ترامب والقضية الفلسطينية: تصريحات تعيد أزمات النكبة إلى الواجهة

حجم الخط
14

لم يمض على تسلم الرئيس دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية سوى أيام معدودة، لكنها حفلت بقرارات ومواقف خطيرة وعدائية ضد الشعب الفلسطيني، وكان الأخطر بينها اقتراح نقل مليون ونصف المليون فلسطيني من قطاع غزة إلى الأردن ومصر.
فعلى متن طائرة «إير فورس» قال الرئيس الأمريكي لصحافيين إن القطاع بات «مكانا هدم بالكامل» كاشفا عن أنه ناقش الوضع مع العاهل الأردني عبدالله الثاني وسيثير المسألة مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.
وكرر «أود أن تستقبل مصر أشخاصا. أود أن يستقبل الأردن أشخاصا».
وتابع «نتحدث على الأرجح عن مليون ونصف مليون شخص. ونحن بكل بساطة ننظف المنطقة بالكامل. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما».
وصرح ترامب «أفضّل التواصل مع عدد من الدول العربية وبناء مساكن في مكان مختلف حيث قد يكون بإمكانهم العيش بسلام» مشيرا إلى أن الإجراء قد يكون طويل الأمد أو مؤقتا، لحين يتم إعادة بناء المنطقة التي تم تدميرها.
تصريح ترامب حول تهجير الفلسطينيين لاقى ترحيبا كبيرا من اليمين الإسرائيلي المتطرف، حيث تعهد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، بالعمل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل تنفيذ خطة ترامب.
وكتب سموتريتش في منشور له على منصة «إكس» قائلا «إن السياسيين ظلوا لأعوام يطرحون مقترحات غير عملية، مثل إقامة دولة فلسطينية، وهو ما من شأنه أن يعرض وجود إسرائيل وأمنها للخطر. إن التفكير غير التقليدي» فقط في النهج الجديد يمكن أن يجلب السلام والأمن».
تزامن تصريح ترامب السبت، عن التطهير في غزة مع تعليمات وجهها للبنتاغون بالإفراج عن شحنة قنابل بزنة ألفي رطل لإسرائيل سبق أن جمّد تسليمها الرئيس الديمقراطي جو بايدن العام الماضي على اعتبار أنها قد تخلّف «مأساة بشرية كبيرة».
من غير المستبعد أن يعتقد ترامب أن هذه الأسلحة قد تكون الوسيلة التي سيعتمدها مع نتنياهو لإجبار الفلسطينيين على الفرار، خاصة أنها ترافقت أيضا مع قرار خطير آخر هو تعليق المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما واستثنيت منها إسرائيل ومصر ولم يستثن منها الأردن، ومن غير المستبعد أن تكون هذه وسيلة ضغط على الدول العربية.
طبعا، لا أحد يصدق كلام ترامب عن إمكانية أن يكون هذا «التطهير» كما وصفه مؤقتا، فاللاجئون الفلسطينيون تعلموا من هجرتهم الأولى، حين أُجبروا على الفرار عام 1948، حاملين مفاتيح بيوتهم، معتقدين أنها لن تستغرق سوى أيام قليلة يعودون بعدها لأرضهم وبيوتهم، وهذه الأيام طالت وامتدت لأكثر من 76 عاما أو ما يعادل الـ30 ألفا و650 يوما، لكنها لم تنجح بإجبار الفلسطينيين على التخلي عن أرضهم وهويتهم. وقد آن الأوان لأن يتعلم العالم أن هذا الشعب لا يقبل بديلا عن وطنه، وسيتصدى لمحاولات تصفية قضيته مهما كلفه الأمر.
ورغم أنه لا إمكانية في الواقع لتطبيق هذا الاقتراح، لكن لا بد للفلسطينيين من أن ينحّوا خلافاتهم ليتمكنوا من مواجهة التحديات الخطيرة بأقل الخسائر.
هذه التحديات الخطيرة لا تستهدف الشعب الفلسطيني فحسب، لكنها تشكل خطرا على المنطقة بأسرها، وعلى الدول العربية خاصة مصر والأردن إلى جانب السلطة الفلسطينية تبني موقف ثابت وقوي والدعوة لاجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث هذا التهديد الأمريكي، وإعلان رفض قاطع لمثل هذه الاقتراحات التي تستخف بحقوق الشعوب الثابتة بالحرية وتقرير المصير.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد علي:

    الحل في هجرة اليهود الطوعية والسلمية من فلسطين وعودة أصحابها وأهلها اليها. فمؤخرا وضع المفكر لليهودي البروفيسور ايهودا يوسي روزنتال حلا اعتبره ابداعيا للمشكلة الفلسطينية يتمثل بمغادرة اليهود لفلسطين سالمين واقامة دولة يهودية في ولاية نيو يويورك الأمريكية لأنها كما قال: تسكنها أغلبية يهودية، وتمتد على مساحة واسعة، فهي بعكس فلسطين التاريخية كلها التي تبلغ مساحتها حوالي ٢٧ ألف كيلو متر مربع ، ذات مساحة تساوي حوالي ١٤١٣٠٠ كيلو متر مربع ، وهي ذات ثروات هائلة وموارد كثيرة وامكانات ضخمة، وهي بعكس فلسطين، ليس لها سكان أصليون يدافعون عنها الى الأبد. وأشار روزنتال الى ان فكرته تسهم في حماية دماء اليهود وأرواحهم وأموالهم وأمنهم، وفي ايقاف مآسي الفلسطين والظلم المستمر الواقع عليهم. وأوضح روزنتال أخيرا بأن ما يسهل تحويل فكرته الى واقع ملموس هو أن نيويورك مقدسة لليهود حيث ذكرت تلميحا احدى عشرة مرة في التوراة. وقال بأنه اذا تم تحقيق ما أسماه (رؤية روزنتال)، فإنه سيكون هناك جنتان على الأرض: جنة فلسطين الفلسطينيين وجنة نيويورك اليهود، وسيتوقف سفك الدم والقهر والحقد والعذاب والألم، وستتلاشى المعاناة والكراهية.

    1. يقول الناقد الديني:

      [تابع]
      رابعا، حتى أمريكا برمتها ليس لها أي تلميح في التوراة ذاته (ناهيك عن نيوريورك) سوى ذلك الاعتماد على أشكال فانتازيا “تفسيرية” مشابهة، لا في سفر حجاي (الإصحاح الثاني) ولا في سفر إشعياء (الإصحاح السادس والستون) ولا حتى في سفر زكريا (الإصحاح الثاني عشر). فليس كل “بروفيسور” يخمّن كما يحلو له بناء على تلك الفانتازيا
      خامسا، وأخيرا لا آخرا، وحتى السيد المسيح (الذي عاش في فلسطين القرن الأول، أي بعد وجود تلك “التلميحات” المنوه عنها بقرون، والذي من المفترض أنه قد هضم فحوى التوراة بأكمله)، حتى السيد المسيح لم يكن يعلم شيئا عن أمريكا ولا حتى أستراليا.

  2. يقول ابن الوليد. المانيا. (على تويتر ibn_al_walid_1@):

    كما قلت من قبل.. كل ما قام به ترامب وسيقوم به
    ليس بدافع حب لغزة ولا اسرائيل .. وهذا الاخير
    مستجد كبير..
    .
    مصالح امريكا اولا وقبل كل شيئ ..
    .
    في ولايته السابقة حاول ايضا فرض امور كثيرة على
    العرب تحديدا واوروبا والصين.. الخ.. ولم ينجح في
    كل شيئ.. لذلك فبالتسبة للعرب يمكنهم فعل الكثير
    كالتوجه الى الصين بخطوة قوية محسوبة.. وهذا
    سيكون له الأثر البالغ..
    .
    هي فقط مزايدات في بزار المصالح .. واظن ان ترامب
    يعلم انه لن يحقق كل شيئ.. ويريد نحقيق اغلب الاشياء ..
    لكن.. هذه “أغلب الاشياء” سيحمعها بطريقة تراكمية
    وبنفس طويل.. حيث سيكون رابخ في نهاية المطاف…
    .
    على العرب ان لا يركزوا فقط على حل مستعجل لما
    يكلبه منهم الآن.. بل في خطة لكل ما سيطلبه منهم
    لاحقا…
    .
    خطة ترتمب قد اصفها بكلمتين ” max of maxima” ..
    .
    مثلا.. تحدث عن 540 ,مليار. فتحدتث السعودية
    بطريقة العرب عن 600 مليار.. وهذه كانت فقط
    احتراما لقدر ترامب.. على طريقة حسن التعامل العربية..
    فخرج ترامب يتحدث عن 1000 مليار…
    .
    There is no limit with mr trump…
    .
    أيها العرب.. الستم آلهة التجارة .. منذ رحلة الشتاء والصيف..
    .
    تفضلوا الى البازار… وانسوا بدلة السياسة..

  3. يقول الأستاذ: علي او عمو.:

    ما لا يعرفُه الرئيس الأمريكيّ “ترمب” و لم يستوعِبه بعد هو أنّ الشعب الفلسطينيّ شعب تمسّك بأرضه و وَطنه منذ أزيد من سبعة عقود و لم يَتوانَ يوماً في تقديم الشهداء و الجرحى و المعتقَلين في سبيل تحرير أرضه و إقامة دولته المُستقلّة و عاصمتها القدس الشريف.. ما لا يعلمُه “ترمب” جيّداً هو أنّه ليس هناك من يستطيع فرض الهجرة على الفلسطينيّين من بلدِهم الذي ضحّى الأجداد من أجل تحريره. الشعب الفلسطيني شعب قويّ و صامد و مُلتفٌّ حول مُقاوَمتِه الباسلة، المُقاومة التي هي مُستعدّةٌ لمُحاربة الكيان الإسرائيلي في جميع ربوع فلسطين المحتلة و ستنتَصِر عليه كما انتصرت عليه في قطاع غزة العزة.

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية