الضفة – «القدس العربي»: قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين في مدينتي نابلس وطولكرم، فيما تواصلت العملية العسكرية في شمال الضفة الغربية وسط عمليات تدمير واسعة، بعدما كان قتل 3 فلسطينيين مساء الأربعاء.
وقد أعدم جيش الاحتلال شابًا في بلدة حوارة جنوبي نابلس، صباح الخميس، بدعوى محاولته تنفيذ عملية دهس.
وقالت مصادر محلية إن الشهيد هو عيسى رياض جبالي (28 عامًا) من بلدة بيتا جنوبي نابلس، وكان جيش الاحتلال قد اعتقل اثنين من أشقائه يوم أمس.
وأضافت أن جيش الاحتلال اختطف جثمان الشهيد عيسى جبالي بعد قتله.
وأعلن جيش الاحتلال أنه أطلق النار على شاب بعدما تقدم بمركبته «بشكل مريب» نحو مقر قيادة الجيش في شمال الضفة الغربية.
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن إطلاق النار على الجبالي تم بسبب الاشتباه بأنه ينوي تنفيذ عملية دهس، وقد صدم بالمركبة التي يقودها بوابة مقر قيادة شمال القطاع.
يُذكر أن الشهيد عيسى جبالي هو الشهيد الـ98 من محافظة نابلس منذ عملية السابع من أكتوبر.
وفي مدينة طولكرم نعت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهيد عامر، بصفته أحد مقاتلي «كتيبة طولكرم».
وقالت في بيان أن الشهيد ارتقى «أثناء الالتحام مع قوة إسرائيلية راجلة بعد إيقاعها في كمين مركب في محور المنشية».
طولكرم
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، إن قواته قتلت 3 فلسطينيين في مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم شمالي الضفة الغربية مساء الأربعاء.
وفي بيان نشره على موقعه الإلكتروني، قال الجيش: «تمكنت قوات وحدة ماغلان، أمس (الأربعاء) من قتل» من سماهم «ثلاثة مخربين» خلال اشتباك في مخيم نور شمس.
وأضاف: «سنواصل العمل على إحباط الإرهاب في جميع أنحاء يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) من أجل الحفاظ على أمن سكان إسرائيل» .
وادعى الجيش أنه قتل أكثر من 60 «مسلحا» واعتقل أكثر من 210 «مطلوبين»، مشيرا إلى «تدمير حوالي 30 بنية تحتية إرهابية بما في ذلك المباني، ومصادرة 85 قطعة سلاح، وتنفيذ 14 غارة جوية»، خلال عمليته في شمالي الضفة الغربية حتى اليوم.
والأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جندي من وحدة «ماغلان» (وحدة خاصة) بجروح متوسطة خلال تبادل لإطلاق النار في «نور شمس».
ودخل اجتياح قوات الاحتلال لمخيم طولكرم يومه الـ18 على التوالي، مخلفًا كارثة إنسانية غير مسبوقة، حسب اللجنة الإعلامية في مخيم طولكرم حيث ارتقى خلال العدوان المتواصل 9 شهداء، فيما أُجبر نحو 10500 مواطن، أي ما يقارب (80%) من سكان المخيم، على النزوح قسرًا إلى بلدات وقرى محافظة طولكرم.
وشهد المخيم حملة اعتقالات واسعة شملت أكثر من 120 حالة اعتقال في صفوف أهل المخيم رافقتها عمليات نسف وتدمير للبنى التحتية لأكثر من 585 ما بين منزل ومنشأة وتجريف وتخريب للشوارع والطرق، ما أدى إلى شلّ الحركة داخل المخيم ومنع طواقم البلدية والدفاع المدني من فتح الطرق وإيصال الخدمات الأساسية.
وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان إن «حصيلة الاعتقالات في تلك المحافظات بلغت 380، وهذا يشمل مَن اعتقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله ومَن أفرج عنه لاحقا، وشملت الأطفال والنساء والشبان والجرحى وكبار السن» .
وأوضح أن 150 فلسطينيا تعرضوا للاعتقال في جنين، و125 في طولكرم، و105 في طوباس.
وقالت اللجنة الإعلامية في مخيم طولكرم في بيان إنه تم قطع جميع الخدمات عن المخيم بالكامل، بينما استمرت مداهمات المنازل وإجبار الأهالي على مغادرتها تحت التهديد وتحويلها لثكنات عسكرية حيث رصد أكثر من 146 مداهمة واقتحام لمنازل مختلفة في أنحاء المخيم.
ووصفت ما يجري في مخيم طولكرم بأنه جريمة مستمرة تستهدف تهجير السكان وطمس معالم المخيم.
