بيروت- “القدس العربي”: في تطور ميداني جديد أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة حوش السيد علي في قضاء الهرمل للمرة الأولى منذ بدء المواجهات على الحدود اللبنانية الجنوبية، مستهدفاً رتلاً من الشاحنات بين بلدتي الهرمل والقصير التي يسيطر عليها حزب الله ما أدى إلى اندلاع النيران في الشاحنات المستهدفة وسقوط عدد من الشهداء، وتصدّت الدفاعات الجوية السورية للصواريخ الإسرائيلية على الحدود، واللافت أن أحد الصواريخ أصاب بلدة فنيدق في عكار.
رئيس بلدية فنيدق سميح عبد الحي يتفقد الأضرار في #عكار من جراء سقوط صاروخ اعتراضي كان قد أُطلق من الأراضي السورية ليل أمس.#الميادين_لبنان #لبنان pic.twitter.com/kwCb2A5ihp
— الميادين لبنان (@mayadeenlebanon) June 11, 2024
وكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي على منصة “اكس”: “ردًّا على إسقاط حزب الله طائرة مسيرة لسلاح الجو عملت في الأجواء اللبنانية، أغارت طائرات حربية لسلاح الجو خلال الليلة الماضية على مجمع عسكري يتبع للوحدة 4400 وحدة القوة اللوجستية في حزب الله الهادفة إلى نقل الوسائل القتالية إلى لبنان وداخله. لقد تم استهداف منطقتيْن داخل المجمع الذي يقع في منطقة بعلبك في عمق لبنان. كما تم استهداف أهداف أخرى في منطقة عيترون جنوب لبنان ومن بينها موقع عسكري ومبنيان عسكريان لحزب الله”.
وإثر هذا الهجوم، نعى حزب الله ثلاثة شهداء على طريق القدس هم عباس محمد ناصر “أبو حيدر” مواليد عام 1979 من بلدة طيرفلسيه، وبلال وجيه علاء الدين “باسل” مواليد عام 1984 من بلدة مجدل سلم، وهادي فؤاد موسى “علاء” مواليد عام 1983 من بلدة شبعا.
ورداً على العدوان الإسرائيلي على منطقة الهرمل، قصف حزب الله مقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع لفرقة الجولان 210 في ثكنة “يردن” بعشرات صواريخ الكاتيوشا. واعترف أدرعي بإطلاق نحو 50 قذيفة صاروخية من لبنان نحو منطقة وسط هضبة الجولان حيث اعترضت الدفاعات الجوية عدة اطلاقات بحسب زعمه بينما سقط الباقي في مناطق مفتوحة دون وقوع إصابات.
وأعلن حزب الله “أن وحدة الدفاع الجوي تصدت منتصف ليل الإثنين الثلاثاء لطائرة صهيونية معادية انتهكت الاجواء اللبنانية، وأطلقت باتجاهها صاروخ أرض جو، مما أجبرها على التراجع باتجاه فلسطين المحتلة ومغادرة الأجواء اللبنانية على الفور”.
كما أعلن الحزب أن مجاهديه استهدفوا تجمعاً لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط مستوطنة “نطوعا” بالأسلحة المناسبة، وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح، كما استهدف الحزب مبنى يستخدمه الجنود في مستعمرة المطلة وتجمعاً آخر في حرج “برعام”. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بنشوب حرائق في عدة نقاط في الشمال نتيجة شظايا صواريخ اعتراضية، كما لفتت إلى “أن “كريات شمونة” تبدو في هذه الأيام كمدينة أشباح من غير الواضح إذا كان أزيز المسيّرة من فوقك هو لنا أم لحزب الله”.
وكانت مسيّرة معادية نفذت غارة على دراجة نارية في بلدة الناقورة ما أدى إلى استشهاد صالح أحمد مهدي الذي نعته مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، قائلة إنه “استشهد أثناء قيامه بواجبه لضمان استمرارية التغذية بالمياه في الناقورة”. كما استهدفت مسيّرة مقهى “إكسبرس” في الناقورة حيث أفيد بإصابة صاحبه، وأطلقت مسيرة أيضاً صاروخاً على أحد المباني الخالية في بلدة كفركلا.
وغداة تبني مجلس الأمن الدولي لمشروع القرار الأمريكي الداعي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، رحّبت الخارجية اللبنانية “بإعادة مجلس الأمن التأكيد في قراره على التزامه الثابت بحل الدولتين بما يتفق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”، آملة “أن ينعكس هذا القرار إيجاباً على الوضع في لبنان فينفذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 بالكامل للوصول إلى استقرار مستدام في الجنوب اللبناني”.
