65 مليون ناخب سيختارون رئيس تركيا المقبل بينهم 5 مليون شاب “حاسم” يصوتون لأول مرة 

إسماعيل جمال
حجم الخط
1

إسطنبول- “القدس العربي”: من أصل قرابة 85 مليون هم إجمالي عدد المواطنين الأتراك، يحق لـ65 مليون منهم التصويت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الهامة التي ستشهدها البلاد في الرابع عشر من الشهر المقبل بينهم قرابة 5 مليون شاب اكتسبوا حق التصويت لأول مرة وهي شريحة يتوقع أن تلعب دوراً حاسماً في تحديد رئيس تركيا المقبل. 

وتركز كافة الأحزاب على اجتذاب أصوات شريحة الشباب الذين يطلق عليهم “جيل زد” وهم الأشخاص الذين اكتسبوا حق التصويت لأول مرة وينتمون إلى جيل جديد يسعى لاتخاذ قرار مستقل بعيداً على توجهات عائلاتهم السياسية وهو ما يجعل من الصعب تكهن توجهاتهم كما يمثلون جزء مهم من المترددين الذين لم يتخذوا قراراً نهائياً بعد حول الحزب الذي سيصوتون له وبالتالي يجعلون من تكهن نتيجة الانتخابات بشكل دقيق أمراً صعباً للغاية. 

ويتنافس كل من تحالف الموالاة والمعارضة على اجتذاب أصوات الشباب في الانتخابات المقبلة فيما يكثف أبرز مرشحي الرئاسة على مخاطبة الشباب بكافة الوسائل وصولاً إلى إنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي يرتادها الشباب الأتراك وآخرها تيك توك والمشاركة في حلقات شبابية ومؤتمرات وجولات بث مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي. 

وقبل أيام ظهر المرشح الموحد للمعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو في فيديو عبر تيك توك ليعلن انضمامه إلى المنصة التي يستخدمها معظم الشباب الأتراك، وعلى الرغم من أن كليتشدار أوغلو يبلغ 78 عاماً إلا أنه ظهر بروح شبابية حاملاً بيده “ترايبوت” كاميرا الهاتف الذي قال إنه يعمل بـ7 أضواء وسيكون وسيلته للتواصل مع الشباب والرد على استفساراتهم عبر تيك توك. 

في المقابل، وعلى الرغم من معارضته الشديدة السابقة لإنشاء حساب له تيك توك، اضطر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإنشاء حساب له بشكل غير مباشر تحت اسم “الإعلام الإلكتروني لأردوغان” وذلك في إطار مساعي الوصول ومخاطبة أوسع شريحة من الشباب صغار السن الذين يحق لهم التصويت لأول مرة ويلعبون دوراً مهماً في تحديد الرئيس المقبل لا سيما في ظل ما تظهره استطلاعات الرأي من تقارب كبير في حظوظ أردوغان وكليتشدار أوغلو الأمر الذي يزيد من أهمية كل صوت في الانتخابات. 

والاثنين، كشف رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا “أحمد يانار” عن أن العدد النهائي للائحة الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة هو 64 مليون و113 ألف ناخب داخل وخارج البلاد، موضحاً أن 60 مليون و697 ألف منهم مسجلون داخل البلاد، والباقين موزعين حول العالم سينتخبون من خلال السفارات والقنصليات التركية. ويبلغ عدد الناخبين من النساء 50.3 بالمئة من إجمالي الناخبين. 

كما كشفت الهيئة العليا للانتخابات عن أن عدد من يحق لهم التصويت لأول مرة في هذه الانتخابات بلغ 4 مليون و904 ألف ناخب، لافتةً إلى أنه في حال عدم حسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الأول سوف يحق لـ47 ألف مواطن آخر التصويت في الجولة الثانية، بحيث يتقرب عدد إجمالي الشباب الصغار الذين يحق لهم التصويت لأول مرة من 5 مليون ناخب. 

