غزة: اللجوء إلى الزراعة العمودية المكثفة لمواجهة تقلص الأراضي بسبب الكثافة السكانية

غزة – رويترز: تملأ شتلات الفراولة الموضوعة بشكل عمودي في أصائص بيضاء صوبة (دفيئة زراعية) عايد أبو رمضان التي تبلغ مساحتها مئة متر مربع فقط في بيت حانون في غزة حيث تُستخدم أساليب الزراعة العمودية والمكثفة لمواجهة التمدد العمراني وتوفير المزيد من المحاصيل.
وقال أبو رمضان “‏نحن الآن في مزرعة فراولة تستجيب للظروف التي نعانى منها وهي شح الأراضي حيث أن هذه تجربة فريدة من نوعها في فلسطين والداخل، أول مزرعة بطريقة الزراعة العمودية، يوجد في المئة متر هذه النباتات تنتج بما يماثل دونم (ألف متر مربع) من الفراولة بالزراعة تقليدية”.
ويعكس اللجوء إلى الزراعة العمودية الضغط المتزايد على الأراضي في قطاع غزة الذي تتصاعد فيه أزمة ديموغرافية منذ سنوات إذ من المتوقع أن يزيد عدد سكانه بأكثر من الضعف في غضون الثلاثين عاما المقبلة ليصل إلى 4.8 مليون نسمة،. وبالفعل بدأت الأراضي المتاحة تنفد من الآن.
وأضاف أبو رمضان “‏لجأنا إلى فكرة الزراعة المكثفة، الزراعة المكثفة في الحمضيات بالإضافة للزراعة البينية بين الحمضيات. من فوائد الزراعة المكثفة ليس فقط لأنها تعطي أضعاف الإنتاج، مثلا الزراعة العادية للحمضيات تعطيني تقريبا أربعة أطنان بالدونم الواحد فإن الزراعة المكثفة قد تعطينا ما بين ستة إلى ثمانية أطنان”.
والمنافسة شرسة على الملكيات العقارية الشحيحة في غزة مع ارتفاع الطلب على المساكن والأراضي الزراعية للمساعدة في إطعام السكان الذين يزيد عددهم.
وذكر أبو رمضان “‏ولأن قطاع غزة هو الأعلى كثافة بالسكان في العالم، بالإضافة إلى التمدد العمراني الذي يعني تآكل الأراضي الزراعية، وكذلك المنطقة الحدودية والتي يُمنع فيها الزراعة، أصبحت الرقعة الزراعية الصالحة الزراعة صغيرة جداً”.
وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة غزة أدهم البسيوني “ابتكار هذه الوسائل واعتمادها وهذه الأنظمة الحديثة التي أصبحت الآن في قطاع غزة مطبقة عند الكثير من المزارعين الرياديين لها فائدة عظمى في زيادة الإنتاجية وزيادة الجودة وأهمية التحكم في كل المُدخلات التي تدخل في عملية الإنتاجية، وفي الوقت نفسه مواجهة التمدد والزحف السكاني نحو الأراضي الزراعية”.
وأضاف أن الزراعة العمودية، التي تنتج عوائد أعلى من مساحة أصغر، قد تصبح نموذجاً يكون القطاع رائدا فيه.