مواجهات مسلحة
وأعلنت «كتيبة طولكرم»، التابعة لـ»سرايا القدس»، أن مقاتليها، بالاشتراك مع فصائل المقاومة، أوقعوا قوة راجلة إسرائيلية مكونة من 10 جنود في كمين مركب، في محور الجورة داخل حي المنشية في مخيم نور شمس، حيث التحموا مباشرة مع القوة من نقطة الصفر، و»حققوا إصابات مؤكدة».
وأضافت في بلاغ على حساباتها الاجتماعية، أن مقاتليها خاضوا معارك ضارية مع قوات الإسناد التي وصلت إلى الموقع بعد الكمين.
وأكدت أنها برفقة «إخوانهم في فصائل المقاومة» تمكنوا من استهداف منزل يتحصن به جنود الاحتلال بزخات كثيفة من الرصاص المباشر، وحققوا إصابات مؤكدة.
ودفع جيش الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية الى مدينة طولكرم ومخيميها، ونشر المشاة في الشوارع والأحياء، وسط أعمال تمشيط وتفتيش واسعة فيها، مع استمرار حصاره للحي الشرقي للمدينة، وتحديدًا شارع المقاطعة ومفرق أبو صفية، والاستيلاء على مبان سكنية وتحويلها لثكنات عسكرية، ومنع المواطنين من الخروج والتنقل وحتى فتح النوافذ في منازلهم.
وطالبت العائلات التي بقيت في منازلها بإيصال المواد التموينية ومياه الشرب والأدوية وحليب الأطفال، مع تفاقم معاناتهم نتيجة انقطاع كافة الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء واتصالات بعد تدمير الاحتلال للبنية التحتية للمخيم. واستخدم جنود الاحتلال سماعات مسجد حارة العيادة في مخيم نور شمس ليأمروا أهل المخيم بمغادرة منازلهم.
وفي جنين، يواصل جيش الاحتلال عدوانه منذ 24 يومًا، وقد فجَّرت قواته مركبة في الحي الشرقي في المدينة، بقصفها من طائرة مُسيَّرة.
وأسفر العدوان على جنين حتى الآن عن ارتقاء 25 شهيدًا وإصابة العشرات، ونزوح الآلاف من أهل المخيم إلى ريف جنين وبعض أحياء المدينة.
وأعلنت «كتيبة جنين»، التابعة لـ»سرايا القدس»، أن مقاتليها أوقعوا قوة مشاة إسرائيلية في حقل من النيران وأمطروها بزخات كثيفة من الرصاص، خلال محاولتها التمركز في أحد المنازل في الحي الشرقي، محققين إصابات مؤكدة.
وقال رئيس الغرفة التجارية في مدينة جنين عمار أبو بكر إن الغرفة التجارية وبلدية جنين رفضتا طلب الاحتلال بفتح المحال التجارية وعودة النشاط الاقتصادي للمدينة وتعبيد شوارعها المدمرة في ظل العملية العسكرية المستمرة في مخيم جنين، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يخطط لأن يصبح المخيّم حيًا من أحياء جنين.
وقال أبو بكر في حديث صحافي، إن ضابط الإدارة المدنية الإسرائيلية المسؤول عن جنين سأل رئيس البلدية إذا كان بإمكان بلدية جنين أن تبدأ التنسيق مع الإدارة المدنية الإسرائيلية لتعبيد هذه الشوارع «وفي حال لم تكن هناك إمكانيات مادية لدى البلدية، فستتولى الإدارة المدنية التعاقد مع شركة لتعبيد الشوارع».
وأشار أبو بكر إلى أن الشوارع التي سمح الاحتلال بتعبيدها ليست بينها شوارع مخيم جنين، مبينًا أن ضابط الإدارة المدنية أوضح أن العملية العسكرية مستمرة في المخيم بسقف زمني غير معروف، والمخيم سيصبح حيًا من أحياء جنين، ولن يستطيع أكثر من نصف سكانه العودة إليه بعد التدمير الذي نفذه الجيش حتى الآن.
أسرى النقب
وفي سياق متصل، قالت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الأسرى في سجن النقب لا يزالون يعانون من إجراءات إذلالية وتنكيلية ممنهجة، بالإضافة إلى جرائم طبية، وعمليات تجويع مستمرة.
وأوضحت أن سجن النقب شكّل بعد الحرب على غزة واحدًا من أكثر السجون التي سُجّلت فيها جرائم تعذيب ممنهجة واعتداءات قاسية بحق الأسرى، مضيفة أن الظروف المأساوية داخل السجن تفاقمت مع انتشار مرض الجرب (السكايبوس) بين المعتقلين.
إبعاد صحافيين مقدسيين
أبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 4 صحافيين مقدسيين عن المسجد الأقصى قبل أقل من شهر على شهر رمضان، حسب بيان محافظة القدس الفلسطينية.
