزمن.
وافتتح بكلمة نينوى القاها محافظ نينوى نجم الجبوري، مشيداً بدور القوات الأمنية المساهمة في تحرير محافظة نينوى، تلتها كلمة وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني، والذي أشاد بجهود وشعب محافظة نينوى في محاربة الإرهاب ودعم الحكومة المركزية والمحلية في إعادة اعمار نينوى، تلتها كلمة لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، معبراً عن أصالة وعزيمة شعب نينوى والموصل في طي صفحة الظلام والانطلاق الى الاعمار، بعدها أتت كلمة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ألقاها نيابة عنه وزير الدفاع ثابت العباسي، والذي أشاد بدور شعب نينوى والموصل في أن يكون منبراً عريقاً للثقافة والحضارة والفن والأدب منذ فجر التاريخ، مؤكداً على صلابة وإرادة شعب الموصل للنهوض بقوة في اعمار البنيان والإنسان. تلاه افتتاح أعمال المهرجان بقص الشريط  من قبل رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف رشيد، وانطلقت المواكب المحمولة والراجلة.
وحضر حشد غفير من جميع المحافظات العراقية وبعض السواح الأجانب وجمهور كبير من أهالي محافظة نينوى فاق أكثر خمسة آلاف مواطن ومواطنة.
وقالت الدكتورة زهرة الجبوري الناطقة باسم وزارة السياحة والثقافة والآثار، إن الوزارة وبالتنسيق مع هيئة السياحة استقبلت العديد من الوفود الأجنبية والعربية والفنانين والأدباء للمشاركة في المهرجان وايوائهم بسلسلة فنادق محلية في مدينة الموصل وغاباتها.
الناطق الرسمي باسم مهرجان الربيع الكاتب والصحافي عبد الجبار الجبوري، حدثنا قائلا إن المهرجان انطلق في مدينة الموصل صباح يوم الأحد، إذ تحركت المواكب من منطقة تقاطع المصارف في ايسر الموصل، وتضمنت أكثر من 20 موكباً راجلاً ومحمولاً، المواكب المحمولة شاركت فيها معظم دوائر محافظة نينوى، أما المواكب الراجل، وهي الأحب لأهالي نينوى، والتي عبرت عن جميع مكونات وشرائح المحافظة، منها كراديس للإخوان الشبك وأخرى للايزيدية، وأخرى للأخوة المسيحيين والأخوة من الحضر وتلعفر، حملت وأظهرت الأزياء التراثية والفلكلورية لجميع أهالي نينوى. وتضمن المهرجان كمية كبيرة من الفعاليات التراثية والحضارية والثقافية، وعادت نينوى كما كانت صانعة للحضارات، بدعم من جميع رموزها الدينية والثقافية والأدبية والإعلامية والفنية وجميع أهلها.
وضم المهرجان موكبا مهيبا عبر عن جميع شهداء قواتنا الأمنية، الذين شاركوا في تحرير محافظة نينوى، شاركت فيه مؤسسة الشهداء في المحافظة، بالإضافة الى بعض كراديس القوات الأمنية وشرطة نينوى، أما بالنسبة لمنصة الاحتفال فضمت 75 كرسياً لكبار الشخصيات أنجزت في ستة أيام، وشاركت في تغطية المهرجان بعض من القنوات الأجنبية والعربية ووسائل الاعلام العراقية والمحلية.