ومن الأردن، عبّر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في مؤتمر “الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة” عما يعانيه لبنان “من ارتدادات الحرب على أرضه، قتلاً وتهجيراً وتدميراً”، وقال في كلمة “إن نهج التدمير الذي تتبعه إسرائيل لا سابق له في التاريخ، ونختبره يومياً في لبنان على أرض جنوبنا الغالي التي ارتوت بدماء الشهداء والجرحى وباتت أرضاً محروقة بحمم الاجرام، في ارتداد للمخطط التدميري في غزة واستكمالاً له”.
وناشد “دول العالم التدخل بكل قوة لوقف ما يحصل بعد 75 عاماً من تجاهل حقوق الفلسطينيين، على أمل أن يكون قرار مجلس الأمن الرقم 2735 الذي صدر بالأمس، والذي نرحب به باسم الدولة اللبنانية، الخطوة الأولى، ولو متواضعة، نحو الاستقرار، من أجل الوصول إلى السلام المرتجى بنيل الفلسطينيين حقهم في دولتهم المستقلة ، وكل ما عدا ذلك مشاريع لن يكتب لها النجاح ، ولا يمكن فرضها بقوة الواقع أو واقع القوة”. وأضاف “إن لبنان تعوّد أن يستشعر الوجع العربي وأن يحمل قضايا العرب لأنهم أهله وأسرته ودفع أثماناً باهظة من أرواح أهله وبناه التحتية، وهو مستعد اليوم لاغاثة مصابي غزة، خاصة الأطفال، في مستشفياته ومؤازرتهم تعبيراً عن تضامنه معهم، إضافة إلى المساعدة في تجهيز كوادر طبية وتأهيلها للتعويض عن قتل إسرائيل لمئات العاملين في القطاع الصحي. كما أننا مستعدون للتعاون مع السلطة الفلسطينية لانجاز الترتيبات الإدارية اللازمة لتسهيل عبور الجرحى لمعالجتهم ومن ثم عودتهم معافين سريعاً إلى بلادهم”.
وتوجّه ميقاتي إلى المؤتمرين بالقول “لكم أن تتخيلوا حجم الأضرار الحاصلة في لبنان نتيجة العدوان المستمر منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الفائت. الأضرار هائلة في المرافق التعليمية والمنشآت الصحية والتنموية والزراعية والثروة الحيوانية والزراعية. جنوبنا وأهله في نكبة حقيقية لا وصف لها، والعدوان المستمر يمعن في القتل والتدمير والحرق الممنهج محولاً جنوب لبنان ارضاً قاحلة ومحروقة. ولذلك فأنا أعرض عليكم هذا الأمر لتكونوا، كما كنتم دائماً، مع بلدكم الثاني لبنان وكلي ثقة في أنكم لا تقصرون في ذلك ..من مد يد العون والمساعدة وإصلاح الأضرار ومساعدة الناس ودعمهم في إعادة الإعمار والثبات ..لأن لبنان الرمز سيبقى بلداً مهماً لكم مهما عصفت الأزمات”.
بدوره، فإن وزير البيئة ناصر ياسين وبصفته منسق خطة الطوارئ الحكومية رفع الصوت خلال مشاركته في مجموعة العمل حول تمويل وإيصال المساعدات الإنسانية في الجلسة التي ترأسها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ومنسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث قائلاً: “منذ 8 تشرين الأول، يواجه لبنان عدوانًا متزايدًا من قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 1600 شخص وتدمير البنية التحتية في المناطق الجنوبية من البلاد. جغرافياً، اتسع نطاق الهجمات تدريجياً منذ بداية شهر شباط/فبراير من منطقة جنوب نهر الليطاني إلى أجزاء من منطقة شمال نهر الليطاني، مما دفع غالبية سكان البلدات والقرى الحدودية إلى الفرار من منازلهم. مما أدى إلى نزوح 96 ألف لبناني. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال ما لا يقل عن 60 ألف شخص في مناطق غير آمنة وتعاني من نقص الخدمات بالقرب من الحدود مع خيارات محدودة للتنقل. وقد تعرض الواقع الزراعي في الجنوب لأضرار جسيمة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية والاستخدام غير القانوني للفوسفور الأبيض، مما أدى إلى تأثير كبير على الأنشطة الزراعية. ودمّر ما مجموعه 1250 هكتاراً من الأراضي الزراعية، وفقد 340 ألف رأس من الماشية، مما ترك 70 % من المزارعين في جنوب لبنان من دون وظائف. وقد أدى ذلك إلى تراجع فرص العمل، مما أجبر العديد من السكان على المغادرة وتسبب في تجميد الاقتصاد المحلي”.
اللهم انصر المقاومة في لبنان على حثالة البشر حفدة القردة و الخنازير المدعومين بالسلاح الفتاك الأمريكي هذي عقود وعقود وعقود وعقود ✌️🇵🇸😎☝️🚀🐒🚀