المؤرخ إيلان بابيه: هكذا اكتشفت أكاذيب الصهيونية وهكذا كفرت بروايتها

 وديع عواودة
حجم الخط
1

الناصرة ـ «القدس العربي»: أكد مجددا المؤرخ الإسرائيلي ايلان بابيه أن الصهيونية وخلافا لمزاعمها وروايتها خططت لتهجير الفلسطينيين من وطنهم في نكبة 1948 بالقتل والتهجير والترهيب مسبقا، لافتا لاجتماع لقيادتها عام 1934 اتفقوا فيه على التطهير العرقي ضمن خطة واضحة، نافيا روايتها وكأن التهجير هو نتيجة طبيعية في كل حرب، مؤكدا وجود قرار وخطة مدبرة مبيتة.
جاء ذلك ضمن ندوة نظمتها الحركة الإسلامية في مدينة سخنين داخل أراضي 48 وتحدث فيها الباحث والناشط السياسي ايلان بابيه حول كتابه «التطهير العرقي في فلسطين»، بحضور أعضاء الحركة الإسلامية وجمهور من أهالي سخنين والمنطقة. وكشف بابيه في الندوة أن وسائل الإعلام العبرية وحتى صحيفة «هآرتس» التي تدعي الليبرالية ترفض منذ 2007 نشر مقالات له منذ صدور كتابه «التطهير العرقي في فلسطين» لافتا لطرده من قبل جامعة حيفا أيضا والى عدم أسفه على مغادرتها بعد ذلك لينتقل الى جامعة اكستر في بريطانيا حيث أسس أول معهد دراسات في الأكاديمية الغربية مكرس لفلسطين. وقال إنه نشأ في حيفا داخل بيت إسرائيلي صهيوني تقليدي، وبعمر 18 سنة أدى الخدمة العسكرية وشارك في حرب 1973 في هضبة الجولان. وتابع متوددا «قاتلت في معركة في محيط مدينة القنيطرة ويبدو أن السوريين علموا مسبقا أنه مفضل عدم قتلي وقتها». وقال إنه في صباه لطالما أحب التاريخ وحاز على علامة 100 في درس التاريخ خلافا لبقية المواضيع، مما دفعه لتعلم التاريخ في جامعة حيفا. وقال إنه كان من الطبيعي أن يختار تاريخ البلاد. وتابع «صحيح ما قاله مسعود غنايم حول العلاقة المباشرة بين الأرشيفات وبين التاريخ الجديد والمؤرخين الجدد لأنه إذا قدمت من عقلية وبيئة صهيونية فما الذي سيفتح عينيك على الحقيقة؟ لو جاء مسعود غانم طالبا إطلاعي على حقيقة ما جرى لما كان الأمر مجديا لأنني نشأت داخل بيئة أيديولوجية صهيونية، لذلك فإن الأرشيف مهم جدا في هذه الحالة بالنسبة لنا كمؤرخين جدد، ولاحقا فهمنا أن هناك أمورا أخرى تثبت من المحق هنا وأنت تفهم إذا كانت هناك 500 قرية مدمرة وعدد كبير من اللاجئين فأنت تدرك أن تطهير عرقيا قد حصل في البلاد ولا تحتاج أرشيفا من أجل ذلك، ولكن من أجل بداية التاريخ وبداية الطريق ولنشر الموضوع للخارج أنت تحتاج للأرشيفات. بابيه الذي تحدث بالعربية والعبرية والإنكليزية في محاضرته أشار الى كتاب صدر بالعربية يدعى «خارج النطاق» وصف فيه مسيرته. وأضاف «فعلا تدخل الأرشيف وأنت تعد للدكتوراة بجيل 27 عاما وحتى ذاك العام كنت مقتنعا بالرواية الصهيونية. وفي الأرشيف وجدت 1000 أمر عسكري كل منها خاص بقرية، والتاريخ مهم هنا فهي مؤرخة بمعظمها قبل مايو/ أيار 1948 وهذا أول ما فتح عيوني… الوثائق هذه مهمة لأنني درست في المدرسة أنه تم الإعلان عن قيام إسرائيل في 15 مايو/ أيار 1948 فقرر العالم العربي منع قيامها عنوة وأرسل جيوشا لتدميرها فنشبت الحرب واللاجئون من نتائجها وهذا ذنبهم. لكن