وكانت سلطات الاحتلال قررت الأربعاء البدء بإجراءات إبعاد ثلاثة أسرى مقدسيين إلى خارج مدينة القدس المحتلة، وهم: الشابة زينة بربر من بلدة سلوان، والأسيرة تسنيم عودة (22 عاما) من كفر عقب، والأسير محمد أبو الهوى من بلدة الطور شرق القدس المحتلة إلى الضفة الغربية.
مئات المستوطنين يقاضون السلطة الفلسطينية
القدس – «القدس العربي»: رفع 245 مستوطنًا دعوى ضد السلطة الفلسطينية وحركة «حماس»، تُعدُّ الأضخم للمطالبة بتعويضات عن «أضرار» في عمليات نفذتها الفصائل الفلسطينية.
وحسب المعلومات الي نشرها موقع «واللا» الإسرائيلي، فإن المستوطنين رفعوا الدعوى بشكل مشترك أمام المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة، ويطالبون فيها بتعويضات تصل إلى 1.255 مليار شيكل (350 مليون دولار)، استنادًا إلى قانون سنَّه الكنيستر(البرلمان الإسرائيلي) في عام 2024، ويتيح طلب تعويضات تصل إلى 10 ملايين شيكل (أكثر من 10 ملايين دولار) لعائلة كل قتيل في عملية فلسطينية، أو نصف المبلغ لكل مصاب بإعاقة دائمة في هذه العمليات.
وزعمت الدعوى أن السلطة الفلسطينية «ساهمت في دعم وتشجيع تنفيذ هجمات قاتلة ضد الإسرائيليين (..) إذ أنها تمنح مكافآت مالية لمنفذي الهجمات وعائلاتهم (..) وهذا يُمثل تحفيزًا على تنفيذ مزيد من العمليات مستقبلًا» .
وقال المحامي باراك كيديم إن السلطة الفلسطينية «يجب أن تتحمل عواقب أفعالها» .وكان الكنيست سنَّ في شهر آذار/مارس من عام 2024، قانون «تعويض ضحايا الإرهاب»، وقانون «تعويض ضحايا الأعمال العدائية» .
وقضت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة بإلزام السلطة الفلسطينية بدفع نحو 54 مليون شيكل (15 مليون دولار) ، لثلاثة أشقّاء إسرائيليين من عائلة ساهيفا شوردار، بعد أن رفعوا دعوى للمطالبة بتعويضات إثر مقتل أفراد أسرهم في عمليّة مطعم سبارو التي نفذتها «كتائب القسام» عام 2001، وأسفرت عن 16 قتيلًا.
وقبل نهاية العام، عادت المحكمة ذاتها لتقضي بمصادرة نصف مليار شيكل (140 مليون دولار) من عائدات الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها «إسرائيل» لتعويض 20 عائلة إسرائيلية على خلفيّة تعرّض أفراد منها لعمليّات فلسطينية خلال انتفاضة الأقصى.
وتقدمت السلطة الفلسطينية في شهر تموز/يوليو بالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية هو الأول من نوعه، طالبت فيه بإلغاء القانونين لأنهما يمسان بسيادة السلطة وبواقعها الاقتصادي، وقد يتسببان بانهيارها، كما أن هذه القوانين لا تفحص علاقة السلطة بهذه العمليات.
ويدمّرون شبكة مياه في بيت لحم
بيت لحم – «القدس العربي»: دمّر مستوطن إسرائيلي متطرف شبكة للمياه في مدينة بيت لحم في الضفة المحتلة، فيما اختطف آخرون مواطنا في مدينة أريحا.
واستهدف المستوطن شبكة مياه الشرب في قرية كيسان شرق بيت لحم التي تستفيد منها 15 عائلة.
يشار إلى أن قوات الاحتلال صعدت في الآونة الأخيرة من اعتداءاتها على قرية كيسان، وتمثلت بإطلاق الرصاص على منازل المواطنين، ومهاجمة رعاة الأغنام وفرض غرامات باهظة ومنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم.
وفي أريحا، اختطف مستوطنون مواطنا، في وقت اعتقلت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي راعي أغنام، شمال مدينة أريحا، واحتجزت طالبا على معبر الكرامة شرق أريحا.
وأوضح مدير نادي الأسير في محافظة أريحا والأغوار عيد براهمة أن مجموعة من المستوطنين اقتحمت قرية «العوسج» التعاونية الزراعية، شمال أريحا، واختطفت المواطن موسى حسين مليحات، واقتادته إلى وجهة غير معروفة.
وأضاف أن قوات الاحتلال اعتقلت المواطن فادي خالد بني عودة من الجفتلك شمال أريحا أثناء رعيه للأغنام، كما احتجز جنود الاحتلال الموجودون على معبر الكرامة الشاب رامز هيثم سليمان مزهر وهو طالب ثانوية عامة من مدينة بيت لحم، أثناء عودته من الأردن.