وأوضح الناطق باسم محافظة نينوى الدكتور رعد العباسي أن «الهدف من انطلاق مهرجان الربيع بعد توقف21 عاماً، أن نوصل للعالم أن نينوى عادت من جديد بشكل أجمل، وبالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار و35 مؤسسة حكومية. المهرجان مدته يومان انطلق الساعة 10 صباحاً في منصة الاحتفالات ثم ليلا تقام فعاليات فنية وعزف لفرقة أوركسترا عراقية على قاعة مسرح جامعة الموصل في اليوم الأول. وفي اليوم الثاني أيضا تقام فعاليات فنية في قاعة جامعة الموصل وفي متنزه الموصل في أيمن المدينة قدم فيه كل من الفنانين محمد زكي، وعبدالله الأسمر وعامر الغريب وعبد الواحد حداد ونؤاس محمد أموري وعسل البغدادي، وشاركت وفود من خارج وداخل العراق وسياح من جميع المحافظات العراقية وبحضور العديد من عوائل الجنوب والوسط والشمال.
الفنان المشارك في المهرجان الموصلي عبدالله الأسمر تحدث قائلا «طالما انتظرت عودة مهرجان الربيع في الموصل، والذي كان يقام قبل عقدين من الزمن في كل عام، كنت أحلم منذ كنت طفلا بالمشاركة في هذا المهرجان، واليوم شاركت بإلقاء انشودة الربيع، وهي من كلمات الدكتور هشام عبد الكريم، وقمت بتلحينها وأدائها في الكرنفال يوم العرض.
وأضاف الفنان تحسين حداد عضو اللجنة المركزية للمهرجان أن معهد الفنون الجميلة شارك بأعمال فنية محمولة قياس 6 في 3 متر مع مجسمات، تدل على الفنون الجميلة في محافظة نينوى، من لوحات أشورية وعن ماضي وتاريخ مدينة الموصل.
وقالت مديرة دار الأزياء العراقية الإعلامية انعام عبد المجيد في تصريح صحافي مع الإعلامية فيحاء الآغا عبر راديو الغد «إن مشاركة الدار بتسعة عارضات أزياء تأتي دعماً لمحافظة نينوى وأهلها وعرفاناً لهم وللقوات الأمنية، التي حررتها من الظلام، مشيدة بقوة إرادة أهالي محافظة نينوى ومدينة الموصل في التعاون والتأرز وإعادة إعمارها بوقت قياسي لطي صفحة الظلام والظلاميين. مبينة أن بعض أعضاء الدار المشاركات وصلنَ من خارج العراق دعماً لنينوى ومهرجان الربيع.
الحاج محمد النوري أحد المواطنين الحاضرين لمهرجان الربيع حدثنا قائلاً» كمية الحب والتألف التي شاهدتها في المهرجان بين كل مكونات الحضور دلت على تواجد كل العراقيون اليوم في المهرجان، وأوصلت رسالة للعالم مفادها أن العراق واحد لا يتجزأ، وأن محافظة نينوى وعاصمتها الموصل عادت من جديد رأساً للعراق، نشكر كل القائمين على المهرجان ونشكر جميع الحضور من السواح والأجانب والعرب وكل إخواننا الحضور من المحافظات العراقية.
يذكر أنه بدأ تنظيم مهرجان الربيع رسمياً في الموصل عام 1969 في عهد المحافظ آنذاك علاء الدين البكري. ضم فعاليات ونشاطات تعبّر عن ثقافات سكان الموصل من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين وغيرهم، ويُعتبر أهم الأنشطة الثقافية السنوية في المدينة، وتشارك في الإعداد له جميع دوائر محافظة نينوى الحكومية وبإشراف بلدية الموصل ومشاركة الفعاليات الطلابية والشبابية والمجتمعية. كان المهرجان يستمر في السنوات الماضية لـ8 أيام، لكنه في تسعينيات القرن الماضي بات يختصر في يوم واحد.
أما اليوم فان مهرجان الربيع بنسخته 35 أثبتت الموصل للعالم أنها نهضت من جديد لتعلو دوماً في سماء العراق العظيم، وأثبت الموصليون أنهم صناع الحياة والأمل، المهرجان أوصل رسالة الى العالم أن مدينة الحضارة والثقافة والآثار والتاريخ الموصل حية دائماً، رسالتها السلام والمحبة للجميع على مر العصور.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية