المنخفض الجوي يعطّل التعليم في غزة… وصور إنقاذ أطفال المدارس بالجرافات تثير المخاوف

حجم الخط
1

غزة ـ «القدس العربي»: غرقت شوارع وأحياء في قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، وتضررت بشكل أكبر الطرقات التي أصابها القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة في مايو/ أيار الماضي، جراء استمرار هطول الأمطار بشكل غزير، وهو ما دفع بالقائمين على المؤسسات التعليمية لتعليق الدراسة أمس الأحد، بعد الصور التي أظهرت تسرب المياه إلى الكثير من المدارس، وإحداثها برك مياه عميقة.
وبقي أطفال المدارس وطلاب الجامعات في منازلهم، بعد أن قررت وزارة التعليم في غزة ووكالة «الأونروا» تعليق الدوام الدراسي، وهو أمر اتبعته أيضا باقي الجامعات العاملة في القطاع.
جاء ذلك في ظل اشتداد المنخفض الجوي العميق، الذي وصل المناطق الفلسطينية منذ مساء الخميس الماضي، واشتدت أمطاره مع صبيحة السبت، والمتوقع أن يستمر حتى الأيام المقبلة.
وفي بداية المنخفض عاد أطفال المدارس إلى منازلهم وقد ابتلت ملابسهم بالكامل، وهو ما أصاب الكثير منهم بأمراض البرد والانفلونزا. وفي بعض الأماكن جرت الاستعانة بجرافات كبيرة، نقلت الأطفال من بوابات المدارس التي أغلقتها مياه الأمطار، إلى أماكن أكثر أمنا، وقد ظهر ذلك في صور ولقطات أخذت من أمام تلك المدارس خاصة تلك الموجودة في منطقة غرب مدينة غزة.
وأثارت الصور مخاوف الأهالي، ومنعتهم من إرسال أطفالهم للمدارس في ظل اشتداد المنخفض، وذلك بسبب عدم اتخاذ إجراءات كافية قبل هطول الأمطار، وهو ما هدد حياة أطفالهم، وقد تداول الأهالي بينهم هذا الخيار، حتى قبل طمأنتهم بقرارات تعليق الدوام.
وتسرب الكثير من مياه الأمطار إلى المنازل، خاصة منازل القاطنين في مناطق منخفضة، كما تسبب المنخفض في تكبيد السكان خسائر مادية، نتيجة تطاير ألواح معدنية تغطي أسطح مساكنهم، بفعل الرياح الشديدة.
وضمن المحاولات الرامية للتخفيف عن المتضررين، شرعت وزارة التنمية الاجتماعية بحصر المناطق التي تضررت من المنخفض الجوي، وقامت بصرف مساعدات لهم، لافتة إلى وجود عدد كبير من الأسر التي تعرضت للغرق، فيما قامت بعض المؤسسات والتنظيمات الفلسطينية بتقديم مساعدات مماثلة.
ومن أجل المساعدة في سحب تلك المياه التي تجمعت في الطرقات، أعلنت شركة توزيع الكهرباء، عن زيادة ساعات تشغيل مضخات بركة تجميع مياه الأمطار الكبيرة في حي الشيخ رضوان، والتي تخدم مدينة غزة، لتمكين فرق البلدية من مواصلة أعمالها.
كمل واصلت فرق الطوارئ في بلدية غزة كبرى بلديات القطاع أعمالها خاصة عند برك تجميع مياه الأمطار، بسبب ارتفاع منسوب المياه في داخلها، وأوعزت بتجهيز برك إضافية لتجميع هذه المياه في خطوة استباقية للتخفيف من كميات المياه الواردة إليها.
ودفع ذلك رئيس لجنة الطوارئ في غزة مصطفى قزعاط، للمطالبة بضرورة البدء الفوري في عملية إعادة إعمار البنية التحتية المتضررة بفعل الحرب الأخيرة، وطالب كذلك الجهات الحكومية والمانحة بدعم ومساندة بلديات قطاع غزة في جهودها للحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم في ظل الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة التي تواجهها بعد العدوان الأخير.