الأرشيفات زرعت الشك في مصداقية الرواية الصهيونية. عندما تجد وثيقة تاريخية قبل الحرب بشهور تحمل تعليمات عسكرية خاصة بقرى قيسارية والبرج ثم قرى حيفا ويافا تنص على اقتحام القرية وقتل الرجل وأسر الآخرين وتفجير بيوتها وإحراق ما أمكن حرقه»، موضحا أنه قال في سره في البداية وقتها: هذا غير  معقول وربما هذه وثيقة واحدة، وربما هذا قائد مجنون ومن غير المعقول أن يكون هذا الوضع، فقد قاتلت ضمن صفوف الجيش الأخلاقي في العالم، لا يعقل. وعندها فتحت المزيد من الوثائق ووجدت التعليمات ذاتها بما يتعلق بقرى عكا وغيرها. ولاحقا أذكر أنني وجدت وثيقة تتعلق بيوسيف فاشيتس أحد قادة حزب اليسار الصهيوني في «هشومير هتسعير» التابع لـ حزب «مبام» (رئيس الدائرة العربية في الحزب). وفي الوثائق الخاصة به يسجل أسماء القرى الفلسطينية التي تعرضت لجرائم ومجازر، قرية قرية كالصفصاف، حيث يقول فاشيتس الذي قررت حكومة الاحتلال قبل عام حجب أرشيفاته: في الصفصاف جمعوا 52 رجلا  تم ربطهم واحدا بالآخر وإيداعهم داخل بئر ثم قتلوهم بالرصاص. ثم قتلوا امرأة تحتضن طفلها. ما صدمني وزعزعني وصفه ما جرى في قرية الدوايمة قضاء الخليل وحتى الآن استصعب قراءة المادة:  قيام جنود باغتصاب نساء وتحطيم جماجم أطفال وتفجير بيوت على رؤوس ساكنيها. أذكر وقتها أن شقيق رئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت (يوسي أولمرت) قد درس معي وأعد هو الآخر دكتوراة في التاريخ وكنت أعبر عن استغرابي على مسامعه مما نقرأ فكان يقول: لا، هذه وثيقة أو وثيقتين فلا تضخم الأمور. لكن لاحقا اكتشفت عددا كبيرا من الوثائق المشابهة، وبعد أسبوعين أدركت أن هناك خطة صهيونية. قرأت أيضا كتابات المؤرخين الفلسطينيين وتنبهت لاستخدامهم مصطلح «نكبة»، ورويدا رويدا تجلت الصورة التاريخية أمامي». وقدم له عضو الكنيست السابق أستاذ التاريخ مسعود غنايم وأشار لكونه مؤرخا وفي الوقت نفسه هو مناضل وناشط يساري غير صهيوني لا يكتفي بوصف الواقع بل يسعى لتغييره. واستذكر غنايم أهم أعمال إيلان بابيه: «التطهير العرقي في فلسطين، والفلسطينيون المنسيون، عشر خرافات عن إسرائيل، وتاريخ فلسطين الحديثة، فكرة تاريخ إسرائيل السلطة والمعرفة، والشرق الأوسط الحديث». وتابع «يعتبر الباحث أيلان بابيه من أوائل المؤرخين الجدد في إسرائيل. ايلان بابيه يؤكد في دراساته أن نكبة الشعب الفلسطيني كان مخططا لها من قبل الحركة الصهيونية. وأكد وقوع تطهير عرقي في فلسطين حتى ولو أنكرت إسرائيل ذلك، وكذلك العالم الغربي. ولكن الحقائق التاريخية تؤكد أنه كانت هناك مذابح وهدم قرى ومدن بأكملها في فلسطين تعود لأصحابها الأصليين، وأن ما حدث للشعب الفلسطيني كان ممنهجا ومدروسا ومخططا له من قبل الزعماء الاسرائيليين، وهم المسؤولون عن ما حدث للشعب الفلسطيني من نكبة وما تلاها من تهجير وتدمير وخراب».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مية الغربي:

    مرحبا
    هل توجد ترجمة عربية لمؤلفات إيلان بابي وكيف يمكن التصل عليها ؟ مع الشكر

اشترك في قائمتنا البريدية