ومقابل عدد الشباب الصغار الذين يحق لهم التصويت لأول مرة والذي بلغ 5 مليون، انخفض عدد المسنين الذي تجاوزت أعمارهم الـ75 عاماً ويحق لهم التصويت إلى 3 مليون و180 ألف، وهو ما يعني تفوق عدد الشباب الصغار على عدد المتقاعدين الذي كانت تذهب أصوات معظمهم تقليداً إلى أردوغان الذي يواجه حالياً تهديداً أكبر من الشباب الذين ولدوا وكبروا واكتسبوا حق التصويت في ظل وجوده بالحكم المتواصل منذ 20 عاماً. 

ورغم نجاح أردوغان وحزبه الاستثنائي طوال 20 عاماً في كسب الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية، إلا أنه عانى طوال هذه الفترة من استمالة أصوات الشباب وكان على الدوام ينجح في اكتساح أصوات كبار السن والمتقاعدين، لكن اليوم وعقب اتساع رقعة المعارضة وظهور أجيال جديدة من الشباب الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة، يبدو الخطر أكبر بكثير من السابق.  

وخلال السنوات الأخيرة، عزز أردوغان من لقاءاته مع الشباب وزيارة الجامعات وسكنات الطلاب، كما زاد من نشاطه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويمتلك حسابات على مواقع “فيسبوك، تويتر، يوتيوب، إنستغرام”، وحديثاً “تيك توك”، ويسعى بشكل دائم للتواصل وإجراءات لقاءات عبر هذه المنصات مع الشباب.  

ويجمع مراقبون على أن 20 عاماً من حكم العدالة والتنمية كانت كفيلة بظهور جيل جديد وشريحة واسعة من الناخبين الشباب الذين لم يعيشوا أي حقبة أخرى في تاريخ تركيا وأنه كلما تقدم الوقت ستتسع هذه الشريحة من الشباب الذي يبدون في حالة اندفاع كبيرة نحو التغيير وتجربة حزب جديد في السلطة ويودون رؤية تجربة الأحزاب الأخرى في الحكم، وذلك على العكس تماماً من كبار السن الذين عايشوا الحقب الماضية وفترات حكم الأحزاب الأخرى ويرون في حزب العدالة والتنمية رغم الكثير من ملاحظاتهم عليه أفضل بكثير من العودة لتجربة الأحزاب المجربة سابقاً.  

ويقول كبار السن من مؤيدي العدالة والتنمية إن الحزب قدم خدمات كبيرة وأحدث ثورة في تقديم الخدمات البلدية وخدمات إيصال المياه والكهرباء إلى المنازل وتطوير البنية التحتية وبناء الطرق والجسور والمطارات والقطارات، بالإضافة إلى الثورة الكبيرة في قطاع التعليم والصحة والتكنولوجيا والصناعات الدفاعية وغيرها، ويرغبون في استمراره بالحكم رغم وجود ملاحظات مختلفة عليه من قبل الكثير منهم.  

لكن في المقابل، ترى شريحة واسعة من الشباب الذين يشكلون الكتلة الانتخابية الأكبر في البلاد أن ما سبق من خدمات في قطاع البلديات والصحة والتعليم وغيرها هي حقوق أساسية لا منة من أحد، ويعبرون عن رغبتهم في مزيد من الخدمات وفرص العمل والانفتاح والحريات والرفاهية والديمقراطية، وبالتالي يرغبون في إيصال حزب جديد إلى السلطة لـ”تعزيز العملية الديمقراطية والحصول على مزيد من الخدمات المأمولة”. 



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو تاج الحكمة الأول:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الفائز هو اردوغان. وهو دعم رئيس حزب البلد السيد، محرم إنجة كمرشح رئاسي لتشتيت اصوات الناخبين ومحرم إنجة الشخصيه غير
    المستقره ستنسحب عند اللزوم لصالح اردوغان

اشترك في قائمتنا البريدية