تحذيرات من غرق المزارع الحدودية والفقراء يلجأون لـ«موقد النار»

وكان العديد من الطرقات قد تعرض لقصف جوي إسرائيلي عنيف خلال الحرب الأخيرة، وطال القصف البنى التحتية، ما جعل تلك الشوارع التي جرى ردم الحفر التي أحدثتها الصواريخ دون تصليح كامل لشبكات المياه وتصريف مياه الأمطار الأكثر تضررا، وقد أحدثت مياه الأمطار الغزيرة حفرا في بعضها.
ويصاحب المنخفض الجوي العميق انخفاض كبير في درجات الحرارة، وباتت أقل من معدلها السنوي بكثير، علاوة على كميات الأمطار الغزيرة التي هطلت ولا تزال على جميع المناطق الفلسطينية، بما فيها قطاع غزة الساحلي، بعد أن عانى منذ بدايات فصل الشتاء من انحسار الأمطار، التي هطلت بكميات قليلة.
ورغم اشتياق سكان غزة كغيرهم لأمطار الشتاء، وهو أمر ظهر بإقامة صلوات الاستسقاء مع بداية الموسم، بعد تأخر هطول الأمطار، إلا أن تلك الأمطار كشف عيوبا كبيرة في البنى التحتية سببها الأساس الحصار والاحتلال، وهو ما ينعكس سلبا على الأسر خاصة التي يمثل الأطفال أو كبار السن الغالبية فيها، لافتقارها إلى وسائل التدفئة الآمنة، بسبب الانقطاع الكبير للتيار الكهربائي.
ويصل التيار الكهربائي مدة ثماني ساعات وصل مقابل مثلها قطع على مدار ساعات اليوم، لكن ساعات القطع تزداد في فصل الشتاء وانخفاض الحرارة، ما يحرم السكان من التدفئة من خلال الأجهزة الكهربائية، وهو ما يضطر بعض العوائل لإشعال النار في الأخشاب بحثا عن الدفء، رغم التحذيرات التي تطلقها فرق الدفاع المدني، كون أن مثل هذه العمليات نجمت عنها في مرات سابقة حرائق كثيرة.
ويعتبر موقد الحطب «كانون النار» كما يطلق عليه الغزيون، الملاذ الأول في هذا الوقت خاصة للأسر الفقيرة، التي تستخدمه في طهي الطعام أيضا، وتلك التي تملك ساحة أو مكانا فسيحا وسط منزلها، فيما يحرم من هذا الموقد تلك العوائل التي تقطن الشقق السكنية داخل العمارات. وطلبت لجان الطوارئ في قطاع غزة من المواطنين التعاون مع طواقمها، واتباع الإرشادات الصادرة عنها، حول كيفية التعامل مع المنخفض الجوي، التي يتم نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأعلنت في الوقت ذاته طواقم الدفاع المدني في قطاع غزة، تنفيذ 152 مهمة مختلفة خلال المنخفض.
وأوضح بيان للدفاع المدني أن طبيعة الحوادث الناتجة عن المنخفض الجوي تركزت في تجمعات مياه الأمطار، وتطاير ألواح معدنية عن أسطح بعض المنازل، وسقوط أشجار، وحرائق. وذكر أن فرق الدفاع المدني أخمدت تسعة حرائق، فيما نقلت طواقم الإسعاف 7 مواطنين للمستشفيات لتقديم العلاج اللازم لهم.
كذلك دعت وزارة الزراعة في غزة، المزارعين لأخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة للحد من تضرر المحاصيل جراء ارتفاع معدل هطول مياه الأمطار، كما طالبت المزارعين في المناطق الحدودية الشرقية بأخذ الاحتياطات والتدابير لاحتمال فتح العبارات والسدود من قبل الاحتلال الإسرائيلي، على غرار مرات سابقة، أدى وقتها إلى تدمير آلاف الدونمات الزراعية في تلك المناطق، بسبب غرقها الكامل بالمياه.
وقالت الوزارة إن معدلات هطول الأمطار تجاوزت الـ (181 مل) لافتة إلى أن هذه الكميات تفوق إجمالي موسم الشتاء الفائت بأكمله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ماهذا العجب العجاب الذي يحدث لأطفال غزة العزة حصار وبرد،. ألا لعنة الله على الصهاينة الملاعنة

اشترك في قائمتنا البريدية